السبت، 27 يونيو 2020

الباب الرابع والخمسون في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت الوسطى .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الرابع والخمسون في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت الوسطى .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الرابع والخمسون في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت الوسطى .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الرابع والخمسون في بيان الصلاة الوسطى أي صلاة هي ولماذا سميت الوسطى

السر منا في البرزخ الوسط * وهو بسر القديم مرتبط

فانظر إلى بدئه وعنايته * يجمع أسرار دينك الوسط

وانظر إلى الفوز بين راجية * وبين قوم من ربهم قنطوا

فمن أراد الوقوف منه على * غايته ، فالخفاء مشترط

يا فرحة القوم لو بدا لهم * سر وأبدوا ذاك الظهور واغتبطوا

 

أقول من المعارف الرسمية ، والعلوم الوسمية : أن الوسط من الوساط والفضيلة فمن جعلها الوسط ، فهي في المغرب ، لما جاء في الخبر أن أول صلاة صلاها جبرائيل بالنبي ( عليهما الصلاة والسلام ) صلاة الظهر ، وقد ثبت ذلك وظهر ، ومن جعلها من الفضل ، فتكون العصر لاقتران فواتها بمصيبة الأهل والمال وتغير الحال والأحوال ،

 

وقد جاء في الخبر الحق في يوم الخندق ، أنه ( عليه صلاة والسلام ) أبدل العصر من الوسطى بدل الشيء من الشيء ، وهما لعين واحدة ،

 فمن المختارة المثلى : وقد أثبتتها عائشة أم المؤمنين في مصحفها بواو التوكيد وهذا في المسألة من أعظم تأييد ، ومن خالف ما ذكرناه من علماء الآراء والرواية ، فروايات واهية ، وآراء ما عليهما من طلاوة ، فسلطان هذا الحكم من معارف الرسم وعلوم الوسم .

 

ثم نرجع فيها إلى الحكم بعلم الكشف المحقق بالنور المطلق ، فأقول :

شاهد عين السر في حضرة الوتر « ان الصلاة الوسطى هي صلاة العصر » ، لأن الظهر لظهوره في مقام الفناء ، والمغرب لظهوره في مقام البقاء : والعشاء لظهوره


في مزج الأولياء بالأعداء ، والصبح لظهوره من طرائق أخبار السفراء ، والعصر لظهوره في خط الاستواء ، لأن شجرة المشاهدة لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ والمراد بقاء الأبصار ، فجمع بين عالم البسيط اللطيف ، وبين عالم التخطيط ؟

 

الكثيف ، ولم يغير في هذا المشهد شيء من أشكال نظام الأحوال ، فشاهده الإنسان في كماله : بقوة اعتداله ، وما عدا هذا المقام فانحراف عن الاعتدال بنور أو ظلام ، والحق المطلوب والفضيلة عند الرجال إنما هي في المشاهدة والاعتدال ، فضمه إليه عند صحوه ، وأثبته بعد محوه ، وألحفه لحق الجمال والأنس وأمره أن يخلع على عالم النفس ، فلا يفرق الحقائق الروحانية إلّا بتنزلات الرقائق الإلهية .

ولتكف هذه الإشارة في الوسطى من الوسط الأوسط ، فإنها تنزيل من الحكيم المقسط .

وجعلنا اللّه وايّاكم من الأئمة الوسطية : وخصنا وايّاكم بما خص به إبراهيم الفرع الكريم الباسق من الأرض القبطية .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: