الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الرابع في معرفة التكليف .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الرابع في معرفة التكليف .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الرابع في معرفة التكليف .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الرابع في معرفة التكليف

أصل التكليف مشتق من الكلف  ……   وهي المشتقات فانظر فيه واعترف

بأن ربك يعطي فعله أبدأ         ……..    لكل خلق ، وذا من أعظم الكلف

کالأمر إن خالفت منه إرادته  …….          معناه صيرت المأمور في التلف

والناس في غفلة عما يراد بهم       …… في كونهم ، وهي لم تنهض ولم تقف

تقسمت العوالم، فتقسمت التكاليف ، وطمست المعالم ، فجهلت التصاريف .

فعالم كلفتهم العبادة ، وعالم كلفتهم في مواقع الأمر : الإرادة ، وعالم كلفتهم في توجيه الخطاب الإلهي على هذا العالم الكياني مع رد الأفعال إليه .

و استحالة التكليف عليه ، فتاهت الألباب في هذا الباب ، واستوى البصير فيه والأعمى ، وزادهم حيرة في ذلك وعمي قوله تعالى : "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" 17 الأنفال .  

لكن ثم رقيقة , وهي لعمر التصوف رفيقة , أنه ما وجد شيء إلا وفيه منه حقيقة .

أسمع يا مربوب رب القدم : امتنع المحدث أن تقوم به حقائق القدم ، وامتنع القديم أن يقوم به حقائق الحدوث ، لئلا يتقدم على وجوده العدم.

لكن تبلى جميع الصفات ، وإلا فمن أين ظهرت المتضادات ، والمتماثلات ، والمختلفات ، وليس القدم بصفة إثبات عين ولا حدوث يوصف إثبات لكون .

لكن لما تعددت الأسباب في الوجودين ، ولم يمكن للمعلوم الواحد تحصيل المعرفتین ، وأراد تمام الوجود ليعلم من الطريقين ، فظهر به في الإيجاد - التكليف في مشهد التخيير والتوقيف، ولهذا جاء الخبر بالصماء ما فوقه هواء وما تحته هواء .

فقال : "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» قال ابن عباس : معناه ليعرفون.

فلو عرف نفسه بمعرفتهم دونهم : ما أوجد عيونهم ، فصح التكليف في القدم والخلق في حال العدم.

ومن هذه الحقيقة ظهر تكليف العباد ، وإن لم يكن لهم مدخل في الإيجاد .

عصمنا الله وإياكم من العناد ، وأمتنا وإياكم من الفزع يوم التناد .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: