الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الثاني عشر في معرفة شروط الإمام للصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثاني عشر في معرفة شروط الإمام للصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الثاني عشر في معرفة شروط الإمام للصلاة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الثاني عشر في معرفة شروط الإمام للصلاة

يا إماما بمثله ليس يرجو            …..  فضل أجر ، ولا يؤم احتسابا

لا  أرى منه وهو في العلم       ….. معصوم عن الفسق واخنا اجتنابا

وأناديه من وراء حجاب         ……      يا إمامي : لقد تركت الصوابا

لم خلفتني وصرت أمامي       ……         وأنا أنت : أن عرفت الكتابا

يا جهولا بذاته وبذاتي          …….        وظلوما لنفسه ، ما أنابا

سوف تلقي تأخرا واغترابا     ……   حين لقي تقدما وافترابا

أنت والله أعلم الخلق بالله       ……        وقولي "وأنت" تأب المتابا

كيف تشكو لهيب نار اشتياق   ……        لفراقي ، وحرقة وانتحابا

کیف تشكو لهيب نار اشتياق    ……       تتعامى بالله أم تتغالی

وأنا حاضر ، ولست تراني       …..         تنعامی ، بالله قل أم تتغابی؟

لو رأيت الذي رآه فؤادي        ……. في صفا الوداد : زدت التهابا

وتركت الصفات : حالا وقولا   …….   وتركت العذاب ثم الثوابا

يا إمامي لقد رمزت أمورا      …….        أن تدبرتها أمنت الحجابا

لما طلب الرئاسة عقلي على العقول والتقديم ، قرع بهمته باب التقديم .

 فنزل إليه الروح ملتفا في بردة يوح.

وقال : لا تصح في عقل امامة إلا إذا كان غیر علامة ، ولم يجعل إمامه ، ولا تدبر في الصلاة كلامه.

وألقى على فمه عند التلاوة قدامة ، وأسدل بينه وبين الله قرامه ،ولم يأخذ من السحاب إلا مهامه.

"قرامه = الستر الرقيق ، مهامه = السحاب الذي لا ماء فيه"

 ومن النور إلا كمامه ، ولا من المختوم إلا ختامه .

وأتى إلى ربه في ظله و غمامه ، وأرخى الأزار و أشال العمامة .

 وجاز على ما أوصى به النبي (عليه الصلاة والسلام) في حديث سعيد بن زيد بن أسامة. وسكن نجدا ورحل عن تهامة .

وسفه في الاشارات الإلهية أحلامه ، وملك أضغاث أحلامه ، ورفع بين الجنة والنار اعلامه .

 وزلت به عن الصراط اقدامه ، وجل عند المشاهدة نظامه.

وفقدت منه عند الموت الحماسة والشهامة ، وطرأ عليه حال مزعج بمشاهدة القيامة ، فعمر بسيره لقلقه ، فيعان ذلك الموطن وأكامه . "اللقلق = اللسان"

فإذا ظهرت على عقل هذه الدلالات وزاد اعلامه وهي أن يجهل هو في محرابه أقامه .

حينئذ يصح لهذا العقل على العقول الإمامة .

وهذه العلامة في إمامة الحس بالعكس ، فإنه من عالم النكس ، لنزوله من حضرة القدس .

جعلنا الله واياكم ممن أم وعم ، وصح له المقام الأكمل الأتم ، آمین

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: