الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الرابع عشر في معرفة سبب فرض الطهارة وصفة الماء الذي يتطهر به .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الرابع عشر في معرفة سبب فرض الطهارة وصفة الماء الذي يتطهر به .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الرابع عشر في معرفة سبب فرض الطهارة وصفة الماء الذي يتطهر به .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الرابع عشر في معرفة سبب فرض الطهارة وصفة الماء الذي يتطهر به


خلق الله نشاني جميعا        ……   بيديه فكنت في خير صوره

فطر الله صورتي عليه      ……     فلهذا أكون في كل صوره

أودع الله في أمريه حتى      ……     صرت ما بين وصف أصلية سوره

ظاهري فيه شقوة وعذاب      ……    باطني فيه رحمة مستوره

أنا أحوي تورانه والأناجيل      ……   و قرآنه  و ثم  زبوره

أنا أحوي أيامه وشهوره      …… أنا أحوي أعوامه ودهوره

أنا كل به ، ولست أبالي      ……    من كلامي ، فإن في ظهوره

ولذا كانت الخلافة فينا      ……      نصها في كتابه مسطوره

فإذا ما أدعيت أني رب      ……     أسدل الله دون وجهي ستوره

وأتي شرعه يخاطب ذاتی      ……    یا غفولا : لقد جهلت أموره

فرض الله نعمة وعذابا      ……  للدعاوي على الأنام ظهوره

 قم مظهرا بالعلم عقلك حتى     …… يظهر الله ذاته للبصيرة

 فترى ذاته وتبصر ما      ……       قد غاب عنها إذا أطلع الله نوره

ثم طهر بالماء جسمك كيما      …… تنعم العين إذ تشاهد حوره

عجبا في نجاستي بحبيبي      …… أودع الله لي علوما كثيره

وطهري مني ولست أسمى      ……       من أنا، وهي إن نظرت شعيره

أن مثلي يقول (أني رب)         …..   يا خليلي : هل أتی بكبيره ؟

لا وحتى ومن أنا و(هو) شيء    …..         واحد، ما أتيت قط صغيره

کف آتي صغيرة أو كبيرة         …….   وأنا القدس ذو العلا والسريره

بك  يا  نشأتي  إلهك  أبدا         …….    فيك عينا   نعیمه وقصوره

حين أبدي في مثل ذاتك أيضا    …….       من كفور : عذابه وسعيره

 قد لغزنا حقائقا وأمورا         …….     من يكنها يظهر بأحسن سپره

نزل الروح (الأمين) على القلب وقال :

أيها المحل النزيه المكبر "المكين" أحرم خلفي بصلاة الظهر ولا تكبر ، فإنك مع المعروف .

وقال للحس : أرفع يديك وكبر فإنك مع الحروف ، وأنا الإمام وأنت المأموم ، وإن كان لك الأمام.

فقال القلب للملك : لو تقدمت العبارة عن الطهارة ، لكان أنتم في الإشارة .

فقال الرسول : لا يتطهر من الحدث إلا الحدث ، ولا من الجنابة إلا من هو عن الحضرة الإلهية في جنابه .

فقال القلب : إن العقل إذا نظر في كونه فهو في جنابة عن عينه ، فجنابته جنابته وإذا نظر إلى نفسه فهو في الحدث الأصغر ، الذي في عكسه ، فحدثه حدثه فلا بد من الكشف والظهور لأسرار الطهارة والماء الطهور .

فقال الملك : أنا الأمين الحفيظ ، فلا أزيد على رسالتي ، ولا اتعدى ما رسم لي في مسطور وكالتي ، ولكن أثبت حتى أرجع إليك وأنزل بما سألته عليك ..

فرجع الروح إلى معلمه على سلمه ، فذكر له ما كان ، ولم يكن به جھولا ، فأمره بتعليمه ، ولم يكن عنه غفوة .

فنزل إليه في حينه ، وخاطبه في قلبه من جهة يمينه ، وقال :

أيها القلب ، سلام عليك ، وأسمع ما أنزلني به سيدي ومولاي ، ومرسلي إليك :

الماء الطهور ماءان ، لأن المتطهر به عالمان :

ماء سمائي ، وهو خلاصة الماء الأرضي فطرة أنبيق الزمهریر .

فذلك الماء النمير ، وقد كان روحا هوائيا بين الكرتين (لاستحالة العين إلى عين ، هي آخر في عالم الفساد) والكون ، فتطهر بهذا الماء أيها العقل الأقدس .

والماء الآخر : ماء أرضي ، من عالم الأمشاج ، فمنه عذب فرات ، ومنه ملح أجاج ، فتطهر بهذا الماء أيها (الجسد الأنفس) .

جعلنا الله ممن تطهر وتقدس ولم يتدنس .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: