الأحد، 28 يونيو 2020

في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى؟ .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى؟ .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى؟ .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى؟

إن الوسطى من الوسط والفضيلة، فمن جعلها من الوسط فهي المغرب لما جاء في الخبر: إن أول صلاة صلاها (جبرائیل) بالنبي عليهما السلام صلاة الظهر، وقد ثبت ذلك وظهر، فمن جعلها من الفضل فيكون العصر، لاقتران فواتها بمصيبة الأهل والمال وتغير الأحوال.

وقد جاء الخبر الحق في يوم الخندق: إنه عليه الصلاة والسلام أبدل العصر من الوسطى، بدل الشيء من الشيء، ومن العين الواحدة، وهي المختارة المثلى، وقد أثبتتها

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في مصحفها بواو التأكيد، وهذا في المسألة من أعظم التأييد، ومن خالف ما ذكرناه من العلماء الآراء والرواية، فروايات واهية، وآراء ما عليها من طلاوة رونق.

فسلطان هذا الحكم من معارف الرسم، وعلوم الوسم، فنرجع فيها إلى محكم يعلم الكشف المحقق بالنور المطلق.

فأقول:

شاهد عين السر في حضرة الوتر  ….. إن الصلاة هي صلاة العصر

"شاهد عين السر في حضرة الوتر  ….. إن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر"

كان إلى آخر ما ذكره.

 

وفي معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون  

من عرف سر وضع الصلوات لم يزل في عموم الحالات على تنوع التصرفات.

فلا يبرح على صلاته دائما، و لسرها حاكما، ولا يقنع بالاقتصار على محافظة الأوقات؛ فإنه لأهل الأشغال والغفلات، ولا شغل للعارفين إلا بربهم، ولا مراقبة لهم في شيء إلا في قلبهم.

فإنه الذي وسعه وناداه فسمعه، فهو في كل الأحيان يشاهده، وسره مع الأنفاس عابده، فقابل الدوام بالدوام، وزاد على التعيين عند أصحاب الليالي والأيام.

فجواد صمته في ميدان الديمومية سانح، ونور سرها في بحرها المتلاطم سابح، وإن كانت الصورة في مرتبتين محققتين: مرتبة عميمة،

ومرتبة مخصوصة، وأسرارهما عند المحققين الذين على بينة من ربهم منصوصة. والدوام إنما يقع في المرتبة العامة، وهي المناجاة.

وأما المرتبة المخصوصة فلا يتمكن فيه الدوام لاختلاف المقامات، بتنوع التنزلات لتنوع الحالات.

فمن وقف على سر الحضور لم يقتصر على بعض الأمور، وفيه يصح الدوام عند علماء الإلهام.

فقد تبينت الرتب، وتحققت النسب.

جعلنا الله وإياكم ممن داوم على صلاته في الحكمين ففاز بالعلمين، آمين. 


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: