السبت، 27 يونيو 2020

الباب الثامن والأربعون في اختصاص العشاء بيوم الثلاثاء ومن هو الامام فيه وما يظهر فيه من الانفعالات .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثامن والأربعون في اختصاص العشاء بيوم الثلاثاء ومن هو الامام فيه وما يظهر فيه من الانفعالات .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثامن والأربعون في اختصاص العشاء بيوم الثلاثاء ومن هو الامام فيه وما يظهر فيه من الانفعالات .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الثامن والأربعون في اختصاص العشاء بيوم الثلاثاء ومن هو الامام فيه وما يظهر فيه من الانفعالات

سلام على يوم الثلاثاء أنه * له همة خصت بعشق محمد

لها الدرج العالي إلى كل غاية * من العالم العلوي في كل مشهد

به كان بأس اللّه في الأرض ظاهرا * ولكنه في كل عضب مهند

 

ثم أنشأ لي جوادا من المرة الصفراء ، والتحفت بالبردة الحمراء ، وسرت أريد سماء الخلافة النبوية ، والإمامة البشرية ، فلما وصلت الفلك الخامس إذا بالخليفة جالس ، مرتديا برداء العزة والسلطان ، عديم النظراء والأقران ، فسلمت فرحب وأهل ، وسع وسهل ،

وأمر بذبح ما حضر من الحيوان ( وتسعير النيران ) ، فحمرت القدور الراسيات ، وأحضرت جفان كالجابيات ، وجيء بالكوامل المستديرات ، عليها من الخبز المرقق واللحم المدقق : ما تسر برؤيته الحياة في الأشباح ، وتنعم بمشاهدته لطائف الأرواح ،

 

ناهيك عن طعام صدر عن سر الحرفين ، ونزل من كرسي القدمين ، فلما تملأنا من الطعام ، وحمدنا اللّه تعالى على ما منحنا من سوابغ الأنعام ، أظهر الخليفة غرة نفسه وقوة بأسه ، وبيمينه قضيب من الذكر اليماني رقيق الأشفار ، ماضي الغرار

 

فقلت : حذار من أسد العرين حذار ، وبين يديه جماعة من الأنجاد الأجود ، قد أمتطوا متون

الصافنات الجياد ، عليهم الدروع المحكمة السرد ، وبأيديهم رماح الخطى وقواضب الهند ، وهم عازمون على إيقاع البلايا والمحن وأظهار الحروب والفتن ، وإهلاك الأعداء من النحل والملل ، والفتك فيهم بحد القواضب والأسل ، وقد ظهر سلطان الغضب المقلق ، وارتفع لنار الحمية :

اللهب المحرق ، وبان الطريقان ، وامتاز الفريقان ،

 

وكل فريق يذب عن سننه ، ويحمى ذمار سننه فقلت يا سوء المكر الذي يحيق لعالم الخفض ، وبأبوس لأهل الأرض ، وقام وزير الخليفة خطيبا في ذلك الملاء الأعلى ، عن اذن الخليفة المولى ، بيده عصا من الحديد ، يلحق بها القريب والبعيد ، متوجا بغمامة حمراء ، مرتديا برداء أحمر ، عليه فظاظة نكير ومنكر ،

 

فعندما أراد الشروع في خطبته العمياء ، والتحريض على فتنة الداهية الدهياء :

أقام المؤذن صلاة العشاء ، فبادرت إلى الصف الأول خلف الإمام ، فبينا أنا أحضر نية الأحرام ، إذ سنح بخاطري رسول الإلهام بأبيات سمائية في أسرار صلاة عشائية

 

( واللّه الموفق : لا رب غيره ) وهي :

دعاني للمسامرة المنادي * مع المحبوب حين أتى العشاء

فأسبغت الوضوء وجئت قصدا * إليه ولم ينهنهي اللقاء

فكبرنا نشير بأن أتينا * فما رفع الحجاب ولا اللواء

فأثنينا بحمديه جميعا * فشال الستر وأرتفع الغطاء

وقال أصبت خيرا يا سميري * وصح لنا السنا ، ثم السناء

تسامرني بلفظك من بعيد * وللمعنى على القرب استواء

فلا شرق ولا غرب لذاتي * وليس لها الإمام ولا الوراء

وليس لها الأسافل والأعالي * وليس لها الكفاح ولا الأزار

لنا الظلمات ، والأنوار حجب * على الأبصار ، ثم لنا العماء

فإن أكني بنيت على وجودي * لتعليمي ، فأنت له لحاء

فيا قوم اسمعوا ما قال ربي * وما أعطى التعبد والحياء

فلما أن صفا الود : اتحدنا * فكان المرتدي وأنا الرداء

 

فلما أحرمنا بدت ظلمات العمى ، فلما افتتحنا المخاطبة أجبنا من غير أرض ولا سما ، فلما جهرنا قيل : من أنتم ؟ ومن أنا ؟

فلما أسررنا ، وقعنا في العنا ، فلما كبرنا للركوع هيمنا في الهوى ، فلما رفعنا . ظهر سلطان الحيرة ، فلما سجدنا أسدل حجاب الغيرة ،

فلما أستوينا جالسين رأينا المستوى على السرير غيره ، فلما سلمنا سلبنا المعرفة ، ورمى بنا في بحر الصفة ، ولما فرغ الإمام من صلاته ، وأكمل جميع تسبيحاته ودعواته ، أخذ الخطيب عصاه ، وقام إلى ما كان قبل ذلك نواه ،

 

وقال :  « الحمد للّه واضع الملك ، وشارع النحل ، تارة بالوحي وتارة بالإلهام ، فوقتا خلف حجاب الاشراق ، ووقتا خلف حجاب الأظلام ، فأضل وهدى ، وأنجى وأردى ، وأقام أعلام الضلالة والهدى ،

ففصل بها بين الأولياء والأعدا ، فجعل الهدى لحزب السعادة سلما ، ونصب الضلالة لحزب الشقاوة علما وأوقع بينهما الفتن والحرب ، في عالم الشهادة والغيب ، وثبت في صدورهم الشحناء ، وبدت بينهما العداوة والبغضاء ، فسفكت الدماء ، واتبعت الأهواء ، فالسعيد منا من ناضل عن عرشه المؤيد بالآيات ،

وقاتل عن وضعه المقرر بالمعجزات ، والشقي من احتمى بحمى الضلالات ، ودافع عنها بمجرد المحميات .

وأعمى نفسه عن ملاحظة الصواب ، فيما وقع من الخطاب ، فبادروا إلى نصرة الدين الملكي وقاتلوا بما ثبت في قلوبكم من اليقين اليميني ، وقد خاب من طلب أثرا بعد عين ورجع بعد معرفته بعلو مرتبة الصدق إلى المين.

جعلنا اللّه وإيّاكم ممن ذب عن شرعه المعصوم ، وناضل عن دينه المعلوم .

وأنا أيها الأشراف الأقاول ، والربانيون الأوائل ، روح المقام المحمدي ،

ومعطيه سيف منزل الاستخلاف الكلي ، لنا الحياة والنمو ، والاعتدال والسمو ، ومعالي الدرجات ، وبلوغ الغايات ، والترقي إلى المعالي ، والتلقي من المقام الأنزه العالي ،

وتحليل الجامد ، والترحيب بالقاصد ، والعز القاهر ، والسلطان الظاهر ، والنضال عن الدين ، وسفك دماء الملحدين ، ونصرة الغزاة والموحدين ، ونيل الأغراض ، وسرعة الانتهاض إلى إزالة الأمراض .

فله الشكر سبحانه على ما أولى ، وله الحمد في الآخرة والأولى .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: