السبت، 27 يونيو 2020

الباب الثالث والخمسون في أن يوم السبت هو يوم الأبد وهو يوم الاستحالات .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثالث والخمسون في أن يوم السبت هو يوم الأبد وهو يوم الاستحالات .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثالث والخمسون في أن يوم السبت هو يوم الأبد وهو يوم الإستحالات .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الثالث والخمسون في أن يوم السبت هو يوم الأبد وهو يوم الإستحالات

السبت يوم للبقاء والاستحالات * والشغل يصحبه مع البطالات

عجبت من يومنا فيه الفراغ * وفيه الشغل جمعها من المحالات

ليس الهدى في جناب السر فالذ * كر أولى به من تصاريف الضلالات

فانظر إلى بدء يوم السبت تحظ به * فقد تقدس عن وصف النهايات

نهاره في جنان الخلد رؤيتنا * وليله في لظى حجب الزيارات

فالليل : منه على أهل الشقاوات * كما النهار على أهل السعادات

 

سري يوم السبت في الموجودات سريان العدد في المعدودات : والدوام في الدائمات ، والقيام في القائمات ،

فهو : لا معدوم ولا موجود ، ولا حاضر ولا مفقود ، فيه استلقى الفاعل من ايجاد الأجناس والأمهات ، وشهدت له بالملك والثبات ، وذلك أن اللّه جل أن يسبق وجوده عدم أو يتصف بما يناقض القدم ، خلق الخلق أسفله وأعلاه ، في ستة أيام من أيام اللّه ،

فلما كملت أجناس العوالم ، وتميزت المراتب والمعالم ، ابتدأت يوم السبت : الاستحالات والتكوين ، والتغيرات والتلوين ، فتنوعت الصورة والأشكال ، وتغيرت المناصب والأحوال ، فصارت ( فتغيرت ) لآباء أبناء ، والأبناء آباء ،

وتداخلت الموجودات بعضها في بعضها ، وحصل خفضها في رفعها ، ورفعها في خفضها واستحال المعدن نباتا والنبات حيوانا ، والحيوان إنسانا ، والإنسان معدنا ، وضرب الكل بالكل ، وظهرت القوة بالفعل ،

وعاد العزيز ذليلا ، والذليل عزيزا ، والحديد لجينا ، والنحاس ذهبا إبريزا ، والمركب محللا مفصلا ، والمحلل مركبا موصلا :


وهكذا في الآخرة ، وقد بان في قوله - في الحافرة - وقوله في غائط السعداء أنه عرق مثل المسك ، ووصفه الأشقياء بنضيح المسك .

ولما كانت الآخرة لا تنقد ، وسكانها لا تبعد ، انسحب عليها حكم يوم السبت ، إذا كان يوم النصب والسبت فلا ليل لنهاره في دار القرار ولا نهار لليله في دار البوار ، ولا منتهى راحة لظلمة وأنواره ، ولا قاهر لسلطان أسراره .

 

ولقد شهدت روحانية البتي ( محمد بن هارون الرشيد في الطواف ) وهو يجنح إلى الأطراف وكان قد اختص في وقت حياته أن يسعى يوم السبت في تحصيل أقواته ،

ويتعبد فيما بقي من أيام الجمعة مغمرا لأوقاته : فسألته لم خصصت يوم السبت للخدمة ،

فقال : إبقاء للحرمة فإن الغني في الستة الأيام من الأسبوع المقدر : اعتني بإظهار أعياننا لمن تفكر ، فاشتغلنا فيها بما شرع من خدمته وقدر .

 

ولما أنفرد يوم السبت لمعناه : لهذا خصصته بتدبير مغناه .

فقد بان أن السبت هو يوم الأبد ، وعنده انتهى العدد ، وليس وراءه يوم ينتظر ، ولا وقت يقدر .

وقد ثبتت أعيان الذوات ، ودخلت الاستحالات والتغيرات في الأشكال والصفات .

جعلنا اللّه وإياكم ممن عرف أنه لابد من يومه ، فلم يعجل من قومه .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: