الأربعاء، 12 أغسطس 2020

17 - هوامش وشروح 1724 - 2145 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

17 - هوامش وشروح 1724 - 2145 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

17 - هوامش وشروح 1724 - 2145 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)

شرح إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي
( 1725 ) : ورد أصل الحكاية المذكورة هنا فيما يرى فروزانفر ( مآخذ / 60 ) في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه وفي شرح نهج البلاغة ، وفي كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة ، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني ، وإحياء علوم الدين للغزالي .
 
( 1741 - 1742 ) : [ إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، فيقول : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ . يا ابن

 
« 413 »
 
آدم استطعمتك فلم تطعمني ، قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟
قال : أما علمت أنه إستطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم إستسقيتك فلم تسقني ، قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : إستسقاك عبدي فلان فلم تسقه ، أما أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي ] ( جلبنارلي : 2 / 229 )
 
( 1743 ) : [ لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، وقدمه التي يسعى بها ، ويده التي يبطش بها ] ( أحاديث مثنوي / 18 - 19 ) .
 
( 1747 ) بالطبع لأنه اسم فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
 
( 1755 ) : [ ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق ] ( أحاديث مثنوي / 58 ) ( 1764 ) [ إن الله لا ينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] ( أحاديث مثنوي / 59 )
 
( 1770 ) أخطاء المحبين في التعبير بمثابة دماء الشهداء شرف لهم ، ودليل على حرقة القلب وصدق العبادة ، فالغائب الثمل لا ينمق العبارة ، وخطؤه هذا بمثابة دماء الشهيد التي ينبغي أن يكفن بها ، فهي شاهد له لا عليه [ ويبعث يوم القيامة ، واللون لون الدم ، والريح ريح المسك ] .
 
( 1773 - 1775 ) : لقد وصل الراعي إلى الكعبة « الكعبة هي القلب كما أشار مولانا في أكثر من موضع من ديوان شمس » فما فائدة التحري والسؤال عن القبلة ؟ وإذا وجدت الحرقة ، فما فائدد تنسيق الألفاظ ؟ ، الياقوت ياقوت سواء وجد عليه ختم أو لم يوجد .
 
 
« 414 »
 
( 1776 - 1780 ) : السر في مصطلح الصوفية مرتبة من المراتب الروحانية للكمال ، وكل وجود ترابي ينبغي له سبع مراتب : الطبع والنفس والقلب والروح والسر والخفي والأخفى . فالوحي للسر ، ولا علاقة للوحي بالروح أو القلب ، فلا يزال فيهما بعض آثار البشرية ، وفيهما الحقيقة ومشاهدة الحقيقة معا . هذه الحالة غير قابلة للتفسير ، فإذا كان موسى عليه السلام وهو نبي لم يتحملها ، فكيف بكم ؟ وأنا لو تحدثت عنها لما تحملتها العقول ، ولانكسرت الأقلام .
 
( 1783 - 1786 ) : المفتون الذي يمضي في الصحراء إلى غير غاية ، لا يكون خطوه مستقيما ، لأنه لا يهدف في مشيه إلى وجهة معينة ، بل يكون سيره كنقلات الفيل والرخ في الشطرنج ، حينا يكون خفيفا بحيث لا يترك أثرا على الرمل وكأنه موج ، وحينا يكون يائس الخطى بحيث يظهر أثره كله كأنه سمكة ، حينا يجلس ويخط خطوطا في الرمال ، وكأنه ضارب رمل .
 
( 1789 - 1790 ) : ليست هناك رعاية للتدابير والآداب لمن هو متصل بالحق إذ أنه « بين الأحباب تسقط الآداب » ، وإن نطقوا بالكفر فهو دين . فدين العاشقين يهب قلوبهم النور ، وعشاق الحق هم الملاذ في الدنيا ( أنظر : زلته في حكم الطاعة عند الحق في الكتاب الأول البيت 1598 ) ، إنك أصبحت معافا مرحوما أيها الراعي مصداقا لقولهيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ( إبراهيم / 27 ) .
 
( 1791 - 1794 ) : يرد الراعي : لم تعد المشكلة مشكلة تعبير وبيان ولسان ، المشكلة الآن في القلب الذي أصبح غارقا في الدم في طريق الفناء ، ذلك أني بما حدث لي من جذب ، جاوزت سدرة المنتهى ، ويسر لي المعراج الروحي ، لقد ضربتني يا موسى بسيف تأديبك فانطلق جواد روحي ، وقفز وجاوز الأفلاك
 

« 415 »
 
، ومع أني في الظاهر في الناسوت ، صرت أحد أسرار العالم الإلهي ، فالثناء على يدك .
 
( 1795 - 1804 ) : على كل حال فأنا لا أستطيع التعبير عن أحوالي ، وما تراه أو تحسه صورتك أنت ، وما تسمعه نفختك في الناى ، وكلاهما ليسا جديرين بالمرآة أو بالناي ، وحمدك وشكرك مهما نمقت فيهما ، فهما أشبه بهراء ذلك الراعي
[ لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ]
لأن المقياس هنا ليس كلام الراعي ، بل قيمة المخاطب ، وكله سواء : قولك وقول الراعي وقول الخطباء والفصحاء ومديح الشعراء في جناب الحق ، كله لا يساوي شيئا ، وهذا تعرفه عندما يكشف الغطاء يوم القيامة ، فتعلم أن أوصافك دون الموصوف بكثير ، وأنه من قبيل الرحمة فحسب أن قبل منك هذا الذكر الناقص ، إنه يقبله كما تقبل صلاة الحائض فهي رخصة ، وهي ملوثة بالدم ، والذكر الذي تقوم به أنت فيه تشبيه وفيه حديث عن الكيفية ، ودم الحائض يطهر بالماء ، لكن نجاسات الباطن . . كيف تطهر ؟
إنما لا يطهرها شيء إلا لطف الخالق سبحانه وتعالى ورحمته .
 
( 1805 - 1808 ) : لا يزال الكلام لمولانا جلال الدين : ليتك تنتبه وأنت في سجودك إلى قولك سبحان ربي الأعلى ، إنه يعني : سجودي هذا كوجودي تماما غير جدير بك ، وهو شر مني ، لأني لست أدري معناه الحقيقي وهو تنزهت عن كل صفة يصفك بها البشر ، أو « سبح اسم ربي الأعلى تسبيحا عما لا يليق بشأنه » ( أنقروي / 2 - 296 ) ، وعلى هذا فذكري هذا شر ، لكنك تجازيني عليه بالخير حلما منك ، ذلك الحلم الذي شمل الأرض كلها ، تلقي عليها أيها الإنسان بخبثك فتستره ، وتمبت بدلا منه الزهور والبراعم .
 
« 416 »
 
( 1809 - 1819 ) : من هنا يعد الكافر من وجهة نظر العطاء والجود أقل من التراب ، وهذا بعكس الصوفي « لأنه كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها الاكل مليح » ( أنقروي / 2 - 296 ) ، والكافر لا محالة نادم على هذا ، يعلم أنه أقل من التراب يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ ، وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ( النبأ / 40 )
إن ميله كله إلى التراب ، لأنه لم يحمل إلى الحضرة من سفره ما ينفعه ، فهو يتقهقر ، وبخله وحرصه هو سبب تقهقره ، وهو نبات يلتصق بالأرض ولا يسمق ولا ينمو ، ولا يطمح إلى العلا فيموت ، والروح ميالة إلى العلا ، فلا تحبسها في طين الأرض ، ولا تقلب طبيعة وجودك ، فلقد نزلت من السماء إلى الأرض ، أو على حد قول ملا هادي السبزواري ( شرح / 145 )
كل موجودات هذا العالم الأدنى ظلال وانعكاسات لموجودات العالم الأعلى ، وفي الحقيقة كل الموجودات ظلال للوجود الأحدي ، ومن ثم مطلوب منك أن تنظر دائما إلى موطنك ، لا أن تكون آفلا ، فالله لا يحب الآفلين .
 
( 1820 - 1829 ) : يقدم سيدنا موسى عليه السلام بعض الأسئلة إلى الخالق سبحانه وتعالى ( من قبيلها أيضا ما ورد في الكتاب الرابع الأبيات : 3001 - 3029 )
ويرى استعلامي ( 2 / 263 ) أن البحث الذي يدور هنا حول تفسير لحكمة الله تعالى في خلق الكفرة والعصاة مع سابق علمه تعالى بأنهم سوف يكونون من الكفرة والعصاة .
والواقع أن الأبيات تحتوي على أكثر من قضية من القضايا التي كان يحلو لمولانا جلال الدين الخوض فيها ، سؤال موسى عليه السلام : ما المقصود بكل هذا الإعوجاج الذي يسود العالم من حولنا ؟
غلبة الظلمة وأنين المظلومين ، وهذا التناقض الشديد الذي نراه ، وتلك المظاهر التي تثير الغيظ والثورة ، ثم ما هو السر في خلق الإنسان في أحسن تقويم ، ثم أفوله وشيخوخته

 
« 417 »
 
وموته ، ويتدارك موسى عليه السلام : إنه يعلم أن كل هذا لحكمة ، وهو لا يعترض ، إنه يسأل فحسب ، والملائكة عندما اعترضوا على خلق آدم ، أبدى لهم الله سبحانه وتعالى السر بعرضه لنور آدم عيانا ، وموسى عليه السلام يريد الجواب أيضا عيانا ، فالله سبحانه وتعالى هو كاشف الأسرار ، الحشر يكشف سر الموت ، والثمرة تبوح بسر الشجرة ، وهلم جرا .
 
( 1830 - 1845 ) : لكل شيء سر ، هذا أمر معلوم ومفهوم . حسن الإنسان هو سر الدم والنطفة ، وكل رحمة في الآخرة لا بد وأن يسبقها في الدنيا بلاء ومعاناة ، فكل زيادة يسبقها نقصان ، وكل بناء يسبقه هدم وإليك هذه الأمثال :
لوح الكتابة يغسل ويمحى في البداية ثم يكتب عليه ، والقلب يعاني العذاب ويصير دما حتى تكتب عليه أسرار الإله ، والمنزل عند بنائه يحفر أساسه ، والأطفال ينوحون من إبرة الحجام وفيها خيرهم ، والحمالون يتخاطفون الأحمال على ثقلها فكلما كانت أثقل كان نفعها أكبر ، واقرأ الحديث النبوي الشريف
[ حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ]
ومن عكف على لذائذ الشهوات هنا ، صار إلى النار هناك ، ومن عانى مشقة الطريق وناره هنا ، مضى إلى الجنة هناك ، هذا البلاء الدنيوي إذن مقدمة للنعمة الأخروية ، وهذا هو ما تلاحظه حتى في الدنيا ، السجين سجين بسبب شهوته ، والعظيم عظيم بسبب تحمله المشاق وصبره على التكسب .
 
( 1846 - 1851 ) : وهناك صنفان من البشر : صنف نافذ البصر ، ينظر بنور الله ، يرى أن الأمر كله يرجع إليه ، وصنف مقيم على الحس يتوخى الأسباب . الأول روحه خارج الطبائع أي لا يعتبر الطبائع وانسجامها أو تنافرها سببا لكل شيء ، ومن ثم فهو المميز بخرق الأسباب ، أي لا يتوقف عند الأسباب
 
« 418 »
 
ولا يرى أنها تؤدي إلى نتائج حتمية ، فالطبيب سبب لكن ليس من المحتم أن يؤدي علاجه إلى الشفاء ، وهذا الصنف الآخر كالمصباح يحتاج إلى فتيل ، لكن هل تحتاج الشمس إلى فتيل؟ وسقف الدار في حاجة إلى طلاء، لكن هل يحتاج ذلك سقف السماء؟
 
( 1852 - 1865 ) : وقفة أخرى من وقفات مولانا : اغتنم الوقت الذي يكون فيه الحبيب معك في خلوة الليل فسرعان ما يطلع النهار وتعود إلى حالتنا اليومية .
والقمر لا يتجلى إلا ليلا ، فكن دائما على استعداد لهذا القمر ، ولا يكون هذا الاستعداد إلا بالبحث من أعماق القلب ، تربية عيسى ( الروح ) وإهمال حمار عيسى ( الجسد ) ، وانك لم تسمع « أخروهن » من الحديث النبوي »
[ أخروهن من حيث أخرهن الله ]
وربما تكون قد سمعته ، وفهمت منه أن المقصود من هذا الحديث النساء ، وسقت طويلا في هذه المعاني متناسياً النصوص التي توصى بهن ، ولم تدر أن المراد هو النفس وهي حمارية الطبع فأخرها ، واجعل العقل متقدما إياها ، لا تابعاً لمزاجها ، تراني شبهتها بحمار عيسى ؟ !
أبداً ، إنها حتى لا تصل إلى هذا المستوى ، فحمار عيسى كان منقاداً لعيسى متأثرا بقوته الروحية العظيمة منقادا لها ، ولا تحرن المطية إلا إذا كان الفارس ضعيفاً ، فإذا عز عليك الدواء لا تطلب الداء إلا منه ، والزمه ، فإنه هو القادر على علاج ما بك من ألم وضعف .
 
( 1866 - 1881 ) : حتى وإن كنت عيسى ، حتى وإن كانت لك روح قوية كروح عيسى عليه السلام وكان لك نفس يحيى الموتى كنفسه ، فالأمر منك في حاجة إلى جد واجتهاد ، فعيسى نفسه عانى من اليهود ، ويوسف عانى من الاخوة الماكرين الحسودين ، وأنت لا بد ستعانى من هؤلاء الحمقى الغاضبين
 
« 419 »
 
الصفراويين ، الذين يصبون حقدهم عليك فينقلب إلى ازعاج لك ووجع رأس ، فهل يقعدك هذا عن الطريق ؟ !
هل يمنعك عن إتمام الطريق ؟ ! هل يحول بينك وبين مجاهداتك ورياضاتك وتفردك العظيم ؟ ؟ !
إنك أنت العسل ، وهؤلاء الناس هم الخل ، وعلاج الصفراء الناجع بمخلوط العسل والخل ، وإن زاد أهل الجحيم هؤلاء في نسبة الخل فزد أنت في نسبة العسل ، قدم أنت الخير إن قدموا لك الشر ، وهم يفعلون ما هم جديرون به ، فافعل أنت ما أنت جدير به [ صل من قطعك واعط من منعك وأعف عمن ظلمك ] ،
وليكن تأسيك بمحمد صلى الله عليه وسلم ، تعرض لما لم يتعرض له بشر ، وكان رده الدائم : [ اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ] ،
 
 لتكن محترقا كالعود تنشر الأريج وأنت تحترق ، فإن احترق العود ، فإن منبع العود موجود وهو أصل النور ، وليكن صفوك دائما مع العاقل ، فجفاء العاقل خير من وفاء الأحمق الجاهل ، وهكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ يا بنى إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ]
( منسوبة في شرح نهج البلاغة إلى علي رضي الله عنه ومنسوبة في عيون الأخبار إلى عمر رضي الله عنه ورويت كحديث في اللؤلؤ المرصوع وقال إنه موضوع - فروزانفر : أحاديث / 60 - 61 ) .
 
( 1882 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت أورد فروزانفر ( مآخذ 61 - 62 ) حكايتين من فردوس الحكمة والفرج بعد الشدة قريبتين منها في بعض المواقع إلا أنهما لا ينطبقان عليها ، والواقع أن مولانا استفاد من حكاية قيىء لقمان للفاكهة المذكورة في الكتاب الذي بين أيدينا ، والعاقل هو المرشد والنائم الذي دخلت الحية في بطنه هو المريد الجاهل ، وما قام به المرشد من مكابدات مع النائم حتى يخرج
 
« 420 »
 
الحية ، كناية عن الجهود التي يقوم بها المرشد لتخليص المريد حتى وإن كان هو غافلا عنها .
 
( 1915 - 1919 ) : الحديث عن النفس الأمارة بالسوء [ أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ] فضلا عن حديث آخر استفاد منه مولانا في وصفه [ لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلًا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون لله تعالى ، لا تدرون تنجون أو لا تنجون ] ( أحاديث مثنوى : 61 ) .
 
( 1920 ) : عن أبي بكر الربابى ( أنظر شروح البيت 1577 من الكتاب الذي بين أيدينا ، والشطرة الثانية من نفس البيت إشارة إلى حكاية واردة في الكتاب الثالث ، الأبيات 1844 - 1856 ) .
 
( 1922 - 1925 ) : الكلام هنا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم و يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ إشارة إلى بيعة الرضوان ، وتوارد " اليد الطولى " أي القوة التي لا يفهمها الضعفاء ، اليد القادرة بإشارة من طرف الإصبع على شق القمر .
 
( 1926 ) : من هنا حديث للعاقل مع النائم الذي أخرج الحية من بطنه .
 
( 1935 ) : مصدر الحكاية كما أورده فروزانفر ( مآخذ / 62 - 65 ) كتاب فرائد السلوك ، الذي انتهى تأليفه سنة 610 هـ
- والمصدر يذكر قرداً بدلًا من دب ويرى أن فحوى الحكاية ناظرٌ إلى قول الإمام علي رضي الله عنه : يا بنى إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، وقول عبد الله بن داود بن حربي : " كل صديق ليس له عقل أشد عليك من عدوك " وجاء في شعر صالح بن عبد القدوس :عدوك ذو العقل أبقى عليك * من الصاحب الجاهل الأخرقوضرب المثل بالحكاية في المأثور الشعبي الفارسي : فيقال ( دوستى خاله خرسه ) عداوة الخالة الدبة لصداقة الجاهل الغادر . وكتب محمد على جمالزاده الكاتب

 
« 421 »
 
المعاصر قصة مستخدماً المثل كرمز سياسي للصداقة المدعاة من قبل الروس لإيران في مرحلة من تاريخها ( أنظر مجموعة يكى بود يكى نبود ) .
 
( 1936 - 1942 ) : يتحدث مولانا هنا عن المسؤولية الاجتماعية عن العارفين :
ليس العارف معتزلًا ، همه أن ينقذ نفسه ، بل هو موكل بالدفاع عن المظلومين والمطحونين ، تحركهم الرحمة ، فهم جزء من الرحمة الكلية ، وهم ملح الأرض ، ودواء الخلل ، وهم الدواء الذي يبحث عن الداء والماء الذي يبحث عن الظامىء . وعند الأفلاكى 1 / 260 ذكر لبيت " أن المدد يكون لأسود لرجال . . . الخ " في معرض ما حدث من خراب لبلخ بعد خروج بهاء ولد منها ( أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الأول ) .
 
( 1934 - 1954 ) : الحديث عن الرحمة الإلهية ، ولكي تنزل عليك اعتبر نفسك وحياتك الدنيا هباءً ، حينذاك تنصب عليك المعرفة الإلهية التي تسترك ، ورحمة الله واسعة متصلة لا حدود لها ، فداوم على طلبها ، ولا تقنع بالقليل منها ، وفكر فيما وراء عالم المادة ، حينذاك تسمع الأنغام مما وراء العرش ، تخلص من كل ما يحول بينك وبين هذه المرتبة : طهر أذنك من الوسواس ، وعينيك من الشعر وأنفك من الزكام ، وداخلك من الحمى الصفراء ، ورجولتك من العنة ، وروحك من نير الجسد ، ويدك وعنقك من نير البخل ، تنال جزاء كل فعل ، تسمع ضجيج الفلك ، وترى بستان الله ، وتشم ريح الله ، وتحس بلذة الدنيا ، وتتزوج الحور العين ، وتطوف حول محفل الرجال .
 
( 1955 - 1958 ) : وإن لم تستطع أن تفعل ذلك ، فاحمل كل همومك إلى كعبة اللطف ، ونح وتضرع فهذه هي وسيلة الوعي وعامل اليقظة ( أنظر 630 و 832 و 1552 من الكتاب الأول ) وهو أحن عليك من الأم على طفلها ، وحاجتك طفل
 
« 422 »
 
لا بد أن يبكى حتى يفور ثدي الأم باللبن ( أنظر لتفصيل الفكرة الكتاب الخامس ، الأبيات 135 - 144 وشروحها وأنظر الكتاب الذي بين أيدينا البيتين 446 - 447 وشروحهما ) ألم يقل قُلِ ادْعُوا اللَّهَ ( الاسراء / 110 ) والدعاء لله هو بكاؤك وتضرعك .
 
( 1959 - 1964 ) : هزيم الريح وانصباب المطر من السماء هو الإجابة على دعائك ، وهذا هو معنى وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ( الذاريات / 22 )
والمعنى : إن التصاقك بالأرض لا معنى له إذا كان رزقك في السماء ، وخوف الفقر هو الذي يضلك الشيطان يخوفكم الفقر ويأمر بالفحشاء وفيك لمة من الملك ولمة من الشيطان ، لمة تدعوا إلى العلا ، ولمة تدعو إلى الحضيض ، ولست أقصد بالرفعة هنا رفعة المكان ، بل هي كمال العقل وكمال الروح التي تتصل بالملأ الأعلى .
 
( 1965 - 1974 ) : يوضح أن الرفعة ليست بالمكانة ، فمن المعروف أن الأسباب مقدمة في الظاهر على نتائجها ، لكن حتمية وجودها في أنها تسبب هذه الآثار ، والعظماء في الدنيا في مكانة أعلى ، لكن [ رب أشعث أغبر ] يكون في مكانة عند الله أفضل منهم جميعاً ، والأسباب مقدمة في العمل والنتائج مقدمة في الأثر .
 
( 1976 ) : الشطرة الثانية ناظرة إلى الآية الكريمةوَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ.
 
( 1977 - 1986 ) : حيلتك ومكرك مصدرها الخالق ، فعد إلى الخالق ، وكل ما هو موجود في منخفض ( الماء مثلا ) إنما هبط من السماء ، ونظرك إلى أعلى يهبك النور وإن كان يأتيك بالدوار في البداية ، وبعدها يتضح لك كل شئ : أمارة

 
« 423 »
 
النور تدرك أن في شهوتك مماتك ونهايتك ، وتدرك أن تجربتك محدودة ، وأنك مغرور بعمل قليل ، متمرد على أستاذك بهذا العلم القليل فيكون مصيرك كالسامري أضله علم قليل تعلمه من موسى عليه السلام وقضى عليه ( أنظر الكتاب الأول 2269 ) .
 
( 1987 - 1996 ) : المعرفة الناقصة تردى صاحبها ، تجعل منه رئيسا ثم تطيح برأسه ، فكن في حمى شيخ كامل " قطب " واستفد منه ، فعملتك مزيفة ، وعملته صحيحة ، وكمال ذاتك بهمتك ، فكن كالقطا باحثا عنه متسائلًا في كل مكان : كو كو : أين . . . أين ؟ ؟
ولكي تكون مستعدا لخدمة البشر ينبغي أن تلزمه في البداية ، وإلا كنت كالدب في فم الأفعوان ، وأكرر عليك ، التضرع والبكاء هما الوسيلة والشيخ هو واسطة العناية ، فزاول الأنين كما أن الدب ، لكن كن في أنينك خاشعاً طيباً حسن الصوت وإلا كنت كمن سأروى لك حكايته .
 
( 1997 ) : أرجع فروزانفر الحكاية التي تبدأ بهذا البيت إلى محاضرات الراغب الأصفهاني ، كما وردت الحكاية في شرح نهج البلاغة ، وأشار شاعرٌ إلى هذا بقوله :اثنان إذا عدا * حقيقٌ بهما الموت
فقير ماله زهد * وأعمى ماله صوت( مآخذ / 65 )
 
( 2004 - 2014 ) : إن اعتراف الأعمى قبيح الصوت بما فيه من عيب ، أبدى قلبا رقيقاً حساساً انعكس على صوته فجعله حلوا ، وإلا فإن أسود القلب الذي لا يرى عيبه يكون صوت قلبه ايضاً قبيحاً ، فيكون ذا ثلاث عاهات لا عاهتين ، وربما كان قلب ذلك الأعمى قد تعرض للطف أحد المشايخ المرشدين فرقق قلوب المحسنين عليه ، ومن هنا يدعو الكافر فلا يستجاب له بل يستجاب عليه ب

 
« 424 »
 
اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ( المؤمنون / 106 ) ، وفي البيت 2014 إشارة إلى المثل العربي : " آخر الدواء الكي " .
 
( 2040 ) : عودة إلى قصة السامري وعجله الذهبي وموسى عليه السلام ( انظر 2269 من الكتاب الأول ) ويرى فروزانفر أن الأفكار المذكورة هنا ناظرة إلى بيت لسنائى الغزنوي :
العوام يؤمنون بألوهية العجل * لكنهم لا يؤمنون برسالة نوح ( ديوان / 498 ) ( عن مآخذ / 65 ) ( 2043 ) : إشارة إلى معجزة شق البحر بالعصا ( البقرة / 50 ) .
( 2045 ) : إشارة إلى المن والسلوى في تيه بني إسرائيل وانبجاس الماء من الصخر ( البقرة 57 و 60 ) .
 
( 2070 ) : أَعْرِضْ عَنْهُمْ ( السجدة / 30 ) .
( 2071 - 2079 ) : عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى . وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى . أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى . فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى . وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى . وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى . وَهُوَ يَخْشى . فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ( عبس / 1 - 10 ) ،
 
والإشارة إلى مجىء ابن أم مكتوم ، وكان ضريراً وقوله للرسول صلى الله عليه وسلم أثناء جلوسه مع وجوه قريش ( عتبة بن ربيعة ، وأبى جهل ، والعباس ، وأمية ) : علمني مما علمك الله ، وإشاحة الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهه عنه ، ثم نزول الآيات ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يهش في وجهه بعدها كلما رآه ويقول له : أهلا بمن عاتبني فيه ربى ، ( مولوى 1 / 450 ) .
 
وفي تعليق للسبزواري (شرح ص 146) أن هذه لم تكن معصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العبوس والتهلل في وجه الأعمى يستويان .
 
( 2081 ) : [ الناس معادن خيارهم في الجاهلية ، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ]

 
« 425 »
 
( أحاديث مثنوى / 61 - 62 ) وعند جلبنارلى ( 2 / 258 ) رواية أخرى عن الجامع الصغير : [ الناس معادن والعرق دساس وأدب السوء كعرق السوء ] .
 
( 2099 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت ، قال فروزانفر ( مآخذ / 66 ) أنها مأخوذة عن حكاية وردت في قابوس نامه عن محمد بن زكريا الرازي ( المتوفى سنة 320 ه ) وذكر استعلامى انها تكررت في مصادر عديدة قبل مولانا ، ووردت في بعض المصادر القديمة عن أبو قراط .
 
( 2106 ) : هناك مثل فارسي يقول :
كل طائر يطير مع جنسه * الحمامة مع الحمامة والبازي مع البازي وفي المثل العربي " كل طير يطير مع شكله " ( 2107 ) : المثل الذي يبدأ بالبيت مأخوذ فيما يرى فروزانفر (مآخذ / 66) عن المجلد الثاني من إحياء علوم الدين للغزالي.
 
( 2116 - 2120 ) : وإذا أتتك مذمتي من ناقص ، فهي الشهادة لي بأنى كامل .
( 2144 ) : إشارة إلى الآية الأولى من سورة المائدةيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، والآية 89 من نفس السورةوَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ.
.

* * *
.

هوامش وشروح 1724 - 2145 على منتدى إتقوا الله ويعلمكم الله  

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: