الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

25 - الهوامش والشروح الأبيات من 1923 - 2114 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

25 - الهوامش والشروح الأبيات من 1923 - 2114 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

25 - الهوامش والشروح الأبيات من 1923 - 2114 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)

شرح قصة عازف الصنج الشيخ الذي كان في عهد عمر رضي الله عنه

( 1923 ) قصة عارف الصنج الشيخ من أجمل قصص المثنوي ، فقد اختار مولانا بطلا لقصته موسيقيا هرما ، ومن خلالها ساق كثيرا من آرائه عن الموسيقى مما يتناسب مع ما للموسيقي من مقام رفيع عند مولانا وبالتالي عند الطريقة المولوية من بعده ، واختيار سيدنا عمر رضي اللّه عنه كبطل آخر للقصة يخرج عارف الصنج الهرم من أزمته ويرعاه بهداية من هاتف غيبي مع ما عرف عن عمر رضي الله عنه من شدة في دين الله أمر له مغزاه . والقصة على ما يرى فروزانفر ( مآخذ / 20 - 23 ) وردت قبل مولانا في " أسرار التوحيد في مقامات الشيخ أبي سعيد " لمحمد بن المنور ، وعازف الصنج الهرم كان في نيسابور ، قعد عن الكسب ، فذهب إلى جبانة نيسابور وظل يعزف لله وأخرجه أبو سعيد بن أبي الخير الصوفي المشهور من أزمته على ما روي بالتفصيل في الكتاب ( أنظر : الترجمة العربية للكتاب لإسعاد قنديل صص 130 - 133 - القاهرة ب . ت . ) كما نظم العطار القصة في منظومته مصيبت نامه وجعل الشيخ يعزف في المسجد 
- ( ! ! ) بدلا من المقبرة ، وجعل بطلها الشيخ أبا سعيد . لكن كما سنرى انطلق مولانا من أصل القصة إلى معاني عديدة .
 
« 484 »
 
( 1924 - 1928 ) : لم يكن العازف على الصنج عازفا فحسب ، بل كان مطربا أيضا ، ويتحدث مولانا عن تأثير صوته وطبقاته ، وأنه كان يغني الدور الواحد بمائة طريقة ، وكان يبعث في كل نفس قيامتها ، فيذكر كل عاشق بمعشوقه ، وكل طالب بمطلوبه ، وكل عليل بطبيبه ( مولوي / 1 - 352 ) فما أشبهه بإسرافيل ينفخ في صوره ، فإذا بالموتى من الأجداث سراعا ينسلون ، كأنهم إلى نصب يوفضون ، والمقصود هنا بالطبع الأرواح التي تطرب لعزفه وصوته فكأنه إسرافيل ، أو كأنه رسيل إسرافيل ، أي ذلك الذي يردد الغناء مع المطرب مناظرة أو مسابقة ، ويرى مولانا أن إسرافيل يئن ( الموسيقى عموما أنين من الإنسان تعبر عن شوقه إلى الجنة حيث كان يسمع فيها أصواتا قريبة من هذه الأصوات . أنظر الكتاب الرابع الأبيات 731 - 738 وشروحها ) ويقدم مولانا صورة أخرى لتأثير غنائه بحيث كان ينبت للفيل جناح ، أي أن الإنسان المثقل بالعلاقات الأرضية كان يتخفف منها ويحلق في أقطار السماوات وكأنه رزق جناحا .
 
( 1929 - 1934 ) : الأنبياء أيضا عندهم أنغام تقوي الحياة الروحية والمعنوية عند الطلاب وإن كانت لا تُسمع بأذن الحس ، فهي أنغام من عالم الروح ولا بد أن تُسمع بأذن الروح ، وذلك لأن آذان الحس تدنست من الآثام والمظالم ، ولعدم التجانس لا يسمع أهل الدنيا هذه الأنغام ، ومن هذا القبيل أنغام الجن ( الجن في أساطير الشعوب القديمة غالبا ما يظهرون في مواقف غناء وطرب ) ولأن الإنسان لا يفهمها " أعجمي عنها " فهو لا يدركها ( أنكر الفلاسفة ومنهم ابن سينا وجود الجن أصلا ، بينما خاض الفقهاء في عصر مولانا في قضايا عن إمكان زواج الجن من الإنس ووضعوا لها قواعد شرعية 
- أنظر : بديع الزمان فروزانفر : شرح مثنوي شريف - جزو سوم از دفتر أول - ص 789 - تهران - دانشكاه تهران - 1348 هـ . ش . 
- يكتفى بعد ذلك ب فروزانفر - شرح ) ، ولعل مولانا يرد هنا بأن أولئك الذين يحاولون الاتصال بالجن مخطئون ، فالجني أيضا
 
« 485 »
 
مثل الإنسان حبيس في سجن جهله ويحتج بالآية الكريمة "يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ، لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ" ( الرحمن / 33 ) ويخلص مولانا إلى أن نغمة القلب المتصل بالله أسمى من نغمتي الإنس والجن معا .
 
( 1935 - 1945 ) : هناك غير أنغام الأنبياء أنغام عند الأولياء ، وهي من جنسها ، وهي تخاطب أجزاء عالم التراب ، عالم النفي ، فأفيقوا من هذا العالم ، عالم الخيال والأوهام ، وما دامت أرواحكم لم تولد الميلاد الثاني ، ولم تنمُ ، ولا زالت تهترىء من التقليد وعبادة الموروث في عالم الكون والفساد هذا ، ولم تموتوا في عالم الحس وتولدوا في عالم المعنى فلن تسمعوا هذه الأنغام التي لها أيضا صفة الإحياء " يا أيها الذين آمنوا ، استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " " قال القشيري في اللطائف : المراد بالنسبة للعابدين الحياة بدلائل العبودية ، وبالنسبة للعلماء الحياة بدلائل الربوبية ، وبالنسبة للموحدين المؤمنين نور الموافقة وضياء التوحيد . 
( فروزانفر : شرح - ص 792 ) والمعنى عند مولانا أشمل ، وهذا أمر لا يتم بالنقل فلا إذن هناك بنقله ، بل على كل إنسان أن يصل بنفسه إليه بعون من الأولياء الكمل ، فكل منهم إسرافيل زمانه ، منهم يحيا ميت الجهل ، وللإمام علي رضي الله عنه :
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله * فأجسادهم قبل القبور قبور
وإن إمرآ لم يحي بالعلم ميت * وليس له حتى النشور نشور
( سبزواري / 60 ) 
 
وعندما تختلج الأموات في أكفانها ، ويحس ميت الجهل الذي أحياه الولي بالحياة تدب في بدنه ، يؤمن ويوقن أنها أصوات الله ، ذلك أن الإحياء والبعث من خصوصيات الله سبحانه وتعالى ، وهكذا صوت الحق ، سواء كان في حجاب من ألفاظ أوليائه ، أو بغير حجاب أي وحي القلب " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب " يعطي ما أعطاه لمريم عليها السلام "



« 486 »
 
روحا من أمرنا " ، فهيا عودوا إلى جلودكم أيها الموتى ، موتى الجهل والشهوة ، إذا ناداكم الحبيب .
 
( 1946 - 1952 ) : هذا صوت مطلق ، ليس مقيدا بأحد ، هو صوت المليك وإن نطق به العبد ، ألم يقل سبحانه وتعالى " من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما إفترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلى النوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها " ( أحاديث مثنوي / 19 ) وألم يقل المصطفى " من كان لله كان الله له " ( أحاديث مثنوي / 19 ) حينا أقول :
أنت " الذي رميت " وحينا أقول أنا " ولكن الله رمى " وأنفاس الأولياء على سبيل المشكاة " تعكس النور " ، وعندما أسطع عليها ، تحل مشكلات عالم بأسره ، ونظيره ما قاله مولانا في الديوان الكبير :
لأصمت ، وإن لم أكن أنا المتحدث ، فالقول لك ، وأقوال الخلق مجرد صدى لصوتك ( عن فروزانفر : شرح - 796 ) ومن أنفاس الأولياء تتمحي تلك الظلم " الروحانية " التي لا تمحوها شمس الفلك .
 
( 1953 - 1960 ) : ولا يستكثر على ولي أن يكون له هذا العلم ، فالعلم عُلم لآدم أولا ، وعن طريق آدم تعلمه الملائكة ، فخذ العلم عن آدم أو خليفة آدم ، وخذ الخمر من الدن أو خذها من الكأس ، واعلم صفات محمد المصطفى صلى اللّه عليه وسلّم الروحانية عن طريق محمد أو عن طريق من رأى محمدا " طوبى لمن رآني ، ولمن رأى من رآني " ( أحاديث مثنوي / 19 ) ، 
ولو كانت الرؤية رؤية الجسد فإن أغلب الكفار رأوه صلى اللّه عليه وسلّم لكن لم يبصروه "وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ" ( الأعراف / 198 ) والمصباح الذي يوقد من شمعة " المفروض العكس "

 
« 487 »
 
يحتوي على نور هذه الشمعة ، والنور المحمدي واحد وإن اختلف السراج ، فخذها من المصباح الأخير إن شئت أو من شمع الروح " الحق مباشرة " إن شئت أيضا ، المهم أن تدرك النور وليس من المهم أن تدقق في الوسيلة ، فالغرض من كل شيء ليس صورته ، لكن فائدته ومعناه ، فدعك من الصور واطلب المعنى والفائدة .
 
( 1961 - 1970 ) : الحديث النبوي المذكور في العنوان ( جامع / 1 - 90 ) وتكملته : ألا فتعرضوا لها ، فلا تشقوا بعدها أبدا . ( أحاديث مثنوي / 20 ) ويفسر المفسرون النفحة بأنها فيض الحق الذي يجده رجال الله في بواطنهم ، ويفسرها مولانا نفسه بأنها كما فسرها المحققون أنفاس إخوة الدين الذين سبقوا ، فأنفاسهم وأنظارهم وصحبتهم نفحات ومواهب وعطايا وخلع من الحق ، ينبغي اغتنامها ( فروزانفر : شرح ص 804 عن مكتوبات مولانا جلال الدين ) 
وهذه النفحات تسبق غيرها من النفحات ، فاغتنموها ، ذلك أن الروح النارية التي تتعرض لها تنطفىء نارها ، والروح الميتة من شهوات الدنيا تتحرك منها وتنفض أغلالها ، ومنها يكون البقاء ، والإشارة أن الولاية لا تنقطع ، بل هي دائبة العمل عن طريق المرشدين والأولياء تفعل فعلها في نفوس المريدين ، وهذه النفحة فيها من شجرة طوبى المغروسة في الجنة ، واهتزاز هذه الشجرة لا يهب إلا على الإنسان ، لأن السماوات والأرض والجبال لا يتحملنها ، وإن كنت لا تصدق فاقرأ : "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها ، وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ ، إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا" ( الأحزاب / 72 ) 
قال نجم الدين : وحقيقة الأمانة الكبرى التي عبر عنها بالفوز العظيم قد فسر بالفناء في الله والبقاء بالله ، وهو عبارة عن قبول الفيض الإلهي بلا واسطة وهي المحبة ، ولهذا قال سيدنا ومولانا هي النفخة الإلهية والروح العلية المنفوخة في آدم ، التي هي مبنى جميع الأعمال والأحوال ، وعلة جميع التكاليف ، واختص الإنسان بقبولها من سائر المخلوقات
 
« 488 »
 
لاختصاصه بقبول رش النور الإلهي ، فكان مستعدا لقبولها بلا واسطة ، فكان العرض عاما ، وحملها الإنسان خاصا ، لأن نسبة الإنسان مع المخلوقات كنسبة القلب مع الشخص ، فالعالم شخص وقلبه الإنسان ، فكما أن عرض فيض الروح عام على الشخص الإنساني ، وقبوله وحمله مخصوص بالقلب بلا واسطة ، ثم من القلب بواسطة العروق ، فيصل فيض الروح إلى جميع الأعضاء فيكون متحركا به ، كذلك يصل عكس الفيض الإلهي إلى سائر المخلوقات قلبها ، وهو ظاهر الكون ، بواسطة صورة الإنسان من صنائعه الشريفة ، وملكوتها وهو باطن الكون أعني الآخرة بواسطة روح الإنسان ، وهو أول شيء تعلقت به القدرة ،
 فيتعلق الفيض الإلهي من أمر " كن " أولا بالروح الإنساني ثم منه إلى عالم الملكوت ، وظاهره وباطنه مغمور بظاهر الإنسان وباطنه ، وهذا هو سر الخلافة المخصوصة بالإنسان " ( مولوي / 1 - 361 ) .
 
( 1971 - 1982 ) : يقول مولانا : ليلة الأمس كان من الممكن لهذه النفحة أن تعرض لي وبالتالي تعرض لكم ، إلا أن " لقمة " سدت عليها الطريق ، والإشارة هنا إلى ما ذكره إستعلامي ( 1 / 320 ) أنه أكل طعاما مع المريدين أحس بعده بالإمتلاء والكسل ، أو ما ذكره فروزانفر ( شرح 807 ) لانشغاله بأمور دنيوية تخص الطريقة وتتعلق بالمريدين ، وكلا الاحتمالين وارد ، وواضح أن هناك تلاعبا لفظيا بين كلمة لقمة وكلمة لقمان ، فاللقمة هي زاد الدنيا ، ولقمان رمز الحكمة ، ولا يزال زاد الدنيا في صراع مع الحكمة ( لقمان الحكيم : تقول الروايات أنه من أسرة إبراهيم عليه السلام ، أو ابن أخت أو ابن خالة أيوب عليه السلام ، ويقول بعضهم وهو الشائع أنه كان عبدا حبشيا يشتغل بالنجارة أو الحياكة ، ومن المشهور أن له صحائف حكمة ، 
وقيل أنها كانت عند سويدة بن الصامت من صحابة الرسول صلى اللّه عليه وسلّم - عن شرح فروزانفر ص 806 " ومن الممكن أن يكون البيت " من أجل لقمة . . . إلى آخره إشارة إلى حكاية رواها مولانا في الكتاب الذي بين أيدينا
 
« 489 »
 
عندما أتهم لقمان بأكل فاكهة بستان سيده واضطر غلي القيء لإثبات براءته ( أنظر الكتاب الذي بين أيدينا الأبيات : 3598 - 3611 وشروحها ) فكأن اللقمة التي أكلها العبيد حبست لقمان عن الحكمة فترة من الزمن ووضعته مواضع التهم . ويواصل مولانا : إنك تطلب الشوك " الدنيا " من كف لقمان ، وليس في كف لقمان لا الشوك ولا ظله ، وحتى إن رأيت الرطب فاعتبره شوكا ، لأن نعمة الدنيا تسد الطريق أمام نعمة العقبى وأمام الحكمة ، وروح لقمان هي الروح المكرمة التي ينصب عليها غذاء الحكمة ، فكيف تنغرس في أقدامه أشواك الدنيا ؟ 
ويا أيها البعير ، يا جسد الإنسان ، إنك تحمل الروح وهي بمثابة عدل من الورد ، ومع ذلك تميل إلى الشوك والرمل غافلا عن الورد الذي تحمله ( هذا المثل ورد عند إخوان الصفا وتمهيدات عين القضاة الهمداني وإحياء علوم الدين للغزالي - عن شرح فروزانفر ص 809 ) ، وقد صور مولانا هذا الصراع بين الروح والجسد مرات عديدة في المثنوي " عددها فروزانفر بثلاثة وتسعين موضعا " وصورها في حكاية مفصلة في الكتاب الرابع ( أنظر الأبيات 1533 - 1555 وشروحها ) ، وأنت تمضي في طلب هذا الورد من حي إلى حي وهو داخلك ، كامن فيك ، فاطلبه من ذاتك . . وهل يليق بالإنسان وفيه إنطوى العالم الأكبر أن تحبسه عن هذا الكون الأكبر نزوة بهيمية أو شهوة نفسانية ؟ ! 
 
( 1983 - 1986 ) : أثارت هذه الأبيات معاني عديدة عند الشراح من الفرس المعاصرين ( استعلامى 1 / 331 وفروزانفر ص 810 - 812 ) فقالوا ان الإنسان مهما بلغ من مراتب روحية لا يفتأ يطلب المؤانسة من البشر وضربوا مثلا على هذا بأن الرسول صلى اللّه عليه وسلّم كان يطلب من السيدة عائشة رضي الله عنها ان تحدثه وتؤانسه ويقول لها " كلميني يا حميرا " . . . وتفسير ضعي سنبك الجواد في النار قد يكون معناه استحضرينى . . . أذكرينى وخاصة ان تفسير وضع السنبك في النار يشير إلى عادة قديمة عندما يراد استحضار شخص غائب يكتب اسمه على سنبك جواد ، ويوضع



« 490 »
 
في النار ، ورواية كلميني يا حميرا . . . أن الرسول صلى اللّه عليه وسلّم كان كلما استغرق في تأملاته أهاب بعائشة رضي الله عنها أن تخرجه مما هو فيه . . . ويشير البيت الثاني إلى هذا المعنى . . . حتى تصبح الهموم التي في ثقل الجبال ياقوتا من المعاني ، فعائشة رضى الله تعالى عنها هنا لا يمكن أن تكون حجابا للمشاهدة ، أو بديلا عن الأنس بالله . . . 
ويفسر مولانا الأمر أكثر فيقول ان عائشة مؤنث والروح مؤنثة ، فكأنه يقول أن في خطاب الرسول لعائشة رضي الله عنها خطابا إلى الروح . . . ويفرغ من الأمر برمته فيقول أن الروح أعلى من المذكر والمؤنث ، ولا علاقة لها بهذه الأبحاث اللغوية .
 
( 1987 - 1996 ) : ولا أقصد بالروح تلك الروح التي تعيش على الخبز ، أو تتغير أو تتبدل ، بل أقصد الروح الفاعلة للذة الواهبة لها ، وهي لا يمكن أن تكون واهبة للذة دون أن تكون لذيذة بطبعها ، لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، فاللذة التي تحدث عن سبب خارجي أو طارىء ، تنعدم عندما يختفى هذا السبب الخارجي أو الطارىء ، لكن اللذة المنبعثة من داخل المريد الذي مارس التصفية والتنقية ، تجعل العقل يغيب - والعقل هو موضع السؤال وهو الذي يجعل كل لذة مشوبة بتساؤلاته وبإنكار لما لا يدركه ، وهو ذكي لماح لكنه في هذا المجال غير موجد لأنه ليس فانيا ، ومن لم ينسب إلى الفناء في الله نسب إلى الشيطان ! ! فالشيطان هو الذي أثبت وجوده أمام وجود الله وبما أنه لم يفن طوعا فإننا نعتبره فانيا بالرغم منه .
 
( 1997 - 2002 ) : الروح التي تمضى نحو الكمال نداؤها أيضا يكون إلى الكمال ، ولذلك كان الرسول صلى اللّه عليه وسلّم يقول : يا بلال " أرحنا بها " أي بالصلاة عند انقباضه من الدنيا ، فالصلاة هي معراج الروح . . . 
هيا ارفع صوتك يا بلال بقوة الإيمان ، تلك النفخة التي نفحتها في قلبك ، تلك النفخة الإلهية التي أصابت آدم بالدهشة ولم تطق الملائكة سماعها . . . ومن هذه النفخة
 
« 491 »
 
أيضا فاتت المصطفى صلاة الفجر في ليلة التعريس . . . والتعريس نزول القوم في السفر آخر الليل يقفون فيه وقفة للاستراحة ثم يرتحلون ، روى البخاري : كان النبي صلى اللّه عليه وسلّم في سفر مع أصحابه فناموا فما أيقظهم إلا حر الشمس ، فقال صلى اللّه عليه وسلّم ان الله قبض أرواحكم ، وهو مجاز عن سلب الحس والحركة الإرادية عنهم لان النائم كمقبوض الروح ، فقم فأذن بالصلاة وهذا يدل على وجوب قضاء الفائتة ( مولوى 1 / 367 ) ويرى استعلامى : أن الرسول صلى اللّه عليه وسلّم من استغراقه في هذا النفس لم يلتف إلى العبادة الظاهرية ( الصلاة ) وهو قول فيه تزيد كبير ، فالرسول صلى اللّه عليه وسلّم يستحضر إلى العبادة لكي يفيق من أشغال الدنيا التي دفعت جسده إلى النوم وإلى فوات الصلاة ، لقد نام جسده ولم تنم روحه ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) 
والدليل أن الرسول صلى اللّه عليه وسلّم قال عن نفس تلك الليلة : " ما ألقيت على نومة قبلها " . . . 
 
والخلاصة من كل هذا أن مولانا يريد أن يقول إن أرواح الكمل الواصلين لا تنام وإن نامت أجسادهم ، فأجسادهم في نوم وأرواحهم في قرب ، وصور مولانا نوم الرسول صلى اللّه عليه وسلّم بأنه استغراق في المحبة ، وقرب من عروس الصدق وتقبيل ليدها ، اى انه صلى اللّه عليه وسلّم كان في وصال مع الجمال الأزلي الأبدي .
 
( 2003 - 2010 ) : لو أن الرفيق قد أبدى لك مللا أو ضيقا من تشبيهاتي التي أسوقها . . . لسكت . . . لكن رفيقي يقول لي : تحدث . . . لا عيب فيما تقول ، فهذه هي الإفاضات التي أفاضها الغيب عليك . . . 
ولا إرادة لك فيها ، إنني إن شبهت الحقيقة بالعروس . . . يكون عيبا عند من لا يرى إلا العيب ، والعيب فيه في الحقيقة ، إنه عيب عند أرباب الجهل ، لكنه مقبول عند الله العالم بالسر والعالم بالقصد والنية ، والله إن شاء لعباده الكفر ، ومعنى أن الكفر إن نسب إلى الله فهو طيب وإن نسب إلى العبد فهو مكروه ورد في معارف بهاء ولد ( ص 401 ) على أساس أن كل ما يأتي
 
« 492 »
 
من الحبيب طيب ، وأنه هدد بأن يملأ جهنم من الجن والإنس أجمعين . . . فقد شاءت حكمته أن يكون ثم كفر وإيمان ، لكنه عيب بالنسبة للبشر ، فكل شئ خلقه الله سبحانه وتعالى لحكمة ، فمما يحتوى على مائة ضر ، قد يكون فيه نفع واحد ، على مثال سكر النبات والعود الذي يصب عليه سكر النبات ، كلاهما يوزنان عند البائع في ميزان واحد ، وكلاهما لازمان لزوم الروح للجسد والجسد للروح ! ! كلاهما من تصوير الأستاذ الذي يحسن تصوير القبيح وتصوير الحسن ( انظر الكتاب الثاني الأبيات 2544 - 2559 وشروحها وانظر حديقة الحقيقة الترجمة العربية ، الأبيات 400 - 405 وشروحها ) .
 
( 2011 - 2022 ) : وإن قلت : كيف تقرن الروح بالجسد وتسوى بينهما ؟ ! 
أقول لك في الصنع كلاهما من صنع الحكيم الخبير ، ومن هنا قال العظماء إن أجساد الطاهرين طاهرة كأنها ذات الروح ، فالجسد الذي ينغمس في التراب وشهوات الدنيا يتطبع بها ، والجسد الذي تسيطر عليه الروح الطاهرة تطبعه بطابعها ، فأقوالهم ونفوسهم وصورهم كلها أرواح مطلقة ( انظر لتفسير الفكرة عن طريق الحكاية الكتاب الرابع حكاية أبى يزيد البسطامي والمريدين الذين ضربوه بالمدى فكان الطعن في أجسادهم هم ، الأبيات 2125 - 2140 وشروحها ) 
وعلى العكس فإن أعداء الأطهار قد تغلبت عليهم أجسادهم فأصبحوا جسدا خالصا ، والمنغمس في التراب تراب ، والمغمور في الملح ( الرياضة والمجاهدة والكدح في الطريق ) 
يصبح طاهرا بكليته ، ومحمدٌ صلى اللّه عليه وسلّم هو بالنسبة لنا كالملح ( أنا أملح من أخي يوسف ويوسف أجمل منى ) ( مولوى / 370 ) وملاحته صلى اللّه عليه وسلّم في فصاحته : ( أنا أفصح العرب بيد أنى من قريش ونشأت في بنى سعد بن بكر ) ( شرح مثنوى 824 ) ، 
وملاحة الرسول صلى اللّه عليه وسلّم هي معنوياته وتراثه الباقي في وارثيه إلى يوم الدين ، ووارثوه هم المرشدون والأولياء ، أولئك الذين تراهم أمامك لكنك تنكرهم ، وإن كنت روحا فإن الأمام لا
 
« 493 »
 
يعنى شيئا بالنسبة لك ، فالجهات من فعل أحاسيس الجسد والروح ذات عالم آخر لا يعرف الجهات ، فان كنت عدما فانيا في عالم الروح ، فهل ثم جهات في عالم الروح ، إن أمطار الرحمة تهطل اليوم . . . 
فإن كنت لا تستطيع ان تتحملها فامض ، وان كنت تستطيع فتعال ، وتعرض لها ، وافتح عين الغيب لتشاهد مطر عالم الأرواح .
 
( 2023 - 2030 ) : الرواية التي تبدأ بهذا البيت عن رواية لأنس بن مالك رضي الله عنه قال السيوطي في الآلى المصنوعة انها من الموضوعات : " بينما نحن وقوف مع رسول الله إذ رأيناً برداً وندى فقلنا يا رسول الله : ما هذا البرد والندى ؟ قال : أو قد رأيتم ذلك ؟ قلنا نعم قال ذلك عيسى بن مريم سلم على " وقد مزج مولانا هذه الرواية مع رواية أخرى عن شيخ حفظه الله من أن تلوث قدمه بالوحل في يوم مطير لأنه خرج على التوكل ( شرح فروزانفر 826 - 827 ) 
وتشبيه الإنسان تحت التراب عندما يدفن بالبذرة التي لا بد وان تخرج منها شجرة ورد أيضا في كليات ديوان شمس أية حبة غرست في الأرض ولم تنبت ، فلماذا يكون ظنك هذا بحبة الإنسان ؟
( كليات ديوان : غزل : 911 ) الطبيعة من حولك موت وحشر ونشر فلما ذا لا تؤمن بقيام الإنسان .
 
( 2031 - 2037 ) : يرد على الطبيعيين الذين يقولون أن أمور الطبيعة هكذا منذ القدم فلماذا تربط كل شئ بالله ؟ ! لكنه يقول إنه يتحدث عن بساتين أخرى وربيع آخر يفجره في بواطن أوليائه ، وكل زهرة من هذه الزهور ( أو سر من أسرار عالم الغيب ) مخبرة عن الأسرار الكلية منبثقة عنها . . . لكن متى تشم حشرة الجعل أريج الورود ، ان ديدنها العيش في البعر والقمامة ، أو متى يفهم ضعيف العقل قصف الرعد ، الذي يدعوك إلى التأمل والتنبه واليقظة . . . 
ومع ذلك فضعيف العقل يتأملها قليلا ثم يليه لمعان البرق . . . فلا رعد يثنيه ، ولا برق يجعله يتدبر صنع الله .
 
( 2046 - 2056 ) : البيتان بنص مولانا لسنائي ، وعلى وزن الحديقة ، لكني لم أعثر عليهما في
 
« 494 »
 
الحديقة أو في منظومة أخرى من منظومات سنائي ، وقد نقل فروزانفر تفسير البيتين عن مولانا من مناقب العارفين للأفلاكي : " يعلم رأيكم النير ما كان يقوله الشيخ صلاح الدين أن مطر الرحمة ينزل فلا يبلل الثياب لكنه يطهر القلب والروح ، كانت جماعة قد أتت بالأمس ، وكان المطر ينزل مدرارا بحيث لا يقف أمامه سقف أو جدار ، كان مطرا منورا شديد اللطف ، 
وكنت أقول لنفسي : كثيرون من فضلاء العالم وفضلياته محرومون منه حتى تشملهم عنايتك وقبولك ، فكل من قبلته قال إنه مطر غيبي ومطر رحمة ينزل وينصب ، وهكذا الأمطار الغيبية والأنوار لا تراها إلا عيون الغيب " ( مناقب العارفين : 725 - 726 والنص عن شرح الأستاذ فروزانفر ص 837 وقد كرر مولانا المعنى في كليات ديوان شمس :
غير ربيع الدنيا هناك ربيع خفي ، قمري الخد ، حلو الفم ، فهات الخمر أيها الساقي .
ومن مئات الآلاف من القطرات لا تسقط قطرة على الأرض ، ولو سقطت لخربت الدنيا بأجمعها .
لخربت كل الدنيا ، ومن العشق ، أضحت كل خرابة راكبة مع نوح في السفينة ، ومأذونا لها بالطوفان .
ولو كان الطوفان ساكنا لما دارت السماء ، ولدارت الأرض من أمواج الطوفان العالية .

كما ورد نفس المعنى في مقالات شمس الدين التبريزي " أين من على صفة إبراهيم الخليل حتى يقول بلسان الحال : لا أحب الآفلين . . . وسر هذا العابد في فلك آخر لأن الأفلاك مخفية في باطن عالم الأرواح وعالم الأسرار والشموس والأقمار والنجوم ) ( نسخة محمد على موحد ص 308 من ج 1 ، تهران 1369 ه . ش ) إن كل الموجودات إذن ذات صورة غيبية دائمة وخالدة "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ" ( الحجر / 21 ) . . . وأنفاس الأبدال ومواجيدهم وإفاضتهم من قبيل برد الربيع ، فان رأيت ثم ذابلا فليس العيب من الأبدال ، بل العيب على من لم يستقبل أنفاسهم بروحه .



« 495 »
 
( 2057 - 2070 ) : الحديث المذكور في العنوان منسوب إلى الإمام علي رضي الله عنه ( توقوا البرد في أوله وتلقوه في آخره فان يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار ، أوله يحرق وآخره يورق ) ( أحاديث مثنوى / 21 ) فالصوفية هم أمناء الإلهام مثلما يكون النبي أمينا للوحي ، وعلى المريد أن يعرض نفسه على الشيخ ، وان يأخذ عنه ، فالمشايخ هم ربيع القلوب وحياة النفوس ، وعطر الرحمة ، وشموس الأنوار بهم يتجدد عزم المريد ، فيقوى على الطريق .
 
( 2071 - 2076 ) : تسأل الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها : وهل المطر الذي نزل اليوم من أمطار الرحمة والوعد ( الربيع ) أو من أمطار التهديد والوعيد ( الخريف ) ؟ ! ويجيب الرسول صلى اللّه عليه وسلّم :
إنه من أجل تسلية الغم الذي يحدث من موت الرفاق والصحاب وغيره من المصائب التي تنزل على بني آدم ، وأنه من أجل التنبيه على عدم ثبات هذه الدنيا والتوجه إلى عالم الآخرة ، فإن أحزان الإنسان تشبه ألسنة النيران التي تشتعل في وجوده ، ولو بقي الإنسان مقيما عليها لحدث في الدنيا خراب شديد ، فلا بد من بعض الغفلة يسلطها الله تعالى على قلوب الخلق من رحمته حتى تعمر الدنيا . 


ونقل فروزانفر عن شرح محمد أكبر آبادي أن المطر المذكور ولما كان يوقظ الحرص الطمع النائمين فهو من نوع مطر التهديد لكنه يتضمن حكمة ربانية في أنه يقر نظام العالم حتى تصل الروح الإنسانية إلى كمالها . . . وقال صاحب شرح بحر العلوم انه بالنسبة للمؤمنين ربيع وبالنسبة لعباد الدنيا خريف . . . والمعنى كله في رأى الأستاذ فروزانفر ناظرٌ إلى قوله تعالى "أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ" .
 
( 2077 - 2081 ) : عمادُ الدنيا الغفلة ، النسيان يحيط على القلب فينسى المصائب والآلام والأحزان وما يصيبه من عنت الدهر ومكائد الأعداء وغدر الأصدقاء ، وفي الحديث النبوي " لولا الحمقاء لخربت الدنيا " ( انقروى 1 / 419 ) ( انظر لتفصيل الفكرة الكتاب الرابع الأبيات 1327 -
 
« 496 »
 
- 1339 وشروحها ) لكن الغفلة إن استمرت ، واختفى تدبر العواقب عن القلوب ، لانقلبت الدنيا إلى غابة ، وانقلب البشر إلى وحوش ، ومن ثم تقتضى الحكمة الإلهية أن يكون ثم غفلة ثم يقظة بالتناوب ، حتى يحدث الإعتدال في أمور الدنيا .
 
( 2084 - 2092 ) : الحديث عن تأثير السماع عند الصوفية ، وللسماع عند كل سالك أمر يساوى درجته ، فقلوب أهل المحبة في طرب وقلوب أهل التوبة في خوف وقلوب أهل الشوق في لهيب ، فالسماع كالمطر ، إن وقع على أرض طيبة اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، وهو ينطوى على كل ما ينطوى عليه الوجود من خوف ورجاء وسرور وحزن وشوق ومحبة وحزن ، حينا تتجلى في صورة طرب وحينا في صورة بكاء من القلب ، وقال رويم أن الصوفية في هذه الحالة " يشهدون المعاني التي تعزب عن غيرهم ، ويقدم عبد الحميد بن معين الدين القتالى الرفاعي أحد شراح المثنوى السماع نقلا عن ابن العربى وتقسيمه على ثلاثة أنواع : 
السماع الطبيعي : أي سماع الحس وهو سماع الموسيقى والطرب ، 
والسماع الروحاني حيث تسمع الروح الإلهية بواسطة النفس الملكوتية حفيف أقلام الصنع على اللوح المحفوظ بحيث تلقى المعاني العجيبة والغربية في القلب عند السماع ، 
ثم السماع الإلهى حين يسمع القلب الإنسانى والكلمات الإلهية بلا واسطة من كل ذرة من ذرات الكائنات 
( في الفتوحات 482 - 486 عن فروزانفر شرح 849 - 850 ) 

من هنا فكل جميل يصير قبيحا وكل عزيز ينقلب إلى ذليل اللهم إلا تلك الأصوات الموجودة في صدور الأعزاء وفي بواطنهم ، والبواطن كلها ثملة بما هو موجود في ذلك الباطن من معان ، والمعارف التي يصلون إليها في فنائهم ، فهم بمثابة حجر الكهرمان يجذبون الأفكار كما يجذب الكهرمان القش ، ويفيضون بها على من سواهم فكل العالم آكل فتاتهم ( انظر عن القطب وكيف أن كل العالم من أكلة صيده ، الكتاب الخامس ، الأبيات 2341 - 2354 وشروحها ) .


« 497 »
 
( 2107 - 2112 ) : يشبه روح عازف الصنج الشيخ بالطائر المائي وعالم الغيب ببحر العسل ويشير إلى قصة أيوب عليه السلام وإلى الآية الكريمة "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ "( ص / 42 ) . . . وفي المأثور الإسلامي مساحة كل فلك من الأفلاك مسيرة خمسمائة عام وبين كل فلك وفلك مسيرة خمسمائة عام أخرى ( انظر شرح فروزانفر عن قصص الأنبياء 856 ) ( وانظر الكتاب الرابع الحديث عن أرض الله 2381 - 2384 وشروحها ) .

.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: