الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الأول في ذكر اسم هذا الكتاب وشرحه مجملا .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الأول في ذكر اسم هذا الكتاب وشرحه مجملا .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الأول في ذكر اسم هذا الكتاب وشرحه مجملا .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الأول في ذكر اسم هذا الكتاب وشرحه مجملا

هذا كتاب تنزل الأملاك من        …….  عالم الأرواح في الأفلاك

عن أمر وصف العالم الآتي الذي  …….       قهر الورى بحسامه البتاك

با مالکا فتح الخزائن جوده        ……  لإقامة الأعراس والأملاك

بین العقول وبين حضرة ذاته         …..  العاملات السادة النساك

صفت لدى باب الندی أقدامها      …..     لسائر الأضواء والأملاك

وعلوم  أيام  الوجود  وليله      …….    عند المناجاة بالاشراق

هذا كتاب أودعت فيه لطائف الأسرار ، وأضواء علوم الأنوار ، فهو مبني على اللغز والرمز، ليتحقق المدعى في مناجاة ربه عند وقوفه على هذه النتائج بالحصر والعجز .

وإنما قصدت أيضا ستر هذه المعاني الإلهية في هذه الألغاز الخطابية ، غيرة من علماء الرسوم ، وعقوبة لهم ، من أجل إنكارهم ، كما ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وجعل غشاوة على أبصارهم ، فلم يدركوا من روائح الحقائق شمة ولم يميزوا في قلوبهم بين اللمة واللمة .

تأسيا بمن أخذ مثل هذا العلم من النبي المعصوم ، قال "لو بثته قطع مني هذا البلعوم " ، وكما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه حين عدم النقلة : "أن ههنا وضرب بيده إلى صدره لعلوما جمة لو وجدت لها حملة" .

وكما قال ابنه الذكي الحبر الكبير السني "على زين العابدين رضي الله عنه" :

 یا رب جوهر علم لو أبوح به     …….  لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا

و لإستحل رجال مسلمون دمي      ……  يرون أقبح ما يأتونه حسنا

فبهؤلاء السادة في سترهم لهذه العلوم تأسیت ، وبهم فيها أقتديت ، وسميت هذا الكتاب : "تنزل الأملاك في حركات الأفلاك" عن أوامر صفات العلام الإلي المالك ، والقهار الفاتح على الباب أرباب الصفات  عند الباب بسرائر صلوات أيام الليل الحالك والنهار الواضح .

وفيما يقول بعض من لا معرفة له بطريق الحقائق التي هي نتيجة التصرف ، ولا علم له بصورة التجارب فيها , ولا التصرف في إطالة اسم هذا الكتاب ، وأنه قشر على غير لباب ، وترجمة تروق بلا معنى ، واسم يهول بلا جسم .


فاعلم وفقك الله - أن غرضي البيان الشافي في كل ما أضيفه ، والقول الكافي في كل ما أؤلفه ، فما جعلت في هذا الكتاب لفظة إلا لمعنى فيه نودعه ،وسر لديه نستودعه.

 فقولي "تنزل الأملاك" لأنها الأمرة عن الله ، قلوبنا بضروب الطاعات .

وقولي "الأملاك" لالتحام النشأتين ، وانتظام الصورتين بفنون الاستمتاعات .

وقولي «في حركات الأفلاك» لارتباط الصلوات والتنزلات بالساعات .

وقولي "عن أوامر" لتعداد التنزلات .

وقولي "صفات" لبيان حقيقة الذات  ، ولم أقل "صفة" لأنها عن العلم والقول والإرادة المتوجهة مع القدرة على إيجاد الكائنات .

وقولي "العلام"، لكونه من الأسماء الإحاطيات،

وقولي "الألي" لكون الأرواح الإنسانية من الملكوتيات ، لأن دلالة الألي ملكية. ودلالة "الله " بشرية ، هكذا صرفته الكلمات ، فعبد الله ، وعبيد الله ، في الأرض نظير ميكائيل في السموات ، وجبرائيل في سدرة الانتهاءات .

وقولي "المالك" حذرا من دعوى العبد في الملك لما تحصل له في السعادات.

وقولي : "القهار" لاخراج الإرسال بالقهر عما وجب لها من المقامات .

وقولي : "الفاتح"، لنزولهم على شرف الأفلاك المستديرات .

وقولي : "على "الباب" ، لكون هذا التنزل من العقول المفارقات .

وقولي : "الأرباب" لأنه لا يتفطن لتنزلهم على القلوب سوى السادات . وقولي : الصفات، لكونها طالبة للمشاهدات .

وقولي : "عند الباب" ، لكون حجاب العزة لا يرتفع عن حقائق الإلهيات .

وقولي : "بسرائر" لإرادتي السريرة الموجودة بين الله تعالی وبين العبد في الصلوات .

وقولي : "صلوات" لأن لكل صلاة ضربا من المناجاة ، وصنفا من الكرامات .

وقولي : « أيام » إشارة للفرق بين هذه الأيام المعهودات والأيام المقدرات .

وقولي : "بالليل الحالك والنهار الواضح"، لأن الليل والنهار للمحسوسات

المستترات والظاهرات المرئيات .

 "والحالك" و "الواضح" للإشارات المغيبات ، والعبارات المستنيرات .

وهذا كله في كتابي أذكره و أبينه وأسطره ، وعلى ترتيب هذه الكلمات اتكلم رغبة في المثوبات ، ورفع الدرجات ، وحط الخطيئات .

فهذا التنزل بحمد الله تنزل قدسي يقبله عقل ندسي بسره سندسي يتعشق به خاطر نفسي، يظهره قلب حسي." ندسي : فطن ذكي"

"الحسي : الفراسة أو الظن - المعرفة الحاصلة فى الذهن دفعة واحدة من غير نظر أو استدلال عقلي "

ثم يرجع عوده على بدئه لقيام شيء آخر مثل نشئه "كما بدأكم تعودون" 29 الأعراف. "ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون" 62 الواقعة .

فليس لعلم اللبيب سوی ترکیب ، وتحليل التركيب .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: