الجمعة، 26 يونيو 2020

مقدمة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

مقدمة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

مقدمة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

المقدمة 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قال الشيخ الإمام العلامة القطب محيي الدين محمد بن العربي الطائي الحاتمي قدس الله روحه ونور ضريحه.

الحمد لله الذي وصف الإنسان بما وصف به نفسه ، ومنعت الحقيقة الكيفية ، وفطره على الصورتين اللفظية والمضافة المعنوية ، ثم سماها بما سمي به ذاته .

وقال بنفي المثلية ، فمحا عين ما أثبته فتحيزه بين الأدلة العقلية والبراهين الوضعية ، ثم صلى عليه قبل صلاته ، ولا قبلية .

وجعل صلاة الكرم بعد صلاة الجود بين صلاته وسؤاله في صلاته ، ولا بينية .

وقيد له مناجاته بالأوقات .

وناجاه في مقام آخر من غير ميقات ، ليجمع له بين رسله ، ويسلك به على جميع سبله ، فكشف له عن المقام المحمدي في حضرة ذاته .

فرآه وأشهده حقيقة المقام الموسوي في حضرة صفاته ، فوعا ما به ناجاة ، فلما تقدمت صلاته وجب أن يبدأ بحمده قبل عبده لنفسه ولعبده .

وأن يفي بوعده لخلقه قبل وفائهم له بعهده ، لقدسه في صدق وعده ، فأشهده سبحانه وتعالى ربوبيته قبل تكليفه إياه ، وقال : "ألست بربکم قالوا بلى" 172 سورة الأعراف.

ثم لما أراد جل ثناؤه تمحيصهم وابتلائهم : سجنهم في محل مصيره إلى الخراب والبلى ، فأفاض من وجوده الأزلي بجوده الأقدسي ، على وجوده الأبدي فيضة أظهر عن ذلك الفيض الأنزه ، على هذا الوجود الأنوه إبراما ونقصا ، ورتقا وفتقا ، ورزقا وخلقا ، و بسطا وقبضا .

وكل قسم من هذين القسمين وجود محقق عن فيض جود مطلق ، فليس إلأ الإيجاد الغض ، مع الأنفاس و الإرفاد المحض ، إلى جميع الأجناس ، ولا سبيل إلى وصف المقام الأقدس بالمنع .

فإنه عدم ، وتسود شبهاته براهين القدم ، فأودع الأسرار الأول المالكة مفاتيح الأزل. الأرواح الأمناء ، وأنزلهم بها باسم الفتاح ، في أرض الأشباح خلفاء .

ولذلك قال : "كانتا رتقا ففتقناهما" 30 سورة الأنبياء.

يعني الأرض والسماء ، لما أشهدهم حقائق المسميات ، فعلمهم الأسماء حين عميت عنها الأرواح الملكية ، التي لم تتخذه الأجسام خلقا ، ثم انقلبوا إليه سبحانه ، بعد طول الصحبة لهذا الهيكل عنصر الظلمة بما اكتسبوه فيه علماء فبقيت بعدهم هذه النشأة الترابية أرضا موحشة بيداء ، لا ظل فيها ولا نفس ولا ماء ، فغيبت عن البصر في الحفر ، لوجد الضرر في البشر،حكمة إلهية علوية غراء.

ليردهم إليها على صفتين :

صفة واضحة بيضاء ، وصفة كالحة سوداء .

لما جعل في حبسها الأول مناقب المعارف، والحكم موقوفة على ارتفاع الهمم ، وجعل مثالب الجهالات والظلم في محال الشكوك والتهم .

فتركها لحما على وضم ، وذلك لتصح اليدان بالبعد والقرب ، وتثبت القدمان بالتواضع والعجب ، وتحقق القبضتان بالكشوفات والحجب.

ويعلم شرف الإنسان بتحميله أسرار الشرق والغرب ، على سائر الأكوان من العالم الملكي والفلكي والطبيعي ، الجامع للحار والبارد ، واليابس والرطب .

أحمده سبحانه حمد من قهره العز ، فرد حمده إليه .

وأشكره شكر من قام به العجز ، فأعاد شکر، عليه ، فتسامى على كل حمد وشكر.

أحمده وأشكره ، وتعالى على كل عرفان ونکر .

عرفانه ونكره ، لما أن رأى أن رقيقه القديم أولى بالتقديم في ذلك ، فكان بهذا القدر عند أهل القدر ، السيد المالك .

والصلاة على من فرضت عليه الصلاة فبقيت الباب المحققين حائرة فيما وهبه واهب العقل ، حين نظرته بأعين بصائرها فيه وباعين أبصاره إليه، فصلت عليه في حال الغنى ليتولى تلك الصلاة مفرضها مانح السنا والسناء صلى الله عليه وعلى آله ما دام تعطش هذه الأرض لما أودع الله من غذائها في هذه الجرباء.  "الجرباء : السماء التى تدور فيها الشمس والأفلاك".

الحمد أقل ما افتتحت به الكلام      ……       الله موجد کون ذاتي في التمام

ثم استمر الجود منه بحضرتي     ……. بسدي فيظهر ما أريد على الدوام

ثم الصلاة على الرسول وآله       ……  أهل المقامات المعظمة الجسام

 ما دامت الأفلاك تسري والورى    ……..   متكون عن سيرها، ثم السلام

أما بعد:

فاني ذاكر في هذا الكتاب ما أشرت إليه في تراجم هذه الأبواب ، بجميع ما فيها على تواليها


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: