الأحد، 28 يونيو 2020

من التنزلات في معرفة النية والفرق بينهما وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

من التنزلات في معرفة النية والفرق بينهما وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

من التنزلات في معرفة النية والفرق بينهما وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

من التنزلات في معرفة النية والفرق بينهما وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس

أساس وجود الفعل في القلب خمسة:

فأولها عند المحقق الهاجس، ومن بعده عین الإرادة قائمة، وهم وعزم صادفته، ومن بعد هذا نية مستقيمة، تباشر فعل الشخص والقلب سائس، وقد قيل أيضا النص المحقق، فإن صح هذا القول فالقصد سادس، ومن قال: إن القصد معناه نية فحسب، فإن القصد المقوم خامس.

نزل الروح على القلب وقال: أيها العقل الأقدس اعلم أن الله تعالى إذا أراد إيجاد فعل ما بمقارنة حركة شخص ما بعث إليه رسوله المعصوم، وهو الخاطر الإلهي المعلوم، ولقربه من حضرة الاصطفاء، هو في غاية الخفاء، فلا يشعر بنزوله في القلب إلا أهل الحضور والمراقبة في مرآة الصدق والصفاء.

فينقر في القلب نقرة خفية لتزول نكتة غيبية، فمن حكم به فقد أصاب في كل ما يفعله، وتحجج في كل ما يعلمه.

وذلك هو السبب الأول عند الشخص الذي يعول، وهو نقر الخاطر عند أرباب الخواطر، وهو الهاجس عند من هو للقلب سائس.

فإن رجع إليه مرة أخرى فهو الإرادة، وقد قامت تصاحبه العادة.

فإن قام ثالثة فهو الهم، ولا يعود إلا لأمر مهم.

فإن عاد رابعة فهو العزم، ولا يعود إلآ لنفوذ الأمر الجزم.

فإن عاد خامسة نهر النية، وهو الذي باشر الفعل هذه النية، وبين التوجه إلى الفعل وبين أن يظهر القصد، وهو صفة مقدسة يتصف بها الرب والعبد.

 


في معرفة أسرار التكبير  

قال الروح في تنزله: أعلم أن الجمع في حضرتين، كما بينا من قبل أن الوجود كله بني على اثنتين:

فالله وأعني به الاسم حضرة جامعة لجميع الأسماء الحسنی.

والذات التي لها الألوهية حضرة جامعة لجميع الصفات الذاتية القدسية، والصفات الفاعلية في العالم الأبعد والأدنى، والأرفع والأدنى.

فإذا كنت في حالة من الأحوال، أحوال الأرض وأحوال السماء، فلا تشك أنك تحت قهر اسم من الأسماء سواء عرفت ذلك أو لم تعرف.

أو وقفت في مشاهدته أو لم تقف، فإن ذلك الاسم الذي يحركك أو يسكنك، أو يلونك أو يمكنك.

يقول لك: إنه إلهك ويصدق في قوله، فيجب عليك أن تقول: الله أكبر.

وأنت یا اسم سبب فعله، فلك الرفعة السيئة، ولله الرفعة الإلهية.

ويصح (أفعل) على طريق المفاضلة، فإنها من حضرة المماثلة قال الله تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" .

وكذلك له الصفات العلى ، فإن الله هو الرحمن الرحيم إلى ما يعلم منها وما لا يعلم، وما يفهم منها صفاته وما لا يفهم، وعلى هذا يصح «الله أكبر»، وبه ثبتت المعارف الإلهية و تقررت.

واعلم قطعا أن الذات لا يتجلى إليك أبدأ من حيث هيأته، وإنما يتجلى إليك من حيث صفة ما متعالية، وكذلك اسم الله لا يعرف أبدأ معناه، ولا يسكن وقت ما في معناه، وبهذا السر

تميز الإله من المألوه، و الرب من المربوب، ولو لم يكن ذلك كذلك، لألتحق المهلك بالهالك، فقد بانت الرتب، وعرفت النسب، وثبتت حقيقة السبب.

جعلنا الله وإياكم ممن شاهد فخر من الكبر، فتجلى له ما هو أكبر منه، لا رب غيره.

وما أشقى إلا على العمر ينقضي، وليس لنا في الاجتماع نصیب، انتهى..


في بيان الصلاة الوسطى، أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى ؟

إن الوسطى من الوسط والفضيلة، فمن جعلها من الوسط فهي المغرب لما جاء في الخبر: إن أول صلاة صلاها (جبرائیل) بالنبي عليهما السلام صلاة الظهر، وقد ثبت ذلك وظهر، فمن جعلها من الفضل فيكون العصر، لاقتران فواتها بمصيبة الأهل والمال وتغير الأحوال.

وقد جاء الخبر الحق في يوم الخندق: إنه عليه الصلاة والسلام أبدل العصر من الوسطى، بدل الشيء من الشيء، ومن العين الواحدة، وهي المختارة المثلى، وقد أثبتتها

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في مصحفها بواو التأكيد، وهذا في المسألة من أعظم التأييد، ومن خالف ما ذكرناه من العلماء الآراء والرواية، فروايات واهية، وآراء ما عليها من طلاوة رونق.

فسلطان هذا الحكم من معارف الرسم، وعلوم الوسم، فنرجع فيها إلى محكم يعلم الكشف المحقق بالنور المطلق.

فأقول:

شاهد عين السر في حضرة الوتر  ….. إن الصلاة هي صلاة العصر

"شاهد عين السر في حضرة الوتر  ….. إن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر"

كان إلى آخر ما ذكره.


وفي معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون  

من عرف سر وضع الصلوات لم يزل في عموم الحالات على تنوع التصرفات.

فلا يبرح على صلاته دائما، و لسرها حاكما، ولا يقنع بالاقتصار على محافظة الأوقات؛ فإنه لأهل الأشغال والغفلات، ولا شغل للعارفين إلا بربهم، ولا مراقبة لهم في شيء إلا في قلبهم.

فإنه الذي وسعه وناداه فسمعه، فهو في كل الأحيان يشاهده، وسره مع الأنفاس عابده، فقابل الدوام بالدوام، وزاد على التعيين عند أصحاب الليالي والأيام.

فجواد صمته في ميدان الديمومية سانح، ونور سرها في بحرها المتلاطم سابح، وإن كانت الصورة في مرتبتين محققتين: مرتبة عميمة،

ومرتبة مخصوصة، وأسرارهما عند المحققين الذين على بينة من ربهم منصوصة. والدوام إنما يقع في المرتبة العامة، وهي المناجاة.

وأما المرتبة المخصوصة فلا يتمكن فيه الدوام لاختلاف المقامات، بتنوع التنزلات لتنوع الحالات.

فمن وقف على سر الحضور لم يقتصر على بعض الأمور، وفيه يصح الدوام عند علماء الإلهام.

فقد تبينت الرتب، وتحققت النسب.

جعلنا الله وإياكم ممن داوم على صلاته في الحكمين ففاز بالعلمين، آمين.



التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: