الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الثالث في معرفة المكلف سبحانه وتعالى والمكلف .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثالث في معرفة المكلف سبحانه وتعالى والمكلف .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثالث في معرفة المكلف سبحانه وتعالى والمكلف .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الثالث في معرفة المكلف سبحانه وتعالى والمكلف

تحقق إذا ما قلت اني مهيمن          ……. بأنك عبده والإله إله

وإن كنت مخلوقة على الصورة التي       …….   تقابله حقا، فلست تراه

فإنك لا غير ، ولا أنت عينه         ……. لأن سجدت لله منك جباه 

وإن قلت بالمعنى اتحدنا فإنه          …….  يقوم دليل الافتقار حذاه  

فلا أنت من أكني ، ولا أنت غيره          …….   نقد حرت فيه ، إذ شهدت سواه

لئن قلت : أني أصل ظلمة ذاته            …….   فقد قلت وقتا : في سناي سناه  

 فقد حار في مثلي ، وقد حرت مثله      ……. وقد حارت الحيرات حین محاه

وأصدق ما تعطيه ذاتي وذاته           ……. على حيرات فيه لسبق عماه

بأني وإياه عزیز، وضده           …….  فليس يبين الليل غير ضحاه

تعجبت من تکلیف ماهو خالق           …….  له ، وأنا: لا تحل لي فاراه

فياليت شعري من يكون مكلفا           …….  وما ثم إلا الله : ليس سواه

رمزت المعاني في قريضي فموهت        ……. أغاليط لفظي ، فأحتمي بحماه

صعد الكلام الطيب على براق العمل الصالح , بالعقل الصحيح الراجح ، المعرفة المكلف والمكلف , بطريق الكشف الصريح الواضح.

باستعمال موعظة الفصيح الناصح ، فبين الروح الأمين عن الأمر على القلب ليكشف له عن سر ما طلبه في عالم التمثل والغيب ، وبارتفاع الحجب واعدام ظلم الريب .

وقال : لتعلم أيها القلب الكريم أن الحقيقة الإلهية تعطي أمرين ، ولهذا صحت الصورة للإنسان وحده من دون غيره ، فأوجد نشأتين باليدين ، وأباح له نجدين . وأنزل عليه تكليفين حين قسم العالم قسمين في القبضتين فأخفاهما في الدنيا عن التمييز بالإضافة إلى شخص ما في العين .

وابرازهما في الآخرة لذي عينين ، لما كانت الأخرة ذات دارین.

ولما كان الوجود على هذا الحال لذلك تعالى عند العلماء بالله الزوج على الفرد.

كما تعالی عند العارفين بالرب الوتر على الشفع ، لأنهم أهل الجمع .

ولظهوره الصورة المثلية مع الحقيقة الإلهية ، كانت مراتب الوجود أربعة فصار التربيع أصل هذه الأشكال المحكمة المرصعة .

وبهذه الصورة صحت الخلافة بالتقديم ، وبسببها أمتدت إلى المحدث بالإيجاد والتكليف رقائق القديم وإن كان هذا موضع حيرة ، فقد نيطت به الغيرة :

الرب حق، والعبد حق        ……  يا ليت شعري : من المكلف ؟

إن قلت عبد: فذاك ميت        ……    أو قلت رب : أني يكلف ؟

وكل ما ثبت في النظر الفكري من البسائط ، فهو عند العلماء بالله - بالكشف والمشاهدة - : من الأغاليط ، فالوتر معقول غير موجود ، والشفع موجود لكنه محدود ، وغير محدود .

فالوتر مع الشفع کالهيولي مع الصورة ، ولا توجد إلا بوجودها ، كما لا تعرف الصورة إلا بحدودها .

ولا أقول بشفعية الذات ، وإنما أقول بإستحالة تعريها عن الصفات ، فإن العدد في الأحد، ولا يذهب بحقيقته ، ولا يخل بطريقته .

فنفي الشفع واجب من أجل الشرك ، والحد لازم لأهل الإفك .

ولهذه الحقيقة شرعت الصلاة كلها شفعا ، ليس فيها وتر ، وإن الليل يشفع صلاة المغرب.

فانظر يلح لك السر ، فلو لم يشرع الوتر الليلي لبطل بالمغرب هذا الوجود الإلهي ومحال أن يبطل الوجود الإلهي ، فلا بد أن يشرع الوتر الليلي ، فلا يصح الوتر في شيء أصلا ، قطعة وفص .

والفائدة المطلوبة في العقل والسمع ، إنما هي في الشفع .

ولذا لا ترى في الوجود أبدا إلا صفة وموصوفة ، ولا سبيل في الإيمان بهذا ، إلأ الوقوف .

فهكذا ينبغي أن تعرف المربوب والرب ، فدع ما سودت به الكتب فيتحقق هذا الكشف ، فإنه لباب العلم الصرف .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: