الجمعة، 19 يونيو 2020

الباب التاسع في معرفة الكاتب وصفاته وكتبه .كتاب التدبيرات الإلهية فى إصلاح المملكة الإنسانية الشيخ الأكبر ابن العربي

الباب التاسع في معرفة الكاتب وصفاته وكتبه .كتاب التدبيرات الإلهية فى إصلاح المملكة الإنسانية الشيخ الأكبر ابن العربي

الباب التاسع في معرفة الكاتب وصفاته وكتبه .كتاب التدبيرات الإلهية فى إصلاح المملكة الإنسانية الشيخ الأكبر ابن العربي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

الباب التاسع في معرفة الكاتب وصفاته وكتبه 

عليك بکاتب لبق رشيق       ….    ذكي في شمائله حرارة

تناجيه بطرفك من بعيد        ….. فيفهم رجع لحظك بالإشارة

الكاتب وفق الله به الإمام، وسلك به من حيث لا خلف ولا أمام، موجود لطيف کریم شریف، اتفق عالم الغيب على شرفه واعتلائه ؛ نجي إدريس النبي عم.

وهو أول من خط بالقلم، وهو صاحب جلاء القلب وغطائه ، وبیده زمام منع الخير وعطائه ؛ يجول بين سناه الباهر وسنائه ؛ ويتردد بين شعاعه وضيائه ؛ ومنفذ الأوامر على القرب والبعد.

عالم بسر من له الأمر من قبل ومن بعد؛ يغني ويفقر ويشح؛ ويؤثر سجله ذات النفس الكلية وهي حرة الإمام الزكية، الموصوفة بالمطمئنة الراضية المرضية؛ كتب في رقها المنشور العلوم البرزخية.

فعندما ظهرت آثاره على صفحات قراطيس الأجسام عبر عن ذلك بنفوذ أمر الإمام.

ونحن إن شاء الله نذكر في هذا الباب صفة الكاتب والكتاب في فصلين؛ والله المؤيد لا رب غيره .

 

فصل في الكاتب:

اعلم وفقك الله أن الله تعالى جعل في المملكة الكبرى لوحا محفوظا وقلما معلوما عليا بيمين مقدسة عن التأليف والتغيير ؛ فنفذ أمر الإرادة بالعلم من الحق إلى اليمين بتحريك القلم على سطح اللوح المحفوظ بعلم ما كان وما هو كائن وما يكون وما لا يكون.

ولما أثبتنا هذا الكتاب على مقابلة النسختين ومقابلتهما على النشأتين أردنا أن نعرف أين الكاتب منا؛ شعر :

قلمي ولوحي في الوجود يمده     …..     قلم الإله ولوحه المحفوظ

ويدي يمين الله في ملكوته    …..  ما شئت أجري والرسوم حظوظ

فالكاتب صفة لطيفة علمية تسمى اليمين، "لها عين"، ومادتها من عليين وهو مقام الأبرار صاحب الشراب الممزوج.

فإذا أراد الإمام أن يظهر أمرا من الملكوت في عالم الشهادة تجلى للقلب فانشرح الصدر؛ وذلك عبارة عن كشف الغطاء، فارتقم فيه مراد الإمام.

وذلك القلب هو مرآة العقل فرأى العقل في مرآته ما لم يكن رآه قبل ذلك فعرف أنه مراد الإمام فاستدعى الكاتب فأطلعه على المراد.

وقال له اكتب في ذات النفس كذا وكذا. فإذا حصل في النفس خرج على الجوارح، فلهذا قلنا فيه إن شرابه ممزوج لأنه امتزج بعين المقربين وهو العقل.

فلهذا حصل له الشرف الكامل في حقه.

فإن قيل ما مقام هذا الكاتب العرش أو الكرسي أو بينهما، وقد علمنا على ما قررنا في مواضعها أن الكرسي هو محل الفرقان، وهو النفس.

قال الله تعالى:" ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها " [الشمس: 7 و8]، فهذا فرقان والكاتب مرتبته أن يكتب في مذموم ومحمود على اختلاف الأحوال وليس مقامه بحسب كتابته ؛ فخبرني كيف يتفق هذا؟

قلنا : قولك صحيح؛ فاعلم أنه ليس من العرش إلى الكرسي مدح ولا ذم سوی علوم مقدسة وتنزلات منزهة عن الاتصاف بالفرقان، والعرش مقام الإمام، والكرسي مقام النفس؛ وهي محل التغيير والتطهير حالا ومقاما.

فإذا نفذ الأمر إلى الكاتب فإنه ينفذ واحدا مقدسا لا يتصف بذم ولا حمد.

والكاتب إنما يكتب من الخزانة المحمدية وهي التي يفرق فيها كل أمر حكيم؛ فيؤخذ ذلك الأمر من الخزانة المحمدية على ما وضع لمتعلق ؛ فإن كان حمدا فهو ذلك ؛ فيحصل عند ذلك للكاتب علما وعينة لا حالا ولا مقامة لأنه فوق ما يكتب.

 فما يصدر عنه إلا حسن، فهو بذاته مع الإرادة، وتصرفه في شغله الذي هو الكتابة من الخزانة المحمدية .

فالذي حصل الأمر ورده أمرين إنما هو الرسول بذلك الأمر والمخاطب ؛ فالكتابة من ظاهره والكاتب من باطنه.

فحقيقة الرسول هي الممدة لحال الكاتب في حاله ومقامه ؛ وحاله أو حقه هو الممد له في رقومه وأفعاله، فهو فوق من حيث هو مشرف، وهو واحد من حيث ذاته .

وهذا كله ليس لنفسه لأنه لو أراد الله تعالى أن يبدله بالتقديس تعييرا وبعليين سجينا لما منعه من ذلك مانع.

لكن هنا سر نسوقه في معرض السؤال لترتفع الهمة إلى طلبه، وهو أن نقول :

أمن الحال أن يوجد هذا الكاتب في سجين حتى نقول إن بعض أبي جهل وغيره من الفراعنة في عليين؟ "سجين : وادي في جهنم فيه كتاب الفجار"

أعني كاتبه، وحقيقته وبعضه في سجين؟

أو تكون المشيئة في حق المعتني به تقدس کاتبه وحقيقته، وغير المعتني في سجين؟ وإن كان محا" ارتفاعه عقلا فقد شرح شقي الشقي بكليته؛ فانظروا في كشف هذا السر المستور وفتح هذا الباب المقفل من أنفسكم لا من غيركم.

قلنا : فهذا الكاتب موجود شریف اصطنعه الخليفة لنفسه واتخذه سميرا لأنسه ؛ فمما يجب عليه أن يكون حسن الخلق صبورا حمولا للأذى، كاتما للأسرار الملكوتية ، فصيحا بليغا يستدرج المعاني الكثيرة في عبارات وجيزة تنبیء عنها صريحا، لا يسوق نصا في كتابه إلا في مقام يأمن عقابه .

فإن لم يأمن فليسق من ألفاظ في كتابه ما يحتمل معنيين فصاعدا.

حتى لو ظهر على الإمام في بعض كتبه شيء يعطيه أحد محتملات اللفظ ، وكره الإمام ذلك، عدل الإمام إلى الاحتمال الثاني الذي يحتمله ذلك اللفظ، والله كثير العفو والتجاوز.

فإنه إذا دخله الاحتمال سقط کونه دليلا على شيء معين، وهذا من مهارة الكاتب وثقافته؛ وأن يجمع بين اعتدال حروفه ومعانيه، ولا يستعمل في كتابه إلا الألفاظ الصقيلة العبارة الخطابية التي لها وقع في النفس وتعلق بالقلب.

وأن يبدأ في سجلاته بالحمد والثناء والصلاة، ثم يأخذ في عدل الإمام وأوصافه الحسنة الشريفة ومقامه المنيف ؛ ويرغب فيه، ثم بعد ذلك يذكر ما أمر به .

فإن كان خيرا فهو المرغوب فيه ؛ وإن كان غير ذلك فقد قيل لأبي يزيد أيعصى العارف؟

وقال : "وكان أمر الله قدرا مقدورا " [الأحزاب : 28].

واعلم يا أخي أن الكاتب إذا كان على ما ذكرناه فهو قرع باب الصديقين ومن ثم يحصل له ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله .


فصل في الكتاب:

ولما كانت اليمين الكاتبة افتقرنا إلى قلم ودواة واستمداد ولوح يقع فيه الخط کالحق واليمين والنون والعلم الأعلى واللوح المحفوظ. "الدواة : المحبرة "

وما هو مثل التخليط في الحال وارتقام الأمثلة في اللوح؛ ومثل ما يكون إيجاد العوالم الصادرة عن الأمثلة المرقومة في اللوح.

فافهم اللوح المحفوظ هنا، ولوح المحو والإثبات وانظر كيف أثبتناه حاويا لما لا يتناهي في رقمه وكل ما دخل في الوجود متناه، فابحث كيف لا يتناهی.

وما هو في العالم الأصغر كالقطب، ولعله السر المرقوم في الصدور وهو موضع يحتاج العارف إلى الالتجاء في معرفته .

فاللوح هو محل الكتابة فلنسمه الكتاب ونقول إنه ينقسم قسمين:

كتاب مرقوم وكتاب مسطور.

قال الله تعالى: "والطور وكتاب مسطور" [الطور: 2]،

وقال : "كتاب مرقوم" [المطففين : 9] فأقسم بالمسطور؛ وأخبر عن المرقوم أنه في محلين في سجين أو في عليين.

فالمسطور في عالم الأرواح والمرقوم في عالم الغيب والشهادة .

ومن جانب الحقائق أن المرقوم هو المسطور عينه من جانب الكشف الصحيح؛ لكن لما لم يعاين منه الملأ الأعلى إلا الوجه الواحد الذي من قبلها وهو عالم الأمر كان مسطورا. " الملأ الأعلى : عالم الأرواح المجردة ومن الملائكة المقربون والنفوس الكلية ."

ولما كان الإنسان قد جمع العلو والسفل أشرف على الوجهين فكان له مرقومة:

فما ولي الراقم فهو المسطور، وهو الموضع المشكل موضع انعقاد الخيوط وتداخل بعضها على بعض.

وما ولي الأرض من الكتاب كان مسطورا أيضا ومرقوما باعتبار الوجه الذي يلي الراقم في حق من شاهدهما .

فهذا المسطور الأرضي هو علم الفقهاء أصحاب علوم الأحكام المحجوبة قلوبهم بحب الدنيا عن معاينة الملكوت .

فالملائكة في المسطور من عالم الأمر العلوي، والفقهاء المحجوبون في المسطور من عالم الخلق السفلي.

والمحققون في المرقوم بمشاهدة الوجهين :

فما ولي الأرض شاهدوه حسا وما ولي الراقم، وهو ما فوق العرش في حق سر المحقق وما فوق السماء في حق بعض العوالم، شاهدوه قلبا وعقلا .

حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟

قالوا: الحق تجلى لهم فخاطبوه وخاطبهم فانحجبوا.

فإذا خرقوا الحجاب وانعدمت في حقهم الأسباب نظروا إلى سر القدر كيف يحكم في الخلائق ولحظوا الأمر على مبدئه فإن شاؤوا صمتوا وإن شاؤوا نطقوا.

فمخاطبته إياهم كتابه في قلوبهم وهي الألواح المحفوظة المكتوب فيها من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء وفيها يقرؤون وعنها يخبرون، وتلك الخواطر الربانية .

فيا أيها السيد تفطن لهذا الكاتب فإنه وإن كان لك منصب الإمامة فله منصب الخطابة لا تستقل بها دونه.

فهو الإمام فيها لو حصلت معه فيها لخدمته ؛ ولكن لإقامة الحق لك في الإمامة الإحاطية دخل هذا وغيره في حزبها فراع حرمته فهو صاحب طابعك والمخاطب عنك.

فتحبب إليه وإلا أفسد عليك ملكك فإن الوزير مفتقر إليه ، وغايتك وغاية وزيرك تدبير حضرة مملكتك ؛ وكتبه تمشي في باديتك بما يريده لا بما تريده أنت إن شاء ذلك.

واعلم أن الحضرة لا معنى لها إلا بباديتها، فإن فسدت البادية وثارت عليك أدى ذلك إلى فساد ملكك، وأنى لك تلافيه فهو الأمين على الفجور وملكك يقبل الصفتين معا، وقد نصحتك فالزم.

 

توقيع رباني:

نفذ الأمر المطاع الإلهي إلى الخليفة الإنساني المثبوت فيه سر ألوهيتي بالتردد بین إنيتي وهويتي.

وقد أبحت وجهي لمن أراده بلا إرادة ، ومزقت الحجب تمزيقا لا يقبل ترقيعا ولا تلفيقا ؛ وفرغت عن القلوب فتزينت بعالم الغيوب.

فاعكف في حضرتی ساجدا فإنك لا تزال مشاهدا هذا، فإن الرؤية في السجود والحجاب في الوقوف ؛ فإني القيوم القائم على كل نفس بما كسبت، فافهم ما سطرته وانظر فيما رسمته فإنه لا خطاب في الرؤية ولا رؤية في الخطاب ؛ والسلام عليك سلام من لم ينفصل عنك ولا اتصل بك ، ورحمة الشهود وبرکات الوجود.

 

توقيع ملكي:

نفذ الأمر الحتم إلى الملك الكريم، أنزل على قلب الخليفة الإنساني فإنك تجده على أحد ثلاثة أحوال:

إما معي، أو مع نفسه، أو مع عدوه إبليس.

فإن وجدته معي فلا تلقي إليه شيئا مما وقعت لك في هذا التوقيع، فإني أتولاه بنفسي، لا أكل من توجه إلى آثرني على كل واحد إلى غيري فإني أتولى سياسة قلب عبدي .

فتأدب أيها الملك الكريم ولا تشعره بنزولك فيفرق ويبادر إليك لمعرفته انك من عندي من جهة اسم ما ؛ فتوار عنه واحفظه من نفسه وشيطانه ، وجاهدهما ما استطعت .

وإن وجدته مع نفسه فأخطر له محادثة منك في سره من غير أن يشعر بذلك القرين العدو ولا النفس أن يأفل أنفاسك محسوبة عليك وأوقاتك عليك شهداء . فإياك والمباح فتندم، وإياك والمحظور والمكروه فتشقی .

وإن وجدته مع إبليس عدوه ځل بينه وبينه، وأشرق عليه بنور ملكيتك بها تحرق ناریته ، وإياك أن يخلص إليه.

وعليك بالحجة البيضاء وأداء ما افترض الله عليك، وإذا أردت فعل مباح من المباحات من أكل وشرب ونوم وغير ذلك فلا تتناوله تناول العامة فتندم أو تشقي، ولكن تناوله بتنزيه وعبادة .

فأما التنزيه فأن تتناوله برؤية نقصك و افتقارك إلى الحق فيه ، وتنزيه الحق عن حاجته لذلك، كما قال تعالى : "وهو يطعم ولا يطعم" [الأنعام: 14]؛ فقد نبهتك وعلمتك .

وأما العبادة فأن تنظر في ذلك من جهة ما يليق فتتخذه عونا على عبادتك كالأكل للقوة على أداء الصلاة والفرائض من جهاد وغيره ، والنوم للقدرة على قيام الليل والنكاح لا لإنزال الشهوة ، ولكن لولد صالح أو اعتصام عن مواقعة محرم.

والفرصة للاعتبار وإماطة الأذى وإرشاد الضال وإغاثة الملهوف، وما أشبه ذلك ؛ فهذه خواطر الملك بالتوقيع الإلهى .

 

توقيع نفساني

نفذ الأمر الإلهي الذي لا يرد إلى نفس البرزخية ؛ أخطري إلى الخليفة الإنساني أن يفعل ما فيه راحة في الدنيا ولا طلب عليه في الأخرى، ولا له فيه أجر عندنا، فإن أجابك فهو لك لالی؛ وإن أعرض عنك فهو لي لا لك، أو لمن هو له على حسب وقته، وإنك ستجدينه على ثلاث:

إما معي، أو مع الملك أو مع الشيطان .

فإن وجدته معي فتعرضي إليه، فإنه يصير فراغك شغلا ويرفع حجابك وتسعدين به.

وإن وجدته مع الملك فتأدبي وقفي حتى ينفصل الملك بالنوم أو بالغفلة والسهو ؟ وحينئذ تخطرين له ذلك .

وإن وجدته مع الشيطان فزاحميه وحولي بينهما وأتيه بالملايمة ولا يغلبنك عليه ، وامضي في سلطانك وكيديه، فإن كيده ضعيف، واثبتي على ما جئته به ولا تتنوعي عليه فإنه سيعود إليك .

 

توقيع شيطاني:

نفذ الأمر الإلهي إلى الشيطان الإرادي لا الأمري، انزل على الخليفة الإنساني بتعدي الحدود وانتهاك المحارم والكفر والشرك والبغي والحسد والفحشاء وعبادة غيري؛ فإن توقف لك في أمر ما فاعدل عنه إلى أمر آخر، ولا بد لك أن تجده على إحدى ثلاث : إما معي، أو مع الملك، أو مع النفس.

فإن وجدته معي فانظر في أي باب هو وفي أي اسم، وأنزله من مملكتك التي ملكتك إياها من عالم الخيال من جنس الحقيقة التي هو معي فيها حتى ترى عصمتي الأوليائي وحفظي لهم وغيرتي عليهم كيف هو.

فإذا نزل إلى أفعالي وصفاتي فألق له مما في توقيعك ؛ فإن قبله فهو لك في ذلك الوقت ثم يتوب، فيجوز وزره عليك تعذب به في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، وإن أشرك فهو وعذابه عليه وعليك.

وإن وجدته مع الملك فحاربه، فإن غلبته بقيت أنا، فإن خذلت عبدي ملكتك ناحيته؛ وإن نصرته فأمران :

إما أن لا يقبل منك، أو إن قبل قلب عينها، فعاد ما قضيته له بعدة قربة إلي وجاز کيدك عليك .

وإن وجدته مع النفس فزين لها العاجلة وابسط لها الأمل، فإن اشتغلت به فألق فإنه عبد مطيع لك في الحال، وأنا معه بين الخذلان والنصرة، أحكم بعلمي فيه وأنا العليم القدير .

فهذه أيها السيد الكريم توقيعات الحق في الوجود المعبر عنها بالخواطر، قد أوضحت لك مكانتها، وإن كاتبك من أعرف الناس بها؛ وهؤلاء الثلاثة تحت تسخيره، والحق تعالی يجيبه ؛ فقد حاز العلم الإحاطي والمقام؛ فاعرف قدره ولا تنزل به عن درجته ؛ فإن هذه التوقيعات بيده وأمرها لا يرد؛ وما أتى على الملوك قديمة إلا من مجالسها، ولا يغير حالها إلا من بسائطها .

فتفقد بساطك الكريم وميز بين الولي والعدو منه بفعلك معه، والإحسان في الجملة مفید مسدد يذهب بالضغائن ، ويزيل الحقد ويثمر المودة والغيرة والسلام.

 "الضغينة : الحقد المستحكم الشديد"


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: