الاثنين، 10 أغسطس 2020
07 - بيان التوكل ومطالبة الحيوانات للأسد بترك الجهد المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)
1135 - ثم إن نور نور القلب هو نور الله ، وهو منزه ومنفصل عن نور العقل ونور الحس .
- وفي الليل لا يكون نور ولا ترى الألوان ، ومن ثم ثبت لك أنه ضد النور . « 1 »
- فرؤية النور في البداية ، ثم رؤية اللون ، وتعلم هذا من ضد النور . . على الفور
- ومن أجل ذلك - إذن - خلق الله الألم والحزن ، حتى تبدو السعادة لهذا الضد .
- وتظهر الخفايا من ثم بأضدادها ، ولما كان الحق لا ضد له يظل خفيا .
1140 - فالنظر يستند على النور ، ثم يدرك اللون ، والضد يظهر بالضد كالرومي والزنجي .
- فهذا الكلام وذاك الصوت إنما نبعا من الفكر ، وأنت لا تدري أين يوجد بحر الفكر .
- فبضد النور - إذن - عرفت النور ، فالضد يبدي ضده عند الظهور .
- وليس لنور الحق ضد في الوجود ، حتى يمكن لك أن تدركه بضده .
- فلا جرم أن أبصارنا لا تدركه ، وهو يدركها ، وشاهد " هذا الأمر " بموسى والجبل .
1145 - واعلم أن الصورة من المعنى كالأسد من الغاب ، أو كالصوت والكلام من الفكر
- لكنك عندما ترى موج الكلام لطيفا ، تعلم أن بحره أيضا يكون بخرا شريفا .
- وعندما طف موج الفكر من المعرفة ، صنع صورة من الكلام والصوت .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 505 : - إنك لا ترى اللون ليلا إذ لا نور فيه ، وماذا يكون اللون آنذاك إلا خرزة عمياء زرقاء ؟
« 130 »
- صنع صورة من الكلام ثم إنعدم ، وحملته الأمواج ثانية إلى البحر .
- لقد انبعثت الصورة مما لا صورة له ، ثم عادت إليه مصداقا ل " إنا إليه راجعون " .
1150 - ومن ثم فإن لك في كل لحظة موتا ورجعة ، وقد قال المصطفى : الدنيا ساعة .
- وفكرنا سهم منطلق منه - جل شأنه - في الهواء ، ومتى يستقر في الهواء ؟ إنه يعود إليه .
- وفي كل نفس تتجدد الدنيا ، ونحن بلا تنبه إلى التجدد والبقاء .
- فالعمر كالجدول يصل أولا بأول ، ويبدي استمراره في الجسد .
- ولقد تشكل من الانطلاق المستمر ، مثل شرر تحركه بيدك بشكل سريع .
1155 - إنك تحرك عودا مشتعل الطرف بشكل منظم ، فتبدو لك النار شديدة الطول .
- والطول الموجود في الزمان من سرعة الصنع ، ولكي تبدى لك سرعة الصنع
- ويا طالب هذا السر - إن كنت علامة - هاك حسام الدين ، فهو سامي الكتاب . "1"
- ورأى الأسد وهو في نار " غيظه " وفي غضبه وثورته ، أن ذلك الأرنب يقترب من بعيد ؛
- مسرعا غير هياب وبجرأة شديدة ، غاضبا هو أيضا حادا مندفعا عابس الوجه
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 506 : - وإن وصفه ليستغني عن الشرح ، فامض وارو الحكاية فقد تأخر الوقت .
« 131 »
1160 - فمن المجيء بانكسار تكون التهمة ، ومن الجرأة جلاء لكل ريبة .
- وعندما دنا أكثر من صف " المواجهة " ، صاح به الأسد : هكذا أيها العاق .
- أمعي أنا ؟ أنا الذي مزقت الفيلة إربا ، أنا الذي عركت أذن الأسد الهصور ؟
- فمن يكون أرينب حقير ، حتى يضرب بأوامرى عرض الحائط ؟
- فدعك من نوم غفلة الأرنب ، واستمع أيها الحمار إلى زئير الأسد .
1165 - قال الأرنب : الأمان . . فإن لي عذرا . . . لو أعانني عفو سيادتك . « 1 »
- قال : أي عذر هذا ؟ أتقصير من البلهاء ثم يمثلون بعده أمام الملوك ؟
- إنك طائر صحت في غير أوان ، ومن ثم ينبغي ذبحك فلا ينبغي الاستماع إلى عذر الأحمق .
- فإن عذر الأحمق أقبح من ذنبه ، وعذر الجاهل سم لكل معرفة .
- وعذرك أيها الأرنب خال من العلم ، ولست بالغافل حتى تثقل على أذني به .
1170 - قال : أيها الملك ، فلتعتبرن الخسيس أيضا مخلوقا ، واستمع إلى عذر من وقع عليه الظلم .
- وذلك على سبيل زكاة جاهك ، فلا تطرد ضالا عن طريقك .
- والبحر الذي يعطي ماءه لكل جدول ، يسمح لعود من القذى أن يطفو فوقه .
- ولن يقل البحر من هذا الكرم ، ومن الكرم لا يحل بالبحر نقصان أو زيادة .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 536 : - ولأفض به إليك إذا تفضلت ، وأنت سيد وملك وأنا عابر سبيل .
« 132 »
- قال : إنني متصف بالكرم ، لكن في موضعه ، وأنا أخيط ثوبا لكل إمرىء بقدر قامته .
1175 - قال " الأرنب " : إستمع إليّ ، وإن لم أكن جديرا باللطف ، لوضعت رأسي أمام أفاعي العنف .
- كنت عند الضحى قادما مع رفيق لي صوب جلالتك .
- كان معي من أجلك أرنب آخر ، كانت الجماعة قد أرسلتنا زوجا من أجلك .
- ولقد هاجمني أسد في الطريق ، هاجمنا نحن الرفيقين القادمين إليك .
- قلت له : نحن عبدا الملك ، ونحن من أقل أتباع ذلك البلاط .
1180 - قال : ومن يكون الملك ؟ إخجل ، ولا تذكر أمامي كل خسيس .
- ولأمزقنك أنت وملكك ، إن ذهبت أنت ورفيقك عن بابي .
- قلت له : دعني ، حتى أشاهد وجه الملك مرة أخرى ، وأنبؤه بأمرك .
- فقال : أترك رفيقك رهنا لدى ، وإلا فأنت أيضا ضحية في رأيي .
- ولقد توسلنا إليه كثيرا ، ولم يجد نفعا ، وأخذ رفيقي وتركني وحدى .
1185 - ولقد كان رفيقي ضعفي سمنة وامتلاءا ، وأفضل مني لطفا وجمالا وقواما
- ومن بعد الآن ، أغلق الطريق بذلك الأسد ، هكذا كان حالي ، وقد قصصته عليك
- واقطع الأمل الآن من الراتب ، وها أنا أقول لك الحق ، والحق مر .
- فإن أردت الراتب طهر الطريق ، هيا . . أقدم وادفع ذلك الوقح .
- قال : بسم الله ، تعال . . أين هو ؟ . . هيا تقدمني إن كنت تقول الصدق .
« 133 »
1190 - حتى أوقع به جزاءه ومائة من أمثاله ، وإن كان ما قلت كذبا أجازيك بما تستحق .
- فتقدم أمامه كدليل الطريق ، حتى يقوده نحو الفخ الذي نصبه له .
- نحو بئر كان قد وضع عليه علامات ، كان قد جعل البئر العميق فخا لروحه .
- وظلا يسيران معا حتى فوهة البئر ، فهاك أرنب كأنه ماء تحت تبن .
- والماء يحمل القشة إلى البحر ، فكيف - ويا للعجب - يحمل الماء جبلا ! !
1195 - كانت شبكة مكره وهقا للأسد ، فياله من أرنب عجيب . . كان يخطف أسدا .
- ورجل مثل موسى يقتل فرعون في البحر مع عسكره وجمعه الغفير .
- وبعوضة تشق مفرق النمرود بنصف جناح ولا يعتريها خوف .
- وهذا هو حال الذي إستمع إلى العدو ، فانظر جزاء ذلك الذي صار رفيقا للحسود
- حال فرعون الذي إستمع إلى هامان ، وحال النمرود الذي إستمع إلى الشيطان .
1200 - فالعدو وإن تحدث إليك بلهجة الصديق ، اعتبره فخا وإن حدثك عن الحب
- فإن أعطاك سكرا اعتبره سما ، وإن تلطف إليك ، إعتبر تلطفه قهرا .
- وعندما يحم القضاء لا ترى سوى القشر ، ولا تميز بين الأعداء والحبيب ،
- وإذا صار الأمر هكذا ، فابدأ في الابتهال ، واجعل لنفسك عدة من الضراعة والتسبيح والصوم .
- وداوم الضراعة قائلا : يا علام الغيوب ، لا تدقنا تحت حجر المكر السيء . « 1 »
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 541 : - " يا كريم العفو ستار العيوب " ، لا تنتقم منا بذنوبنا . - وكل ما هو في الكون من أشياء وكل ما هو موجود ، أبده للروح على ما هو عليه .
« 134 »
1205 - فإذا كنا قد أبدينا أخلاق الكلاب يا خالق الأسد ، لا تسلط علينا الأسد من هذا المكمن .
- ولا تبد لنا الماء العذب في صورة النار ، ولا تضع على النار صورة الماء .
- وعندما تهب سكرا من شراب القهر ، تعطي المعدومات صور الوجود .
- وما هو السكر ؟ إغماض العين حتى لا ترى العين ، حتى يبدو الحجر جوهرا والصوف حجر يشم .
- وما هو السكر ؟ إنه إبدال الأحاسيس ، وتحول خشب الطرفاء إلى خشب صندل .
1210 - عندما نصب لسليمان مخيمه ، أتت الطيور كلها إلى محضره .
- فقد وجدوا من يشاركهم اللسان ومن هو مأذون له بأسرارهم ، فأسرعوا إليه واحد واحد بأرواحهم .
- لقد تركت كل الطيور شقشقاتها ، وصارت مع سليمان " أفصح من أخيك " .
- إن المشاركة في اللسان قرابة وصلة ، والمرء مع الغرباء عنه مثل سجين مقيد .
- فرب هندى وتركي شريكين في اللسان ، ورب تركيين كلاهما غريب عن الاخر .
1215 - ومن ثم فلسان المأذون له لسان من نوع آخر ، والمشاركة في القلوب أفضل من المشاركة في الألسنة .
- وغير النطق وغير الإشارة وغير الكتابة ، هناك مئات الألوف من التراجمة تنبع من القلب .
« 135 »
- وأخذ كل واحد من الطيور يبدي أسراره ، وما لديه من علم وفضل وعمل .
- أخذ يقصه لسليمان بالتفصيل ، مادحا نفسه ، عارضا خدماته .
- لا على سبيل الكبرياء أو إبداء الذات ، بل لكي يسمح له بالتقدم إليه .
1220 - كما يحدث من عبد بالنسبة لسيد ما ، يقوم أمامه بعرض ما يتقن .
- لكنه عندما يشعر بالنفور من مشتريه ، يتظاهر بالمرض والشلل والصمم والعرج .
- ووصل الدور إلى الهدهد وحرفته وبيان صنعته وما لديه من فكر .
- قال : أيها الملك ، أقول لك أدنى ما عندي من فنون ، فخير الكلام ما قل ودل .
- قال : قل ، لنر أي فن ذاك ، قال : إني أكون طائرا في الأوج ؛
1225 - وأنظر من الأوج بعين اليقين ، فأرى الماء تحت طباق الأرض .
- أرى موضعه وعلى أي عمق يكون وما لونه وأينفجر من صخر أو من تراب .
- فقال سليمان : أنت نعم الرفيق إذن في الصحارى الشاسعة التي لا ماء فيها . « 1 »
- حتى تجد الماء من أجل العسكر ، وتقوم في السفر بالسقاية للصحاب . « 2 »
1230 - عندما سمع الزاغ ، تقدم من حسده ، وقال لسليمان : لقد كذب وقال محالا .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 550 : - تكون قائدا لنا ودليلا ، ومن أجلنا تكتشف الماء .
( 2 ) ج / 1 - 551 : - ومن بعد ذلك صحبه الهدهد ، فقد كان عالما بالماء الخفي .
« 136 »
- وليس من الأدب الحديث أمام الملك حديثا يعد نفاجا كاذبا ومحالا .
- فإن كان لديه هذا النظر على الدوام ، فكيف لم يكن يرى الفخ تحت قبضة من تراب ؟ !
- وكيف كان يسقط في الفخ ؟ وكيف كان يحبس في القفص خائبا محروما ؟
- فقال سليمان : أيها الهدهد هل يليق أن يبدومنك الدردى والكأس في أوله ؟
1235 - فكيف تبدى السكر يا من شربت المخيض ثم تتنفج أمامى . . أثم كذب ؟
- قال : أيها الملك ، بالله لا تستمع في أنا المتجرد الشاذ إلى قول العدو .
- فإن كانت دعواي بالباطل ، فإنني أضع رأسي ، فاذبحني .
- والزاغ الذي ينكر حكم القضاء كافر وإن كانت لديه آلاف العقول .
- وما دامت فيك صفة من صفات الكافرين ، فأنت موضع للنتن والشهوة كما بين الفخذين .
1240 - إنني أرى الشبكة وأنا في القضاء ، إن لم يضع القضاء على عين عقلي حجابا .
- وعندما يحم القضاء تنام المعرفة ويسود القمر وتصاب الشمس بالكسوف .
- ومتى يكون هذا الفعل نادرا من القضاء ؟ ومن ينكر القضاء إعتبر إنكاره أيضا من " سوء " القضاء .
- إن أبا البشر وهو السيد المشرف ب " علم الأسماء " ، كان يجري في كل عرق منه مئات الألوف من العلوم .
« 137 »
- لقد وهب روحه اسم كل شيء على ما هو عليه وحتى عاقبته .
1245 - وكل لقب علمه إياه لم يبدل، وما سماه جلدا نشيطا لم يتحول إلى كسول. "1"
- وكل من كانت عاقبته مؤنا رآها من البداية ، وكل من كان في عاقبته كافرا ظهر له وبدى . « 2 »
- فاستمع إلى اسم كل شيء من العالم به ، واستمع إلى سر علم الأسماء .
- واسم كل شيء بالنسبة لنا هو ظاهره ، واسم كل شيء بالنسبة للخالق سره وباطنه .
- وعند موسى كان اسم عصاه مجرد عصا ، لكن اسمها عند الخالق كان حية .
1250 - واسم عمر هنا كان عابد الصنم ، لكن اسمه يوم العهد كان مؤمنا .
- وما كان عندنا اسمه قطرة من المني ، كان أمام الحق على الصورة التي تمخضت عنها قطرة المني .
- كانت قطرة المني صورة في العدم موجودة أمام الحق بلا زيادة ولا نقصان .
- والخلاصة أن حقيقة أسمائنا ، كانت أمام الحق بناء على ما تكون عليه عاقبتنا .
- فالمرء يسمى على ما تؤول إليه عاقبته ، لا على الاسم الذي وضع على شيء هو فيه عارية .
1255 - وعندما نظرت عين آدم بالنور الطاهر ، انكشف له سر الأسماء وروحها .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 554 : - وكل من سماه مقبلا حرا ، بقي عزيزا هانئا سعيدا .
( 2 ) ج / 1 - 554 : - وكل ناظر للعاقبة يكون مؤمنا ، ومن هو ناظر إلى المزود فهو بلا دين .
« 138 »
- وعندما أدرك كالملك أنوار الحق بداخله ، عكف على السجود ، وجد في الخدمة « 1 »
- ومدح آدم هذا الذي أذكره ، أكون قاصرا لوفصلت فيه إلى القيامة .
- لقد علم كل هذا ، وعندما حم القضاء ، صارت معرفة نهي واحد أمرا صعبا عليه . .
- وتسائل : ويحي . . أكان النهي من أجل التحريم ، أو كان الأمر على وجه التأويل والإبهام ؟
1260 - وعندما رجحت كفة التأويل في قلبه ، أسرع طبعه في حيرته إلى الحنطة .
- والناطور عندما وجد شوكة في قدمه ، وجد اللص الفرصة ، وأسرع في سرقة المتاع .
- وعندما نجا من الحيرة وآب إلى الطريق ، وجد اللص قد أسرع في سرقة المتاع من بستانه .
- فقال : " ربنا إنا ظلمنا " وتأوه ، أي أن الظلمة قد خيمت وضاع الطريق .
- إذن فقد كان القضاء سحابا يغطي الشمس ، ومنه يصير الأسد والأفعى كالفأر .
1265 - وأنا إن كنت لا أرى الشبكة حين الحكم الإلهي ، فلست بالجاهل الوحيد أمام الحكم .
- وما أسعده ذلك الذي عكف على الإحسان ، وترك القوة وعكف على الضراعة .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 554 : - وعندما رأى الملائكة نور الحق " يشع " منه ، وقعوا له ساجدين .
« 139 »
- فإذا كان القضاء يحط عليك بالظلمة كالليل ، ففي النهاية ، هو القضاء الذي يأخذ بيدك .
- وإذا قصد القضاء هلاكك مائة مرة ، فالقضاء نفسه هو الذي يهبك الروح ويهبك الدواء .
- وهذا القضاء إن قطع عليك الطريق مائة مرة ، فإنه هو الذي يضرب مخيمك على قمة الفلك .
1270 - واعلم أن تخويفه إياك من قبيل الكرم وذلك حتى يقعدك على ملك الأمن .
- وهذا الكلام لا نهاية له ، وقد تأخر بنا " الوقت " ، فاستمع إذن إلى قصة الأرنب والأسد
- وعندما اقترب من البئر ، رأى الأسد أن ذلك الأرنب قد توقف في الطريق ثم انسحب .
- فقال له : لقد تراجعت فلماذا ؟ لا تتراجع . . هيا . . تقدم .
- قال : أين قدمي ؟ لقد ضاعت يدي وقدمي ، وارتعدت روحي ، وانخلع قلبي من مكانه .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 568 : عندما رافق الأسد الأرنب ، صار شديد الغضب والحدة وسئ النية . - وكان الأرنب الشجاع يتقدمه ، وفجأة تراجع من أمام الأسد .
« 140 »
1275 - ألست ترى وجهي " أصفر " كالذهب ؟ إن لوني ينبي عما هو موجود داخلي .
- والحق عندما جعل السيماء منبئة " عما وراءها " ، بقيت عن العارف مركزة على السيماء .
- وما يحطم كل ما يحل به ، وما يقتلع كل شجرة من جذورها .
- واللون والرائحة منبئان كالجرس كما ينبيء صهيل الخيل عن الخيل .
- وصوت كل شيء ينبيك عن خبره ، حتى تميز بين نهيق الحمار وقرع الأبواب .
- وقد قال الرسول عند التمييز بين الأشخاص : المرء مخبوء لدى طي اللسان . «1»
1280 - ولون الوجه فيه أمارة عن حال القلب ، فارحمني واغرس محبتي في قلبك .
- واللون الأحمر في الوجه يحتوي على صوت الشكر ، ولون الوجه الأصفر يحتوى على الصبر والفكر .
- لقد حدث لي ما أفقدني يدي وقدمي ، وما يسلب مني لون الوجه والقوة والسيماء .
- وما يحطم كل ما يحل به ، وما يقتلع كل شجرة من جذروها .
- لقد حل بي ما صار مبهوتا منه الإنسان والحيوان والجماد والنبات .
1285 - وهذه كلها أجزاء وفروع والكليات منه ، جعلت اللون شاحبا والرائحة نتنة .
- وهذا لكي تصبح الدنيا حينا شاكرة وحينا صبورة ، ويرتدي البستان الحلل حينا .
وحينا يصير عاريا .
- والشمس التي تطلع كأنها النار ، تصبح منقلبة في لحظة تالية .
- والنجوم المتألقة في قبة السماء الرابعة ، تبتلى بعد لحظة أخرى بالاحتراق .
...............................................................
( 1 ) بالعربية في المتن .
« 141 »
- والقمر الذي يزيد في جماله عن النجوم ، يصبح من مرض السل والنحول كأنه الخيال .
1290 - وهذه الأرض الساكنة بأدب ، يصيبها الزلزال بالارتعاد والحمى .
- وما أكثر الجبال التي صارت في الدنيا دكا - من هذا البلاء المتوارث - وحفنة من الرمال .
- وهذا الهواء الذي اقترن بالروح ، عندما حم القضاء صار وبيئا عفنا .
- والماء العذب الذي صار توأما للروح ، صار في غدير آسنا مرا أصفر .
- والنار المتأججة برياح الكبرياء ، آخرها ريح تقرأ عليها آية موتها . « 1 »
1295 - وافهم حال البحر من اضطرابه وجيشانه والتبديلات التي تطرأ علي لبه
- والفلك الدوار الذي هو في بحث ودوران ، حاله كحال أبنائه .
- حينا في الحضيض وحينا في الوسط ، وحينا في الأوج ، يتوالى عليه السعد والنحس فوجا بعد فوج . « 2 »
- ومن ذاتك ، يا جزءا ممتزجا من الكليات ، إفهم دائما حال كل موجود . « 3 »
- فما دامت الكليات في ألم وعناء ، كيف لا يكون الجزء منها شاحب الوجه ؟
1300 - خاصة ذلك الجزء المجموع من كل الأضداد ، فهو مجموع من الماء والتراب والنار والهواء .
- وليس عجيبا أن تفر الشاة من الذئب ، العجيب أن تتعلق تلك الشاة بقلبها بالذئب
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 569 : والتراب الذي يكون مادة الورود في الربيع ، تذروه ريح فجأة .
( 2 ) ج / 1 - 569 : - حينا في شرف وصعود وسعد ، وحينا في وبال وهبوط ونحس .
( 3 ) ج / 1 - 570 : - وإذا كان نصيب العظماء الألم والتعب ، كيف يمكن أن يكون الكنز للصغار ؟
« 142 »
- والحياة هي المصالحة بين الأضداد ، والموت هو الذي يؤجج الحرب بينها . « 1 » .
- ولطف الحق هو الذي وضع الألفة بين الأسد وحمار الوحش ، بين هذين الضدين المتباعدين .
- وما دامت الدنيا مريضة وسجينة ، فأي عجب أن يكون المريض فانيا .
1305 - لقد ظل يعظ الأسد على هذا النسق ، وقال : لقد تقهقرت من هذه القيود
- قال له الأسد : لقد تحدثت عن أسباب المرض ، لكن حدثني عن سبب ما أسألك عنه « 2 » .
- قال : إن ذلك الأسد يسكن في هذا البئر ، وهو آمن في هذه القلعة من الآفات .
- فقد اختار قاع البئر كل من هو عاقل ، ذلك أن في الخلوة أنواع من الصفاء للقلب .
- وظلمة البئر أفضل من ظلم الخلق ، ولا يرفع رأسه ذلك الذي يتشبث بأقدام الخلق .
1310 - قال له : تقدم ، فإن ضربتي قاهرة له ، فانظر . . هل يوجد ذلك الأسد في البئر ؟
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 570 : - وعمر الدنيا هو صلح هذه الأضداد ، وحرب الأضداد هو العمر الخالد
- وسلام من له عدو على سبيل العارية ، فهز يتجه إلى الحرب في النهاية متحمسا .
- فالحياة هي الصلح بين الأعداء، واعلم إذن أن الموت هو عودة كل شيء إلى أصله.
- ولبضعة أيام من أجل المصلحة ، تكون معا في وفاء وتراحم .
- وفي النهاية يعود كل جوهر إلى أصله ، ويشترك كل واحد منها مع من هو من جنسه .
- ولطف الباري هو الذي ألف بين هذا النمر ومن هم من ديدنه ، ورفع القتال من بينهم .
( 2 ) ج / 1 - 584 : - لماذا تراجعت ؟ وهل تقوم معي بألاعيب واهية ؟
« 143 »
- قال : لقد احترقت من تلك النار ، فهل تعانقني وأنا محترق بها ؟
- وما دمت وراءك فأنا أفتح عيني يا منبع الكرم ، وأنظر في البئر . « 1 »
- عندما أخذه الأسد إلى جواره ، أخذ في حمى الأسد يسرع نحو البئر
- وعندما نظرا إلى الماء في البئر ، انعكست صورة الأسد وصورته في البئر واضحة جلية .
1315 - ورأى الأسد صورته في الماء الرائق ، رأى صورة أسد وإلى جواره أرنب سمين .
- وعندما رأى خصمه في الماء ، ترك الأرنب وألقى بنفسه في البئر .
- وسقط في البئر الذي كان قد حفره ، لقد كان ظلمه وارتد إليه .
- ولقد صار ظلم الظالمين عليهم بئرا مظلما ، وهكذا قال كل العلماء .
- وكل من هو أكثر ظلما يكون بئره أكثر هولا ، وقد قال العدل أن للأسوأ مصيرا أسوأ .
1320 - فيا من تقوم بظلم الخلق من جاهك ، أعلم أنك تحفر بئرا لنفسك .
- فلا تنسج حول نفسك كما تفعل دودة القز ، وإن كنت تحفر بئرا لنفسك ، فاحفره في حدود .
- ولا تعتبر الضعفاء بلا معين ، واقرأ من القرآن : إذا جاء نصر الله .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 584 : - إنني أستطيع أن آتي بعونك ، فإحفظني من هذا البئر الذي لا حبل فيه .
« 144 »
- وإذا كنت فيلا وهلع خصمك منك ، فإليك الجزاء ؛ لقد جاءك الطير الأبابيل .
- وإذا طلب ضعيف في الأرض الأمان ، لوقعت ضجة بين جند السماوات .
1325 - فإن أنشبت فيه أسنانك وجعلته داميا ، فإنما يجتاحك ألم الأسنان ، فماذا تفعل ؟
- لقد رأى الأسد نفسه في البئر ومن الغلو ، لم يستطع التمييز بين نفسه آنذاك وبين العدو .
- لقد رأى صورته عدوا لنفسه ، فلا جرم أنه سل السيف على نفسه .
- وما أكثر الظلم الذي تراه " صادرا " من الآخرين ، وهو نيتك أنت تكون فيهم . . يا فلان .
- لقد انعكس وجودك فيهم ، من نفاقك وظلمك وسوء سكرك .
1330 - إنه أنت ، وإنك توجه هذه الطعنة إلى نفسك ، وفي هذه اللحظة تنسج حول نفسك خيوط اللعنة .
- وإنك لا ترى هذا السوء في نفسك عيانا ، وإلا كنت عدوا شديد العداوة لنفسك .
- وإنك تهاجم نفسك أيها الرجل الساذج ، مثل ذلك الأسد الذي هاجم نفسه .
- وعندما تصل إلى قعر " بئر " طبعك ، تعلم أن كل هذه الخسة كانت فيك أنت .
- فمن الذي ظهر للأسد في قاع البئر ؟ إنها صورته ، تلك التي كانت تبدو له شخصا آخر .
1335 - وكل من يقتلع من ضعيف أسنانه ، فإنما يقوم بعمل ذلك الأسد المتخبط في رؤيته .
« 145 »
- ويا من ترى صورة سيئة في وجه عمك ، السيء ليس العم ، إنه أنت ، فلا تنفر من نفسك .
- والمؤمنون كل منهم مرآة للآخر ، ولقد روى هذا الخبر عن الرسول عليه السلام .
- لقد وضعت أمام عينك زجاجة زرقاء كدرة ، ولهذا السبب يبدو لك أزرق كدرا .
- فإن لم تكن أعمى ، إعلم أن هذا الكدر من نفسك ، وسب نفسك ، وكفاك سبا في الخلق .
1340 - وإذا لم يكن المؤمن ينظر بنور الله ، فكيف ظهر الغيب للمؤمن عيانا ؟
- وعندما تكون أنت أيضا ناظرا بنور الله ، تكون من الخير غافلا عن السوء الذي حاق بك
- فصب الماء على النار رويدا رويدا ، حتى تصبح نارك نورا يا غريقا في الحزن
- وصب - يا ربنا - الماء الطهور ، حتى تصبح هذه النار الموجودة في العالم بأجمعها نورا .
- فماء البحر برمته طوع أمرك ، والماء والنار كلاهما يا إلهي ملكك .
1345 - وإن شئت تصبح النار ماء زلالا ، وإن لم تشأ ، يصبح الماء نارا .
- وهذا الطلب منبثق في بواطننا منك أيضا ، والنجاة من الظلم عطية منك يا الله .
- وبلا طلب منا أعطيتنا أنت كل ما طلبنا ، وفتحت كنز الإحسان في وجوه الجميع . « 1 »
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 586 : - وبلا طلب تمنح أيضا الكنز الخفي ، وقد وهبت للدنيا الروح بالمجان . - " هكذا أنعم إلى دار السلام ، بالنبي المصطفى خير الأنام "
« 146 »
- عندما صار الأرنب فرحا لنجاته ، انطلق مسرعا إلى الحيوان في الوادي . « 1 »
- وعندما رأى الأسد في البئر قد قتل صبرا ، أخذ يدور " راقصا " سعيدا حتى المرج .
1350 - وطفق يصفق عندما نجا من يد الموت ، متهللا راقصا في الهواء كأنه الأغصان والأوراق .
- فلقد نجت الأوراق والأغصان من سجن التراب ، وأطلت برؤوسها وصارت صنوا للنسيم .
- وعندما شقت الأوراق الأغصان ، انطلقت مسرعة إلى أعالي الأشجار .
- فهي تتغنى بلسان " أخرج شطأه " بشكر الله ، كل ورقة وثمرة على حدة .
- قائلة : لقد ربى أصولنا ذو العطاء ، حتى صدق علي الشجرة قوله تعالى " استغلظ " و " استوى " .
1355 - والأرواح الحبيسة في الماء والطين ، عندما تنجو من الأجساد سعيدة القلب .
- تصبح راقصة في هواء عشق الحق ، وتصبح كبدر التمام بلا نقصان .
- فأجسادك راقصة ، ولا تسل عن أرواحها ، ولا تسل أيضا عما تحول إلى أرواح منها .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 597 : - عندما رأى الأسد ممحوا بظلمه ، عاد إلى قومه مسرعا .
- عندما رأى الأسد قتيلا بظلمه ، أخذ يسرع سعيدا متهللا .
« 147 »
- لقد ألقى الأرنب بالأسد في السجن ، والعار على أسد عجز من أرنب .
- وهو في مثل هذا العار - وهذا موضع العجب - يطلب من الناس أن يلقبوه ب " فخر الدين " « 1 »
1360 - ويا من أنت أسد في قاع هذا البئر الفريد ، إن النفس قد فعلت بك ما فعله الأرينب ، سفكت دمك وأكلتك .
- ونفسك التي كالأرنب ترعى في الخلاء ، وأنت في هذا البئر للجدل والمراء .
- لقد أسرع نحو الحيوان ذلك الأخذ للأسود قائلا : " أبشروا يا قوم ، إذ جاء البشير .
- البشرى ، البشرى أيتها الجماعة اللاهية ، فإن كلب الجحيم ذاك قد عاد إلى الجحيم .
- البشرى البشرى ، فذلك العدو للأرواح ، خلع قهر الخالق أسنانه . « 2 »
1365 - وذلك الذي دق بقبضته كثيرا من الرؤوس ، كنسته أيضا مكنسة الموت وكأنه القذى . « 3 »
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 597 : - فيا من أنت أسد في قاع بئر الدهر ، إن نفسك التي كالأرنب قتلتك ظلما .
( 2 ) ج / 1 - 597 : - البشرى البشرى فقد شاء القضاء أن يكون الظالم في البئر ، وقد سقط بعدل المليك ولطفه .
( 3 ) ج / 1 - 598 : ذلك الذي لم يكن له من عمل سوى الظلم ، أخذته آهة المظلوم وحطمته سريعا - قصمت عنقه ومزقت لبه ، وحررت أرواحنا من قيد المحنة - وهلك وانمحى من فضل الحق ، وحزتم السبق على عدوكم اللدود .
« 148 »
- تجمع الحيوان كله حول الأرنب في تلك اللحظة ، مسرورين ضاحكين ، من الفرح في لذة وصخب .
- تحلقوا حوله ، وهو كالشمعة في وسطهم ، وسجدوا له قائلين : أخبرنا ؛
- أأنت ملاك من السماء أو تراك جني ؟ ! لا . . إنك ملاك الموت بالنسبة للأسود الهصور .
- ومهما تكن ، لتكن أرواحنا فداء لك ، ولك اليد الطولى ، ألا سلمت يداك وساعداك ! !
1370 - لقد ساق الله الماء في جدولك ، فالثناء على يدك وساعدك .
- فلتقص عليما كيف مكرت هذا المكر ، وكيف حطمت هذا الظلوم بمكرك ؟ !
- قص علينا ، حتى تصبح قصتك دواءً لنا ، قص علينا لتصبح قصتك مرهما للأرواح .
- قص علينا ، فمن ظلم هذا الظلوم ، وقعت على أرواحنا مئات الآلاف من الطعنات . « 1 »
- قال : لقد كان تأييدا إلهيا أيها العظماء ، وإلا فماذا يكون أرنب في هذا العالم . ؟
1375 - لقد وهبني القوة ، وغمر قلبي بالنور ، وإن نور القلب ليهب اليد والقدم القوة " والعزم " .
- وأنواع التفضيل لا تزال تصل من جانب الحق ، كما تنهمر أيضا من الحق أنواع التبديل .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 603 : قص علينا القصة فهي تزيد في سرورنا ، وهي قفزة لأرواحنا ودواء لقلوبنا .
« 149 »
- والحق يبدي هذا التأييد لأهل الظن والرؤية " الطاهرة " كل في دوره ونوبته .
- حذار ، لا تفرح بالملك الذي هو مجرد نوبة ، ولا تمارس الكبرياء يا أسيرا للنوبة .
- وذلك الذي ينسج ملكه أعلى من النوبة والدور ، تدق له طبول " العظمة " فيما فوق الكواكب السبعة .
1380 - والملوك الباقون أعلى من الدور والنوبة ، فالساقي يدور على أرواحهم دورانا دائما . « 1 »
- وإنك إن تركت هذا الشراب يوما أو يومين ، فإنك تغمس فمك في شراب الخلد.«2»
( 1212 - 1217 ) : تعنى المشاركة في اللسان التآلف الذهني والمشاركة الفكرية والتقارب الروحي والمعنوي ، والمعاشرة مع من يفتقرون إلى هذه الخاصية بمثابة السجن ، إذ يظل المرء
« 443 »
سجينا مع أفكاره ومشاعره وأحاسيسه التي لا يستطيع إبداءها لأنه لا يجد من يفهمها ، ورب مشتركين في لسان ولغة ما لكنهما غريبان ، ورب غريبين في اللغة لكن الألفة والإحساس المشترك والتآلف القلبي يجعل كل منهما أليفا للآخر يستريح إليه ويركن إليه ، وهذه هي العلاقة الباقية والآصرة القوية والتفاهم الحقيقي القائم على أسس متينة « الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف » ، وهي أمتن من الكلام والعهود والمواثيق ، وهناك وسائل التعبير القلبي " فمن القلب إلى القلب كوة " تسمح بانتقال المعاني ، بحيث لا تكون هناك ضرورة للسان أو اللغة التي قد تكون حجابا على الفهم الحقيقي .
( 1230 ) : الزاغ طائر أسود من فصيلة الغربان ( استعلامى / 1 - 272 ) عرب وقيل في المثل أسود من جناح الزاغ .
( 1234 ) : إشارة إلى مثل عربى أول الدن دردى ، والدردى ثمالة الكأس وهي من المفروض أن تكون في قاعه وآخره ، ولأحد الصوفية : " إذا كان أول الدن درديا فما يكون آخره ؟ "
( 1241 ) : انظر تفسير البيت 1202 ( 1244 - 1256 ) : الدليل البين والظاهر على صدق الفكرة القائلة انه إذا جاء القدر عمى البصر وإن جاء القضا ضاق الفضا تتمثل في قصة آدم عليه السلام الذي علم الأسماء لا بصورها بل بتحقيقها ، اسم كل شئ وحقيقته وفعله وخواصه ومصيره على ما هو عليه بالفعل لا كما يبدو لنا ، فاسم اى شئ بالنسبة لنا هو ما يدل عليه ظاهره ، لكن اسمه عند الله تعالى حقيقته ومنتهاه ، فموسى عليه السَّلام يتوكأ أمامنا على عصا ، لكنها عند الله تعالى أفعى ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لفترة أمام الناس الكافر الغضوب ، لكن منتهى اسمه ومبتداه مثال العدل والإيمان ، وذلك في يوم العهد يوم ألست يوم أن أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم
« 444 »
بالربوبية له وبالعبودية على أنفسهم ، والولد عموما قطرة من المنى ، لكن الله تعالى يعلم في أية صورة سوف تكون ، والصورة موجودة في علمه تعالى دون زيادة أو نقصان ، أسماؤنا أمام الله تعالى هو ما سوف تؤول إليه خاتماتنا لا ما نحن عليه بالفعل من أمور كلها عارية وعارضة لا تستمر . كان من جراء هذا العلم الإلهى الذي علم لآدم أن عكف آدم على العبودية والسجود اعترافا وشكرا ، أي أنه كان يعلمه قيمة ما منح له وما فضل به على كل المخلوقات ، ولم يكن بغير المقدر لقيمة العطية التي أُعطيت له ، وسجد الملائكة للنور الإلهى الذي خص به آدم وليس لآدم في حد ذاته ، هذا النور الموجود في الأنبياء والأولياء والذي لو أخذت في وصفه وفي مدحه حتى القيامة فلن أوفيه حقه .
( 1257 - 1262 ) : لقد علم آدم كل هذا ، كان مدركا لما خص به من علم شاكرا له غير مغتر به ، لكن عندما قضى عليه بالعصيان صعب عليه أن يفهم النهى ، مجرد نهى واحد . وأخذ يتساءل :
أهو تحريم لشجرة المنهى عنها أو هو مجرد نهى تنزيهي لا تترتب عليه حرمة ؟ ! هل هو حرام أو مندوب ؟ ! ومجرد التساؤل في أمر إلهي صريح الدلالة يفتح الباب للمزالق ، ويفتح الباب للتأويل ، والتأويل عادة يفضى إلى إختيار ما عليه الهوى ، فأسرع آدم إلى القمح ، تماما كأن تدخل شوكة في قدم الناطور ( التساؤل والجدل ) ويقعد عن الحراسة فيأتيه اللص ( الشيطان ) ويسرق المتاع ( الإيمان ) . ( انظر من 1490 - 1503 من الكتاب الذي بين أيدينا ) .
( 1263 - 1270 ) : لكن آدم لم ينغمس في إثمه ، وسرعان ما أفاق وقال « ربنا ظلمنا أنفسنا » أي ان الفعل منا والذنب منا وما حاق بنا من ظلمة فمن فعلنا . لكن مولانا يصر على موقفه من رفض الجبر ، فهذا القضاء هو مجرد سحابة تغطي شمس الرؤية ونور البصيرة ، فيصبح القوى ضعيفا ومتين الإيمان معرضا للمعصية ، ولا حيلة مع القضاء إلا بالضراعة إلى الله سبحانه
« 445 »
وتعالى فهو محول الأحوال . فإذا كانت شكواك من القضاء ففرارك يكون في القضاء " نفر من قضاء الله إلى قضاء الله " ، وما هذا القضاء إلا ابتلاءٌ لك وكلما نجحت في امتحان رقيت درجتك ، وهو يبتليك لكي يجتبيك ويصطفيك ، وهو مع ما أعطاه لفرعون لم يصبه مرة واحدة بصداع لأنه لم يكن يريد الاستماع إليه ( انظر الكتاب الثالث الأبيات 200 - 204 وشروحها ) إنه سبحانه وتعالى يخوفك ، حتى لا تصاب بالغرور بقوتك وحولك وطولك وفي خوفك هذا الأمن من مكر الله .
( 1275 - 1281 ) : إمارات أحوال المرء وفكره وشخصيته تبدو على قسمات وجهه ، هذه هي السيماء التي تحدث الله عنها في كتابه الكريم فقال « سيماهم في وجوههم » ومن ثم يطلب العارف الخبر اليقين من السيماء ، فالله تعالى هو الذي جعل الوجوه تنطق بما في القلوب ، فلون المرء ورائحته ينبئان عنه كما ينبئ صليل الجرس عن القافلة وصهيل الخيل عن الخيل ، ومن الصوت تستطيع ان تميز بين نهيق الحمار وقرع الأبواب ، فتحدث حتى تُعرف وتبدو من صوتك فالمرء مخبوء تحت لسانه ( حديث نبوي وان أسنده فروزانفر واستعلامى 1 / 274 إلى الإمام علي رضي الله عنه ) ، ولون الوجه منبيء عن شخصية صاحبه ، فإن كان المرء متهلل الوجه فهذا دليل على الشكر ، وان كان شاحب الوجه فهذا دليل على الصبر مع وجود الهم وقلة الرضا . وفي الحديث الشريف « أطلبو الخير عند حسان الوجوه » ( كولبنارى 1 / 162 ) .
( 1285 - 1304 ) : سنة الله في خلقه : تبنى وتهدم وتعمر وتخرب وتؤلف وتشتت وتجمع وتفرق . لطفه الكلى وقهره الكلى سبحانه وتعالى مسيطران على الكون ، بادية آثارهما فيه ، وآثارهما يبدوان في الشكر والصبر ، البستان حينا أخضر وحيناً عرته رياح الخريف من الأوراق ، والشمس تطلع كأنها النار ثم لا تلبث أن تغيب ، والنجوم تطلع ثم تحترق ، والقمر يصبح بدرا ثم
« 446 »
يأخذ في النقصان ، والأرض تزلزل والجبال تندك وتصير كالعهن المنفوش ، والهواء الذي نتنفسه حين يحم القضاء يصبح نتنا فاسدا عفنا مليئا بالأوبئة ، والماء يأسن ، والنار تخمد ، والبحر يهيج ، والفلك يتبدل فيكون حضيضا ووسطا وأوجا ، ويصير سعدا ويصير نحسا ، ( كل ظواهر الكون الدنيوي عند مولانا كون في بذرته الفساد . ولتفصيل الفكرة على مستويات أخرى أنظر الكتاب الرابع ، الأبيات 1592 - 1615 وشروحها ) وإذا كان الفلك نفسه بلا استقرار فكيف تطمع أنت تحت هذا الفلك بالاستقرار ( الفكرة للشاعر الفارسي ناصر خسرو المتوفى سنة 481 ه :
أي استقرار تتوقع تحت هذا الفلك * ما دام الفلك الدوار نفسه لا قرار له ( ديوان ناصر خسرو ص 9 تهران 1348 ه . ش ) فإذا كانت هذه الدنيا بمثابة الذئب ، فكيف تتعلق بها وأنت مجرد شاة لا حول لها ولا قوة ؟ والله تعالى هو الذي يصالح بين الأضداد في هذه الحياة الدنيا ، جسدك نفسه مكون من بضعة من الأضداد والحياة هي التي تحفظ التألف بينها ، والمرض يعنى أنها بدأت الحرب فيما بينها ( لتفصيلات هذه الفكرة بشكل أكثر وضوحا ، أنظر الكتاب الثالث الأبيات 4424 - 4437 وشروحها ، كما وردت الفكرة عند سعدي الشيرازي ( عن شرح فروزانفر ص 465 ) .
( 1308 - 1309 ) : الحديث عن الخلوة وعن نجاة المتمسك بها من الخلق ومن ظلم الخلق وظلماتهم ، والواقع ان مولانا لم يكن يحبذ الخلوة كثيرا ، ونادرا ما ذكرت في المثنوى في معرض التحبيذ ، فهي أحيانا عند مولانا دليل على التنطع والزهد الريائى ( مثل ما ورد في حكاية الدرويش الذي إختلى في الحبل ونذر ألا يأكل الكمثرى المذكورة في الكتاب الثالث ) وعند مولانا الخلوة تكون عن الأغيار لا عن الحبيب ، فالحبيب موجود مع المرء إختلى أو لم يختل ( الكتاب الثاني : بيت 25 ) وللجنيد البغدادي " العزلة أيسر من مداراة الخلطة " ( عن شرح فروزانفر ص 466 ) .
« 447 »
( 1317 - 1326 ) : الحديث عن الظلم ، وعن أنه " ظلمات يوم القيامة " ( أحاديث / 13 ) وعن أن حفرة الظلم عميقة ، وكلما زاد الظالم في ظلمه ازداد عمقها لكي تطبق عليه في النهاية ، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها " قال فروزانفر أحاديث 14 ، انها حديث نبوي " ، وكل ما يحيق بالظالم أن تكون صورته هو ارتدت عليه فالظالم والطاغية في عين قهره مقهور وفي عين نصره مأسور ( انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 4564 - 4569 وشروحها ) .
لقد رأى الأسد صورته هو في المرآة وهجم عليها ، وهكذا الطاغية الظالم يدمر في الخلق الله وهو لا يدرى أنه يدمر في نفسه ، وفي النهاية يدمر نفسه حقيقة لا مجازا ، أنت كما تكون ، وما تنسجه حول نفسك كما تكون دودة القز ، فلا تداوم الظلم ، وتذكر العاقبة ، ولا تعتبر الضعفاء بلا معين ، فالنصر من الله ، ولقد حبا به الفئة المستضعفة من أوائل المسلمين على كل ما جمع الكفار من خيل ومن رجل ، وأقرأ « إذا جاء نصر الله والفتح » فالنصر الحقيقي من الله ، ولا تظن أنك وأنت الفيل بمنأى عن الهزيمة ، فالفيل مزقه الطير الأبابيل وهي طيور صغيرة ( والنمرود مزقته بعوضه ) وإن العرش ليهتز من دعاء المظلومين ، ورب دعوة مظلوم كانت أكثر وقعا على الظالمين من الطعان والسنان ، والمصباح الصغير التي تشعله أرملة كثيرا ما احرق قرية بأكملها ( انظر باب سير الملوك من بوستان سعدى وانظر الباب الثامن من حديقة الحقيقة ومعظم الأفكار السياسية في التراث الإسلامي ترد على شكل حكايات ونصائح ) إن كل ما يحيق بالظالم انعكاس لصورته هو ، وهو يظن أن الجميع أعداؤه وهو أعدى أعداء نفسه .
( 1328 - 1334 ) : ليس هذا خاصا بالطغاة والملوك المتكبرين ففرعون موجود في كل جبلة ( انظر الكتاب الثالث الأبيات 971 - 973 وشروحها والأبيات 1252 - 1255 وشروحها ) ولذا فأنت ترى الآخرين ظلمة بينما أنت في الحقيقة لا تنظر إلا إلى نفسك نفسك أنت انعكست عليهم ،
« 448 »
ونيتك السيئة ( وردت الفكرة أيضا في الكتاب الرابع البيتين : 772 - 773 والكتاب الخامس البيتين - 1981 - 1982 ) ، فكيف يكون الخلق كلهم على هذه الدرجة من السوء التي تراهم عليها ، ولو رأيت سوء نفسك لانشغلت بها ، ولعاتبتها ، لكنك لا تفعل وتشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسك ، وفي خلال هذا ، يزداد بئر الطبع عمقا فيك ويستعد لابتلاعك فتتردى من سيىء إلى أسوء ، وتبدو لك عيوبك عيانا وتكون مثل ذلك الأسد الذي أردته صورته هو وسحبته إلى قاع الجب .
( 1335 - 1339 ) : صورتك أنت بالفعل هي التي تراها في وجوه الآخرين ، وعيوبك أنت هي التي تراها عيوبا فيهم ، والظلم من نفسك أنت لكنك تراه في الآخرين ، والعيب فيك وان رأيته في أقرب الناس إليك ، فكن جميلا ترى الوجود جميلا ، فالمؤمن مرآة المؤمن ( حديث نبوي ، أحاديث مثنوى / 41 وانظر الكتاب الثاني البيت 30 ) ، إنك تلبس منظارا أسود فترى العالم كله أسود ، فلتترك العمى ، ولتخلع هذا المنظار لترى العالم على ما هو عليه بالفعل .
( 1340 - 1347 ) : وإذا لم يكن المؤمن ينظر بنور الله مصداقا لقول نبيه « اتقوا فراسة العبد المؤمن فإنه ينظر بنور الله » ( أحاديث / 14 ) فكيف يرى أنواع الغيوب ؟ ! لكنك لا تنظر بنور الله بل تنظر بنار الله من اللعنات التي حاقت بك ، وماء التوبة جدير بأن يطفئ نار الغضب والشهوة والأخلاق الذميمة ، وماء الأخلاق الطيبة الطهور يبدل سيئاتك إلى حسنات ، وهذا التبديل في يده سبحانه وتعالى هو الذي يستطيع ان يبدل النار نورا ( آنس موسى عليه السلام على الطور نارا لكنه وجدها نورا ) والماء نارا ( جحيما مغرقا للطغاة على وجه الأرض وفي هذه الدنيا ) ودعاؤنا إياك يا الله منبثق منك أيضا تجريه أنت على ألسنتنا وأنت أعلم بحاجاتنا منا ( الدعاء عين الاستجابة وإذا أراد الله قضاء حاجة لعبده أجراها على لسانه . انظر الكتاب الثالث الأبيات :
« 449 »
361 - 370 وشروحها ) وإن شئت أيضا منحتنا ما نريد دون ان نطلبه منك ، فكنوز إحسانك لا تنفد ، ولو أعطيت كل الخلق ما يطلبون ما نفدت خزائن رحمتك وما نقصت .
( 1348 - 1354 ) : عندما يكون ثمة بسط ، يصبح العالم كله راقصا ، وانظر في الربيع إلى الأغصان والأوراق تصفق وتهتز وترقص ، لقد نجت من سجن التراب الذي حبست فيه في الشتاء فكأنها تتغنى بالآية الكريمة «كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى» ( الفتح / 29 ) ، وكما تنمو الزروع من قاع التراب ، يصبح كل غصن منها وكل ثمرة فيها مسبحة لله تعالى على عطاياه .
( 1355 - 1357 ) : وهكذا تكون الأرواح عندما تنجو من سجن الأجساد وتترك علائقها المادية والترابية ، تسعد لخلاصها من سجنها ، وتصبح راقصة في فضاء عشق الأحد ، فالأجساد عندما تكون راقصة منهمكة في وجد السماع تنال نصيبا من رقص الأرواح ، ولا تسل عما يحدث لها ، تفقد سيطرتها ، تضحك ، تبكى ، تمزق الخرقة والعمامة ، كل هذه الأمور من فعل الأرواح لا الأجساد فالأرواح هي التي تحرك الأجساد ، وتحرك أولئك الذين نجوا من سجن الجسد وأصبح دورانهم ( الأصل في الرقص المولوي الدوران ) مع الولي الكامل حول روح الأرواح ( إستعلامي 1 / 279 ) وفي نص استعلامى وانكه كرد جان : وترجمته ما حول الروح ، أما عند المولوي ( 1 / 265 ) وانكه كردد جان : وما يتحول إلى روح .
( 1358 - 1361 ) : الحديث عن أولئك الكبراء العظماء الذين لم يتعظوا بقصة أرنب يجندل أسدا بحيث صار عارا على الأسود ، وأخذوا يتفاخرون بالألقاب المطنطنة من أمثال فخر الدين ( ليست إشارة إلى فخر الدين الرازي العدو اللدود لبهاء الدين ولد والد جلال الدين ، بل هي إشارة إلى كل من يلقب نفسه بهذه الألقاب الطنانة الرنانة ) ، وهم أسارى ملقون في جب النفس الأمارة بالسوء
« 450 »
يشغلون أيامهم بالجدل والمراء والاستدلال والقياس وكل أدوات علماء الظاهر ، في حين أن نفوسهم في خواء بلقع لا تجد من يمد يده إليها ليأخذ بيدها من هذا الخواء ومن هذا الجب .
( 1326 ) : أبشروا يا قوم إذ جاء البشير : قال فروزانفر أنها مأخوذة من مطلع للشاعر الأنورى :
أبشروا يا أهل نيسابور إذ جاء البشير إذ دخل الموكب الميمون للمنصور الوزير ( شرح فروزانفر ص 480 )
( 1377 - 1381 ) : يفرق مولانا بين مصطلحين : أهل الظن وهم أصحاب علوم الظاهر ، وأهل الرؤية أو الصوفية العارفين ، ولا تزال الحرب سجالا بينهم ، وكل منهم له أدواته وله حججه ، وكل منهم ينتصر فترة من الفترات ( لمولانا رأى في موضع آخر هو ان الله تعالى يهب كل جماعة حججها وأسانيدها لكي تستمر هذه الحرب فيما بينهما ولو شاء تعالى لحسمها ) ، كما أن مولانا يقول هنا : حذار ولا تلق بنفسك في مهاوى التهلكة ، فليس كل أرنب يستطيع ان يجندل كل أسد ، وأنا هي نوبة لك يكون لك فيها التأييد الإلهى ، والتأييد الإلهى يكون للبشر العاديين مرحلة بمرحلة ، وللملوك الصوريين في أدوارهم ونوباتهم ، لكن عظماء الدين وأولياء اليقين من أصحاب الملك الدائم ، فلا تزل كئوس العلم الإلهى والفيض الرحماني تدور عليهم كرة بعد كرة ولا تنقطع عنهم .
مواضيع ذات صله :
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2020
(579)
-
▼
أغسطس
(176)
- 19 - الهوامش والشروح 2362 - 2667 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1975 - 2361 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1474 - 1974 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1026 - 1474 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 536 - 1025 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 31 - 535 المثنوي المعنوي جلال...
- 13 - الهوامش والشروح 01 - 30 المثنوي المعنوي جلال ...
- 12 - حكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزو...
- 11 - حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذ...
- 10 - حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقد...
- 09 - حكاية الشيخ محمد سررزى الغزنوي .المثنوي المعن...
- 8 - حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول ...
- 07 - الملك إياز ومعنى أرنا الأشياء كما هي ومعنى ل...
- 60 - قصة أهل ضروان وحسدهم للفقراء .المثنوي المعنوي...
- 05 - مثال لعالم الوجود الذي يبدو عدما وعالم العدم ...
- 04 - حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه ا...
- 03 - الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الخامس .المثنوي المعنوي ...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - الهوامش والشروح 3637 - 3858 المثنوي المعنوي ج...
- 20 - الهوامش والشروح 3085 - 3636 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 2628 - 3084 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 2202 - 2627 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1263 - 1738 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 781 - 1262 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 521 - 780 المثنوي المعنوي جلا...
- 13 - الهوامش والشروح 37 - 520 المثنوي المعنوي جلال...
- 12 - الهوامش والشروح 01 - 36 المثنوي المعنوي جلال ...
- 11 - قصة ذلك الجدول والصيادين والسمكات الثلاثة الع...
- 10 - أطوار خلق الإنسان ومنازلة من البداية .المثنوي...
- 09 - حكاية ذلك الأمير الذي اتجه اليه الملك الحقيقي...
- 08 - مشورة فرعون مع وزيره هامان في الإيمان بموسى ع...
- 07 - حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على...
- 06 - جلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبه...
- 05 - إنذار سليمان عليه السلام لبلقيس طالبا منها أل...
- 04 - الحكماء يقولون أن الإنسان هو العالم الأصغر وإ...
- 03 - حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي ا...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 26 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 25 - الهوامش والشروح 4564 - 4814 المثنوي المعنوي ج...
- 24 - الهوامش والشروح 4039 - 4563 المثنوي المعنوي ج...
- 23 - الهوامش والشروح 3568 - 4037 المثنوي المعنوي ج...
- 22 - الهوامش والشروح 3132 - 3567 المثنوي المعنوي ج...
- 21 - الهوامش والشروح 2740 - 3131 المثنوي المعنوي ...
- 20 - الهوامش والشروح 2308 - 2738 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 1880 - 2307 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1406 - 1879 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 778 - 1405 المثنوي المعنوي جل...
- 16 - الهوامش والشروح 497 - 778 المثنوي المعنوي جلا...
- 15 - الهوامش والشروح 69 - 496 المثنوي المعنوي جلا...
- 14 - الهوامش والشروح 01 - 68 المثنوي المعنوي جلال ...
- 13 - بيان أن الطاغية في عين قهره مقهور وفي عين نصر...
- 12 - قول الشيطان لقريش تعالوا لقتال أحمد فسوف أساع...
- 11 - كل ما هو غفلة وكسل وظلمة كله من الجسد فهو أرض...
- 10 - قصة نجدة الرسول عليه السلام لقافلة من العرب ه...
- 09 - حكاية الأرانب التي أرسلت أحدها برسالة إلى الف...
- 08 - حكاية ذلك الذي كان طالبا للرزق الحلال بلا كسب...
- 07 - صفة بعض الأولياء الراضين بالأحكام فلا يدعون ...
- 06 - قصة انشغال عاشق بقراءة كتب العشق في حضور معشو...
- 05 - تشبيه فرعون وادعائه الألوهية بابن آوى .المثنو...
- 04 - حركة السيد نحو القرية .المثنوي المعنوي جلال ا...
- 03 - قصة آكلي ولد الفيل من الحرص .المثنوي المعنوي ...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الثالث المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 32 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 25 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 30 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - هوامش وشروح 3521 - 3826 المثنوي المعنوي جلال ...
- 20 - هوامش وشروح 3038 - 3530 المثنوي المعنوي جلال ...
- 19 - هوامش وشروح 2614 - 3037 المثنوي المعنوي جلال ...
- 18 - هوامش وشروح 2146 - 2614 المثنوي المعنوي جلال ...
- 17 - هوامش وشروح 1724 - 2145 المثنوي المعنوي جلال ...
- 16 - هوامش وشروح 1231 - 1723 المثنوي المعنوي جلال...
- 15 - هوامش وشروح 846 - 1230 المثنوي المعنوي جلال ا...
- 14 - هوامش وشروح 506 - 845 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 13 - هوامش وشروح 113 - 505 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 12 - هوامش وشروح 01 - 110 المثنوي المعنوي جلال الد...
- 11 - تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي المثنوي المعنوي ...
- 10 - حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي...
- 09 - إيقاظ إبليس لمعاوية قائلا استيقظ فهذا وقت الص...
- 08 - ذهاب المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لعيادة أحد ا...
- 07 - إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي...
- 06 - مجيء الرفاق إلى البيمارستان لعيادة ذي النون ا...
- 05 - اختبار الملك لذلكما الغلامين اللذين اشتراهما ...
- 04 - بيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع ...
- 03 - ظن ذلك الشخص الخيال هلالا في عهد عمر المثنوي...
- 02 - مقدمة مولانا وحكمة التأخير المثنوي المعنوي جل...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 31 - الهوامش والشروح الأبيات من 3735 - 4018 المثنو...
- 30 - الهوامش والشروح الأبيات من 3410 - 3734 المثنو...
- 29 - الهوامش والشروح الأبيات من 3026 - 3409 المثنو...
- 28 - الهوامش والشروح الأبيات من 2615 - 3025 المثنو...
- 27 - الهوامش والشروح الأبيات من 2255 - 2614 المثنو...
- 26 - الهوامش والشروح الأبيات من 2115 - 2254 المثنو...
- 25 - الهوامش والشروح الأبيات من 1923 - 2114 المثنو...
- 24 - الهوامش والشروح الأبيات من 1557 - 1922 المثنو...
-
▼
أغسطس
(176)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق