الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الخامس في معرفة سر وضع الشريعة في العالم .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الخامس في معرفة سر وضع الشريعة في العالم .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الخامس في معرفة سر وضع الشريعة في العالم .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الخامس في معرفة سر وضع الشريعة في العالم


ومعنى قوله تعالى : "قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" .

وقوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير" .

ولما أراد الله إصلاح خلقه        …….    وكان بهم داء الطمأنينة أصفى

إمام کریمأ منهم متطلعا        ……..   لأسرار أرواح العلا متشوقا

فأرسله فيهم طبيبا محكما       ……     أمين عليما بالسقام وبالشفا

وجاء بآيات تؤيد صدقه       ……   تراها برأي العين إن كنت منصفا

فأنقذنا من لفح نار تسعرت       …….   وكنا لعمر الله منها على شفا

وأظهر أسرار وأبدى سبيلها     ……  لتحصيلها من بعد ما كان قد عفا

 سبب وضع الشريعة في العالم أمران فيهما سران :

الأمر الواحد: صلاح العالم، وهو منهج الأنبياء، ويؤيده قوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة"، وسره أن نصر المؤمنين حق عليه.

والأمر الآخر: إثبات ذلة العبودية، وظهور عزة الربوبية، وسره حکم سلطان اسمه.

فتنبه لما رمزناه، وفك المعنى الذي لغزناه،

الطمأنينة بما لا حقيقة له : توجب التكليف ، وما ثم شيء إلا وله حقيقة ، فقد لزمك الوقوف ، ما من أمة إلا قد أطمأنت ، فلما جائتها الرسالة أنت لعبتها ثم حنت ، ولولا الوعيد والوعد ما سعى في الوفاء بالعهد، ودع ما قالت العدوية فإنها ذات حال في العبودية .

ضربها ركن الجدار فأدماها ولم تحسن به.

وقالت: "شغلي بموافقة مراده فيما جری شغلني عن الإحساس - ترون من شاهد الحال" .

فقد أقرت بشغلها وأعربت بشاهد حالها . فانتبه .

ومحمد (عليه الصلاة والسلام) يقلقه الوجع ويمسح بالماء ، على وجهه ويقول: «إن للموت سكراته وفاطمة على رأسه ، تسكب لفراقه العبرات - وتقول : يا كرباه .

فيرفع إليها طرفه ويقول : "لا کرب على أبيك بعد اليوم"  فأثبت أنه في كربات ، فقد بان أن الحقائق لها رقائق ، غاب عنها أهل العلائق والعوائق .

والحال : علاقة المريد، وحب الكشف نهاية من لم يذق لذة المزيد ، فكل من شاهد امرأ ليس ذلك المشهود عليه ، فذلك الأمر فيه ، وراجع إليه .

فليحذر أن يقول : أنه في الكون الخارج لا محالة ، فيثبت عند المحققين محاله .

ومن لم يفرق بين نفسه وغيره ، فلا تمييز عنده بین شره وخيره .

فهذا سبب وضع الشرع الموافق للعقل والطبع.

 جعلنا الله وإياكم من العلماء العاملين، وحال بيننا وبين القوم الفاسقين.


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: