الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الحادي والثلاثون في معرفة أسرار إقامة الصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الحادي والثلاثون في معرفة أسرار إقامة الصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الحادي والثلاثون في معرفة أسرار إقامة الصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الحادي والثلاثون في معرفة أسرار إقامة الصلاة

يا مقيم الصلاة : مالك تدعو * للمناجاة من حماه العيان

هي الأراحة لحجاب قدرته * عند الحكيم الكيان

ودليلي : من قال قم يا بلال * فأرحنا بها ، فسر الزمان

فأقام الصلاة فارتاح قلب * جاءه الخوف : تارة والأمان

قل لمن يقرأ القرآن تبحر * في علوم شتى حواها القرآن

خلف ستر أدق من وهم سر * شاهد اللّه : إذ أتته الحسان

هو وهم ، وليس علما ، ولكن * فيه سر لربنا وامتنان

فإذا ما قرأت قرآن ربي * أظهر القول ما حواه الجنان

للفؤاد الكلام من غير حرف * يا ولي ، وللحروف اللسان

 

نزل الروح على القلب ،

وقال : أيها العقل أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً .

يا عقل : ربك قد دعاك للدخول عليه ، والوقوف بين يديه ، فتسوك بعود أراك تفاؤلا ، فإن الفال مشروع ، فهو « خير من سبعين صلاة ، وقد جاءت رواية من أربعمائة » كما جاء في الموضوع ، فالزم الأدب ، واحضر ( مع ) النسب فإن علم النسب يوجب أدبك ، ويبهج مذهبك .

( و ) هذا أنت خلف الباب ، تريد رفع الحجاب ،

 

فقل :

اللّه أكبر ، اللّه أكبر : إثباتا لمن تكبر عليه ، إعظاما ونزولا عليه ، وإلماما ، وقهرا له ، وإرغاما ورحمة به وإكراما .

أشهد أن لا إله إلّا اللّه : إثباتا لمن أدعى الألوهية في نفسه ، حين أوجدها له في يومه دون أمسه ، فينعم بها في حسه ، وظهر بها عند أبناء جنسه ، فحالت بينه وبين دوام أنسه :

أشهد أن محمدا رسول اللّه : تحقيقا ، إن الرسالة في الثرى وإن « كل الصيد في جوف الفرى » فسرت سريان النفس في الورى ، فمنهم من تقدم ومنهم من طلب الورى وعند الصباح يحمد القوم السرى .

حي على الصلاة : إثباتا للغفلات وتعشق الغافلين بالكائنات ، فاتحدوا بها في عالم الكائنات وانفصلوا عنها في عالم السماوات : انفصال الروحانيات الملكوتيات .

 

حي على الفلاح : تعيينا على البقاء ، ونجاة السعداء ، وعدمها من الأشقياء ، والفصل بين الأرض والسماء يوم الفصل والقضاء .

 

قد قامت الصلاة : ( فقد ) قاموا أجلالا لقيامها ، وبادروا إليها تعظيما لإمامها فوهبتهم الأسرار القدسية بين افتتاحها بتكبيرها ، وتمامها بسلامها ، فمن فارح بقدومها جزع من أقدامها ، ومن فارح بانقضائها إذا كان على تمامها ، ومن محب في دوامها لتلذذه بكلامها .

 

اللّه أكبر اللّه أكبر : تكبيرا من غير مفاضلة ، وقربا من غير مواصلة ، وأنباء من غير مراسلة ، وإنعاما بمعاملة وغير معاملة ، ورؤية من غير مقابلة ، لا إله إلّا اللّه إثباتا للشرك والتوحيد في عالم الجمع والوجد ، في عالم الفرق والفقد ، بسر التعطيل والوجود ، والتشبيه والتمجيد ، لانفاذ الوعد والوعيد ، من القريب البعيد ، بمحل التنظيم والتبديد .

 

وأنت يا حس : فقل اللّه أكبر ، اللّه أكبر ، تيفي تكبر المتكبرين من طريق دعوى المدعين ، وإرغاما لأنوف الحاسدين ، ودحضا لحجة المبطلين ، وإقامة لبرهان المؤمنين .

أشهد أن لا إله إلّا اللّه : ردا على من قال : أنه اللّه فإن الحيلم الأواه :

من قال بنفي الأشباه ، وساوى في الذكر بين القلوب والأفواه وفي السجود بين الأقدام والجباه .

أشهد أن محمدا رسول اللّه : إثباتا لقربه من ربه بعالم تربه ، ومن حبه بعالم قلبه بصحة حبه ، فاتخذ حبيبا وخليلا ، وعبدا ورسولا ، فصحت له السيادة على صحبه .

حي على الصلاة : إثباتا للإيمان ، وتعشقا في العيان بالبصر والجنان في الإساءة والإحسان ، والجحيم والجنان ، فليس العجب من ورد في بستان ، وإنما العجب من ورد في قعر النيران .

 

حي على الفلاح : إقبالا على الإحسان بالأمان ، فإن البقاء بقاءان ، والنجاة نجاتان ، وكل ذلك ظهر في الإنسان .

قد قامت الصلاة : من قعدتها ، وانحلت لام الفها من عتدتها ، فصارت سلطانة بوحدتها ، وظهرت في المؤمنين بقوتها ونجدتها ، وفي العارفين بترك عددها وعدتهاوَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ.

اللّه أكبر اللّه أكبر : مفاضلة روحانية ، ومرتبة ربانية ، ومعادلة رحمانية ، وتكملة إنسانية ، ونكتة رهبانية .

لا إله إلّا اللّه : شرك مقبول في توحيد معلول ، صاحبها مقيد مغلول ، وتاركها في روض مطلول لا ملول ولا مملول .

جعلنا للّه وايّاكم ممّن أقامها دائما ، وكان بأسرارها عالما ، آمين .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: