الجمعة، 28 أغسطس 2020

02 - ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

02 - ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)

ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي

[ الدفتر الرابع ]
( النص ) 
« 40 » 

« 41 » 
[ ديباجة الدفتر الرابع ]
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) *
 
الظعن الرابع إلى أحسن المرابع وأجل المنافع ، تسر قلوب العارفين بمطالعته كسرور الرياض بصوب الغمام ، وأنس العيون بطيب المنام ، فيه ارتياح الأرواح وشفاء الأشباح ، وهو كما يشتهيه المخلصون ويهوونه ، ويطلبه السالكون ويتمنونه ، للعيون قرة ، وللنفوس مسرة ، أطيب الثمار لمن اجتني ، وأجل المرادات والمني ، موصل العليل إلى طبيبة ، وهادي المحب إلى حبيبه ، هو بحمد الله من أعظم المواهب وأنفس الرغائب ، مجدد عهده الألفة ، مسهل عسر أصحاب الكلفة ، يزيد النظر فيه أسفا لمن بعد ، وسرورا وشكرا لمن سعد ، تضمن صدره ما لم يتضمن صدور الغانيات من الحلل ، جزاء لأهل العلم والعمل ، كبدر طلع وجد رجع ، زايد من تأمل الآملين ، رايد لرود العاملين ، فهو يرفع الأمل بعد انخفاضه ، ويبسط الرجاء بعد انقباضه ، كشمس أشرقت ، من بين غمام تفرقت ، نور لأصحابنا ، وكنز لأعقابنا ،
ونسأل الله التوفيق شكره ، فإن الشكر قيد للعتيد ، وصيد للمزيد ، ولا يكون إلا ما يريد .
ومما شجاني أنني كنت نايما * أعلل من برد بطيب التنسم
إلى أن دعت ورقاء في غصن أيكة * تغرد مبكاها بحسن الترنم
فلو قبل مبكاها بكيت صبابة * لسعدي ، شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا * بكاها فقلت الفضل للمتقدم
  
« 42 »
 
رحم الله المتقدمين والمتأخرين والمنجزين والمتنجزين بفضله وكرمه وجزيل آلائه ونعمه ، فهو خير مسؤول وأكرم مأمول ، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين وخير المؤنسين والوارثين وخير مخلف رازق للعابدين الزارعين الحارثين . .
وصلى الله على محمد ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، آمين يا رب العالمين .


« 43 »
 
01 - يا ضياء الحق حسام الدين ، أنك من فاق المثنوي القمر ضياء به . .
- إن همتك العالية أيها المرتجى ، تجذبة إلى حيث يعلم الله .
- وأنت تجذب المثنوي هذا معقود الجيد إلى قد حيث علمت .
- إن المثنوى مسرع منطلق وجاذبه غير طاهر . إنه غير ظاهر بالنسبة للجاهل المحروم من الرؤية .
 
05 - ولما كنت أنت المبدأ للمثنوي ، فهما يزيد فإن زيادته منك أنت .
- وما دمت تريد الأمر هكذا فهكذا يريده الله ، إن الله تعالى يحقق رغائب المتقين .
- إن « من كان لله » تعبر عن وجود سابق ، وسرعان من تحل « كان الله له » جزاء عليها .
- إن المثنوي مدين لك بآلاف الشكر ، لقد رفع كفيه « ضارعا » بالشكر والدعاء .
- ولقد رأى الله سبحانه وتعالى شكره إياك في شفتيه وكفيه ، فقدم الفضل وأمر باللطف والمزيد .
 
10 - ذلك أنه - سبحانه - وعد الشاكر بالزيادة ، كما جعل - جل شأنه - القرب أجرا للسجود .
- وقال إلهنا « القدير » : واسجد واقترب ، صار السجود ، وهو من فعل أبداننا - قربا للأرواح .
- فإن كان ثم زيادة فهي من هذا القبيل ، لا من أجل التظاهر والجاه الدنيوي .
- ونحن معك كما يكون الكرم في الصيف ، والأمر في يدك ، هيا قم بالجذب ، حتى نجذب .
 
« 44 »
 
- واجذب هذه القافلة نحو الحج جذبا رفيقا ، يا أمير القول القائل : الصبر مفتاح الفرج .
 
15 - إن الحج هو زيارة للبيت ، أما الحج إلى رب البيت فهو من أفعال الرجال .
- ومن هنا فإن سميتك ضياءً يا حسام الدين ، فإنك الشمس وهاتان الصفتان ؛ 
- أي « كونك » حساما وضياء » صفة واحدة ، وإن حسام الشمس يكون من الضياء لا محالة .
- فالنور للقمر والضياء للشمس ، وأقرأ هذا المعنى في القرآن الكريم .
- لقد سمي القرآن أيها الأب الشمس ضياءً والقمر نورا . .
فأمعن النظر في هذا « الأمر » .
 
20 - ولما كانت الشمس أعلى في حد ذاتها من القمر ، فاعلم أذن أن الضياء أعلى مرتبة من النور .
- ومن ثم فإن أحداً لم يبصر السبيل في نور القمر ، لكن هذا السبيل ظهر عندما سطعت الشمس .
- فإن الشمس قد أبدت التبدلات في الأشياء « 1 » جيدا ، فلا جرم أن الأسواق تنصب نهارا .
- وذلك حتى يميز الخبيث من الطيب جيدا ، وحتى يكون المرء بعيدا عن الحيلة ، والغبن .
- ومنذ أن يكتمل ضياؤها في الأرض ، تكون للتجار رحمة للعالمين .
 
25 - لكنها بالنسبة للمزيف مبغوضة قاسية ، ذلك لأن بضاعته ومتاعه يصيران كاسدين .
..............................................................
( 1 ) حر : الأعواض . . . وفي نسخة المولوي الأعراض ، والمقصود بالطبع كل ما يظهر في ضوء الشمس من أشياء وبضائع .
 
« 45 »
 
- وإذا كان الزيف ( من العملة ) هو عدو الصراف اللدود ، فمن يكون عدوا للدرويش سوى الكلب .
- وعندما يشتبك الأنبياء مع أعدائهم ، تصيح الملائكة : يا رب سلم .
- ولتحفظ ذلك المصباح الذي يهب الضياء . . من محاولات اللصوص إطفاءه « 1 » ومن أنفاسهم .
- وكفى باللص والمزيف أن يكونا عدوين للضياء . . . فالغوث من هذين أيها المستغاث
 
 30 - وقم برش النور على هذا الدفتر الرابع ، فإن شمسا قد سطعت من الفلك الرابع .
- هيا وهب من هذا « المجلد » الرابع الضياء كالشمس ، حتى يسطع على البلاد وعلى الديار .
- وهو أسطورة لكل من يقرأه كأسطورة ، لكنه بالنسبة لمن رآه نقدا لأحواله رجولة .
- إنه ماء النيل ، ظهر لآل فرعون « 2 » دما ، ولم يكن دما بالنسبة لقوم موسى ، بل كان ماءً ( زلالا ) .
- وعدو هذا الكلام يبدو الآن للنظر وقد نكس مقلوبا في سقر .
 
35 - ولقد رأيت أحواله يا ضياء الحق . . . وأبدي لك الحق الجزاء الذي ناله علي فعاله .
- إنها بصيرتك التي تنفذ إلي الغيب أستاذة كأنها الغيب ، ألا لا قلل الله من الدنيا هذه البصيرة والعطاء .
..............................................................
( 1 ) حر : نفخات .
( 2 ) في النص يذكر القبطي والمقصود التابع لفرعون والسبطي وهو التابع لموسي وقد أثرنا الترجمة بآل فرعون منعا لأي لبس أو سوء فهم .


« 46 » 
 
- وخليق بنا هنا أن نكمل تلك الحكاية التي هي نقد لأحوالنا .
- ودعك ممن ليسوا بأهلها من أجل من هم أهل لها ، وأتمم الحكاية واستخلص نتيجتها .
- أنك تلك الحكاية . . . وإن لم تتم هناك « 1 » ، انظمها إذن في الكتاب الرابع .
 
* * *
.

شرح ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي

[ شرح الأبيات ] 
1 - 10 : الخطاب لحسن حسام الدين ( انظر مقدمة الكتاب الأول ) يشير مولانا إلى حديث « إن لله عبادا قلوبهم أنور من الشمس » وقد وصف حسن حسام الدين في مقدمة الكتاب الأول بقوله « ألقت الشمس عليه رداءها وأرخت النجوم لديه أضواءها » 
وقال أبو الحسن الشاذلي « لو كشف من نور المؤمن الناقص لطبق ما بين السماوات والأرض فما ظنك بنور المؤمن الكامل ولقد سمعت شيخنا أبا العباس قال : لو كشف من نور الولي لعبد لهلك لأن أوصافه من أوصاف الله ولقوته من لقوته » ( انقروى 4 / 11 ) 
والمقصود بالبيت رقم 6 أن إرادة العبد المؤمن إن صحت نيته وقوى عزمه تكون من إرادة الله سبحانه وتعالى فالإرداة الإلهية يلزمها عمل من العبد ، ويفسرها بالبيت التالي مصداقا لحديث نبوي شريف « من كان لله كان الله له ( مولوى 4 / 9 والأنقروى 4 / 13 ) 
وفي قول لشوبنهور أن الإرادة هي أساس الوجود الإنسانى فهي التي تغير الإنسان ، وتغير الوجود وأحيانا يعرفها بالهمة ( همم الرجال تزيل الجبال ) وانظر الأبيات
 
« 375 »
 
2074 - 2077 من هذا الكتاب . ومن ثم فالمثنوى نفسه شاكر لحسن حسام الدين ، وما الغرابة في أن يشكر المثنوى ويهلل والجمادات كلها مسبحة بحمد الله تعالى وإن من شئ إلا يسبح بحمده ( سورة الإسراء - آية 44 ) وقد مر الحديث عن تسبيح الجماد في الكتاب الثالث ( حكاية صياد الحيات ) 
وفي الكتاب الأول ( حكاية قبول الخليفة لهدية الإعرابى ) ( انظر الكتاب الأول أول شرح الأبيات 2235 وما بعده ) كما ورد عند محى الدين بن عربى في الفتوحات المكية أن بعض الحروف في مرتبة النبوة وبعضها الآخر في مرتبة الرسالة ( انقروى 4 / 13 ) .
 
( 10 - 15 ) الشكر يستوجب الزيادة ، قال الله تعالى «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» ( سورة إبراهيم آية 7 ) فسجود الشكر هو القرب و « أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد » «كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ» 


وانظر إلى هذه الصورة الكرم والشمس ، الكرم يجذب الشمس فتسطع الشمس تسطح عليه بجذبه إياها ، والكرم هو المثنوى والشمس هو حسن حسام الدين ، ظل يجذبه ، ويظل المثنوى متدفقا ما دام حسن حسام الدين يجذبه ، كما يجذب أمير الحج القافلة نحو بيت الله ، المراد بالحج في الشطرة الأولى من البيت 15 حج البيت ، أما المراد في الشطرة الثانية حج رب البيت وبينهما مراتب « انظر في أقوال الصوفية : حججت مرة فلم أر رب البيت . . إلى آخره باب الحج في شرح التعرف » .
أي إحرام نقوم به يا حافظ ما دامت تلك القبلة ليست هنا وأي جهد لنا في السعي ما دام الصفاء قد ذهب عن الكعبة ديوان حافظ ص 96
 
« 376 »
 
( 16 - 20 ) : الضياء للشمس والنور للقمر ومنزل الشمس أعلى من منزل القمر ، ومن ثم سميتك يا حسام الدين ضياء ولم أسمك نورا ، والحسام هو السيف وسيف الشمس من الضياء ، واقرأ هذا من القرآن الكريم «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ» ( سورة يونس آية 5 ) .
وفي تفسير نجم الدين كبرى « جعل شمس الروح ضياء ليستنير به عمى القلب » ( مولوى 4 / 10 ) ، وربما يفسر هذا البيت التالي فلا طريق في ضوء القمر ، بل لا بد من الشمس والدليل على أن مولانا جلال الدين يقصد بالشمس المرشد الكامل هو هذا البيت ، وكثيرا ما دق مولانا جلال الدين على هذا المعنى عن حديثه عن مرشده شمس الدين التبريزي ، والشمس هي التي تظهر حقيقة الأشياء ، أصالتها وزيفها كما يبدو من الأبيات التي تلت ذلك والتي يقدم فيها مولانا جلال الدين صورا من الواقع المعاش .
 
( 25 - 29 ) : مما يدل على أن مولانا جلال الدين كان يتحدث عن شمس غير الشمس ، وقمر غير القمر ، وأن المقصود هو شمس الطريقة أو الدرويش الكامل ما جمعه في البيت رقم 25 ، فالصوفى الذي يروج الزيف إنما هو عدو لروحه ، والزيف هنا هو زيف المادة وزيف الفكرة فإنما أول ما يضل إنما يضل نفسه ، وفي الشطرة الثانية يدخل عالمه الصوفي ، فمن يكون عدوا للدرويش الجوال إلا الكلاب التي تنبحه حيثما حل ، والكلاب هنا هي كلاب الصورة وكلاب السيرة ، ويشير الأنقروى أن المعنى مأخوذ من حكاية وردت عن أبي يزيد البسطامي عندما نبحه كلب فخلص نفسه منه بمشقة وعندما سأله أحدهم عن سر ذلك أجابه بقوله « يا أخي نحن مرآة مجلوة قد يرى كل أحد فينا صورته »
 
« 377 »
 
( القروي 4 / 17 ) ( وعن فكرة المرآة انظر الكتاب الأول / البيت 2365 وما بعده ) وهكذا أيضا الأنبياء فبينما يتحرش بهم كلاب الدنيا وطلاب جيفتها لأنهم المرايا التي ينظر فيها كل إنسان إلى صورته ، فبينما يدعو الملائكة بأن يحفظ الله هذا المصباح المضئ من الرياح العاتية : ويا رب سلم هو دعاء المؤمنين على الصراط ( استعلامى 4 / 192 - تهران 1369 هـ . ش ) 
فإنما يخشى النور من كان لصا محتالا ، وإنما يعادى الأنبياء من لا يسير على منهاجهم . . وماذا نقول ؟ ! 
إنما يعادى الشريعة من يرى أن أول ما يطيح سيفها البتار إنما يطيح برأسه الفاجرة ؟ ! 
حقائق لا يمكن أن يخفيها الجدل فهي من المسلمات التي يحدثنا بها مولانا جلال الدين في كل زمان ومكان .
 
( 30 - 39 ) : يخاطب حسن حسام الدين في عملية جذب مستمرة وهو من قبيل تواضع المرشد أمام المريد المستحق ، يطلب منه أن يصب النور على المثنوى أي أن يبدأ في الكتابة ، فكأن النور هنا من المريد وهو أصلا من الشيخ ، وكما أن الشمس تسطع من الفلك الرابع ، 


وها هو المجلد الرابع من المثنوى يسطع بنوره على البلاد والعباد ، فهو هدى لمن اهتدى ، أما الذين لم يعترفوا به فهو عليهم عمى ( انظر 3 شروح 1150 وما بعدها ) وهو مجرد حكايات لمن يقرأه كحكايات لكنه رجولة لمن يراه نقدا له وعطية إلهية ، تماما كما كان نيل مصر شرابا للصابرين وحسرة على آل فرعون الكافرين ، كما ذكر في مقدمة هذا الجزء ( وانظر أيضاً الأبيات 3431 وما بعدها من هذا الكتاب ) ويسوق الأنقروى والمولوي حكاية على تفسير البيت التالي ( 34 ) إذ روى أن حسام الدين قال : إني رأيت في هذا الوقت عند قراءة الأحباب المثنوى استغرق الناس بنوره ورأيت جماعات الغيب بيدهم سيوف يضربون بها كل من لم
 
« 378 »


يستمعه وينصت إليه فيعلقون عضد إيمانه واعتقاده ويرمون به منكوسا في سقر ( مولوى 4 / 13 وانقروى 4 / 19 ) . كما وردت الرواية في مناقب العارفين للأفلاكى ( 2 / 745 ) ، وهكذا يرى مولانا أن حسام الدين قد رأى أحوال متلقى المثنوى تماما ، فإنما يكون جزاؤه من جنس عمله ، ومصيره من جنس تلقيه ، وبصيرتك يا حسام الدين الناظرة إلى عالم الغيب أستاذة في هذه الأمور ، وهنا إشارة للأفلاكى ( نقلها من جامى في نفحات الأنس ) أن المريدين عندما كانوا يقرأون المثنوى كان الملائكة يراقبونهم وإن لم يسمعوا جيدا كان إيمانهم يسلب .



وبصيرة غيب حسام الدين هي على علم بهذا المصير ( استعلامى 4 / 193 ) ، فلا أنقص الله هذه البصيرة ولا غيبها عن الدنيا ، وهيا دعك يا حسام الدين من أولئك الذين ليسوا بأهل لهذا الكلام ، وليكن همك وهمتك حكرا على من هم أهل له وعد بنا إلى تلك الحكاية التي تركناها دون إنهائها في الكتاب الثالث .
.
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: