الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب السادس عشر في معرفة النية والفرق بينها وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب السادس عشر في معرفة النية والفرق بينها وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب السادس عشر في معرفة النية والفرق بينها وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب السادس عشر في معرفة النية والفرق بينها وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس

أساس وجود الفعل في القلب خمسة    …..  فأولها عند المحقق هاجس

ومن بعده عن الإرادة قائم          …….   وهم ، وعزم ، صادفته الأبالس

ومن بعد هذا نية مستقيمة         …..      تباشر فعل الشخص والقلب سبائس

وقد قيل أيضا ثم قصد محقق      …..     فإن صح هذا القول فالقصد مارس

ومن قال : إن القصد معناه نية    ……      فحسب   فإن القصد للقوم خامس

نزل الروح على القلب وقال :

أيها العقل الأقدس : إعلم أن الله تعالی إذا أراد إيجاد فعل ما بمقارنة حركة شخص ما ، بعث إليه رسوله المعصوم ، وهو الخاطر الإلهي المعلوم .

ولقربه من حضرة الاصطفاء هو في غاية الخفاء ، فلا يشعر بنزوله في القلب إلا أهل الحضور والمراقبة ، في مرآة الصدق والصفاء .

(فيقر في القلب نقرة خفية) ينبهه لنزول نكتة غيبية ، فمن حكم به فقد أصاب في كل ما يفعله ، ونجح في كل ما يعمله.

وذلك هو السبب الأول عند الشخص الذي عليه يعول ، وهو نقر الخاطر عند أرباب الخواطر ، وهو الهاجس عند من هو للقلب سائس .

فإن رجع عليه مرة اخرى ، فهو الإرادة ، وقد قامت بصاحبة السعادة .

فإن عاد ثالثة فهو الهم، ولا يعود إلا لأمر مهم.

فإن عاد رابعة فهو العزم، ولا يعود إلأ لنفوذ الأمر الجزم .

فإن عاد خامسة فهر النية ، وهو الذي يباشر الفعل الموجود عن هذه النية ، وبين التوجه إلى الفعل وبين الفعل يظهر القصد.

وهو "القصد" : صفة مقدسة يتصف بها العبد والرب .

ثم إعلم أيها العقل أن النية إذا كانت معناها القصد. (في إقامة أصل كل نية) .

وليس للحي في النية مدخل، لأنها من وصف العقل المنتحل .

 فإن العقول الإنسانية منتحلة من العقول الروحانية ، ولهذا ينفذ لقوة إدراكها صدف الأجسام ، حتى يشاهد العلام.

إذا قصرت عن إدراك مثل هذا النمط من العلم الوسط العقول الروحانية المفارقة الكرام .

وأنت أيها الحس الأنفس : نتحرك للشروع في العمل الموضوع ، فإن هذه الحركة المخصوصة : لما ورد في النقل نظير للنية المختصة بالعقل .

وهذه النية والحركة في هذا الظهور ، لتصح الصلاة في عالم الظهور و عمار البيت المعمور ، وإنما هما لظهور عين الذات على عالم الكلمات ، المتزه عن اللذات ، فهذا حظ النية ، ولظهور عين الصفات على عالم الشتات لاتصافهم بالالتفات .

 وهذا حظ علم الحركة ، ولكن في الظهر كما هم أيضا لضم الهمة عند خروجها عن (نصف كور عمه الوجود) من غير طريقة اللمة إلى ما تضاهيه في الصورة والسيرة ، فهذا حظ علم النية .

ولضم كف الجوارح عن الأثام والمحارم ، إلى ما تعانيه من سائر الأحكام في المعالم، بمشاهدة ضم العالم إلى العالم ، فهذا حظ علم الحركة .

ولكن في العصر كما هما أيضا لمغيب العين في مشاهدة العين ، بزوال الريب والمين ، فهذا حظ علم النية .

و لمغيب العين في ظلمة العين ، فهذا حظ علم الحركة .

ولكن في المغرب كما هما أيضا لمشاهدة البرازخ بين السفل الجسماني ، والعلم الروحاني ، لعشا بطرا في عين المبصر ، لا لعلة تكون في المبصر.

فهذا حظ علم الحركة .

ولمشاهدة الحد بين الرب والعبد : من عشي يقوم بعين البصيرة الأجل الوعد ، فهذا حظ علم النية .

ولكن في العتمة كما هما أيضا لطلوع فجر معرفة العلم بالله ، بمطالع العقول والافواه ، وهو حظ علم النية ، ولطلوع فجر معرفة الرب بنفي الأجناس بمطالع النفوس والأنفاس ، فهذا علم الحركة .

ولكن في الصبح ، فقد صحت الرتبة العلية في النية لأداء العبادات للعقل الأقدس ، كما صحت منزلة البركة في الحركة للحس الأنفس ، فثبتت الحركة للظهور کثبوت النية في الظهور ، وكأن نورة على نور .

زکی الله أعمالنا وأعمالكم بالإخلاص ، ورزقنا وإياكم الفوز والخلاص .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: