الخميس، 27 أغسطس 2020

25 - الهوامش والشروح 4564 - 4814 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

25 - الهوامش والشروح 4564 - 4814 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

الهوامش والشروح 4564 - 4814 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)

شرح بيان أن الطاغية في عين قهره مقهور وفي عين نصره مأسور
( 4564 - 4567 ) سوف أقدم لكم مثلا على هذا الأمر “ سوف أبين لكم أن الطاغية مدمر حتى حين نصره ومأسور حتى حين غلبته ، إنه كلما انتصر على
 
“ 626 “
 
أعدائه وطغى عليهم وبغى وتجبر إنما يكون مد من الله له فتزداد ذنوبه ، حتى يأخذه القهر الإلهى ، ولو أن الله سبحانه وتعالى ألحق به الهزيمة ، لوقف طغيانه عند حد ، وربما عاد عنه وتاب عنه : ترى مولانا كان يستشرف مصير الطغاة في زمانه ؟ 
ألسنا نرى في معرض حياتنا اليومية طغاة يتجبرون ويتغاشمون ، وكلما انتصر على فئة ضعيفة ازداد طغيانا وتجبرا وأسرع نحو الهلاك على يد فئة أقوى منه أو أخذه الله نكال الحياة الدنيا والآخرة ، وحين يضرب مولانا المثل يضربه بلص سطا على مال سيده “ أليس الطاغية لصا على كل حال ؟ لقد مضى سعيدا بنصره على سيده فوقع عليه الوالي بعد أن حشر له شرطته ، ومن ثم فإن انتصار اللص قد اختطف رأسه “ .
 
( 4568 - 4583 ) وهكذا أنت أيضا يأمن جللت بالنصر على “ الناس “ على المستضعفين في الأرض ، وقيدتهم في الأغلال ، إنك تجرهم خلفك ، وهو أي القهر الإلهى يجرك إليه ، إن انتصارك وغلبتك وظفرك “ بالناس “ فخ لك فسق الهوينى وإياك أن تسقط في هذا الفخ ، وليكحل عقلك الباحث عن الحق بكحل العناية ، ولتكن خصومتك مع الخلق إلى حد ، فإن من صفات المؤمن أنه لا يلج في الخصومة ولا يفجر فيها “ أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر “ كما نقل يوسف بن أحمد حديثا بهذا المعنى عن الحارث بن وهب أنه - عليه السلام - قال : “ ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره “ ( مولوى 3 / 584 ) . فهم “ إخوان على سرر متقابلين “ بينما أهل النار في جدال وخصام ، إن هذا ليس من الضعف بل هو من
 
“ 627 “
 
الحزم وسوء الظن لقوله - ، - “ الحزم بسوء الظن “ ( انظر البيت 268 من نفس هذا الكتاب ) ، ومن ثم فإن إظفار الكفار الظاهر في الحديبية هو نصر حقيقي للمؤمنين ، فهو حماية لجماع المؤمنين الضعفاء في قلة وهم عدة الإسلام وعتاده في انتصاراته التالية ، وهذا مصداق للآية الكريمة :وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً( الفتح / 24 - 25 ) .
 
وهكذا كان الرسول في نصره ينظر إلى كبرياء الله تعالى وإلى قهره ، وابتسم عليه السلام لأنه يجر الكفار إلى الجنة في السلاسل ويخلصهم من الغضب الإلهي .
 
( 4584 - 4591 ) وهكذا هو سلوك المقلد الذي يسير إلى الله لا بالقلب أو الطريق بل بالعقل والعلم ، إنه يؤخذ إلى اللطف في صورة القهر ، أما الولي فهو ليس في بلاء حين يحل به البلاء ، بل يقطع الطريق في شوق إلى الحق ، إن الجميع يتحمل هذا الأمر كقدر لا مفر منه إلا العارفين المنورين بنور المعرفة الذي يجعل المشقة في طريق الحق أمرا سهلا ميسورا ، ويخرجه من صورة السخرة ، ثم يقدم مولانا صورة من الواقع المعاش : إنك تأخذ الطفل أول يوم إلى المدرسة وهو يملأ الجو ضجيجا وعجيبا ، لكنه عندما يعتاد على المصروف ( مهما قل ) يسرع إلى مدرسته جريا .
 
“ 628 “
 
( 4592 - 4603 ) يقارن مولانا بين عشق الأولياء وعبوديتهم وسلوك المقلدين قائلا : جاهد أنت أيضا حتى تحصل على الأجر من الله تعالى ، حينذاك تغبط المؤمنين الذين نالوا الأجر من قبلك ، فإذا كان الأمر طوعا أو كرها فليكن طوعا أفضل لك ، لا تكن من أهل التقليد تأتى كرها بل كن من أهل الصفاء اتيا برغبتك . ويعود مولانا إلى المفاضلة بين أهل التقليد وأهل الصفاء : إن المرضعة محبوبة للطفل ومحبوبة أيضا لرجل اخر ( في سنها ) ولا رغبة للطفل فيها إلا في لبنها أو في المنفعة منها ، لكن البالغ يعشقها لذاتها ، وهذا هو الفرق بين المقلد والواصل ، فالمقلد يحبه بالرجاء والخوف ، ويحاول أن يصل إليه عن طريق الدرس ( الذي خبره غيره ) . . لكن الواصل يحبه دون علة ودون غرض ، والحق في كلتا الحالتين يجذبهما إليه ، ييسر لكل إنسان الطريق الذي يسير فيه ، ويشمله بالعناية التي توصله إليه ، وهذا هو جذب المعشوق .
 
( 4604 - 4617 ) ها هو ذا مولانا يريد أن يبدأ حكاية أخرى ، لكن وكيل صدر جهان يكاد يهلك انتظارا ( يعامل مولانا أبطاله كشخوص حية . . يتفاعل معهم ويتعاطف معهم ويتخيل أنهم ينتظرونه إن طالت غيبته عنهم في الحديث عن موضوعات أخرى ) ، ها هو ذا وكيل صدر جهان يريد منه أن يعود لكي يجعله يلتقى مع صدر جهان حتى تدب الروح في جسده الميت ، فإن الحبيب الذي لا ترد به حياة لا يكون حبيبا ، بل يكون كالشجرة فلا ورق ولا ثمر ومن ثم فإن من يفديك بنفسه يمكن أن تسمية حبيبا ، حتى الموت إن مضيت إليه بلا كراهية فهو
 
“ 629 “
 
صورة للموت فقط وليس حقيقيا بل هو انتقال من دار إلى دار “ ألا أن أولياء الله لا يموتون بل ينتقلون من دار إلى دار “ ومن ثم فلا يكون الموت قائما بل يكون الإنسان عليه “ ومن كان لله كان الله له “ ( استعلامى 3 / 421 ) .
( 4618 - 4624 ) التقى العاشق بالمعشوق ففقد وعيه ، وهكذا فعندما يتم اللقاء يحدث الفناء ، وهكذا العشاق أمام الحق يجدون إليه فإن وصلوا انفصلوا وفنوا ، وكيف يمكن للظل أن يبقى إن سطعت عليه الشمس ؟ وكيف يمكن للقطرة أن تكون ذات وجود إن مزجت بالبحر ؟
 
( 4627 - 4660 ) لا يبقى الظل عندما تسطع الشمس ، ولا تبقى القطرة إن حضر البحر ويسوق مولانا حكاية موافقة لمقتضى الحال ، والحكاية وردت قبل مولانا في أسرار نامه لفريد الدين العطار ( ص 57 - 58 من أسرار نامه تحقيق سيد صادق كوهرين انتشارات صفى على شاه تهران 1338 ه - . ش ) ، كما وردت في كتاب اللمعات للشاعر فخر الدين العراقي ( المتوفى سنة 680 ه - ) ( ماخذ 126 ) وها هي ذي البعوضة تتظلم أمام سيدنا سليمان عليه السلام من الريح ، والريح في أمر سليمان - عليه السلام - ويتعجب سيدنا سليمان من وجود ظلم في عهده ، إن الظلم من الظلمة ، وعندما يسطع النور تنمحى الظلمة ، عندما يسطع نور النبوة والشريعة فلا ظلم ولا بغى فمن الذي يجرؤ على ارتكاب الظلم في عهد سليمان ؟ إن حكمه هو من أجل إرساء العدل ، إنه صورة من العدل الإلهى في الأرض إنه يحكم حتى لا يبكى اليتيم “ فإن اليتيم إذا بكى اهتز العرش لبكائه “ ( حديث منسوب إلى الرسول ، ) ( استعلامى 3 / 422 ) ونفس
 
“ 630 “
 
المعنى ورد عند سعدى في البستان :
“ ألا لا يبكين فإن العرش العظيم * يهتز عندما يبكى اليتيم “ ( كليات سعدى ص 270 ) إن سليمان عليه السلام يقول : نحن بنينا أساس نظم هذه المملكة على الشريعة الإلهية ، ومن ثم فبدلا من أن تشكو لله أشك إلىّ أنا فقد أعطاني الله شريعته وأمرني بالحكم به وسوف يحاسبنى عليها ، لكن لابد من أجل ضمان العدل من وجود الخصم ، ويستدعى داود الريح ، لكن البعوضة المتظلمة تفر هاربة . إنها لا يمكن أن توجد مع الريح في مكان واحد فكيف يمكن لها أن تقف معها موقف الخصومة في مكان واحد ؟
 
( 4661 - 4666 ) يقارن مولانا بين حال البعوضة أمام الريح وحال العبد أمام القدرة الإلهية ، أو بمعنى أصح هنا حال العاشق أمام المعشوق ، فإن معرفة الحق تمحو الوجود الفردى والصوري للعبد ، فإن شرطها الأول هو فناء العبد في صفات ذات الحق ، ولا شك أن هذا الفناء هو ارتباط بالوجود المطلق ، ومن ثم فهو يحمل معه البقاء الخالد ( انظر للبقاء بالحق البيت 3671 ) وعندما يسلم العاشق رأسه في طريق الحق ، فإن العقل الدنيوي الموجود في هذه الرأس لا يهم وجوده بعد ، ومن هنا فإنكُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ( القصص / 88 ) ، إن الوجود والعدم أي كل ما هو موجود في عالم المادة هالك أمامه ، ومن هنا فإن الوجود في العدم أي بقاء الموجودات بعد فنائها في الحق هو وجه الطرافه هنا ، فكيف يكون العدم وجودا ؟ إن هذا الأمر غير قابل للشرح أكثر من ذلك ، فقد
 
“ 631 “
 
حارت العقول وانكسرت الأقلام ولم تبلغه الأفهام والأوهام .
 
( 4667 - 4679 ) يوجه صدر جهان الحديث إلى عاشقه الذي فقد الوعي ، يحاول أن يعيده إلى وعيه ، إنه لم يقو على اللقاء تماما كأي إنسان لا قدرة له على إدراك معرفة الحق وأسرار الغيب ويتدخل مولانا فيقدم مثالا قريبا : إن وعينا وعقولنا أشبه بكن الطائر لا قدرة لها على استيعاب أسرار الحق ، وهذه عين الصورة التي قدمها في ديوان شمس تبريز :
إن العقل طائر منزلي ، وهذا المنزل هو جسدك * وبعير جمال العشق ضخم سامق الرأس وهذا الطائر لا يحتمل كأس المليك الثقيل * فإن الرائحة التي تفوح منه تتلاعب بمائة عقل ( كليات ديوان شمس غزل 2937 ص 1086 ) إن هذه الناقة هي أسرار الحق ، ولا يستطيع أن يدركها إلا عقل كعقل النبي صالح - عليه السلام الواصل إلى الوجود المطلق ، ومن ثم فإن رجال الحق يدركون هذه الأسرار ، ومن ثم فعندما أطلت أسرار الوجود في قلب صاحبنا وكيل صدر جهان ، دمرت كل وجوده ، إن هذا هو من فضول الإنسان ومن ظلمه وجهله عندما حمل الأمانة ( الأمانة هنا هي الطموح إلى أسرار الغيب ) إنها عناية
 
“ 632 “
 
الحق التي تجعلنا في طلب الزيادة بحيث تطمح إلى أسرار الغيب ومن هنا فهذا الإنسان ظلوم وجهول لأنه بقدرته المحدودة يطمح إلى ما هو غير محدود ، كأرنب يحاول أن يعانق أسدا ، ومن ثم فهو ظالم لنفسه ( انظر الكهف / 35 ) ، إنه يقتل نفسه في طريق الحق ، وهو ظلم خير من ألف عدل ، مع أن هذا الجهل خير من علم أهل الظاهر ، إنه يمنحه الجرأة على البحث عن أسرار العالم .
 
( 4680 - 4689 ) يريد مولانا أن يواصل قصة وكيل صدر جهان ، لكنه يواصل حديثه عن عالم خارج هذا العالم ، إن ما يتحدث عنه هنا هو العلاقة بين الخالق وبين العبد العاشق ، إن بيت الجسد هو الإنسان الفاني في ذات الحق ( انظر 3671 ) الذي يحيا ببقاء الحق ولا يبقى له وجود فردى وكل ما هو موجود هو البقاء المطلق للحق ، ذلك أنه يختلف عن الذي لم يسمح له باستيعاب الأسرار الإلهية ، وليس كالروح التي أصلها من حية أي الروح الواصلة الجديرة بوصال الحق ، إنني أساعده وأعينه ، أنفخ فيه من نفس الحي حتى ينفصل لبه “ روحه “ عن قشره “ الحياة المادية الدنيوية “ هذه الروح تصبح جزءا ميتا لا انفصال بينها وبين ذاتي ، أدعوها برفق وأخاطبها خطابا يختلف عن أساليب الخطاب في الدنيا أداة وألفاظا وشكلا ومضمونا ، ذلك أن أساليب هذه الدنيا لا جذب لها لهذه الأسرار ، فهذه الأسرار أشبه بالورود والخضرة التي تنبت على ساحل جدول الغيب ، أو في روح ذلك الذي يسير نحو حضرة الغيب ، ومن ثم تلزم لها أذن تختلف عن أذن الدنيا هي أذن الروح أو الأذن التي بلا أذن من أجل ذلك السر الذي لا تتخيله والذي هو متضمن في الآية الشريفةوَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ( سورة إبراهيم / 27 ) أي يفعل مالا تستطيع أنت أن تحدده أو أن تصل إلى مجرد توهمه وتصوره ، إنها أسرار الحق الخاصة والتي لا يمنحها سوى أوليائه .
 
“ 633 “
 
( 4690 - 4696 ) يعود مولانا إلى وكيل صدر جهان الذي تدب فيه الروح نتيجة لهذا الخطاب كما يتحول ذرات التراب من رياح الصبا إلى خضرة وورود ، وكالنطفة تتحول بأمر كن إلى إنسان حسن التقويم ، وتتوالد الطيور عن طريق انتقال بذرة وجودها عن طريق الرياح وفي هذا إشارة إلى اعتقاد القدماء بأن الريح هي التي تحمل نطفة الذكر من الطيور إلى الأنثى ، وورد في نزهة القلوب لحمد الله مستوفى أنه إذا تشاجر ذكران من ذكر القطا تحمل منهما أنثى القطا وكان أرسطو يظن أن أنثى النسر تحمل من الريح ( شرح نيكلسن 119 / 2 ) ، ( استعلامى 3 / 424 ) ، كما أن الجبل بأمر الله يشكل ناقة ( ناقة صالح ) ، ولكن هذه الناقة تلد أيضا فصيلا ، إن أهل العدم أي أهل عالم المادة ينتج عالما ماديا ، والسبب هو العشق بالطبع .
 
( 4697 - 4705 ) يخاطب العاشق وكيل صدر جهان معشوقه ، لكن أسلوب الخطاب يوحى بأن عبدا ينادى ربه مستغفرا لذنبه ، أو أن مريدا يخاطب شيخه معتذرا مازجا اعتذاره هذا بوجده الشديد ، يخاطبه قائلا : أيتها الروح الواصلة إلى الحق ، ويأتها المرشد الكامل الذي تطوف حوله أرواح المريدين ، حمدا لله إنك عدت من غربتك وراء جبل قاف ( جبل أسطورى وفي بعض الروايات جبلان يمسكان بأطراف العالم على أساس أن العالم منبسط وخلفه تعيش العنقاء وهي رمز في التصوف للذات الإلهية وللمرشد الكامل ) ، إنك كإسرافيل تنفخ في الصور فإذا بالموتى قيام من قبورهم ، إنك أيضا - يا صدر جهان - تحيى محبِك بأنفاسك
 
“ 634 “
 
يا حقيقة العشق ويا أيها العشق المحض ، ويا من يعشقك العشق نفسه ، إن أول ما أريده منك من هبة وتفضل ( وتفضل المرشد أن يفهم حال المريد ) ، هو أن تضع أذن السر على كوة قلبي هذا بالرغم من أنك تدرك هذا الحال إلا أنني أريد أن أتحدث ، أريد إن أبوح بما في القلب ، فالبوح راحة ، ومجرد إحساسى بأنك تسمعنى وتصغى إلى بلسم للروح ، وكأن كلامي هذا هو الزيف بعينه لكنك تقبله كالنقد الصحيح، وهذا الحكم هو ما يعتبر فتنة لروحى وكيانى.
 
( 4706 - 4714 ) وها هو ذا وكيل صدر جهان يبوح بأحواله في زمن النفي وأوان الغربة ( النفي عن الموطن أىّ محل الحبيب والغربة عن أهل الروح ) فقد تخلصت من أسراك أيها الحبيب وفررت من أمامك فكأننى قد فقدت كل شئ ، وبحثت ولم أجد لك ندا أو قريبا ، وكأنني منذ فررت من أمامك قد خرجت من ديني ، وقلت ثالث ثلاثة وتجلى لي الإله الواحد ثلاثة كما تجلى للنصارىلَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( المائدة / 73 ) ، وعندما احترق وجودي من فراقك فقد ضاع منى حساب كل شئ . أن كلامي هذا ما هو إلا مقدمة للبكاء ، فإن البكاء هو التعبير الوحيد إذ أستطيع أن أعبر به ، ومع ذلك فإنني في حيرة أأبكى أم أشكرك على كريم عنايتك وتفضلك .
 
( 4715 - 4721 ) عندما يحار المرء في التعبير ينطلق في البكاء ، لم يكن أحد يعرف لماذا يبكى ولماذا يضحك ولماذا يتحدث لقد اشتدت دهشتهم إذ كيف يبكى بعد أن وصل إلى الحبيب ؟ إن هذا اللقاء وهذه الضجة وهذا البكاء والوجد
 
“ 635 “


الشديد ذكرت الناس بالقيامة ، وكان الفلك شارك في هذا الوجد ومزقت المجرة ثيابها وتفتت بددا .
 
( 4722 - 4736 ) يترك مولانا سياق القصة ، ويحدثنا عن العشق أو بمعنى أدق يستمر في تأملاته عن موضوع العشق في تدفق شديد لا يكاد يجمع بينه خيط ، لقد نسي مولانا فيم يتحدث ونسي سياق القصة بحيث لا تبدو الأبيات تعليقا عليها بقدر ما تبدو نوعا من الوجد الشديد وغليان الألفاظ فالعشق شئ لا يشرح طبقا لمعايير هذه الحياة ولا بميزان عالم اخر ، إن كل إنسان مجنون بالعشق بشكل ما ، وكل أتباع “ الاثنين والسبعين مذهبا “ ، عاشقون ، والحقيقة أن مولانا هنا يقصد الثلاث والسبعين فرقة إشارة إلى الحديث النبوي “ افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة الناجية منها واحدة “ ليس للعشق صلة بالمذاهب والآراء ، فهذا موضوع اخر ، إن الأولياء ورجال الحق أنفسهم حيارى في ماهية العشق وفي حسرة لعدم معرفتهم بالعشق على حقيقة ، إن ملة العشق منفصلة عن كل الأديان ( انظر : الكتاب الثاني 183 ) إن كل ألوان العظمة الموجودة في هذا العالم لا قيمة لها إلى جوار عظمة العشق ، وكل ما هو موجود في هذه الدنيا وله مفهوم يمكن التعبير عنه بالألفاظ إنما هو مانع لإدراك حقيقة العشق ، وسواء كنت في خدمة الآخرين أو كان الآخرون في خدمتك ، فأنت من قبيل المشتغلين بالدنيا ، فالعبودية قيد والسيادة صداع “ وملوك الدنيا من سوء خلقهم لا يشمون شيئا من رائحة شراب العبودية وإلا دخلوا مثل إبراهيم بن أدهم وأنهوا بساط الملوكية “ ( أفلاكى 1 / 353 ) إن العشق هو عالم الغيب وهو
 
“ 636 “
 
بحر لا ساحل له ، والعقل غير قادر على إدراكه بل تتحطم قدماه كلما اقترب منه ، إن كل ما تحاول التعبير عنه هو حجاب ، وكل ما نقوله لا يعبر عن الحقيقة ، إن هذه أحوال لا يعبر عنها الكلام ، واللفظ قاصر على الدوام عن التعبير عن الحقائق الغيبية . هذه اللغة التي تتعامل بها لغة أرضية تعارفنا من خلالها على ما نعبر به عن أشياء هذه الأرض ، ومن ثم فإن كل ما يقوله عن العشق لا يرفع حجبا ( انظر لغة التصوف من كتابي التصوف عند الفرس ص 62 - ص 64 دار المعرف 1978 ) بل يضيف حجبا جديدة ، ولو كان الحقائق الوجود لسان لرفعت الحجب عن وجودها ولأدركنا أن موجودات هذه الدنيا لا حقيقة لها ، ولتحدث نفس هذا الوجود الصوري الدنيوي إلى الإنسان قائلا له : إن كل ما تتحدث به عن الحق لا يفصح عنه بل يجعل معرفته أكثر صعوبة . وهل يعبر المقال وهو أرضى عن الحال وهو وارد غيبى ؟ إن الحال قد يوصل السالك لكن الأحوال والأقوال كلها تمنع إدراك الحقيقة ، لأن الحال في حد ذاته هو تعبير عن بعض أعراض هذا العالم ، وهذا العالم نجس كالدم ، ولا معنى لغسل الدم أي النجس بالدم والتعبير مأخوذ من سنائى الغزنوي . إذن فما العمل ؟ ينبغي أن تمحو في نفسك اثار كل هذا العالم حتى تتصل روحك بالروح المطلقة وتدركها ، وهذا هو ما فوق الأحوال والأقوال ، إنني وأنا الصفى لعشاقه والمأذون له بأسرارهم أجد نفسي كالنافخ في القفص ، أقوم بعمل لا جدوى منه ( انظر 3080 ) - وها أنت ذي أيتها الروح ثملة مضطربة تصلين الليل بالنهار . . فإياك أن تتحدثى بهذه الأسرار إلى من لا إذن لهم بها ، تحدثى إلى من أذن له ، وحذار . . إنك كالعاشق الثمل تبوحين بكل ما يعن لك . إن خطر سقوطك موجود ( انظر 4542 ) . وربما ضللت ، إن الأسرار
 
“ 637 “
 
عندما تأتى على اللسان ، تصاب السماء نفسها بالقلق خوفا من أن تقال لمن ليس بأهل وترفع يدها بالدعاء قائلة : يا جميل الستر ، لكن أي إخفاء ؟ وهل يخفى سر العشق ، إن سر الحق في قلبنا كنار في صوف وقطن فهل يمكن لهذه النار أن تختفى ؟ .
 
( 4737 - 4751 ) لا يزال مولانا غارقا في الحديث عن العشق مع قناعته بأن هذا الحديث لن يوصل إلى نتيجة : ويمكن أن يكون الخطاب إلى الذات الإلهية ، أو الأسرار الإلهية ، أو الهائمين في العشق الإلهى فيقول مولانا :
إنني أسعى في إخفاء سر الحق أو سر العشق لكن لا أستطيع ، هذا أمر بالرغم من أنفى ، ويا أيها السر بالرغم من أنك لم تبق خفيا ابتعد عن ذهني ، إنك مثل الروح يحس الجميع بوجودك لكنهم لا يدركون حقيقتك ، ويجيب السر على مولانا : لقد حبسني وجودك المادي هذا . . ولولا وجودك المادي هذا لكنت سعيدا هانئا أغلى فرحا كخمر في دن . . ويجيب مولانا : إنني مضطر لحبسك ، إن سكرى هذا سوف يؤدى بي إلى التلف ، امض عنى حتى لا يحل بي هذا التلف ، ويجيب السر : إن كنت لا تريد التلف فأشربنى من الكأس اللطيف ، أي تحدث عنى ببيان مناسب أو خذني من أهل المعنى فهم لا يصيبهم من تلف ، وإن لم تطرحنى أمام من ليسوا بأهل ، ووضعتنى حيث ينبغي وحيث يجب ، فأنا معك حتى تنتهى هذه الحياة المادية ، وحتى أن انتهت فسوف أظل معك ، وسوف أحتفظ لك بكأس أهل المعنى ، فإن العارف لا يحرم من سر الحق حتى بعد انتقاله من هذه الحياة الدنيا ، ومن هنا تسمى الخمر بالمدام ، لأنها دائمة ، ولأن من
 
“ 638 “
 
يشرب من خمر الحق لا يرتوى أبدا ، إنه شراب التحقيق الذي يغلبه العشق ، وهو من أجل الصديقين ، والعشق هو الساقي ، وإن طلبت وكان التوفيق قرينا لطلبك فسوف تفهم أن الخمر هنا هي الماء ( المعرفة ) الذي يهب الروح الرشد ، وإن الجسد هو إبريق هذه الخمر ، وعندما يضيق بها الإبريق تسيل وتتفتت هذه الحياة الدنيا . . ويفنى الإنسان في الحق ( انظر : 3671 ) ، وعندما يفنى إبريق الجسد فلا كيانات متفرقة بأسماء الساقي والشارب والخمر ، ويقول أبو يزيد البسطامي : يصير العاشق والمعشوق والعشق واحدا ولا تسل : كيف يمكن هذا ، فهذا في علم الله . إن النبيذ إنما تنعكس فيه أنوار العشق . إن غليان العشق هو الذي سقط في الخمر ( مقدمة الجزء الأول البيت 10 ) . إن كل متحرك يلزمه محرك ، وهذا أمر بَدَهِىّ وسل فيه ذلك الذي تحير في عوالم العشق ( مولانا نفسه ) .
 
( 4752 - 4765 ) بالرغم من أن مولانا كان في سبيله إلى ختام الكتاب الثالث من المثنوى المعنوي ، وبالرغم من أنه هو نفسه كان يشكو من أن خيط الحكايات ينقطع منه ( والأمر لم يكن كذلك في الحقيقة على ما فسرت أنفا ) ، وبالرغم من أن حكاية وكيل صدر جهان لا تعد بعد من الحكايات المنهية ، فإن مولانا يدفع إلى الساحة بعاشق اخر كثير الامتحان ، ويرى زرين كوب أن القصة مأخوذة فيما يبدو حتى قصة قيس ولبنى وما دار بينهما من حوار ( سرني 2 / 811 ) والعشق هنا من نوع العشق المجازى الذي هو قنطرة إلى الحقيقة فالعاشق لا يجد طريقا إلى محبوبه ، بل إن كل الطريق تتحول طرقا مسدودة ، وكل ما يتوسل به لا يحقق شيئا ، إنه من نوع العشق الذي يبدو “ دمويا “ يهرب
 
“ 639 “
 
منه كل من لم يكن خبيرا بعوالمه ، فالرسول إليها يتحول إلى مانع ، والحطاب الذي يقرؤه مصحفا بحيث لا تؤدى الكلمات المعاني المقصود منها وربما العكس منها ، والرقعة التي يحملها الطائر لا يصل بها إذ تحرقه حرارتها قبل أن يصل بها ، ولماذا هذا كله ؟ إنها غيرة الحق التي تتألم من توجه العبد إلى ما هو غير الحق وتسد أمامه الطريق لكي يكون عشقه كله موجها إلى الحق ، لقد كانت حياته كلها في الانتظار ، وفي النهاية هزمه هذا الانتظار ، وبلغ مرحلة ما بين العشق المجازى والعشق الحقيقي ، فعندما يفور جسده فهذا هو العشق المجازى ، وعندما تسكن روحه كانت عين الاتحاد بالمحبوب تغلى حارة وعندما يئس تماما من العشق المجازى ووطن نفسه على الاستغناء أطل منه عشق الحق ، وأسرعت إليه القدرة على الاستغناء ، لقد صار مثالا للعاشقين الحقيقيين ومرشدا لهم ، لقد خير العشق المادي ويستطيع أن يهدى من خلاله إلى العشق الحقيقي ، وأغلب الظن هنا أن مولانا جلال الدين يتحدث عن تجربة خاضها بنفسه .
 
( 4766 - 4782 ) إياك إذن أن تغتر بظاهر الناس ، فرب إنسان لا ينبئ ظاهره عن باطنه ، ومن قائل : إنه لا دخل لهذه الأبيات بقضية العشق ( استعلامى 3 / 428 ) ، لكن الحقيقة هنا مرتبطة بأن كل إنسان عاشق في مرتبة وكيل صدر جهان ، فرب أمرىء حمل في صدره الكثير من الأسرار ولا يستطيع أن يبوح بها لأنه لا يجد من هو أهل لها ( انظر 4733 ) ومن ثم فهو عابس لأنه لا يستطيع أن يبوح بهذه الأسرار ، وهناك أناس يموتون ويحملون معهم هذه الأسرار ، وربما إن سرنا بين القبور تكشف لنا بعض هذه الأسرار ، وتكشف لنا كيف كانوا يسيرون في عالم الغيب ، وإن هذا الاختلاف ليذكر باختلاف الأحياء ألست
 
“ 640 “
 
ترى صورهم الجسدية واحدة ، وحالاتهم النفسية مختلفة ، فكيف تعلم أحوالهم ما لم تسمع أقوالهم ؟ إنك تسمع منهم صيحات الوجد ، لكنك لا تدرى أن أحوالهم الباطنة شديدة التعقيد ، وإذا كانت الصورة تختلف والأصوات أيضا تختلف والحركات أيضا تختلف وإن تشابهت في صورها ، إن صهيل الجياد في المعمعة ، وصوت خفقان الطائر في الفضاء ، كلاهما من قبيل الأصوات لكنهما لا يحملان معنى واحدا ، وهذه الشجرة تهتز لكن من ضربات الفأس “ ألما “ وتلك تهتز من نسيم السحر “ طربا “ ، وكثيرا ما خدعت الظواهر فهي كقدر مغطى لا تدرى ما يغلى بداخله ، وكثيرا ما تدفعنا أسرار الموجودات في الخطأ ، ومن الممكن أن يدعونا الطيب والشرير إليه ، وإن لم تصل نفسك إلى مرتبة الوعي والتمييز ، فاستمد العون من إنسان يستطيع أن يستدل على ما يغلى في القدر عن طريق الشم “ المرشد “ ، وإن لم تصدق أن حاسة الشم تؤثر ، فاقرأ كيف رد بصر يعقوب - عليه السلام - إليه عندما شم قميص يوسف - عليه السلام - وإياك أن تظن أنها حاسة الشم الأرضية ، إنها رائحة روضة الغيب ، وفي البيت التالي ينبه مولانا إلى أنه لم يكمل بعد قصة البخاري ( ولم يكملها حتى نهاية الكتاب الثالث ) .
 
( 4783 - 4798 ) الآية الكريمة المذكورة في العنوان من سورة الزلزلة ( اية 7 ) والمثل معروف وورد في المثنوى مرارا . عاد مولانا إلى قصة العاشق البخاري فتحدث عنها في بيت واحد ، لقد ظل يبحث سبع سنوات بحيث صار كالخيال ، وظل الله يكون فوق رأس العبد وعنايته تحوطه طالما هو في مرحلة سعى وفي مرحلة بحث ، ويواصل مولانا الحديث عن هذه الفكرة تاركا حكاية البخاري ويشير إلى الحديث النبوي الشريف “ ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن
 
“ 641 “
 
يقرع باب الملك يفتح له “ ( استعلامى ) . وأورد يوسف بن أحمد صيغة أخرى للحديث هي “ من قرع بابا ولَجَّ ولج “ ( 3 / 609 ) .
ومعروف عند الجميع أن سعى العبد في طريق الحق ليس بلا ثمر وإن لم تقبل هذا ، ومن الممكن أن يحدث ذلك نادرا ( لكن النادر كالمعدوم ) ، وغالبا ما يستند الإنسان على هذه الأحوال النادرة إن لم يكن مشمولا بالعناية الإلهية ، ويقولون إن العبادة بلا نتيجة استنادا على زاهد بني إسرائيل بلعم بن باعوراء الذي أضله الله على علم فادعى النبوة أمام موسى - عليه السلام - ( انظر الأعراف / 115 ) .
وإبليس الذي عبد الله ألف سنة وفي النهاية عصى ، ألا يرى هذا المنكر إلا هذين المثلين مع وجود آلاف الأمثلة التي ترد على راية هذا من الأنبياء والأولياء . . ولم يقع المسكين إلا على هذين المثلين من حمقه وإدباره وبعده عن العناية الإلهية .
 
( 4709 - 4805 ) لقد ترك هذا المدبر الدنيا المليئة بشموس التقوى والمغفرة والنور وأقمار العرفان والوصول ، ونظر إلى حيث لا توجد هذه المظاهر للعناية الإلهية ، وتساءل أين النور ؟
ارفع رأسك تجد النور فالذي حجبك أنك لا تطلب النور من حيث يطلب ، اترك بئر الحياة الدنيوية والاهتمام بالمادة وامض إلى الإيوان والكروم إلى حيث توجد الإفاضات الربانية ، وإياك والجدل “ اللج شوم “ ، ولا تعتبر الأمور النادرة قاعدة عامة فالذي عمل نال نتيجة عمله وأنفك راغم .
 
( 4806 - 4813 ) يعود مولانا إلى قصة العاشق كثير الامتحان ، لقد وصل إلى محبوبة في ظروف لا توصل أبدا إلى محبوب ، لقد فر ذات ليلة من العسس ووقع على بستان فوجد محبوبة كالشمع والمصباح ، فانطلق شاكرا الله سبحانه
 
“ 642 “
 
وتعالى على أنه يسبب الأسباب من حيث لا تطلب ولقنه درسا على ألا يحتقر أي شئ مهما كان تافها ، وأنه هو الذي يجبر الكسير فيخلق جناحا يحلق به الإنسان بدلا من القدم الكسيرة ، ويفتح بابا للملك من قاع الجب ،
فإياك أن تنظر إلى مظاهر الأسباب بل انظر إلى المسبب الذي يخلق سببا من حيث لا تعلم أنه سبب ، فبيده مفتاح الطريق بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( آل عمران / 26 )
 وينهى مولانا الكتاب الثالث طالبا من الذي يريد بقية الحكاية أن يلتمسها من الكتاب الرابع .
 
( تم الكتاب الثالث بحمد الله تعالى ويليه الكتاب الرابع بإذنه تعالى )
*
تم بحمد الله تعالى رب العالمين
عبدالله المسافر بالله
.
* * *
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: