الجمعة، 19 يونيو 2020

الباب الثامن عشر في معرفة إفاضة العقل نور اليقين على ساحة القلب .كتاب التدبيرات الإلهية فى إصلاح المملكة الإنسانية الشيخ الأكبر ابن العربي

الباب الثامن عشر في معرفة إفاضة العقل نور اليقين على ساحة القلب .كتاب التدبيرات الإلهية فى إصلاح المملكة الإنسانية الشيخ الأكبر ابن العربي

الباب الثامن عشر في معرفة إفاضة العقل نور اليقين على ساحة القلب .كتاب التدبيرات الإلهية فى إصلاح المملكة الإنسانية الشيخ الأكبر ابن العربي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
[ وهو الباب الأوّل من الباب السابع عشر]

الباب الثامن عشر في معرفة إفاضة العقل نور اليقين على ساحة القلب

 

نقدّم مثالا للتقريب فيما نذكره وذلك أنّ الشمس إذا قابلت الجسم الصقيل فإنّه ينبعث من ذلك الجسم نور يضيء به موضع لا تقابله الشمس بانعكاس الشعاع كضوء القمر الّذي هو انعكاس ضوء الشمس فمن أراد أن يرى الشمس فليجعل عينه في الموضع الّذي يضرب فيه النور المنعكس وينظر في الجسم الصقيل

فإنّه يكشف الشمس ويجيء من هذا الترتيب شكل مثلّث الركن الواحد الشمس والركن الثاني الجسم الصقيل والركن  الثالث موضع ضرب الشعاع المنعكس

 

واعلم بعد أن ضربت لك المثال أنّ النفس الحيوانيّة يفيض عنها نور من جانب التجويف الّذي فيه الروح الكثير من القلب فيصل إلى أقصى أماكن الجسد ثمّ ينعكس ذلك النور مثل حركة الفلك فيرقى حتّى يتّصل إلى الدماغ فيتّصل بالعقل اتّصال سريان يكون له تأثير استفاضة على عين البصيرة ،

 

فإذا ظهر ذلك النور لعين البصيرة كالشمس للبصر وهو المخاطب بقولهإِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌفلا معنى للحسّ هاهنا فينعكس الشعاع من عين البصيرة على ساحة القلب كانعكاس الشعاع من العين على المبصرات فينظر إلى عجائب الملكوت وتتّصل الأنوار وتنفتح عند ذلك العين الثانية في القلب وهي عين اليقين وهي ناظرة إلى نور اليقين .

 

فإنّ للَّه تعالى نورين : نورا يهدى به ونورا يهدى إليه وله في القلب عينان عين بصيرة وهو علم اليقين والعين الأخرى عين اليقين فعين البصيرة تنظر بالنور الّذي يهدى  به وعين اليقين تنظر بالنور الّذي يهدى  إليه قال اللّه تعالى: " يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ "وهو نور اليقين


وقال في النور الآخر : " وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ" فإذا اتّصل النور الّذي يهدى به بالنور الّذي يهدى إليه عاين الإنسان ملكوت السماوات والأرض ولاحظ سرّ القدر كيف تحكّم في الخلائق وهو قوله تعالى : "نُورٌ عَلى نُورٍ"

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: