السبت، 27 يونيو 2020

الباب الخامس والخمسون في معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الخامس والخمسون في معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الخامس والخمسون في معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الخامس والخمسون في معنى قوله : « والذين هم على صلاتهم دائمون »

إذا ما صح لعبد الدوام * يصح له الدوام على الصلاة

ففي ديمومية السر المعلى * بشارات الإقامة والثبات

أقامك في المعارج تبتغيه * لتلحقه رداء المكرمات

ففاجأها بنعت لا يسامى * ويعلو عن سمات المحدثات

فعانقها وضاجعها قليلا * فأولدها بسر الذاريات

فلما عاينت شخصا سويا * تعالى عن لحوق المرسلات

تولت نحو حضرتها وقالت * عشقنا الدائمات الملقيات

وقلنا حين قالت ما سمعنا * عشقنا الجاريات الحاملات

 

من عرف سر وضع الصلوات : لم يزل يستعمله في عموم الحالات ، على تنوع التصرفات ، فلا يبرح على صلاته دائما ، ولسرها حاكما ، ولا يقنع بالاقتصار على محافظة الأوقات ، فإنه لأهل الأشغال والغفلات ،

ولا شغل للعارفين إلّا بربهم : ولا مراقبة لهم في شيء إلّا في قلبهم ، فإن الذي وسعه ، وناداه فسمعه ، فهو في كل الأحيان شاهده وسره ، مع الأنفاس عابده ، فقابل الدوام بالدوام ، وزاد عن التعيين المنفصل عند أصحاب الليالي والأيام ،

فجواد همته في ميدان الديمومية سابح : ونون سره في بحرها المتلاطم سابح وإن كانت للصلاة مرتبتان محققان مرتبة عميمة ومرتبة مخصوصة ، وأسرارها عند المحققين الذين هم على بينة من ربهم منصوصة ،

والدوام إنما يقع في المرتبة العامة وهي المناجاة ، وأما المرتبة المخصوصة فلا يتمكن فيها الدوام ، لاختلاف المقامات ،

 

وتنوع التنزلات ، لتنوع الحالات فمن وقف على سر الحضور :

لم يقتصر به على بعض الأمور ، وفيه يصح الدوام عند علماء الإلهام .

فقد تبينت الرتب وتحققت النسب .

جعلنا اللّه وإياكم ممن داوم على صلاته في الحكمين ، ففاز بالعلمين .

 

وقد تمّ الباب : وبتمامه تم جميع الكتاب .

وجميع ما فيه من الأبيات هو من سنوح الخاطر ، على ما أعطاه الوقت الحاضر ، إلّا البيتان اللذان في الباب الأول ، فإنهما لغيري ، وهما :

يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا

ولا ستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا


الحمد للّه رب العالمين ، وصلاته على محمد وآله أجمعين ، وسلّم تسليما دائما كثيرا كثيرا


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: