الثلاثاء، 11 أغسطس 2020
Rumi
27 - الهوامش والشروح الأبيات من 2255 - 2614 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)
شرح قصة الخليفة الذي فاق حاتم الطائي كرما في زمانه ولم يكن له نظير
( 2255 ) القصة التي تبدأ بهذا البيت فيما يرى فروزانفر وردت في كتاب " روح الأرواح " لشهاب الدين أبى المظفر السمعاني من كتاب منتصف القرن السادس ( وحكى أن بعض الأعراب خرج قاصدا بعض الملوك يستمنحه فاستطاب الماء في بعض المراحل في الطريق فملأ مطهرته ماء ، فجاء إلى الملك ، فلما رآه ملأ مطهرته دنانير ، فقال له ندماؤه في ذلك فقال : جاء الأعرابي بما لم يكن له غيره ولنا من هذه الدنانير غير ما أعطيناه فاليد له ) ، كما روى فريد الدين العطار الحكاية في مصيبت نامه ورواها عوفي في جوامع الحكايات
( انظر شرح مثنوى 918 ومآخذ / 24 - 27 ) وبطلها عندهما الخليفة المأمون وافتتاحية القصة وحوار المرأة مع زوجها تذكر بأبيات جرير في قصيدة مشهورة :
تعزت أم حرزة ثم قالت * رأيت الواردين ذوي امتناح
تعلل وهي ساغبة بنيها * بأنفاس من الشبم القراح
( 2264 ) : قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : إن من بقاء الإسلام والمسلمين أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق ويصنع منها المعروف ، وإن من فناء الإسلام والمسلمين ان تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحق ولا يصنع فيها المعروف (عن جعفري 2 / 151).
( 2269 ) : إشارة إلى قصة السامري والعجل الذهبي الذي صنعه لبنى إسرائيل ليعبدوه عندما
« 504 »
ذهب موسى عليه السلام إلى الطور . ومسألة قبضته قبضة من أثر الرسول ( جبريل ) ونفخه الروح في العجل بهذه القبضة من الموضوعات التي أثارت أفكارا عديدة عند مولانا جلال الدين ، وعاقب الله السامري على فعله بألا يتصل بأحد ولا يتصل به أحد ، وقيل في الروايات : أن حكم الله تعالى كان يقتضى أن يصاب هو ولامسه بالحمى إن لمسه أحد « فاذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس » قال نجم الدين " ان قصدك ونيتك فيما سولت لك نفسك أن تكون مطاعا متبوعا إلفا مألوفا فجزاؤك في الدنيا أن تكون طريدا وحيدا ممقوتا متشردا متنفرا تقول لمن رآك لا تمسني ولا أمسك فتهلك . ( مولوى 1 / 410 ) وقال الشاعر :
وأبدلنى من وحشة الأنس آنسا * وأبدلنى من لا مساس مساسيا
( 2271 ) : تريد أن تقول له : لا أنت في العير ولا أنت في النفير ، أي لا تستطيع ان تغزو ولا تستطيع ان ترعى أو تعطى .
( 2275 - 2293 ) : ينصرف مولانا إلى من يطلبون الحكمة من غير أهلها نظرا لاحتياجهم الشديد وافتقارهم إلى الإرشاد . فإذا نزلت فانزل على كريم واطلبوا الخير من حسان الوجوه ، " ولا تأكل إلا طعام تقى ولا يأكل طعامك إلا تقى " ( حديث نبوي ، استعلامى 1 / 338 ) وما أشبه هذا المرشد بطبيب يداوى الناس وهو عليل :
وغير تقى يأمر الناس بالتقى * طبيب يداوى الناس وهو عليل
( شرح فروزانفر 967 ) .
إن أمثال هؤلاء المرشدين الكذابين سود الباطن ، عجزوا عن تربية نفوسهم فكيف يقومون بتربية نفوس الآخرين . . . انه شديد الادعاء . . . ظاهره يقول إنه آدم ( صاحب علم الأسماء ) وشيث ( ابن آدم ومظهر الوجود والخلق عند الصوفية ) ( استعلامى 1 / 339 ) ، يتحدث حديث أبي يزيد
« 505 »
البسطامي ، وباطنه أسوأ من باطن يزيد بن معاوية الملعون ، وهو ينادى المخدوعين فيه ، يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ، ويذكرون بما قاله أعشى قيس :لعمري لقد لاحت عيون كثيرة * إلى ضوء نار في يفاع تحرقووعد الغد في المأثور الفارسي أي الوعد الذي لا يتحقق أبدا النسبة للغد الذي لا يأتي ، فافتضاح أمثال هؤلاء المدعين يحتاج إلى وقت حتى يظهر تحت هذا الظاهر المزدان : أيوجد كنز المعاني أم جحر حيات أو نمال ، ويقول سعدى " خبث النفس لا يظهر في سنوات " ( كلستان عن فروزانفر 973 ) .
( 2294 - 2298 ) : يحس مولانا أن هذه التعاليم قد تؤيس الطالب فيقول ان نور الحق وصدق النية قد يجعل النور ينبثق من داخله فيصل هو بينما يكون المرشد ضالا مضللا ، وهذا هو جزاء المتحرى عن القبلة إن أخطأها في الظلمة ، والقبلة هي وجه الحق ، والظلمة هي المرشد الكذاب المدعى المضلل ، تقول المرأة : ان الفقر ظاهرٌ علينا لا يمكن إخفاؤه ولا يجوز إخفاؤه . . .
وخبث المدعى في باطنه فله الحق في أن يخفيه - فكيف نخفى ما هو واضح من أجل هذه الأقوال البالية التي تقولها ؟ ! ! ( المرأة النفس والرجل العقل ) .
( 2302 - 2314 ) : " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " ( حديث نبوي ، أحاديث مثنوى / 169 ) والبازي ( رجل الطريق ) صرف بصره عن جيفة الدنيا ( الدنيا جيفة وطلابها كلاب ) فصار ساعد المليك موطنا له . . . والخلق كلهم عيال الله ، ان هذه الشكوى في الحقيقة هي من كبريائنا ، ولو تفتح بابا من عمل الشيطان ، وينبغي ان يعتاد المرء الألم والشكوى من الاهتمام بلذائذ الحياة ، والألم هو جزء الموت ورسوله ، فإن لم تتحملى هذا الألم الجزئي ، فكيف يكون تحملك للألم الكلى ( سكرات الموت ) ؟ ! !
وأشد الناس عذابا بسكرات
« 506 »
الموت هو الحريص على الدنيا ، الباكي على فوت لذاتها ، المغتر بها فيها " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " فإن تحملت آلام الحياة كان موتك حلواً ، وإلا فإن الخراف السمينة هي التي تساق أولا إلى الذبح .
( 2315 ) : البيت في أغلب النسخ يا " تمُر " وهو إضغام اسم تيمور من الأسماء التركية الشائعة ويرى أغلب الشارحين أن مولانا يخاطب سامعا وهميا وكثيرا ما يذكر الأسماء في طيات المثنوى مثل أبى الحسن وأبى العلا وغيره . وذكر المولوي الكلمة " ثمر " وقال إنها اسم زوجة الأعرابي ، بينما ملت في النص إلى رواية جعفري يا قمر على أساس ان الأعرابي يتحبب إلى زوجته حتى تقلع عن مطالبتها إياه بالنفقة .
( 2323 ) : إشارة إلى قصة الأعرابي والعالم التي سترد في الكتاب الثاني وفي هذا إشارة إلى قول أرباب الشهود " وضع الله خمسة أشياء في خمسة مواضع العز في الطاعة ، والذل في المعصية ، والهيبة في قيام الليل ، والحكمة في البطن الخالي ، والغنى في القناعة " ( مولوى 1 / 417 ) .
( 2324 ) : سيأتي تعريف القناعة عند الصوفية في بيت لاحق .
( 2326 ) : في العنوان إشارة إلى الآية الكريمة "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ" ( الصف / 2 - 3 ) .
( 2329 ) : إشارة إلى الحديث " خير الناس غنى متواضع ، وشر الناس فقير متكبر " أو كما قال صلى اللّه عليه وسلّم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم : شيخ زان وملك كذاب وفقير متكبر " ( انقروى 1 / 457 ) .
( 2330 ) : "وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ" ( العنكبوت / 41 ) .
( 2331 - 2334 ) : عرف ابن خفيف القناعة بأنها ترك التشوف إلى المفقود والاستغناء
« 507 »
بالموجود " وعرفت " القناعة سكون النفس عند عدم المألوفات " وتريد المرأة ان تقول أن زوجها يتشوف مثلها إلى حياة أفضل وأن هذا لا يتفق مع القناعة التي يدعيها . . . إن الرسول صلى اللّه عليه وسلّم فسر القناعة بأنها " كنز لا يفنى " أي خزينة جارية . . . فهل تجرى هذه الخزينة داخلك وما إمارتها عليك ؟ ! !
وأنت دائما يغلب عليك الحزن والقلق
( 2338 - 2352 ) : تقول المرأة : أتراك أعقل منى؟ ومتى رأيتني ناقصة عقل؟ وهل تسمى هذا العقل الذي هو لك عقلا ؟!!
انه عقيلة تحبسك عن الانطلاق والطموح وتضع العراقيل في طريقي ، وهو ليس بعقل ، إنه ثعبان ، وأنت كالمشعوذ تظن هذا الثعبان صديقا لك وهو في الحقيقة عدو لك ، يخدعك كما تخدعه ، ، ويشعوذ لك كما تشعوذ له ، وهو يتوعدك ويتهددك بأن رقيتك التي لم تتطلسمه ، بل طلسمه اسم الحق ، والحق سوف يأخذ بحقه ، فكأنها شبهت نفسها بالحية ( وليس ذلك غريبا في المأثور الديني ) وشبهت زوجها بالمشعوذ ( آدم وحواء والحية كلهم شركاء في الخطيئة ) ، لكنها تتصل : إنه هو الذي يسحر لها ويطلسمها بكلامه هذا ، والله المنتقم الجبار سيجعل انتقامه منه إما عن طريقها ، وإما سيحمله إلى السجن مثلما حملها هو إلى سجن الفقر .
( 2353 ) : الإشارة في العنوان إلى الحديث النبوي " الفقر فخري وبه أفتخر " والفقر فقهيا عدم امتلاك نصاب الزكاة ، وعند أبي حنيفة رضي الله عنه هو السؤال والتكفف . والفقر عند الصوفية " ألا تملك شيئا ولايملكك شيء " وهو أيضا الاحتياج إلى الله تعالى وعدم الاحتياج إلى الخلق ، وانتظار ما عند الله تعالى ، لا ما عند الخلق "
قال عبد الله الأنصاري : الفقر على ثلاث درجات : فقر الزهاد وهو نفض اليدين عن الدنيا وإسكات اللسان عنها مدحا أو ذما والسلامة منها طلبا أو تركا ، والثانية : الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل ، والثالثة : صحة الاضطرار في التقطع الوجداني والإحتباس في قيد التجريد والمراد من أن " الفقر سواد الوجه في الدارين " التبري من الانتفاع والتمتع في العالمين بعدم المحبة ، فإن من خلت يده من الذهب والفضة وقلبه مملوء
« 508 »
بحبهما فهو متصف في هذه الدنيا بسواد الوجه باعتبار خلو يده منها ، وفي العقبى لحبه لهما ( مولوى / 1 - 422 ) ويرى ابن الداية أيضا ( منارات ص 481 ) أن الفقر على ثلاث درجات : فقر العوام وهو بعدم المال فيكون المرء كما ولدته أمه ، وفقر الخواص ، وهو بعدم الآمال والخروج من أحكام الصفات كما كان في عالم الأرواح ، وفقر الأخص وهو بعدم الوجود كما كان في علم الله من قبل إيجاده بالوجود ليكون عبدا مملوكا لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه . والفقر الحقيقي بالحق ، به يقوم وجود العبد وصفاته وحوله وقوته بوجود الحق تعالى وهو الغنى الحقيقي ( سبزواري ص 67 ) .
والافتقار إلى الله والاستغناء بالله حالتان لا تتم إحداهما إلا بالأخرى ، سئل محمد بن عبد الله الفرغاني عن الافتقار إلى الله أتم أم الاستغناء بالله ؟ فقال : إذا صح الافتقار إلى الله صح الاستغناء به ، وإذا صح الاستغناء به ، كمل الغنى به " ( منارات ص 485 ) فليس الأمر فقرا أو غنى ، فالغني الصالح الذي يرى أنه مستخلف في ماله ، ويقوم فيه بحق الله ، ولا يشغل بالتكاثر فقير في رأى الصوفية .
( 2360 - 2363 ) : يذكر هذا المعنى ببيت مسروق بن الأجدع :بأن ثراء المال ينفع ربه * ويثني عليه الحمد وهو مذممكما يشير إلى الحديث النبوي " العلم والمال يستران كل عيب ، والجهل والفقر يكشفان كل عيب " ( عن شرح فروزانفر ص 1003 ) وللإمام علي رضي الله عنه " إذا أقبلت الدنيا على أحد ، أعارته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه " ( عن جعفري 2 / 178 ) ( 2374 ) إشارة إلى ما ورد في الكتاب الرابع الأبيات 3544 - 3556 .
( 2376 - 2381 ) : الخبر الوارد هنا لم يرد بنصه في مصدر قبل مولانا ، وإن كانت له سوابق عديدة بمعناه ، وإلى مثل هذا المعنى أشار مولانا في الكتاب الرابع ( في البيتين 350 - 351 )
« 509 »
ويصف الإمام الغزالي الرسول عليه السلام بقوله " كانت شمائله وأحواله شاهدة بصدقه حتى أن العربي القح كان يراه فيقول : ما هذا بوجه كذاب " والمعنى كله ورد في بيت لابن الرومي :
أنا كالمرآة ألقى كل وجه بمثاله .
ووردت حكاية شبيهة لها في التمثيل والمحاضرة عن سقراط "
وقالت له امرأة معروفة بالمجون والسرف على نفسها : يا شيخ ما أقبح وجهك
فقال لها : لولا أنك من المرايا الصدئة لبان حسن صورتي عندك " ( شرح فروزانفر 1009 - 1010 )
( 2382 - 2388 ) : يخاطب الرجل زوجته : إنك ترينني طامعا ، وما هذا الطمع الذي ترينه في إلا ما هو داخلك انعكس فرأيته فيّ ، وإن سموت عن هذا الفكر لرأيتنى ساميا ، فأي طمع عندي وقد رحمني ربي فصرف عني الطمع الدنيا ، والفقر فيه الغنى المضاعف ، أي غنى الدنيا وغنى الآخرة ، والعز الإلهي كامن في الفقر ، فهو شعار الأولياء وحلية الأصفياء .
وسئل الجنيد عن أعز الناس فقال : الفقير الراضي . وقال معروف : إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ، وزوى عنه الخذلان ، وأسكنه بين الفقراء .
وإذا أراد الله بعبد سوءا زوى عنه العمل ، وابتلاه بالخذلان وأسكنه بين الأغنياء فإذا نظر إليهم ، إستعظم غناهم . ( مولوى 1 / 427 - 428 ) ويواصل الأعرابي مخاطبة زوجته : لكن إذا أردت أن تصلي إلى هذا المعنى أن تتركي بيع الخل " كناية عن العبوس " فإن الرضا هو الذي يجعلك تدركين هذه المعاني ، وكثيرون هم الذين يتحملون أنواع المرارة والبلايا ضاحكين راضين سعداء ، فكل ما يأتي من الحبيب خير ، ولو أدركت فيك إستعدادا أكثر لتقبل الحقائق لقلتها لك .
( 2389 - 2396 ) : يعود مولانا إلى إحدى الأفكار التي مرت بنا في الكتاب الذي بين أيدينا ، وهي أن المتكلمين يتكلمون بقدر همم المستمعين ، كما تكررت الفكرة في كل كتب المثنوى ( على سبيل المثال لا الحصر أنظر : الكتاب السادس الأبيات 1663 - 1670 وشروحها ) فاللبن لا يفور من
« 510 »
الثدي ما لم يكن هناك رضيع يرضعه ( في مناقب العارفين يروى أن جمعا من المريدين كانوا يريدون الاستماع إلى مولانا ولم يكن حسام الدين حاضرا فاستأذن معين الدين بروانه في إستدعائه ، فأذن له ، لأنه جاذب للبن المعاني من ثدي الحقائق " ( عن شرح فروزانفر 1013 - 1014 ) ومثله ما نقل عن الحسن البصري أنه كان ينزل عن المنبر إن لم تكن رابعة حاضرة ويقول : الشراب الذي أعددناه للفيلة لا يقوى عليه النمل " ( استعلامي 1 / 345 عن تذكرة الأولياء للعطار )
( 2436 - 2443 ) : إشارة إلى الآية الكريمة "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ" ( آل عمران / 14 ) واختلف المفسرون حول من زين . قال المعتزلة : هو الله زينها لإختبار خلقه ، بينما يرى الحسن البصري وبعض المعتزلة أن الذي زينها هو الشيطان ، وقال بعضهم : كل ما هو واجب ومستحب زينه الله تعالى ، وكل ما هو حرام زينه الشيطان ، ويرى الأشاعرة في سياق أن كل الأفعال من خلق الله تعالى أن الذي زين هو الله تعالى ( فروزانفر - شرح - ص 1024 ) . روي أن عمرا رضي الله عنه قال عندما نزلت الآية : الآن يا رب وقد زينتها لنا كيف نتركها ؟ وفي البيت التالي يشير إلى الآية الكريمة "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها" ( الأعراف / 189 ) ،
وفي البيت 2439 إشارة إلى ما مر في البيت 1983 من الكتاب الذي بين أيدينا ( عن العلاقة بين الرجل والمرأة أنظر أيضا الكتاب الثالث 4412 - 4423 وشروحها - وعن الشهوة الجنسية وتأثيرها في الرجل أنظر الكتاب الخامس الأبيات 943 - 962 وشروحها )
وتصوير الرجل بالماء والمرأة بالنار تصوير معتاد إلا أن مولانا يزيد هنا بأن الماء غالب على النار ، إلا أن النار تغلب الماء إن كان ثم حجاب ، والحجاب هنا هو الشهوة .
( 2446 - 2448 ) : الحديث المذكور في العنوان على أنه حديث نبوي ليس حديثا نبويا بل نقل بتصرف لقول منسوب إلى معاوية بن أبي سفيان " يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام "
« 511 »
( شرح فروزانفر 1032 - 1033 ) ويفسر المولوي ذلك بأن أصحاب القلوب يُغلبون لهن لأنهم أصحاب مروءة ( 1 / 437 ) أما الجاهل فيغلبهن لأنه لا ينقاد ولأن نفسه مسلطة عليه ، ويقول فروزانفر ( شرح 1033 ) لأن العاقل يعلم أن على المرأة تربية الأطفال ورعاية المنزل وأن اللجاجة في الخصومة معها تنتج أطفالا غير أسوياء ، والعاقل إنما يفعل ذلك طلبا لراحة البال والطمأنينة اللازمة لمواجهة الحياة ، بينما يفسر مولانا جلال الدين نفسه ذلك بأن الرقة في المعاملة مع النساء من طبيعة " الإنسانية " بينما تغلب على الجهال الطبيعة الحيوانية ، والحب من خواص الإنسان كما ذكر في البيت 2443 وهذا لعلو مرتبته وليس من خواص الحيوان .
ثم يأتي البيت 2448 وهو الذي أثار كثيرا من النقاش وبخاصة في شطرته الثانية ، فبينما ترجمة المولوي صراحة " كأنك إن شاهدت ذاك الحسن - أي حسن المرأة - تقول خالقة بحسب كونها مظهر الحسن من حيث تأثيره فيها تعالى بالحسن والمرأة موصوفة بالخلاقة التي هي بمعنى المسوية والمقدرة والمربية ، قال تعالى :فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَأي المقدرين أو نقول : حسن المعشوقة ضياء وشعلة الحق وليس هو حسن المعشوقة ، والمحبة له محبة للخالق ليست محبة للمخلوق وهذا أسلم ( 1 / 438 ) واستشهد أنقروي ( 1 / 474 )
ببيت ابن الفارض :وكل مليح حسنه من جمالها * معار له ، بل حسن كل مليحة .ويقول استعلامي : ونلاحظ أنه لا يتقدم في تفسير البيت تقدم المولوي أن المحبة للمرأة هي محبة لشعلة الخالق فيها ، ولا يتعرض لتعبير " المرأة خالقة " الذي تعرض له المولوي ، ويرى فروزانفر رأيا قريبا من هذا الرأي ويذكر أن الشارحين القدامى إنما تبعوا ابن عربي في تفسيره محبة الرسول عليه السلام للنساء " في الفص المحمدي من فصوص الحكم " أن ظهور المحبة يكون أقوى في المرأة لأن محبة الرجل تبدو فيها إذ يرى الحق في ذاته بظهور الفاعلية ، ويمكن مشاهدة الخلق في المرأة عن طريق الفعلية وقابلية الفعلية ( الخلق ، فهي التي تربي النطفة
« 512 »
وتوصلها إلى مرحلة الجنينية ، وهذا هو جانب الفاعلية ) ( فروزانفر - شرح - ص 1036 ) والواقع أن البيت يحتمل تفسيرات عديدة ، وقد يكون مقصود مولانا أنها خالقة للشخصية والصفات الذميمة والحسنة في الرجل ، تجعل منه شجاعا أو جبانا ، جوادا أو خسيسا ، ممتلئا أو فارغا .
( 2451 - 2453 ) أنظر شروح الأبيات : 1240 - 1243 من الكتاب الذي بين أيدينا .
( 2458 - 2470 ) : في أبيات سابقة تحدث مولانا عن أن الخير والشر يقيمان هنا بميزاننا ، وهما في الحقيقة تجليان لقدرة واحدة هي قدرة الحق سبحانه وتعالى ، ويذكر مولانا هنا موسى وفرعون كمثال ، فكلاهما في نظره سالك ، لكن أحدهما اهتدى بينما ضل الآخر ، وكلاهما راضخ للمشيئة الإلهية . ( والمعنى وارد في معارف بهاء ولد ص 220 ) وعند ابن عربي يموت فرعون مؤمنا " فقبضه طاهرا مطهرا من الآثام ، ليس فيه شئ من الخبث ، لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام " ( عن شرح فروزانفر 1040 ) وهذا مخالف في الحقيقة لنص القرآن الكريم ، فالله تعالى كان يعلم حقيقة إيمان فرعون ، وأنه آمن خوف الموت - وفي الأبيات يبدو فرعون بطلا تراجيديا ، الضلال قدره ، ولا فكاك له منه ، وهو يعرف أنه ضال ، ويبكي ويناجي الله : هكذا خلقه وهكذا خلق موسى ، وأنه - أي فرعون - لا شأن له بخلق الله ، لقد خلق موسى قمرا وبدر تمام ، لكنه خلق قمر فرعون في خسوف ، والناس يدقون الطسوت عند خسوف القمر ( لا زالت عادة متبعة في بعض مناطق ريف مصر ) ويلعب مولانا على معنى آخر من معاني دق الطسوت : الإفتضاح ، وفرعون مفتضح بادعاء الألوهية . ويرى فروزانفر في تفسير آخر " أن موسى كان مظهرا لاسم الهادي وفرعون كان مظهرا لاسم المضل " ( شرح ص 1041 ) وإلى مثل هذا التفسير ذهب بهاء ولد في المعارف ( ص 220 ) : أكان فرعون وإبليس لا يعرفان حقيقة آدم وموسى مع كل هذه المعجزات ، لكن قيد القهر كان يحفظ كلا منهما في موقعه قائلا : أيها الكلبين ، مكانكما هو هذا المكان . وتشير الأبيات إلى فكرة أخرى هي جبرية
« 513 »
فرعون ( أشار مولانا فيما سبق إلى جبرية إبليس ) فالمثل الذي يضربه فرعون عن البستاني الذي يقلم أغصانه ، فيترك بعض الأغصان مقطوعة ، ويأخذ أغصان أخرى فيزرعها أو يطعم بها ، تشير إلى مخاطبة الحق بأن كل ما يجري في الحقيقة إنما يجرى منه جل وعلا عن ظلم عبيدة علوا كبيرا ، والمعنى موجود صراحة في قصيدة مشهورة للشاعر ناصر خسرو ( ديوان ص 364 - 368 ) .
( 2471 - 2477 ) : يصور مولانا فرعون بأنه من أصحاب التلوين ، فهو في النهار فرعون الجبار الطاغوت مدعي الربوبية المسلط على أرواح الخلق ورقابهم وأرزاقهم ، وفي الليل العبد الضعيف المسكين الذي يجأر إلى الله تعالى بالشكوى من أنه خلقه هكذا ، ويعترف بأنه عبد ومن تراب ، إلا أنه حين يلتقي بموسى يتبدل لونه ، وتبدو كل شقوته ، والإشارة هنا إلى جدلية نفسية وهي أن المتصف بصفة سيئة لا يطيق في الحقيقة أن يرى من يتصف بعكسها ، فالجاهلون لأهل العلم أعداء ، فالجاهل لا يطيق رؤية العالم والجبان لا يطيق رؤية الشجاع ، لأن في رؤيته تحريكا لسخائم قلبه ، وتجلية لصفته السيئة وباطنه السيء ، هذه هي طبيعة البشر ، فما بالك إذا كان أحد الأطراف نبيا كرم بأكبر قدر من النور الإلهي والطرف الآخر رأسا من رؤوس الكفر يضرب به المثل في الكفر والظلم طوال العصور ! ! ويتذرع فرعون بأنه هكذا خلق ، وهكذا أراد الله له ، هذا هو حكم " الخلق " ، ، قال له " كن " هكذا " فكان " هكذا ، ولا يستطيع أن يهرب من هذا المصير ( أنظر شرح البيت 615 من الكتاب الذي بين أيدينا وتفصيلات للفكرة في الكتاب الخامس الأبيات : 1687 - 1692 وشروحها )
( 2478 - 2484 ) : اللالون وعالم اللالون هو الوجود المطلق الذي لا يكون مقيدا بشكل أو بصورة أو مكان أو زمان ، وهو عالم المطلق والإطلاق وعالم الوحدة وعالم المعنى وعالم الغيب ، ويصبح أسيرا للون أي ينطلق من الإطلاق إلى التعين ويحد بصورة ولون وجسم . وموسى هنا
« 514 »
هو كل مظهر من مظاهر الصفات الإلهية ، فهذه المظاهر تتمايز في عالم الصورة وتتضاد وتتقاتل فيما بينها ، ونحن - لأننا أسرى النفع والضر في عالم التراب - نرى أحدهم موسى ونرى آخر فرعون ، وأنت إن فرغت من هذا العالم المادي ووصلت إلى عالم الوحدة وانعدام اللون ، لن تجد مظاهر الكون في حالة قتال ، ستعود إلى الحالة التي كنت عليها في الأصل قبل هبوطك إلى عالم الأجساد والألوان ، والقيل والقال كناية عن النزاع حول مظاهر عالم المادة ، ولقد ولد كل مولود من بني آدم على الفطرة أي بلا لون ، ومن العجب أن يشتبك من له لون " فرعون " مع من لا لون له " الخالق " ويرى مولانا أن الزيت أصله ماء ( هو بالطبع ماء مع مواد أخرى )
فكيف يكون له هذا التضاد مع الماء بحيث يطفو فوقه ولا يذوب فيه ، وإن الورد ليخرج من الغصن الشائك فكيف يكون بينهما هذا التضاد ؟
وإذا كانت كل المذاهب تنبثق من أصل واحد ، فلما ذا هذه الحروب وهذه الخلافات الدموية ؟ ( استعلامي 1 / 349 - 350 )
أليست العودة إلى عالم الوحدة حلا لكل هذه الخلافات ؟ ففي عالم الخلق وفي العلم الإلهي : لا عداوات ( فروزانفر 1049 ) .
( 2485 - 2493 ) : يعود مولانا فيقول : لعلها ليست حربا ، أو لعلها حرب مصطنعة مثل جدال بائعي الحمير فيما بينهم " لتصريف البضاعة " أو في مصطلح آخر من مصطلحات مولانا جلال الدين جرى مجرى الأمثال : جدال الصاغة ، أو لعلها ليست هذا وليست ذاك بل لجعل سوق الحكماء رائجا ، وليحتدم الجدل بينهم ، أو ربما هي حيرة : حيرة إثبات لا حيرة إنكار
( أنظر شرح البيتين : 313 - 314 من الكتاب الذي بين أيدينا )
يقول ابن العربي " ما للهدى هو أن يهتدى الإنسان إلى الحيرة ، فيعلم أن الأمر حيرة ، والحيرة قلق ، وحركة الحركة حياة " ، وهذه الحيرة هي التي تحل المشكلات للسالك ، الاستغراق في محبة الصانع الذي يصرف السالك عن الاستغراق في المصنوع ، ونحن نعتبر أو هامنا وأفكارنا حلولا ، في حين أن هذا الوهم هو الذي
« 515 »
يبعدنا عن الحقيقة . ويقارن مولانا بين عالمين : عالم نظن أنه وجود وهو عدم يبدو وجودا ، وعالم نظن أنه عدم وهو أصل كل الموجودات ( عن تفصيلات للفكرة أنظر الكتاب الخامس الأبيات 1027 - 1037 وشروحها ) ،
ومن اهتم بالعدم الذي يشبه الوجود فقد كل شئ ، ومن إعتبر نفسه عدما أدرك كثيرا من الموجودات ، والمولود الذي يأتي من عالم العدم صارخا لأنه قد رد عنه وطرد منه ، فأنت في الحقيقة لست هاربا من العدم ، لكن العدم رآك غير أهل له فردك ، وهذه هي الأمور المعكوسة التي يتحدث عنها مولانا كثيرا ترى نفسك كارها للعدم والعدم هو الذي يكرهك ، مثلما كان فرعون يكره موسي ، في حين أن المفروض العكس ، والعدم أيضا هو السالك الذي خلص من الوجود ونجا من كل ما هو موجود . ( فروزانفر - شرح ص 1056 ) .
( 2494 - 2500 ) : الآية المذكورة في العنوان " خسر الدنيا والآخرة " جزء من الآية 11 من سورة الحج ، والأشقياء هم الذين يترددون بين الكفر والإيمان ، وتؤثر في إيمانهم ظواهر الأمور ، ويعبدون الله على حرف فإن أصابهم خير إطمأنوا به ، وإن أصابهم شر انقلبوا على أعقابهم خسروا الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين . والحكماء يبنون معتقداتهم على ما يرونه من ظواهر الدنيا . والمثل هنا مأخوذ من ابن سينا من طبيعيات الشفاء وقال جعفري ( 3 - 220 )
أن الأصل لبطلميوس " وقائل أنها كروية ، وأنها ساكنة ولا تتحرك ، وإنما لا تتحرك لأن الفلك يجذبها إلى الجهات جذبا متشابها فلا يكون جهة أولى بأن تجذب إليها من جهة ، كما يحكى عن صنم كان في بيت مغناطيسي الحيطان والقرار والسقف ، وكان قد قام في وسط البيت منجذبا إلى السطوح الست بالسوية ، كما وردت صفة هذا الصنم المعلق في منظومة كرشاسب نامه لأسدي الطوسي ، كما ذكر بعض المؤرخين هذه الصفة عن صنم سومنات المعلق في ذلك المعبد الموجود في الهند والذي فتحه السلطان محمود الغزنوي ، لكن أغلب المؤرخين قالوا أنه كان من الحجر ( شرح فروزانفر صص 1091 - 1094 ) .
« 516 »
( 2501 - 2507 ) : يشبه مولانا وضع بواطن أهل الضلال بالنسبة لأهل الكمال بوضع الأرض بالنسبة للأفلاك ، فأمثال فرعون يبقون معلقين في ضلالهم ، لأن رجال الحق يطردونهم من كل ناحية ، فالدنيا تردهم والآخرة تردهم ، ومن ثم فإن عصيان الضالين لأهل الكمال ، ويقابل أيضا بكراهية من أهل الكمال يرد منهم ، فإن شاءوا جذبوك بروحانيتهم كما يجذب حجر الكهرمان القش ، لكنهم يحجبونها عنك لأنك لا تستحقها ، فيتحول تسليمك إلى عصيان ، وكما أن الإنسان مسلط بكل قواه على الحيوان ، فإن الأولياء مسلطون أيضا على الإنسان .
( 2508 ) مفاد هذا البيت أن الناس عباد للأولياء والمرشدين ، فحين إرشاد الأمم دعا عبده أحمد صلى اللّه عليه وسلّم وقال له : أدعُ كل خلق العالم وقل " يا عبادي " أي قل مبلغا عن الله تعالى " يا عبادي " ، وإذا كان لفظ " عبادي " هو لفظ الله ، إلا أنه مبلغ من الرسول عليه السلام والرسول جرى على لسانه يا عبادي بياء المتكلم ، ومن شأن الولي التصرف في الذي ملكه ولو كان ملكه على سبيل المجاز ، وهذه رتبة قرب الفرائض ، لأن من اخلص لله بالعبودية ، كانت جميع الخلائق عبيده ، فالناس عبيده وهو مولاهم ، وهم أيضا عبيد خلفائه يتصرفون فينا بتصريف الله لهم فينا . ( مولوي 1 / 449 ) .
( 2509 - 2512 ) : جسد الإنسان بمثابة البعير ، وعقله هو حادي هذا البعير ، وعقول البشر - بالنسبة للأولياء - بمثابة الإبل والقافلة ، والأولياء هم الحداة والأدلاء لهذه القافلة ، يقودونها برغم عدم ميلهم إلى الانقياد لهم ، فانظر إليهم ببصيرة الاعتبار . . . أي جمال وأي حاد ؟ ! ! ! مالي أضرب أمثالا ناقصة ؟ ! إن الأمر يحتاج إلى بصيرة ترى الشمس .
( 2513 - 2516 ) : الخلق كلهم مسرون ومصلوبون في ليل الغفلة في انتظار أن تسطع عليهم شمس الولي ، لكنك سوف تنكر أن يكون الولي شمسا ، فكيف تختفي شمس في ذرة هي ( ظاهر الولي ) ؟ وأسد ( روح الولي ) في إهاب حمل ( جسده ) ؟ كيف يختفي البحر المواج بأمواج المعاني
« 517 »
تحت قشة ؟ ( جسد الولي الذي غالبا ما يكون مهدودا ونحيلا من الرياضة ) لكنك في تردد وخطأ وظن في معرفة الولي الكامل ، لكن رحمة الله كامنة في ظن كهذا ، فإن لم يعرف الظانون أهل الحق ، فإن قيمة أهل الحق تزداد بهذا الجهل لهم من قبل من لا يستحقونهم ، وقد يكون هذا الإنكار أيضا سببا في يقظة الظمآنين وإرشادهم ( إستعلامي 1 / 352 ) .
( 2517 - 2520 ) : الولي فرد عبارة لشمس الدين التبريزي ( مقالات ص 171 ) ، وهذا لا يعيب الولي ، فكل نبي بعث فردا ، لكن نفس هذا الفرد كان العالم الأكبر قد إنطوى فيه " أنظر لتفصيلات الفكرة مقدمة الترجمة العربية للكتاب الرابع : الإنسان ذلك العالم الكبير ) هذا النبي رآه البلهاء فردا وضعيفا وحزينا ، ومتى يكون ضعيفا وحزينا ذلك المتصل بالملك الأكبر .
( 2521 ) : بمناسبة الجسد والعقل " البعير والحادي " يتوارد إلى ذهن مولانا قصة من قصص القرآن الكريم هي قصة الناقة وثمود وصالح عليه السلام . لقد كانت معجزة صالح لقومه ناقة خرجت من صخر الجبل " وكأنها مولودة من ناقة " بتعبير آخر لمولانا جلال الدين ، ثم وضعت فصيلا قويا ، واتفق صالح مع قومه أن يشربوا من ماء القرية يوما ثم يتركونه يوما للناقة وفصيلها " لكم شرب ولها شرب يوم معلوم " وذلك اليوم يشربون من لبن الناقة . لكنهم نكصوا العهد وعقروا الناقة فحق عليهم العذاب على ما فصلته كتب التفسير وفصله مولانا جلال الدين في النص ( انظر قصص الأنبياء للثعلبي صص 66 - 72 ) .
( 2523 - 2533 ) : وصفت ناقة صالح في القرآن الكريم في موضعين بأنها " ناقة الله " ( هود / 24 والشمس / 13 ) ، لقد كانت ترعى في أرض الله وتشرب من ماء الله ، فبخل عليها أولئك الأخساء برزق الله ، فحق عليهم العذاب ، وما أشبه ناقة صالح هذه بذوات الصالحين أو صورهم الظاهرة وأجسادهم ، فهي آية من الله تحتوي على معجزات إلهية ، بينما ينظر إليها الطالحون كمجرد أجساد ، فيكون من هذه النظرة هلاكهم وحرمانهم . والروح بمثابة صالح ، والجسد هو
« 518 »
المظهر الظاهر لهذه الروح ، ومهما تلقى الجسد من طعنات ، تظل الروح بلا نقصان ، وربما تكون الطعنات التي تصيب الجسد خلاصا للروح وعلوا في مقامها ، لقد كان العدوان على ناقة صالح أو ذات صالح وجسده ، ولم يصب صالح بأذى ، لكن الثمن والفدية كان مدينة بأكملها ، فلقد كان العدوان على المعجزة وعلى المظهر والدلالة ، كان تحديا للروح ووقوفا أمام الكمل والواصلين وتأييد الله لهم " ومن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " ، فالله تعالى متصل بالولي ، وماء هذا الدن من ذلك الجدول ، وتحطيم الدن إنكار للنعمة وجود لها ، ومجازاة القربة بالبعد والعطاء بالجحود ، وعض اليد الممدودة بالعطاء ، وخيانة حيث يجب الوفاء ، وكفران حيث يجب الشكر . والاتصال بروح الولي يلزمه في البداية عبودية لهذا الولوي ورضوخ له وإقرار بولايته .
( 2534 - 2553 ) : لوعيد صالح عليه السّلام وما حاق بالمدينة أنظر قصص الأنبياء للثعلبي ص 71 وفي البيت 2551 إشارة إلى الآية الكريمة "فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ، فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ *" ( الأعراف / 78 ) .
( 2561 ) : "فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ : يا قَوْمِ ، لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ، وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ" ( الأعراف 1 / 79 ) .
( 2571 ) "فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ ؟ !" ( الأعراف / 93 ) وقائلها هو شعيب عليه السلام .
( 2576 ) قوم الكلاب قوم أسطوريون ذكرهم هيردوت كما ذكرهم زكريا القزويني وقال أنهم يسكنون في جزيرة في الجنوب ، ويأكلون البشر ، كما ذكرهم أسدي الطوسي في " كرشاسب نامه " ووصفهم وذكر أن كرشاسب حاربهم وانتصر عليهم . ( فروزانفر - شرح صص 1083 - 1084 ) ( 2587 ) إشارة إلى المثل العربي : ذنب الكلب لا يستوي . ( فروزانفر 1048 ) .
( 2581 ) : إن الله بين للناس أهل الجنة على الأرض في صورة الأولياء وذلك ليبين لهم أيضا أهل الجحيم وجعلهم ممتزجين مختلطين أجسادا وصورة مفترقين معنى وحقيقة .
« 519 »
( 2582 - 2589 ) : ما ورد في العنوان الآيتان 19 و 20 من سورة الرحمن ، يفصل مولانا جلال الدين في الفكرة التي أوردها في البيت السابق ( قال نجم الدين : مرج البحرين الروحاني الجسماني يلتقيان بينهما برزخ ، قالب الإنسان حاجز يمنعهما أن يتغيرا ، يعني إن لم يكن حاجز القلب بين القوى العلوية والسفلية لتغير مزاج القوى النورانية العلوية من دخان القوى الظلمانية السفلية ، ويبطل أيضا إحساسات القوى السفلية من غلبات أنوار القوى العلوية ، لأن القوى السفلية ضعيفة عاجزة عن حمل الأنوار العلوية ، إن لم يكن بينهما واسطة اللطف من القوى السفلية . وقال الكاشاني : بحر الهيولي الجسمية هو المالح وبحر الروح المجردة هو العذب يلتقيان في وجود الإنسان بينهما برزخ النفس الحيوانية التي ليست في صفاء الأرواح المجردة ولطافتها ولا في كدورة الأجساد الهيولانية وكثافتها ، لا يتجاوز أحدهما فيغلب على الآخر بخاصيته ( مولوي 1 / 462 ) . ونظرة مولانا هنا نظرة شاملة : أن الدنيا تحتوي على الأضداد ، وهذه الأضداد تتعايش وتتعامل برغم كل هذه التناقض ، فالدر إلى جوار السبه " حجر الجزع اليماني " ، والذهب إلى جوار التراب ، فما العجب أن يكون البحر العذب بجوار البحر المالح ؟ هذا التقارب الظاهري في الحقيقة يخفي البون الشاسع بين كل عنصر وآخر من هذه المتناقضات ، وهذا هو السبب الحقيقي في الاختلافات والحروب والصراعات ، فالأجساد في حرب ، والأرواح في صلح ، وعالم الأرواح في سلام دائم .
( 2590 - 2603 ) وكما يكون الكون قائما على مجموعة من الأضداد ، فإن الشخصية الإنسانية أيضا قائمة على التناقضات ، وباطن الإنسان يحتوي على كل التناقضات بحسب تعاقب صفات الخير والشر " أمواج الحرب وألوان الحب " وكلاهما معتمد على لطف الله وقهره ، فإذا إنجذب إلى أمواج اللطف تحولت المرارة إلى حلاوة ، وهذا التحول يتم بشكل غير محسوس ، لا تدركه إلا العين الفاحصة الناظرة إلى العاقبة ، وثمة فرق بين العين الناظرة إلى العاقبة والعين الناظرة
« 520 »
إلى شهوات الدنيا وملذاتها ، واكتشاف الأمر صعب لأن الأمور المتشابهة ظاهريا المختلفة باطنيا كثيرة ، وكثيرا ما يقع المرء في الخطأ ، فيظن السكر سما والسم سكرا ، وما هذا الأمر إلا لكي يعمل المرء فكره وكل قواه الروحانية . وهناك من نور باطنهم بنور الإيمان يعرفون الأمور بمجرد روائحها ، وطائفة أخرى تذوقها ، وطائفة ثالثة لا تميز بينها إلا إذا وصلت إلى حلوقها ، وأخرى لا تعرف مضارها إلا وهي تغوطها ، وطائفة لا تدركها إلا بعد أيام وشهور ، وطائفة أخرى لا تعرف مغبتها إلا يوم النشور ، وذلك بحسب قابلية كل إمريء للنور .
( 2604 - 2608 ) : وديدن المعاني في هذا الأمر كديدن الأعراض ، فلا بد من فترة من الزمن ، والمعاناة والكبد في الطريق ، والذي يستطيع أن يخلص من معاناة هذا الكبد هو المرشد ، ولكل نبات مهلة ، ولكل مادة زمن تتشكل فيه وتتكون ، وهذا المعنى مأخوذ من سنائي الغزنوي :
تنبغي سنون كي يصبح حجر أصلي بتأثير * ياقوتا في بدخشان أو عقيقا في اليمن
وتنبغي شهور حتى تصير بذرة قطن من الماء والتراب * حلة لحسناء أو كفنا لأحد الشهداء
وتنبغي أيام حتى تصبح قبضة من الصوف من ظهرشاة * خرقة لزاهد أو رسنا الحمار
وتنبغى أعمار حتى يصبح طفل موهوب * عالما فحلا أو شاعرا حلو الكلام
وتنبغي قرون حتى تصبح نطفة من صلب آدم * أبا الوفاء الكردي أو أويس القرني
فلتتشبث بأهداب صاحب دولة ربما * لتنجو من بذل المجهود وإنفاق الوقت
( ديوان سنائى : صص 376 - 377 )
كما ورد مثال النباتات في معارف بهاء ولد ( ص 243 ) .
والمقصود بما ورد في سورة الأنعام الآية الكريمة "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ، ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ" وقرأ المفسرون كلمة
« 521 »
الأجل الأجل ، وقالوا بأجلين أجل في هذه الدنيا وأجل من الموت إلى القيامة ، لكن العارفين قالوا أن الأجل الثاني ، عند اتصال السالك بالله عز وجل ويصبح في عداد الواصلين ، ويمكن أن يتم هذا في الحياة الدنيا وهذا هو الأجل المسمى عنده ، ومرحلة الاتصال بالحق لا موت بعدها ، فكأنها ماء الحياة .
( 2609 - 2614 ) : ليست الأعيان هي المختلفة في العالم فحسب ، بل تتفاوت آثارها أيضا باختلاف المتلقي ومدى إستعداده وقدر نصيبه من النور ، بحيث يكون السم نفسه عذبا عند بعضهم ( عند سنائي : السم لذا هلاك ولذاك مئونة ) ، كل شيء في موضع سم وفي موضع دواء ( تعالج أمراض عديدة في الطب القديم وفي الطب الحديث بأنواع من السموم ) . وعندما يقول الحلاج " أنا الحق " فهو منتهى الإيمان ، وتعبير عن مقام الفناء ، وعندما يقول غيره أنا الحق فهو كافر وزنديق ، والطعام للمتقين نور وزيادة في الحكمة وللغافل زيادة في الغفلة ومجبلة للنوم ، والأعراض تتغير - بقدر النضج - فالماء في الحصر مر ، وفي مرحلة العنبية يتحول إلى عصير حلو ، وفي الدن إلى خمر محرمة ، ثم يتحول إلى خل ، وهو طبقا للحديث النبوي الشريف " نعم الإدام " ( أحاديث مثنوي / 25 ) أو كما قال مولوي ( 1 / 470 ) خير خلكم خير خمركم . أنظر : المادة واحدة ، لكن آثارها تختلف باختلاف البشر بل باختلاف المراحل والأحوال من شخص واحد .
.
التسميات:
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
،
Rumi
مواضيع ذات صله :
Rumi
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2020
(579)
-
▼
أغسطس
(176)
- 19 - الهوامش والشروح 2362 - 2667 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1975 - 2361 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1474 - 1974 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1026 - 1474 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 536 - 1025 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 31 - 535 المثنوي المعنوي جلال...
- 13 - الهوامش والشروح 01 - 30 المثنوي المعنوي جلال ...
- 12 - حكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزو...
- 11 - حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذ...
- 10 - حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقد...
- 09 - حكاية الشيخ محمد سررزى الغزنوي .المثنوي المعن...
- 8 - حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول ...
- 07 - الملك إياز ومعنى أرنا الأشياء كما هي ومعنى ل...
- 60 - قصة أهل ضروان وحسدهم للفقراء .المثنوي المعنوي...
- 05 - مثال لعالم الوجود الذي يبدو عدما وعالم العدم ...
- 04 - حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه ا...
- 03 - الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الخامس .المثنوي المعنوي ...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - الهوامش والشروح 3637 - 3858 المثنوي المعنوي ج...
- 20 - الهوامش والشروح 3085 - 3636 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 2628 - 3084 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 2202 - 2627 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1263 - 1738 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 781 - 1262 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 521 - 780 المثنوي المعنوي جلا...
- 13 - الهوامش والشروح 37 - 520 المثنوي المعنوي جلال...
- 12 - الهوامش والشروح 01 - 36 المثنوي المعنوي جلال ...
- 11 - قصة ذلك الجدول والصيادين والسمكات الثلاثة الع...
- 10 - أطوار خلق الإنسان ومنازلة من البداية .المثنوي...
- 09 - حكاية ذلك الأمير الذي اتجه اليه الملك الحقيقي...
- 08 - مشورة فرعون مع وزيره هامان في الإيمان بموسى ع...
- 07 - حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على...
- 06 - جلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبه...
- 05 - إنذار سليمان عليه السلام لبلقيس طالبا منها أل...
- 04 - الحكماء يقولون أن الإنسان هو العالم الأصغر وإ...
- 03 - حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي ا...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 26 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 25 - الهوامش والشروح 4564 - 4814 المثنوي المعنوي ج...
- 24 - الهوامش والشروح 4039 - 4563 المثنوي المعنوي ج...
- 23 - الهوامش والشروح 3568 - 4037 المثنوي المعنوي ج...
- 22 - الهوامش والشروح 3132 - 3567 المثنوي المعنوي ج...
- 21 - الهوامش والشروح 2740 - 3131 المثنوي المعنوي ...
- 20 - الهوامش والشروح 2308 - 2738 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 1880 - 2307 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1406 - 1879 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 778 - 1405 المثنوي المعنوي جل...
- 16 - الهوامش والشروح 497 - 778 المثنوي المعنوي جلا...
- 15 - الهوامش والشروح 69 - 496 المثنوي المعنوي جلا...
- 14 - الهوامش والشروح 01 - 68 المثنوي المعنوي جلال ...
- 13 - بيان أن الطاغية في عين قهره مقهور وفي عين نصر...
- 12 - قول الشيطان لقريش تعالوا لقتال أحمد فسوف أساع...
- 11 - كل ما هو غفلة وكسل وظلمة كله من الجسد فهو أرض...
- 10 - قصة نجدة الرسول عليه السلام لقافلة من العرب ه...
- 09 - حكاية الأرانب التي أرسلت أحدها برسالة إلى الف...
- 08 - حكاية ذلك الذي كان طالبا للرزق الحلال بلا كسب...
- 07 - صفة بعض الأولياء الراضين بالأحكام فلا يدعون ...
- 06 - قصة انشغال عاشق بقراءة كتب العشق في حضور معشو...
- 05 - تشبيه فرعون وادعائه الألوهية بابن آوى .المثنو...
- 04 - حركة السيد نحو القرية .المثنوي المعنوي جلال ا...
- 03 - قصة آكلي ولد الفيل من الحرص .المثنوي المعنوي ...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الثالث المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 32 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 25 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 30 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - هوامش وشروح 3521 - 3826 المثنوي المعنوي جلال ...
- 20 - هوامش وشروح 3038 - 3530 المثنوي المعنوي جلال ...
- 19 - هوامش وشروح 2614 - 3037 المثنوي المعنوي جلال ...
- 18 - هوامش وشروح 2146 - 2614 المثنوي المعنوي جلال ...
- 17 - هوامش وشروح 1724 - 2145 المثنوي المعنوي جلال ...
- 16 - هوامش وشروح 1231 - 1723 المثنوي المعنوي جلال...
- 15 - هوامش وشروح 846 - 1230 المثنوي المعنوي جلال ا...
- 14 - هوامش وشروح 506 - 845 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 13 - هوامش وشروح 113 - 505 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 12 - هوامش وشروح 01 - 110 المثنوي المعنوي جلال الد...
- 11 - تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي المثنوي المعنوي ...
- 10 - حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي...
- 09 - إيقاظ إبليس لمعاوية قائلا استيقظ فهذا وقت الص...
- 08 - ذهاب المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لعيادة أحد ا...
- 07 - إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي...
- 06 - مجيء الرفاق إلى البيمارستان لعيادة ذي النون ا...
- 05 - اختبار الملك لذلكما الغلامين اللذين اشتراهما ...
- 04 - بيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع ...
- 03 - ظن ذلك الشخص الخيال هلالا في عهد عمر المثنوي...
- 02 - مقدمة مولانا وحكمة التأخير المثنوي المعنوي جل...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 31 - الهوامش والشروح الأبيات من 3735 - 4018 المثنو...
- 30 - الهوامش والشروح الأبيات من 3410 - 3734 المثنو...
- 29 - الهوامش والشروح الأبيات من 3026 - 3409 المثنو...
- 28 - الهوامش والشروح الأبيات من 2615 - 3025 المثنو...
- 27 - الهوامش والشروح الأبيات من 2255 - 2614 المثنو...
- 26 - الهوامش والشروح الأبيات من 2115 - 2254 المثنو...
- 25 - الهوامش والشروح الأبيات من 1923 - 2114 المثنو...
- 24 - الهوامش والشروح الأبيات من 1557 - 1922 المثنو...
-
▼
أغسطس
(176)
تابعونا علي فيس بوك
https://www.facebook.com/groups/146820946026951/?ref=bookmarks
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abdelkader-Jilani
al-Junayd-al-Baghdadi
al-Kahf-Wa-al-Raqim
AlFateh-AlRabbani
AlMasnavi-Vol1
AlNafri
alnnadirat-aleiniat-eabd-alkarim-aljili
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
alshajara-alnumaniyya
altanazulat-almawsilia
Divan-Shams-Tabrizi
divine-manifestations
divine-providence
eabd-alkarim-aljili
farid-aldiyn-aleitar
Fusus-AlHikam
Hallaj
hikam
Ibn-AlFarid
Ibn-Ata-Allah
IbnArabi
mantiq-altayr
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part1-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part2-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part3-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part4-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part5-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part6-iibrahim-aldasuqi
Mongah_IbnAtaAllah
Rumi
sharah-alkahf-walraqim-fie-sharah-bismi-allah-aljili
sharah-mushkilat-alftwhat-almakia
taj-altarajum
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق