الثلاثاء، 16 يونيو 2020

باب الدعاء والدعوات .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

باب الدعاء والدعوات .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

باب الدعاء والدعوات .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

 الإمام أبو القاسم الجنيد بن محمد ابن الجنيد الخراز القواريري قدس اللّه روحه

باب الدعاء والدعوات

قال أبو عبد اللّه المكانسي : كنت عند الجنيد ، فأتت امرأة إليه ، وقالت : ادع اللّه أن يردّ علي ابني ؛ فإن ابنا لي ضاع ، فقال لها : اذهبي واصبري . فمضت ، ثم عادت فقالت له مثل ذلك ،

فقال لها الجنيد : اذهبي واصبري . فمضت ، ثم عادت ففعلت مثل ذلك مرات ،

والجنيد يقول لها : اصبري . فقالت له : عيل صبري ، ولم يبق لي طاقة عليه ، فادع لي . فقال لها الجنيد : إن كان الأمر كما قلت فاذهبي فقد رجع ابنك . فمضت فوجدته ، ثم عادت تشكر له ، فقيل للجنيد : بم عرفت ذلك ؟ .

فقال : قال اللّه تعالى :أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ[ النمل : 62 ] بم عرفت ذلك ؟ « 3 »

سئل الجنيد عن هذه الآية فَاسْتَجَبْنا لَهُ[ الأنبياء : 76 ] فقال : عرّفه فاقة السؤال ليمنّ عليه بكرم النّوال « 4 » .دعاء

إلهي ، وسيدي ، ومولاي ، من أحسن منك حكما لمن أيقن بك ؟

ومن أوسع منك رحمة لمن اتقاك وقصدك ؟ ومن أسرع منك عطفا ورأفة لمن أرادك وأقبل على طاعتك ؟

فكلهم في نعمائك يتقلبون ، ولك بفضلك عليهم يعبدون ، سرت همومهم بك إليك ،

.......................................................

( 1 ) انظر : نفحات الأنس للجامي ( ص 151 ) .

( 2 ) انظر : كتب ورسائل وفتاوى ( 15 / 376 ) .

( 3 ) انظر : الرسالة القشيرية ( ص 204 ) ، والمعزى في مناقب أبي يعزى للتادلي ( بتحقيقنا ) .

( 4 ) قال الآلوسي : والإجابة تتعقب الدعاء لا الاشتكاء فاستحسنوه وارتضوه . وانظر : روح المعاني ( 11 / 326 ) .


 

وانفردت إرادتهم لديك ، وأقبلت قلوبهم بك عليك ، وفنيت حظوظهم من دونك ، واجتمعت لك وحدك ، فهم إليك في الليل والنهار متوجهون ، وعليك في كل الأحوال مقبلون ، ولك على الأحوال مؤثرون ، فأنا أسألك إلهي وسيدي ومولاي أن تكون لي بفضلك كالئا ، كافيا ، عاصما ، راحما ؛ فإني إليك لاجئ ، وبك مستغيث ، وإليك راغب ، ومنك راهب ، وعليك في أمور الدنيا والآخرة متوكل ،أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[ الأنبياء : 87 ] « 1 » .

 

من دعاء الجنيد

اللّهمّ إني أسألك يا خير السامعين ، وبجودك ومجدك يا أكرم الأكرمين ، وبكرمك وفضلك يا أسمح السامحين ، وبإحسانك ورأفتك يا خير المعطين ،

أسألك سؤال خاضع ، خاشع ، متذلل ، متواضع ، ضارع ، اشتدت إليك فاقته ، وأنزل بك على قدر الضرورة حاجته ، وعظمت فيما عندك رغبته ، وعلم ألا يكون شيء إلا بمشيئتك ، ولا يشفع شافع إليك إلا من بعد إذنك ،

فكم من قبيح قد سترته ، وكم من بلاء قد صرفته ، وكم من عثرة قد أقلتها ، وكم من زلة قد سهلت بها ، وكم من مكروه قد رفعته ، وكم من ثناء قد نشرته ، أسألك يا سامع أصوات المستغيثين ، وعالم خفي إضمار الصامتين ، ومطّلع في الخلوات على أفعال المتحركين ، وناظر إلى ما دق وجلّ من آثار الساعين ،

أسألك ألا يحجب بسوء فعلي عنك صوتي ، ولا تفضحني بخفي ما أطلعت عليه من سري ، ولا تعاجلني العقوبة على ما علمته من خلواتي ، وكن بي في كل الأحوال رافقا ، وعليّ في كل الأحوال عاطفا ،

إلهي وسيدي وسندي أنا بك عائذ ، لائذ ، مستغيث ، مستجير من تكاثف مخاوف علل سري ، ومن لزوم ذلك ضميري وقلبي ، حتى يكاد ذلك أن يملأ صدري ، ويوقف على الانبساط إلى ذكرك عقلي ولساني ، ويمنع من الحركة في الخدمة جسمي ، فأنا في حبس ما يعارضني من ذلك من النقص والتقصير ، أسألك أن تخرج ذلك عن ذكري ، وتمنعه من قلبي ،

واجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة ، وبخدمتك وعبادتك موصولة ، حتى يكون الورود ورودا واحدا ، والحال حالا واحدا ، لا سآمة فيه ، ولا فتور ، ولا ملل ، ولا تقصير ، حتى أسرع به إليك في حين المبادرة ، وأسرح بذلك إليك في ميادين المسابقة ، وارزقني من طعم ذلك اللذائذ السابغة ، يا أكرم الأكرمين « 2 » .

...................................

( 1 ) انظر : اللمع للطوسي ( ص 333 ) .

( 2 ) انظر : اللمع للطوسي ( ص 329 ) .


 

دعاء

الحمد للّه إلهي حمدا كإحصاء علمك ، حمدا يرقى إليك على الألسنة الطاهرة ، مبرّأ من زيغ وتهمة ، معرّى من العاهات والشبهات ، قائما في عين محبتك بحنين صدق إخلاصه ، ليكون نور وجهك العظيم غايته ، وقدس عظمتك نهايته ، حمدا لا يستقر إلا عند مرضاتك ، خالصا بوفاء إرادتك نصب إرادتك ، حتى يكون لمحامدك سائقا قائدا .

إلهي ليس في أفق سمواتك ولا في قرار أرضك ولا في فسحات أقاليمها من يجب أن يحمد غيرك ؛ إذ أنت منشئ المنشآت ، لا نعرف شيئا إلا منك ، وكيف لا تعرفك الأشياء ولم يقر الخلق إلا لك ، وبدؤه منك ، وأمره إليك ، وعلانيته وسره محصى في إرادتك ؟ فأنت المعطي والمانع ، وقضاؤك الضار والنافع ، وحلمك يمهل خلقك ، وقضاؤك يمحو ما تشاء من قدرك ، تحدث ما شئت أن تحدثه ، وتستأثر بما شئت أن تستأثره ، وتخلق ما أنت مستغن عن صنعه ، وتصنع ما يبهر العقول من حسن حكمته ، لا تسأل عما تفعل ، لك الحجة فيما تفعل ، وعندك أزمة مقادير البشر ، وتصاريف الدهور ، وغوامض سر النشور ، ومنك فهم معرفة الأشخاص الناطقة بتفريدك ، لا يغيب عنك ما في أكنة سرائر الملحدين ، ولا يتوارى عن علمك اكتساب خواطر المبطلين ، ولا يهيم في قضائك إلا الجاهلون ، ولا يغفل عن ذكرك وشكرك إلا الغافلون ، ولا تحتجب عنك وساوس الصدور ، ولا وهم الهواجس ، ولا إرادة الهمم ، ولا عيون الهمم ، التي تخرج بصائر القلوب .

إلهي كيف أنظر - إن نظرت - إلا إلى رحمتك ، وإن غضضت فعلي نعمك ، فمن فضلك جعلت حكمك يحتمل على عطفك ، ومن فضلك جعلت نعمك تعمّ جميع خلقك ، فهب لي من لدنك ما لا يملك غيرك ، مما تعلمه يا وهّاب ، يا فعّال لما يريد ، واجعلني من خاصة أوليائك ، يا خير مدعوّ، وأكرم راحم، إنك أنت على كل شيء قدير «1».

دعاء

كان الجنيد يدعو بهذا الدعاء على ممرّ الأيام :

الحمد للّه حمدا دائما ، كثيرا ، طيبا ، مباركا ، موفورا ، لا انقطاع له ولا زوال ، ولا نفاذ له ولا فناء ، كما ينبغي لكريم وجهك ، وعزّ جلالك ، وكما أنت أهل الحمد في عظيم

.............................

( 1 ) انظر : الحلية ( 10 / 282 ) .


 

ربوبيتك ، وكبريائك ، ولك من كل تسبيح ، وتقديس ، وتمجيد ، وتهليل ، وتحميد ، وتعظيم ، ومن كل قول حسن زاك جميل ترضاه ، مثل ذلك .

اللّهمّ صلّ على عبدك المصطفى ، المنتخب ، المختار ، المبارك ، سيدنا ومولانا محمد صلى اللّه عليه وسلّم ، وعلى أشياعه وأتباعه وأنصاره وإخوانه من النبيين .

وصلّ اللّهمّ على أهل طاعتك أجمعين ، من أهل السماوات والأرضين ، وصلّ على جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ، ورضوان ، ومالك .

اللّهمّ صلّ على الكروبين ، والروحانيين ، والمقربين ، والسياحين ، والحفظة ، والسفرة ، والحملة ، وصلّ على ملائكتك ، وأهل السماوات ، وأهل الأرضين ، وحيث أحاط بهم علمك في جميع أقطارك كلها ، صلاة ترضاها وتحبّها ، وكما هم لذلك كله أهل .

وأسألك اللّهمّ بجودك ، ومجدك ، وبذلك ، وفضلك ، وطولك ، وبرك ، وإحسانك ، ومعروفك ، وكرمك ، وبما استقل به العرش من عظيم ربوبيتك ، أسألك يا جواد ، يا كريم ، مغفرة كل ما أحاط به علمك من ذنوبنا ، والتجاوز عن كل ما كان منا ، وأدّ اللّهمّ مظالمنا ، وقم بأودنا في تبعاتنا ، جودا منك ومجدا ، وبذلا منك وطولا ، وبدّل قبيح ما كان منا حسنا ، يا من يمحو ما يشاء ويثبت ، وعنده أم الكتاب أنت كذلك ولا كذلك غيرك ،

اعصمنا فيما بقي من الأعمار ، إلى منتهى الآجال ، عصمة دائمة كاملة تامّة ، وكرّه إلينا كل الذي تكره ، وحبّب إلينا كل الذي ترضاه وتحبه ، واستعملنا به على النحو الذي تحب ، وأدم ذلك لنا إلى أن تتوفانا عليه ، أكّد على ذلك عزائمنا ، وأسدد عليها نياتنا ، وأصلح لها سرائرنا ، وابعث لها جوارحنا ، وكن وليّ توفيقنا ، وزيادتنا ، وكفايتنا .

هب لنا اللّهمّ هيبتك ، وإجلالك وتعظيمك ، ومراقبتك ، والحياء منك ، وحسن الجد ، والمسارعة والمبادرة إلى كل قول زكىّ حميد ترضاه ، وهب لنا اللّهمّ ما وهبت لصفوتك ، وأوليائك ، وأهل طاعتك ، من دائم الذكر لك ، وخالص العمل لوجهك ، على أكمله وأدومه وأصفاه وأحبه إليك ، وأعنّا على العمل بذلك إلى منتهى الآجال .

 

اللّهمّ وبارك لنا في الموت إذا نزل بنا ، اجعله يوم حباء وكرامة وزلفى وسرور واغتباط ، ولا تجعله يوم ندم ولا يوم أسى ، وأوردنا من قبورنا على سرور وفرح وقرّة عين ، واجعلها رياضا من رياض جنتك ، وبقاعا من بقاع كرامتك ورأفتك ورحمتك ، لقنا فيها الحجج ، وآمنا فيها من الروعات ، واجعلنا آمنين مطمئنين إلى يوم تبعثنا ، يا جامع


 

الناس ليوم لا ريب فيه ، لا ريب في ذلك اليوم عندنا ، آمنّا من روعاته ، وخلصنا من شدائده ، واكشف عنا عظيم كربه ، واسقنا من ظمئه ، واحشرنا في زمرة محمد صلى اللّه عليه وسلّم ، المصطفى الذي انتخبته ، واخترته ، وجعلته الشافع لأوليائك ، المقدّم على جميع أصفيائك ، الذي جعلت زمرته آمنة من الروعات .

 

أسألك يا من إليه لجأنا ، وإليه إيابنا ، وعليه حسابنا ، أن تحاسبنا حسابا يسيرا ، لا تقريع فيه ، ولا تأنيب ، ولا مناقشة ولا موافقة ، عاملنا بجودك ومجدك كرما ، واجعلنا من السرعان المغبوطين ، وأعطنا كتبنا بالإيمان ، وأجزنا الصراط مع السرعان ، وثقّل موازيننا يوم الوزن ، ولا تسمعنا لنار جهنم حسيسا ، ولا زفيرا ، وأجرنا منها ، ومن كل ما يقرّب إليها من قول وعمل ، واجعلنا بجودك ومجدك وكرمك في دار كرامتك وحبورك مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

 

واجمع بيننا وبين آبائنا ، وأمهاتنا ، وقراباتنا ، وذرياتنا ، في دار قدسك ودار حبورك ، على أفضل حال وأسرها ، وضمّ إلينا إخواننا الذين هم على ألفتنا ، والذين كانوا على ذلك ، من كل ذكر وأنثى ، بلغهم ما أملوه ، وفوق ما أملوه ، وأعطهم فوق ما طلبوه ، واجمع بيننا وبينهم في دار قدسك ودار حبورك على أفضل حال وأسرها ، وعم المؤمنين والمؤمنات جميعا برأفتك ، ورحمتك ، الذين فارقوا الدنيا على توحيدك ، كن لنا ولهم وليّا كالئا ، كافيا ، وارحم جفوف أقلامهم ، ووقوف أعمالهم ، وما حل بهم من البلاء ، والأحياء منهم ، تب على مسيئهم ، واقبل توبتهم ، وتجاوز عن المسرف منهم ، وانصر مظلومهم ، واشف مريضهم ، وتب علينا وعليهم ، توبة نصوحا ترضاها . فإنك الجواد بذلك ، المجيد به القادر عليه ، وكن اللّهمّ للمجاهدين منهم وليّا وكالئا وكافيا وناصرا ، وانصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ، واجعل دائرة السوء على أعدائك وأعدائنا ، اسفك اللّه دماءهم ، وأبح حريمهم ، واجعلهم فيئا لإخواننا من المؤمنين ، وأصلح الراعي والرعية ، وكل من وليته شيئا من أمور المسلمين ، صلاحا باقيا دائما .

 

اللّهمّ أصلحهم في أنفسهم ، وأصلحهم لمن وليتهم عليهم ، وهب لهم العطف والرأفة والرحمة بهم ، وأدم ذلك لنا فيهم ولهم من أنفسهم .

اللّهمّ اجمع لنا الكلمة ، واحقن الدماء ، وأزل عنا الفتنة ، وأعذنا من البلاء كله ، تقول ذلك لنا بفضلك ، من حيث أنت به أعلم ، وعليه أقدر ، ولا ترنا في أهل الإسلام سيفين مختلفين ، ولا ترنا بينهم خلافا ، اجمعهم على طاعتك ، وعلى ما يقرب إليك ، فإنك وليّ ذلك وأهله .


 

اللّهمّ إنا نسألك أن تعزّنا ولا تذلنا ، وترفعنا ولا تضعنا ، وتكون لنا ولا تكن علينا ، وتجمع لنا سبيل الأمور كلها : أمور الدنيا التي هي بلاغ لنا إلى طاعتك ، ومعونة لنا على موافقتك ، وأمور الآخرة التي فيها أعظم رغبتنا ، وعليها معولنا وإليها منقلبنا ؛ فإن ذلك لا يتم لنا إلا بك ، ولا يصلح لنا إلا بتوفيقك .

اللّهمّ وهب لنا هيبتك ، وإجلالك ، وتعظيمك ، وما وهبت لخاصتك من صفوتك ، من حقيقة العلم والمعرفة بك ، منّ علينا بما مننت به عليهم من آياتك وكراماتك ، واجعل ذلك دائما لنا ، يا من له ملكوت كل شيء ، وهو على كل شيء قدير .

اللّهمّ هب لنا العافية الكاملة في الأبشار ، وجميع الأحوال ، وفي جميع الإخوان ، والذريات ، والقرابات ، وعمّ بذلك جميع المؤمنين والمؤمنات ، اجر علينا من أحكامك أرضاها لك ، وأحبها إليك ، وأعونها على كل مقرب من قول وعمل .

يا سامع الأصوات ، ويا عالم الخفيات ، ويا جبار السماوات ، صلّ على عبدك المصطفى محمد ، وعلى آل محمد أولا وآخرا ، ظاهرا وباطنا ، واسمع واستجب ، وافعل بنا ما أنت أهله ، يا أكرم الأكرمين ، ويا أرحم الراحمين « 1 » .

 

دعاء

إذا سأل إنسان الجنيد أن يدعو له كان يقول :

جمع اللّه همّك ، ولا شتت سرك ، وقطعك عن كل قاطع يقطعك عنه ، ووصلك إلى كل واصل يوصلك إليه ، وجعل غناه في قلبك ، وشغلك به عمّن سواه ، ورزقك أدبا يصلح لمجالسته ، وأخرج من قلبك ما لا يرضى ، وأسكن في قلبك رضاه ، وذلك عليه من أقرب الطرق « 2 » .

 

دعاء

يا ذاكر الذاكرين بما به ذكروه ، ويا بادئ العارفين بما به عرفوه ، ويا موفق العابدين والعاملين لصالح ما عملوه ، من ذا الذي يشفع عندك إلا بإذنك ؟ ومن ذا الذي يذكرك إلا بفضلك ؟ « 3 » .

..................................................................

( 1 ) انظر : الحلية ( 10 / 284 ) .

( 2 ) انظر : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ( 2 / 270 ) .

( 3 ) انظر : الحلية ( 10 / 279 ) ، وطبقات السلمي ( ص 157 ) .


 

دعاء

جاء رجل ، فشكا إلى الجنيد الضيق ، فعلّمه ، وقال : قل :

اللّهمّ إني أسألك منك ما هو لك ، وأستعيذك من كل أمر يسخطك ، اللّهمّ إني أسألك من صفاء الصفاء صفاء أنال به منك شرف العطاء ، اللّهمّ ولا تشغلني شغل من شغله عنك ما أراد منك إلا أن يكون لك ،

اللّهمّ اجعلني ممن يذكرك ذكر من لا يريد بذكره منك إلا ما هو لك ، اللّهمّ اجعل غاية قصدي إليك ما أطلبه منك ، اللّهمّ املأ قلبي بك فرحا ، ولساني لك ذكرا ، وجوارحي فيما يرضيك شغلا ، اللّهمّ امح عن قلبي كل ذكر إلا ذكرك ، وكل حبّ إلا حبّك ، وكل ودّ إلا ودّك ، وكل إجلال إلا إجلالك ، وكل تعظيم إلا تعظيمك ، وكل رجاء إلا لك ، وكل خوف إلا منك ، وكل رغبة إلا إليك ، وكل رهبة إلا لك ،

وكل سؤال إلا منك ، اللّهمّ اجعلني ممن لك يعطي ولك يمنع ، وبك يستعين وإليك يلجأ ، وبك يتعزز ولك يصبر ، وبحكمك يرضى ، اللّهمّ اجعلني ممن يقصد إليك قصد من لا رجوع له إلا إليك ،

اللّهمّ اجعل رضائي بحكمك فيما ابتليتني في كل وقت متصلا غير منفصل ، واجعل صبري لك على طاعتك صبر من ليس له عن الصبر صبر إلا القيام بالصبر ، واجعل تصبّري عمّا يسخطك فيما نهيتني عنه تصبّر من استغنى عن الصبر بقوة العصمة منك له ، اللّهمّ واجعلني ممن يستعين بك استعانة من استغنى بقوتك عن جميع خلقك ، اللّهمّ واجعلني ممن يلجأ إليك لجأ من لا ملجأ له إلا إليك ، واجعلني ممن يتعزى بعزائك ويصبر لقضائك أبدا ما أبقيتني ، اللّهمّ وكل سؤال سألته ، فعن أمر منك لي بسؤال ، فاجعل سؤالي لك سؤال محابك ، ولا تجعلني ممن يتعمد بسؤاله مواضع الحظوظ ، بل يسأل القيام بواجب حقك « 1 » .

 

دعاء

كان الجنيد يدعو قائلا :

بموضعك في قلوب العارفين دلّني على رضاك ، وأخرج من قلبي ما لا ترضاه ، وأسكن في قلبي رضاك « 2 » .

* * *

..............................................

( 1 ) انظر : الحلية ( 10 / 282 ) ، وإيقاظ الهمم ( ص 72 ) .

( 2 ) انظر : طبقات الشافعية ( 2 / 269 ) .



التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: