الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الثاني والثلاثون في معرفة أسرار تكبيرات الصلاة إن شاء اللّه تعالى .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثاني والثلاثون في معرفة أسرار تكبيرات الصلاة إن شاء اللّه تعالى .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثاني والثلاثون في معرفة أسرار تكبيرات الصلاة إن شاء اللّه تعالى .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الثاني والثلاثون في معرفة أسرار تكبيرات الصلاة إن شاء اللّه تعالى

أكبره في كل فعل على الذي * تجلى من الأسماء فيه لناظري

فإن الذي يبدو إلي هو الذي * أراه بذلك الفعل : ربي وآمري

 

قال الروح في تنزله : اعلم أن للجمع حضرتين ، كما بينا من قبل : أن الوجود كله مبني على اثنين في « اللّه » واعني به الاسم : حضرة جامعة لجميع الأسماء الحسنى ، والذات التي لها الألوهية حضرة جامعة لجميع الصفات القدسية الذاتية ، والصفات الفاعلة في العالم الأبعد والأدنى ، والأرفع والأدنى .

فإذا كنت في حالة من الأحوال . ( من أحوال الأرض أو من أحوال السماء )

فلا شك أنك تحت قهر اسم من الأسماء ، سواء عرفت ذلك أو لم تعرف ، أو وقفت في مشاهدته أو لم تقف ، فإن ذلك الاسم الذي يحركك أو يسكنك ، أو يكونك أو يمكنك ، يقول لك : أنا إلهك ، ويصدق في قوله .

 

فيجب عليك أن تقول : اللّه أكبر ، وأنت يا اسم سبب فعله فلك الرفعة السببية ، وللّه الرفعة الإلهية ويصح فعل ( هذا ) على طريق المفاضلة ، لأنها من حضرة المماثة ، قال اللّه تعالى :قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى.

 

 كذلك له الصفات العلى ، فإن اللّه هو - الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارىء ، المصور ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الشاكر ،

العليم ، القادر ، الرؤوف ، الرحيم ، الرزاق - إلى ما يعلم منها وما لا يعلم ، وما يفهم من صفاته وما لا يفهم .

وعلى هذا يصح : اللّه أكبر ، وبه تثبت المعارف الإلهية ، وتتقرر ، وهذا أمر مجمل : تفصله أعمالك ، وسر مبهم توضحه أحوالك .

واعلم ( قطعا ) أن الذات لا تتجلى عليك ( أبدا ) من حيث هي ،

وإنما تتجلى إليك من حيث صفة ما معتلية ، وكذلك اسمه « اللّه » لا تعرف أبدا معناه ، ولا تسكن وقتا ما في مغناه ، ولهذا السر تميز الإله من المألوه ، والرب من المربوب ، ولو لم يكن ذلك كذلك ، لا لتحق المهلك بالهالك ، فقد بانت الرتب ، وعرفت النسب ، ( وتبينت حقيقة السبب ) .

جعلنا اللّه وإيّاكم ممن شاهد محركه ، فكبر فتجلى له ما هو أكبر ، بمنه وكرمه لا رب غيره ، آمين .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: