الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب التاسع والعشرون في معرفة أسرار الانصراف من الوضوء إلى الصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب التاسع والعشرون في معرفة أسرار الانصراف من الوضوء إلى الصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب التاسع والعشرون في معرفة أسرار الانصراف من الوضوء إلى الصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب التاسع والعشرون في معرفة أسرار الانصراف من الوضوء إلى الصلاة

ولما أتينا بالطهارة كلها * على وفق شرع اللّه في الحد والعقل

أتيت أناجيه بقدس كلامه * علي يحو ما قد صح عندي من العقل

فلم يستطع أحداث لفظي لكونه * قديما ، فناجيت المهيمن بالفعل

ولم يستطيع معناي أيضا كلامه * فقد صح عندي أني لست بالمثل

فرد على اللّه من عرش ذاته * بما طابق اللفظ الذي جاء من ظل

على نحو ما أتلوه في النور والهدى * بإيجاد وصف العدل منه أو الفضل

وما سمع الرحمن غير كلامه * على مقولي في الفرض كنت أو النفل

فصح له التعبير عنه ، فإنه * تعالى عن الأصوات والحرف والشكل

فإن قلت أني قد تلوت كلامه * فقد قلت أني ما تلوت سوى مثل

فإن تك خالفت الذي قد نصصته * فقد غصت يا مسكين في أبحر الجهل

 

نزل الروح ( الأمين )

وقال يا عقل انصرف إلى مصلاك ليتلو سبحانه كلامه عليك ، فاسمع وأنصت وتحقق ذلك المقام ، وأثبت ، فإنه مقام الدهش والطيش ، ومحل الحياة والعيش ، فاشحذ فؤادك ، وأترك اعتقادك ولا تدبر في حين الخطاب ،

 

ولا تفكر فيما ترد عليه تعالى من الجواب ، فإنه مقام التأييد والقوة ، ومشرب الرسالة والنبوة ، فإن إجابة الحق تعالى إذا خاطب عبده منه :

 

 لاينتجها فكر ، ولا يقوم لها ذكر ، حسب العقل قبول الخطاب ، وقبلو ما يخلق فيه من الجواب ، من غير تقدم قصد ولا نية ، ولا فكرة ولا روية .

 

ويا حس : أتل على ربك كلامه ولا تلتفت ، وحقق معنى ما يناجيه به ، وأثبت وشمر أذيالك واجعل خلفك أعمالك وآمالك ، وضع اليدين مكتوفين فوق السرة ، وتحت الصدر ، واطلب منه في ذلك المقام فضل ليلة القدر ، في كونها خير من ألف شهر ، واجعل كل صلاة تدخل فيها آخر صلاتك ، وذلك النفس منتهى حياتك ،

 

فلا تزال مقنعا ولربك مسمعا متوشحا بالحياء ، غير ملتفت إلى السماء ، طرفك حيث سجودك ، وقلبك حيث معبودك ، وخشية تخشع الجوارح ، وهيبة تقصف الجوانح ، وعبرة تسفح ، وزفرة تلفح ، وأنين وزمزمة وحنين وهمهمة وتلاطف في تعاطف ، وتوسل في ترسل ،

 

ومشاهدة في مجاهدة ، وتغير في تحير ، واختلاف صفات ، وتنوع حالات ، وآداب وسكينة ، واعتدال وطمأنينة ، إلى أن تفرغ من صلاتك ، فتنظر عند ذلك ما زكى من صفاتك ، وما تقدس من ذاتك ، وعند ذلك تكون المصلى السابق ، وغيرك المصلى اللاحق .

 

جعلنا اللّه وإيّاكم ممّن حضر في صلاته ، فأجزل له في صلاته فكان جزاءه النور ودار السرور .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: