الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب التاسع في معرفة تلقي الرسالة الثانية المورثة من النبوة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب التاسع في معرفة تلقي الرسالة الثانية المورثة من النبوة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب التاسع في معرفة تلقي الرسالة الثانية المورثة من النبوة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب التاسع في معرفة تلقي الرسالة الثانية المورثة من النبوة

 

ومعنى قول النبي عليه الصلاة والسلام : "العلماء ورثة الأنبياء"رواه أبو داود ، والترمذي وابن ماجة ، وابن حبان .

وقوله تعالى : "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا" . سورة فاطر الآية : 32 .

وقوله عليه الصلاة والسلام: علماء هذه الأمة أنبياء سائر الأمم».

وكان معاذ وغيره رسول رسول الله إلى من أرسل إليهم .

ولما نزل ذكر الواسطة وقيل رسول الله ، وكان يأخذ عن جبرائيل ، ولم يقل في معاذ وغيره رسول الله ، وقيل فيه رسول رسول الله :

تلقى فؤادي بالصفاء رسالتي    ……  وكان تلقيها بمد رفیقتي

إلى نور ربي بانعکاس شعاعه    …..      بمرآة من أبدى لعيني دقيقتي

فصح نصيبي من وراثة سيد      …… رسول أتاني واضعا لطريقتي

فقمت عليم بالأمور ومرسلا      …….  إلى عالم أخفيته عن حقيقتي

فكان صديقي مرسلي ، ورسالتي  ……     على الكشف والتحقيق أيضا صديقتي

نزل الروح الأمين على القلب وقال : لتعم أن الرسالة الثانية موهوبة ومکسوبة ، طالبة ومطلوبة ، وموروثة غير منفوثة .

وباعثة ومبعوثة ، وصورة تلقيها حقيقة ربانية تمتد في رقيقة ربانية إلى لطيفة روحانية .

فاللطيفة الروحانية رائية ، والحقيقة الربانية مرئية بواسطة مرآة نبوية ، فينعكس شعاعها على قلب الولي ، فلهذا يخرج بصورة النبي : لا ينسخ شريعة ، ولا يثبت أخرى ، ولا يسأل على تعليمه أجرأ ، وإنما صح لنا ورث الكتاب ، لكون إعطائه إيانا من غير إكتساب ، وكل وارث مصطفى ، ومن سواه فهو على شفا ، وإنما لحق الوارث منا بالنبي السالف ، لأنه للإلقاء النبوي ذائق ، و لمقامه العلي كاشف ، وهو في قلبه على شريعة من ربه ، وإنما نسب رسول الرسول إليه لمشاركتهما في التكليف الذي أنزل عليه.

ولم ينسب الرسول عليه الصلاة والسلام إلى جبرائیل ، لأنه ليس له من رسالته غير التعريف الذي أودع الرحمن لديه ، فنسب الرسول إلى الله بغير واسطة ، لقدم هذه الرابطة .

فإن كنت من أهل هذه الإشارات ، فقد منحتك العلم النافع في إيجاز هذه العبارات .

جعلنا الله وإياكم ممن ورث فبعث ، ودعا فانبعث ، وإن ترك لم يكترث آمین بمنه ويمنه .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: