الأربعاء، 12 أغسطس 2020

20 - هوامش وشروح 3038 - 3530 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

20 - هوامش وشروح 3038 - 3530 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

20 - هوامش وشروح 3038 - 3530 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)

هوامش وشروح 3038 - 3530 فى المثنوي المعنوي الجزء الثاني د. أبراهيم الدسوقي شتا


شرح حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه على أمر ما
دون أن يحس أنه مبتلى بنفس الأمر
( 3022 - 3026 ) : يخاطب مولانا المريدين : إن كنت فاترا في الطريق غثا مقلدا ، ومتكلفا ، فلا أقل من أن تكون متحمسا ، وبذلك تصل ، تنزل عليك جذبات الحق ، وجذبة من جذبات الحق تعادل الثقلين ، ففاقد الناقة على الحقيقة ، وفاقد الناقة تكلفاً ، كلاهما يصل إلى ناقته ، وكلاهما حقيقة واحدة . ويتوقف مولانا أمام إحدى مشكلاته المتكررة : التعبير الذي لا يساوى المعنى : ( من كثرة القول صمت ، الكتاب الأول : بيت 1770 )

ومن ثم فأنا أقول لك : من عرف الله كل لسانه ( ذكره استعلامى 2 / 310 على أنه حديث نبوي بناء على نص مولانا وعند صاحب كشف المحجوب ، قول مسند إلى الصوفي الجنيد البغدادي ، ترجمة كاتب هذه السطور ص 429 ، وللواسطي : من عرف الله انقطع بل خرس وانقمع ، كشف ص 329 ، ولمحمد بن واسع : من عرف الله قل كلامه ودام تحيره ، كشف ص 328 )

واللسان ما هو إلى اصطرلاب يرصد حركة الأنجم ، لكنه لا يدرى شيئا عما يجرى في أقطار سماوات الروح ، وفلك الأرواح ، وشمس الحقيقة العليا التي تعتبر الشمس بمثابة الذرة منها .


( 3027 - 3037 ) : عودة إلى قصة مسجد الضرار ( أنظر شرح البيت 3826 )

لقد جرى على مسجد الضرار كل ما ينبغي أن يجرى على أي مكان ظاهر الزينة لكنه فاسدٌ من أساسه ، والمقصود بصاحب المسجد " أبو عامر الراهب ورفاقه من المنافقين " ، ووعظه فخ ، واللحم الذي يقدمه إنما يكون مثل اللحم الذي يوضع في الشص يأخذ بحلوق الأسماك ، لقد كان المسجد المقصود بالمنافسة هو مسجد قباء ( مسجد أسس على التقوى ) ، ولم يجز أمير العدل محمد

« 460 »

صلى الله عليه وسلم أن يجرى هذا الحيف والظلم على جماد ، فأضرم النار في مسجد الضرار ، وانظر إلى المعنى هنا : المسجد حقيقة إسلامية ، هو بيت المؤمنين ، ودار العبادة والفتوى والحكم ، ومع ذلك فقد أضرم الرسول صلى الله عليه وسلم النار في مسجد ، لأنه كان مجرد بناء قصد به الفرقة والتآمر والدس ، ومن ذلك فاعلم أن الحقائق متفاوتة ، وعالم المعنى يختلف عن عالم المجاز ، فالحياة فيه غير الحياة ، والقبر فيه غير القبور ، والموت فيه غير الموت ، والتفرقة صعبة إلا بهمة المرشد ، فخذ مرشداً ، فهو المحك ، واعرض عليه فعلك ، وإلا بنيت مسجداً يكون مسجد ضرار وكفر وتفريق وصد عن سبيل الله ، وتكون ساخراً من المنافقين لكنك في الحقيقة منهم .


( 3038 ) : الحكاية إلى تبدأ بهذا البيت فيما يقول فروزانفر ( مآخذ / 76 - 77 ) وردت في مقالات شمس ، كما وردت نظائر لها في عيون الأخبار وفي أخبار الزمان للمسعودي ومجمع الأمثال للميدانى وفي عجايب نامه من مؤلفات القرن السادس الهجري ، ولها نظائر في كل الآداب الشعبية الإسلامية .


( 3044 - 3056 ) : المستفاد من الحكاية أن العائب على غيره غالبا ما يقع في العيب الذي وقع فيه ، ومن عاب على أخيه عيبا لم يمت حتى يبتلى به ، [ من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ] حديث مثنوى ( أنقروى 2 / 464 ) ،

وقد يغفر الله له بعيبك عليه ، بينما تقع أنت في الذنب ، فيثاب وتعاقب ، وما أكثر العيوب التي فيك لكنها خافية عليك ولا بد لها أن تكشف في يوم من الأيام ، وقال حاتم الأصم " لا تغتر بموضع صالح ، فلا موضع أصلح من الجنة وقد لقى فيها آدم ما لقى ، ولا تغتر بكثرة العبادة ، فإن إبليس بعد كثرة عبادته لقى ما لقى ، ولا تغتر بكثرة العلم فإن بلعام كان يعرف اسم الله الأعظم ولقى ما لقى ، ولا تغتر

« 461 »

بمخالطة الصالحين فلا رجل أعظم قدرا من النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتفع أقاربه بمخالطته " ( مولوى 3 / 583 ) فأي أمن تقول أنك في مقامه ، وأنت لم تسمع من الله تعالى « لا تخافوا » فما أمنك هذا ؟ ! ألم تتعظ بما حدث لإبليس ؟

وأية شهرة تبحث عنها ؟ ! ألم تسمع قوله صلى الله عليه وسلم

[ بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمة الله ] ،

ولهذا قيل " اذهب واغسل وجهك من الخوف ، ثم ادع واشتهر أي أغسل وجه باطنك بماء الخوف الإلهى ، لتكون من أولياء الله ، ثم أظهر وجهك في الشريعة والطريقة لا تضرك بعد الشهرة ، واحمد الله أن غيرك قد صار عبرة لك ، وأنك لم تصر عبرة لأحد ، وإن رأيت مبتلى فقل :

( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه ) ( مولوى 2 / 584 ) .


( 3057 - 3069 ) : القصة هنا قد تكون مما يروى عن فظائع المغول وقد عاصر مولانا غزوتهم ( في الكتاب الثالث قصة الذي أوقفه المغولي لقتله وادعى أنه لا يجد من يطلبه ، حتى جمع المصريين جمعا فقتلهم - أنظر الكتاب الثالث ، الأبيات 857 - 861 ) ،

وللإيهام استخدم مولانا هنا خلفية تاريخية ترجع إلى غزوة الغز لخراسان سنة 548 وأسرههم للسلطان سنجر السلجوقى ، وارتكابهم للكثير من المذابح والتخريب المذكور في كتب التاريخ ( استعلامى 2 / 312 )

والمقصود بآخر الزمان العصر المحمدي وعهد الإسلام ، والقرون أي الأمم ، ونحن الآخرون السابقون إشارة إلى الحديث النبوي الشريف

[ نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناه من بعدهم ، وهذا يومهم الذي فرض عليهم ، فاختلفوا فيه فهدانا الله له ، فهم لنا فيه تبع ، واليهود غدا ، والنصارى بعد غد ]


( أحاديث مثنوى 1 / 67 - 68 - ولتفسير الحديث تفسيرا آخر ، انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1117 - 1120 وشروحها ) .

« 462 »

( 3070 - 3074 ) : الضمير عائد على المذكورين في العنوان ، والفراغ من الاهتمام بالغد عدم التفكير في اليوم الموعود ، ووصفهم بالنساء ليس دلالة جنسية ، لكنهم مفتقدون لرجولة الطريق وتحمل مشاقه ، ولاتباعهم هوى أنفسهم ، والنفس والنساء سيان ، والملوك هم ملوك الطريق .
 

( 3078 - 3087 ) :سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا ، يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْقال نجم الدين كبرى " الآية تشير أن القلوب الغافلة عن الله يقول أهلها بألسنتهم ما ليس حقيقة شعورهم ولا شعور قلوبهم "


( مولوى 2 / 587 ) ، كل ما يقوله هؤلاء إذا رأوا وليا : اذكرنا بهمتك في الدعاء ، وهو قول من طرف اللسان ، ويقول : شغلنا بالكسب الحلال ، وهو أمر مردود عليه ، فالكسب الذي يبعد عن الله وعن طلب الحقيقة ليس كسبا حلالا ، إنه يتوسل في البعد عن الله ، فيقيم على طاغوته ، وإذا كان لم يصبر عن الدنيا على فنائها فكيف صبره عن دار البقاء والخلود والنعم ؟ ومن لا صبر له عن البشر ، كيف صبره عن خالق البشر ؟ ! (

 نعم الماهد ) والآية في سورة الذاريات / 48 
 

( 3088 - 3098 ) : يشير إلى جهد إبراهيم عليه السلام في البحث عن الحقيقة وعدم الوقوف على الظواهر المتغيرة والآفلة مهما بدت عظيمة ، ويتحدث مولانا عن نفسه : إنني لا أنظر إلى العالمين نظرة حقيقية ما لم أعلم خالق هذين العالمين ؟ ! والذي يتمتع بنعم هذه الدنيا لا على رجاء الله ، يكون كالأنعام بل أضل ( إشارة إلى الآية 179 من سورة الأنعام ) ، وأن المنغمس في الإثم وعدم الذكر اعتمادا على غفرانه ورحمته يكون متجرئاً ، قد خدعته حيلة النفس اللئيمة ، فإنك إن قل رزقك ، لا تكون هذه ثقتك بالله .

« 463 »
 
( 3099 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت يبدو أنها من المأثور الشعبي الذي كان متداولا أيام مولانا ، ولا يزال متداولا إلى يومنا هذا ( استعلامى 2 / 314 ) ولم يذكر زرين كوب ( بحر در كوزه / 329 ) لها مصدرا ، وإن كان قد التفت إلى المفارقة في حالة الشيخ الذي يتبع أمراضه الجسدية مرضا مرضا دون انتباه إلى حالته العصبية والأخلاقية الظاهرة ( ضيق العطن وسرعة الغضب وحدة اللسان ) .
 

( 3111 - 3117 ) : يتوارد دائما إلى ذهن مولانا عند ذكر الشيخ جسدا ذكر مشايخ وشيوخ الروح ، المرشدون الأولياء ، أولئك الذين قال الله في شأنهم فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ( النحل / 97 )


وهذه الحياة الطيبة تنجيهم وتخلصهم من مظاهر الشيخوخة ( إذا كان جسمك قد شاخ ، فلم الحزن ، ما دامت روحك شابة - ديوان شمس تبريزى ) وعباد الدنيا يعرفونهم ، وإلا فلماذا الحسد الذي يصبونه عليهم ؟ !

( يعرفون الأبناء أضدادهم ، مثلما لا يشتبه أولادهم - البيت 3665 من الكتاب الثالث - وانظر أيضا 3075 من الكتاب الذي بين أيدينا ) ،


هم سيوف الله البتارة ، ولو كان هؤلاء المنكرون يعرفون الجزاء الذي يحيق بهم من أساء منهم إليهم ، ولو كانوا يعرفون أنهم في حمى الحق

( تحت قباء الحق أو تحت قبابه ) ، لما صبوا عليهم الإساءات ووجهوا إليهم الإهانات ، في حين أن غضب رجل الحق يستطيع أن يجعلهم يعانون ( مائة قيامة ) ( انظر الكتاب الأول ، الأبيات 1940 - 1946 وشروحها ) .


( 3118 - 3126 ) : إن الولي يحتوى في داخله على ذات الحق ، ومن ثم لا يقيم بموازين الدنيا ، فما وقوفك على باب هذه الدار دون أن تدرى ما بداخلها ؟ ! ! وما وقوفك بالمسجد غافلا عن رب المسجد ؟ ! والله سبحانه وتعالى فضح القرون الأولى والأمم السابقة بسوء معاملتها لأوليائها وأنبيائها ، فهم في غيرة

« 464 »

الله ، وفي حفظه ( انظر قصة صالح وثمود في الكتاب الأول ) ، إذن فاعلم أنك بموقفك المنكر للمشايخ والأولياء تشبه تماما أولئك الذين عذبهم الله لمواقفهم من الأنبياء ، ( ما للأنبياء للأولياء ) فأي طمع لك في النجاة . وفي مناقب العارفين للأفلاكى ذكر البيتين مستشهداً برواية لجلال الدين إن ما حاق بخوارزمشاه على أيدي المغول كان جزاءا على سوء معاملته لوالده 1 / 16 .


( 3127 ) : " جوحى " هو جحا في الأدب العربي ( انظر حديقة الحقيقة ، الأبيات 5698 - 5700 وشروحها ) والحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في الأغانى لأبى الفرج الأصفهاني ومحاضرات الراغب الأصفهاني والمحاسن والمساوىء لإبراهيم بن محمد البيهقي ، ولم يكن جحا بطلها بل ابن أبي رواح ، الذي قال لأبيه : أتراهم يحملون الميت إلى دارنا ؟ ! ( مآخذ / 77 - 78 ) .


( 3139 - 3149 ) : هكذا يعرف ابن جحا أمارات منزله الذي يشبه القبر ، لكن الطغاة لا يعرفون ولا يحسون أن قلوبهم تشبه القبور ، وذلك القلب الذي لا يشع عليه النور الإلهى هو في الحقيقة أشبه بالقبر ، بل أشبه بروح اليهودي ، بينما تستضاء قلوب العارفين بالنور الإلهى ، فلا فتوح فيها ، ولا روح ، ولا زاد من الوهاب الودود ، ولا نور شمس الحقيقة يسطع عليها ، وهذا القلب الذي يشبه القبر ، يكون القبر أفضل لك منه ، فأنت الحي ابن الحي فكيف تليق بك سكنى القبور ، وأنت يوسف الحسن فما مقامك في البئر ، والروح فيك بمثابة يونس عليه السلام ، فكيف تكون في بطن الحوت ولا تنجو من بطن هذا الحوت بالتسبيح : فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( الصافات / 145 ) ،


وما هذا التسبيح الذي ينجيك ؟ ! إنه ذكر يوم العهد ويوم الميثاق ، يوم « ألست » ويوم الإقرار بالعبودية ( انظر 1672 من الكتاب الذي

« 465 »

بين أيدينا ) وتسبيح الروح هو ترديدك ل « بلى » على « ألست بربكم » ، ونحن الأسماك سجناء حوت بحر الحياة .

 

( 3150 - 3155 ) : إن سمكة هذا البحر هي من رأت الله بعينها ، وسبحت في بحر الحقيقة ، والدنيا بحر ، والجسد هو الحوت ، والروح هي يونس ، والروح عليها أن تتجه إلى الحق بالتسبيح وإلا ماتت ، وهذه الأسماك كثيرة في هذا البحر ، رجال الحق كثيرون ، لكنك لا تراهم لأنك تنظر إليهم بعين الجسد .


( 3156 - 3165 ) : الصبر هو تحمل المشاق في طريق الحق ، وهو أيضا نسيان كل شئ ما عدا الحق ، ( انظر 3085 - 3087 من الكتاب الذي بين أيدينا )

وهو روح التسبيح ، أي نسيان كل شئ عند ذكر الحق ، وكما يكون عبور جسر الصراط صعباً لكنه يفضى إلى الجنة ، فإن الصبر مر ، لكن عاقبته حلوة ، مرارته مع حلاوته ، مثلما يحرس الحسناء مارد أسود قبيح ، فإذا كنت تريد الجمال الإلهى ، ينبغي أن تتحمل الصبر ، ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر ، وإذا كنت تريد حسناء من " شكل " ( مدينة في ما وراء النهر مشهورة بجمال نسائها ) فعليك بالصبر والتحمل . [ فالصبر ضياء والصلاة نور ] " ( حديث نبوي رواه الأنقروى 2 / 480 ) ،


ولذة الرجل في الكر والفر ، ولذة المخنث في شئ آخر ، فإن لذته تجعله دائما في الحضيض ، وهو في الحضيض حتى وإن كان مظهره يدل على غير ذلك ، والشحاذ وإن حمل علما فهو شحاذ ، ليس غازيا حتى تخاف منه ، فهو يحمل علما من أجل التسول ومن أجل الكدية .


( 3166 ) : المفارقة هنا لإلباس المعاني سالفة الذكر شخوصاً ، ليس المهمة الهيئة ولا المنظر المهيب المرعب ، فالرجولة معنى ، والبطولة معنى ( بحر در كوزه / 402 ) . 

« 466 »

( 3170 - 3174 ) : إشارة إلى قصة الثعلب والطبلة المعلقة الواردة في كليلة ودمنة ( مآخذ / 78 ) .

( 3175 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت ، وتدور حول نفس معنى التناقض بين المظهر والمخبر وردت قبل مولانا في مقالات شمس الدين التبريزي ( مآخذ / 78 - 79 ) .


( 3179 - 3186 ) : في طريق الحق لا يؤدى التظاهر وادعاء الكمال إلى الوصول إلى نتيجة ، وهذا التظاهر يزيد العبد بعداً عن الحق ، تماما كمن يدخل الحرب بسلاح وعدة كاملة ، لكنه يفتقد شجاعة القلب وإقدام الباطن ، وأفضل عدة للمرء في الحرب روح مقدامة وشجاعة . . . شجاعة حقيقية ، فسلاح المكر والحيلة إنما يؤدى إلى الوبال ، وما دمت لم تستفد منه ، فأولى بك أن تتركه ، وأن تقول مثلما قالت الملائكة :لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا( البقرة / 32 ) .

وفي رواية عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه « إن كان العرض على حقا فالمكر لما ذا ؟ ! » وللإمام علي رضي الله عنه « إياك والخديعة ، فإن الخديعة من خلق اللئيم » ،

وله أيضا « من مكر بالناس رد الله سبحانه وتعالى مكره في عنقه » وقال رضي الله عنه : ليس منا من ماكر مسلماً .

( عن جعفري 5 / 443 - 444 ) .

 وأن تدعو بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم [ اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ] ،

والكامل هو كلما ازداد علما عرف ما هو مجهول فيه ، لأن ما يجهله الإنسان دائما فوق ما يعلمه ، والعلم الحقيقي - كما يقول يونس امره - هو عمل معرفة النفس ، فما لم يعرف المرء نفسه بم يفيده قراءة العلوم ؟ ! ! ) ( جلبنارلى 2 / 386 - 387 ) .

« 467 »

( 3187 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في عيون الأخبار للدينوري وفي ذيل زهر الآداب ( مآخذ / 79 ) والذي ورد هو الجزء الأول منها الخاص بصب التراب ( أو الرمل ) وقسمة القمح بين عدلين وبقيتها من إضافات مولانا جلال الدين ، ومضمونها في رأى زرين كوب ( بحر در كوزه / 495 ) ناظر إلى بيت ابن الراوندي :كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه * وجاهل جاهل تلقاه مرزوقاكما ذكر أن الإضافات ورد نظيرها في كلستان سعدى ( الباب الأول حكاية 39 ) كما تذكر بشعر مشهور لشهيدى البلخي .


( 3208 - 3212 ) : الحكمة هنا بمعنى المعرفة عموماً ، وليس الفلسفة والحكمة الإلهية .

قال نجم الدين كبرى : فظن قوم أن الحكمة مما يحصل بمجرد التكرار أو هي من نتائج الأفكار ، وما فرقوا بين المعقولات والحكميات والإلهيات ، فالمعقولات مشتركة بين أهل الدين وأهل الكفر وبين المقبول والمردود ،

فالمعقول ما يحكم العقل عليه ببرهان عقلي ، وهذا متيسر لكل عاقل بالدراية وبالقوة ، فحين صفى عقله عن شوب الوهم والخيال فيدرك عقله المعقول بالبرهان دراية عقلية ، والذي لم يصف العقل من هذه الآفات فهو يدرك المعقول قراءة بتفهيم أستاذ مرشد ، أما الحكمة فليست من هذا القبيل ،

فإن العقول عن دركها بذواتها محتبسة والبراهين العقلية والنقلية عنها مختبئة فإنها مواهب ترد على قلوب الأنبياء والأولياء عند تجلي صفات الجمال والجلال وفناء أوصاف الخليقة لشواهد الخالقية ( مولوى 2 / 605 ) .


والمقصود بالحيل البالية العلوم المتوارثة التي ليست إلا مكرا أو حيلة ، ويضيف الأعرابي : إنني لأفضل أن أكون جاهلا أحمق لكني قلبي حافظ لمئونة إيمانه وروحي حافظة لإيمانها ، والشقاء المقصود هنا الشك في الرزق والرازق والتي تؤدى إلى الكفر والضلال .

« 468 »

( 3213 - 3220 ) : هناك في رأى العارفين نوعان من المعرفة : نوع يحصله المرء عن الطريق الدنيوي المدرسة والبحث والاستدلال والاستناد على موازين العقل ، ويسمى مولانا هذه العلوم بعلوم أهل الحس ( انظر البيت 1020 من الكتاب الأول ) وفي المقابل هناك العلم اللدني وهو نور يقذفه الله في القلب ، ومثاله علم الخضر عليه السلاموَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً( الكهف / 65 )

يقول مولانا :

هناك حكمة من الطبع والخيال ومن الوجود المادي ونتيجتها الظن والشك ، وفي مقابلها الحكمة الإلهية وهي الفيض المباشر لنور الحق وتحمل الإنسان إلى مقام أعلى من هذه الدنيا المادية ( أنظر البيت 1676 ) ،

ويقول مولانا : أن علماء هذا الزمان - حتى في العلوم الظاهرية - أكثر حيلة ومكرا من علماء العصور السابقة ، ويضيف : وأسوأ أخلاقا ، ثم يحدد وظيفة الفكر : الفكر هو الذي يفتح طريقا ، ويقول المفسرون أنه الطريق إلى عالم الغيب والحقيقة ( استعلامى 2 / 318 ) .

والواضح أنه الطريق الذي يخلص البشرية من العبودية للثالوث المسيطر : الدين المزور ، والمال والقوة ، والذي يعلى من شأنه القيم الإنسانية ، وقيمة الإنسان ، وإذا نظرنا إلى علماء الظاهر في زماننا ، لهالنا التردى الذي وصل إليه هدف العلم ، العلم من أجل العلم ، وتقديس العلموية هذا بالنسبة للعلماء ، أما بالنسبة للمتأجرين بالعلم وخدام السادة الجدد وسدنة المال ، وأنصار التبعية والانسلاخ فحدث ولا تسل

( انظر المفكر ومسئوليته في المجتمع ، لعلى شريعتي - ضمن كتاب الثورة الإيرانية الجذور والأيدلوجية - ط 2 )

الطريق الذي يفتحه العلم الحقيقي طريق صالح لأن يسير فيه ملك ، بل قد يضحى الملك بملكه لكي يصل في طريق هذا العلم ، لأنه به يصل إلى الملك السرمدي والعز الحقيقي .

( 3221 ) : الكرامة المذكورة هنا منسوبة إلى إبراهيم بن أدهم ، وتتكرر أخباره

« 469 »

وكراماته في المثنوى ، تروى كتب الصوفية ، أنه كان أميرا على بلخ ، وترك الإمارة وأنخرط في سلك الصوفية وصار عارفاً عظيماً ، استشهد في غزوة على آسيا الصغرى سنة 160 أو 161 هـ ( استعلامى 2 / 318 )

والكرامة المذكورة هنا وردت في تذكرة الأولياء للعطار وإن كان مولانا جلال الدين قد أضاف إليها الكثير .

( مآخذ / 80 ) وردها صاحب نفحات الأنس كرامة شبيهة بها عن أبي الحارث الأولاسى ( جلبنارلى 2 / 387 ) .


( 3227 - 3235 ) : يعود مولانا في هذه الأبيات إلى الحديث في أن الأولياء مشرفون على القلوب ( أحذروهم هم جواسيس القلوب ) لأحمد بن عاصم الأنطاكي ( انظر البيت 1482 وما بعده من الكتاب الذي بين أيدينا )

وهو يشبههم في هذا بالخوف والرجاء ، فلا يوجد قلب لا يتواتر عليه هذان للحالان ومع ذلك فلان المرء العادي لا يضرهم ولا يعرفهم على حقيقتهم يسئ الأدب في حضورهم ، وتتزين في مواجهة العميان الذين لا يملكون بصيرة عن سادة الدنيا ، ومن ثم فأنت أسير للشهوات ، لأنهم لا يبصرون إلا ظاهرك ، ولا يعلمون شيئاً عن باطنك ، مع أن زينتك هذه أمام أهل الباطن تبدو وكأنك وضعت غائطا على وجهك ، ومع ذلك فأنت تفخر .


( 3240 - 3250 ) : يترك مولانا الحكاية معلقاً : إنك إذا نظرت إلى ما قام به إبراهيم بن أدهم على أنه أمر خارق للعادة ، فذلك لأنك لا تعرف أن قدراتهم الروحية تفوق هذا الأمر بكثير ، وما أمورهم هذه إلا رائحة من البستان الذي في بواطنهم ، فإن تتبعت هذه الرائحة فقد وصلت إلى هذا البستان ، وألم تكن رائحة قميص يوسف سبباً في رد البصر إلى يعقوب ، وبشرى اللقاء بيوسف نفسه ؟ ! !

وألم يكن أحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم يجدها في الصلاة . ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ جعلت قرة

« 470 »

عيني في الصلاة ] ، وأنت تقول لماذا حاسة الشم ؟ ! أقول لك لست أقصد حاسة الشم بعينها ، فالحواس متصلة ببعضها ، وأنت إن طهرت إحداها طهرت بقيتها ، فهي كلها من نبع واحد ، ومن هنا يحدث العشق ، فالعشق أصله الرؤية ، وبالعشق يكون البصر صادقا ، فستستيقظ كل حاسة ، ويكون ثم ذوق لها ، ومن ذاق عرف .

( 3251 - 3260 ) : يعود مولانا جلال الدين إلى الحديث عن " حواس السلوك " أو " حواس الباطن " التي يكون العارف مجهزا بها للوصول إلى عالم الغيب ، عالم غير المحسوسات أي ما لا تدركه الحواس غير العادية ، وهذه الحواس الباطنة معطلة لا تعمل طالما نحن أسارى للحياة المادية منغمسين في شهواتها ، وهي " تفك " ويفك أسارها أثناء السلوك ، ويشبه مولانا هذه الحواس بأنها قطيع من الخراف تسير متحدة ، وإن عبر أحدها الجدول عبر بقية القطيع خلفه منطلقين إلى المرعى الإلهى الوارد في الآية الكريمة وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى( الأعلى / 4 )


حواسك كالخراف ينبغي أن ترعى في مرعى الله ، حتى تصل إلى النور الناظر إلى الغيب ، فكل حتى يرسل النور إلى بقية الحواس في رياض الحقائق ، هذه الحواس تتحدث فيما بينها بلا لغة أو لسان ، وذلك لأن هذه الحقائق لا يستوعبها لسان ، وبأي شكل تقولها ، تحتمل التأويل ( انظر البيت 1088 من الكتاب الأول ) ،


وتؤدى إلى إعمال الخيال ، فيتخيلها كل إنسان بشكل ما ، هذه الحقيقة التي هي كالعيان ترى عن طريق عين الباطن ، بلا كتاب أو مدرسة ، وهذا الاتحاد للحواس الباطنة هو الذي يجعل حواس بواطن رجال الطريق متحدة تتعاون فيما بينها ، وتجعلهم يسيطرون على العوالم والأفلاك ، لأن قدراتهم تتحد مع قدرة الحق ، ( استعلامى 320 - 321 ) .

« 471 »

( 3261 - 3268 ) : يريد مولانا أن يعبر عن حواس الباطن وقدرة " نور الروح " بتعبير آخر ، يقول أن الوجود الحقيقي يختفى داخل الوجود الظاهري والمادي وإنما يحس به من يملكون حسا باطناً ، ويضرب مثالا : إن كانت ثمة دعوى حول ملكية قشر ، فإن اللب الذي يحتوى على هذا القشر يكون من نصيب من تثبت له ملكية القشر ، وكذلك إن قام نزاع حول ملكية عدل من القش ، تثبت ملكية الحب لمن تثبت له ملكية القش ، والعالم تماما على هذا النسق ، الفلك الذي تراه بهذه العظمة هو مجرد قش لنور الروح ، ولا يغرنك أن الفلك واضح والروح خفية ، فالجسد واضح والروح خفية ، ومع ذلك فإن هذه الروح الخفية هي التي تحرك كل قوى الجسد ، والعقل ، العقل الباحث عن الحق أكثر خفاءً من الروح ، فالحس ( الباطني ) من الممكن أن ينعكس في الأحاسيس الظاهرة ، دليلها الحركة ، لكن الحركات لا تدل على العقل بل لا بد من حركات متزنة ولكي تتناسب والشاق في الحركة حتى تدرك أن هناك عقلًا 


( 3269 - 3275 ) : وهناك ما هو أكثر خفاء من الروح ومن العقل : روح الوحي ، أي الروح المتصلة اتصالا مباشرا بالحق بحيث يصل إليها الوحي ، وهي من عالم الغيب ( انظر البيت 111 من الكتاب الأول )

لقد رأى كل مشاهد الرسل آثار عقله ، لكن كل روح لا تستطيع أن تدرك آثار الوحي ، فلا بد من أن تكون ثم مناسبة وتجانس من الناظر حتى يستطيع أن يدرك آثار الوحي ، آثار الوحي هذه رآها بعضهم جنونا وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ( القلم / 51 )

وبعضهم لا يجد من رد فعل إلا الحيرة ، وروح الوحي ذات درجات ، لقد كان للخضر عليه السلام ما لم يكن لموسى عليه السلام ، ومن ثم اعترض على أفعال الخضر ، فإذا كان عقل موسى قد يعجز عن ادراكه ، فما بالك بعقولنا .

 
( 3276 - 3280 ) : العلوم التقليدية أي علوم هذه الدنيا أو علوم أهل الحس هي

« 472 »

علوم للتجارة ، تجد المشترى فتتألق وتزدهر وتنتشر ، هي علوم أصلا من أجل البيع ولذلك فهي تنتشر ، لكن العلم التحقيقى غالباً ما يكون مكتوما خفيا غير منتشر ،  لأن مشتريه الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى ، ذلك إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ( التوبة 111 ، وأنظر البيت 2721 من الكتاب الأول والبيتين : 2437 و 2448 من الكتاب الذي بين أيدينا ، وأنظر لتعبيرات أخرى عن الفكرة : الكتاب الخامس ، الأبيات 1463 - 1465 ، 1472 - 1474 وشروحها ) .


ولكل بضاعة مشتريها بحسب قيمتها ، فالدرس الذي علمه الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام ، اشترته الملائكة ولم يقدره الشيطان حق قدره ، ولقد تلقى آدم الأمر بأن ينقل الدرس وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ( البقرة / 31 )

وآدم هو كل إنسان وصل إلى الحق ، وبلغ مقام « علم الأسماء » يطلب منه مولانا أن ينقل ما تعلمه .

( 3281 - 3290 ) : وقصير النظر كالشيطان ، لا اهتمام له بالعالم الأسمى ، متغير ، يغير لونه ، ليس ثابتاً في طريق الحق ، كل ما يعرفه محدود بعالم الأرض والمادة ، ( أنظر البيتين 2440 - 2441 من الكتاب الذي بين أيدينا ) هذا القصير النظر أشبه بالفأر ، عالمه ضيق ، وأفقه محدود ، وأهتماماته محدودة ، وعقله بقدر حاجته ، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يهب كل إنسان عقلا بقدر حاجته ، وهذه سنته في خلقه ، فالسماء في حاجة إلى الأرض ، والأرض في حاجة إلى الجبال ، والكون في حاجة إلى الأفلاك ، فالحاجة هي الجاذبة وهي الوهق الذي يجذب كل الكائنات من العدم إلى الوجود .
 

( 3291 - 3298 ) : إذا كانت الحاجة إذن هي الوهق الجاذب ، فلما ذا تخفى حاجتك ؟ ! لماذا تكتم احتياجك وهو سبحانه وتعالى يحب أن يسمعه منك ، وذلك

« 473 »

حتى يجيش بحر الكرم ، فهو الذي يضع الدعاء على لسانك لكي يستجيب لك ، والمتسولون المعوقون يعرضون عاهاتهم ليحركوا شفقة البشر ؟ ! وهل سمعت عن متسول يقول أعطونى لأن عندي كذا وكذا ؟ ! ومن هنا لم يخلق الله تعالى للخلد عينين ، فما حاجته إليهما ، لكنه إن خرج من حجره لا يخرج إلا للسرقة وإن خرج ربما طهره الله من هذه السرقة ، وربما خلق جناحا ( كان من المعتقد أن الخفاش في الأصل فأر وخلق له جناحان) ،فيحلق ذلك الفأر المسكين حبيس التراب إلى الأعالي.

( 3299 - 3313 ) : الشكر كالروضة ، تجعل المغفور له سعيداً متهللا كأنه الروضة فتبدو سيماء الشكر على سيمائه ، ( أنظر الكتاب الرابع ، الأبيات 1742 - 1747 وشروحها )

والبيت 3301 ناظر إلى قول الإمام علي رضي الله عنه " عجبت لابن آدم ينظر بشحمة ويسمع بعظمة " ، وهذه المعاني لا علاقة لها بالجسم ، فهل تبصر كل شحمة ؟ ! وهل تسمع كل عظمة ؟ !

ومن ثم أيضا متى تدل الأسماء على المعاني ؟ ! وهل هناك علاقة بين الطائر ( الروح ) وبين الوكر ( الجسد ) وهل هناك علاقة بين الجدول ( الجسد ) والماء الجاري ( الروح ) ؟ !

إن ماء الجدول سيار متدفق لكنه تراه متوقفا ، وإذا لم يكن سيارا ، فمن أين له هذا القذى فوقه ؟

أتعرف ما هو هذا القذى ؟ إنه صور الفكر ، هذه القشور الموجودة هي جيشان ماء الروح المتدفق من حديقة الغيب التي تتوالى عليه ، فابحث عن فكرك من منبعه ، أي من حديقة الغيب ، فالماء يتدفق منها ، وإن كنت لا تملك إدراكا للغيب ، فانظر على الأقل إلى آثاره ، وإذا كان الماء يتدفق سرعة فإن القشور سرعان ما تختفي . . . على هذا النسق تماما يكون التكامل الروحي للإنسان، من شدة تيار الحياة الباطنية تختفي إهتمامات الحياة المادية سريعا .

« 474 »

وهناك مراتب لا يتجلى فيها سير الحياة المادية لكنها ملحوظة : تسامق النبات ونموه ، سرعة قشور الصور بنمو تيار الروح وتناميه ، ازدياد الرضا الروحي والقناعة الروحية يجعل الحزن لا يستقر في قلب العارف ، بل يمر سريعا ( انظر الكتاب الثالث الأبيات : 1820 - 1835 وشروحها ) وعندما يبلغ الماء مداه في السرعة ، لا تظل في الوجود الإنساني إلا الروح المتحركة .

( 3314 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت ، لم ترد بنصها في مصدر سابق على مولانا ، وإن وجدت حكايات مشابهة لها في سيرة الصوفي الرازي المعروف يوسف بن الحسين " من صوفية القرن الثالث الهجري " ( استعلامي 2 / 323 عن تذكرة الأولياء للعطار ) .

وجو الحكاية عموما جو تقليدي عن اعتراض بعض الجهال على بعض أفعال المشايخ ، وأخذها على ظاهرها والطعن فيها جهلا .


( 3320 ) : يشير هنا إلى قاعدة فقهية فحواها : إذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث " ( أحاديث مثنوي / 68 ) والمصطلح من الفقه الشافعي ، والقلة عند ابن دريد خمس قرب من الماء ( جعفري / 5 - 489 ) ونقل ابن منظور في لسان العرب مقادير مختلفة للقلة .

( 3321 ) عن إبراهيم الخليل عليه السلام والنمرود انظر البيتين 551 و 1616 من الكتاب الأول والآيات 67 - 70 من سورة الأنبياء .

( 3325 - 3330 ) : الشيخ إن تصرف تصرفات لا يفهمها الجاهل لا يقلل هذا من قدره ، وإن تحدث حديثا دون المستوى فمن أجل أن يفهمه العامة والمريدون ، كالأب ينزل إلى مستوى ابنه ، حتى وإن كان هذا الأب عالم العلماء .

( 3336 ) :كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ، لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( القصص / 88 ) .

( 3343 ) : الحس المشترك أحد الحواس الباطنة ( انظر البيت 3590 من الكتاب

« 475 »

الأول والبيت 67 من الكتاب الذي بين أيدينا ) وهو في اعتقاد العلماء محل ارتسام صور المحسوسات في باطن الإنسان ، وليس للملائكة شأن بالحس المشترك ، إذ لا علاقة لهم بعالم المحسوسات .

( 3350 ) : عودة إلى قصة إبراهيم بن أدهم التي بدأت بالبيت 3321 .

( 3354 ) : فتح ذلك الباب أي بداية الطريق المعنوي والسلوك .

( 3355 ) : عودة إلى قصة العائب على الشيخ .

( 3369 ) :وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ *( البقرة / 144 ) .

( 3379 ) : الحكاية التب تبدأ بهذا البيت - فيما يقول فروزانفر ( مآخذ / 80 ) وردت قبل مولانا في محاضرات الأدباء وفي حلية الأولياء منسوبة إلى حبر من بني إسرائيل .

( 3431 ) : إشارة إلى الآية الكريمة فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( النحل / 115 )


( 3437 - 3438 ) : إشارة إلى الحديث النبوي الشريف [ لو كانت الدنيا دما عبيطا لا يكون قوت المؤمن فيها إلا حلالا ] ( أحاديث مثنوي / 69 ) .

( 3439 ) الرواية التي تبدأ بهدا البيت لم ترد في مصدر قبل المثنوي ، وربما كانت مستوحاة من الحديث النبوي الشريف [ جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ] . ( أحاديث مثنوي / 69 ) .

( 3451 ) : القصة التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في مقالات شمس الدين البريزي ( مآخذ / 80 - 81 ) .

والقصة ترمز إلى وقاحة المريد في محضر الشيخ وتجرؤه عليه لخفض جناحه له ، حتى يتعرض للامتحان الصعب ، ويرى الأنقروي أنها مستوحاة من الحديث النبوي [ المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف ، إن قيد انقاد ، وإن أنيخ على صخرة استناخ ] ( أنقروي 2 / 524 ) .

« 476 »


( 3468 ) : المعنى من سنائي الغزنوي : إذا لم تكن نبيا ، فكن من الأمة ( انظر حديقة الحقيقة الأبيات : 3908 - 3911 وشروحها ) ( 3480 ) البيت منقول من البيت 428 من حديقة سنائي .


( 3493 ) الحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في حلية الأولياء والرسالة القشيرية عن ذي النون المصري ، وفي تذكرة الأولياء مرة عن مالك ابن دينار ومرة عن ذي النون المصري بشكل أكثر تفصيلا .
( مآخذ / 81 - 82 ) .

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: