الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب السادس في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب السادس في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب السادس في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب السادس في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه


لقوله تعالى : "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا"  

وقوله : "لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" ولم يقل رجلا ، لأن المرسل إليهم ملائكة.

وقوله : "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" .

خليفة القوم من أبناء جنسهم       ……      لأن ذلك أنكی في نفوسهم

 لو لم يكن منهم لصدقوه ، ولم    ……. يقم بهم حسد لغير جنسهم

یا حزن قوم عموا عن شر خالقهم  …..       یا شر ماعاينوه طول حبسهم

يقلبون على نوعين في سقر    ……        في برد بردهم ، وحر شمسهم

 أن يستغيثوا يغاثوا بالحميم     …….    فما يعذب القوم شيء غير لبسهم

كما الذي آمنوا بالشرع واعتصموا    …….   به تضمهم جنات قدسهم

ينغمون على نوعين قد عصما    …….    في علم عقلهم أو کشف حسهم

فهؤلائك في تأبيد سعدهم       …….     كما أولئك في تأبيد نحسهم

نزل الروح الأمين على قلب مکین ، وقال : إنما جعل الرسول من الجنس لاستخراج عيب النفس ، و أنزل بلسانهم لارتفاع اللبس ، فإن دعا أمر أن يكون من غير الجنس في الحقيقة ، فلا بد وأن يظهر بصورة الجنس في عالم تمثيل الرقيقة .

أنظر أيها القلب في إيجاد المسيح ، لم يصح حتى تمثل في عالم البشرية الروح ، فوقع النفخ وأعقبه السلخ وقد رمينا بك على الطريق ، فادرج عليه إلى عالم التحقيق وسيقوم معك رسول الخيال إلى المتخيلات ، فخذ منه ما أعطاك ، وإياك والالتفات ، وانهض على طريقتك ، المثلى .

 وقل : الرفيق الأعلى ، فسيقوم معك رسول العقول ، فخذ منه ما يقول : و اركض  برجلك حيث براق عملك إلى نيل أملك .

فيقوم معك رسول الاسماء عند خروجك من كرة الفلك المحيط بكل سماء ، ويقول لك يا يوم الأثنين إلى أين ؟

 فقل له انعكست الحقائق ، وظهر علينا عالم المخارق ، لم لم تنزل قبل أن أصعد ؟ ولم تقصد بحقيقتك قبل أن أقصد؟

فإنك الملقي وأنا المهيأ وأنت المنبي وأنا المنبأ.

فسيقول لك : الحرف خدعة والستر أولى من السمعة ، وقد مضى زمن النبوة

المشهورة ، وأنت في زمن النبوة المستورة ، فلو نزلت عليك في عالم الكون والفساد لكفرك أهل النظر في الاعتقاد . فإن بغلبة الحال يقول "قلت وقال" .

وهنا قد ارتفع الإنكار، وزال الأضطرار ، فلهذا تركتك تقطع الأكوار والأدوار ، ثم أسمع لولا رسول الاشتياق ، الذي هو نتيجة هذه المشاهد على اتساق ، ما عاملت الأهل بالفراق ، فقد نزلت إليكم ، لم تشعر وها أنا قد ذكرتك ، فهل تذكر ؟

فسل من الجوائز ما أشتهيت ، وحصل منها ما تمنيت ، فاملا عند ذلك عينيك . فأرجع وأنت تحمد غيبتك .

زکی الله أعمالنا ، وبلغنا وإياكم آمالنا .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: