الاثنين، 10 أغسطس 2020
Rumi
04 - قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)
قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت في الحانوت
- كان هناك أحد البقالين ، وكان لديه ببغاء حسن الصوت أخضر اللون ، فصيحا .
- كان مقيما في الحانوت حارسا له ، وكان يفاكه كل التجار .
250 - وكان عند مخاطبته البشر ناطقا ، كما كان في تغريد اللبغاوات حاذقا . « 2 »
- فقفز وهرب من صدر الحانوت يبحث عن ملجأ ما ، فصب زجاجات ماء الورد .
- وأتى سيده من الدار إلى الحانوت ، وكعادة التجار جلس مطمئنا أمام الحانوت .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 134 : وتقدم قليلا حتى أروى لك حكاية ، ربما تجد نصيبا من بيانى .
( 2 ) ج / 1 - 144 - : كان السيد قد ذهب إلى منزله ذات يوم ، وكان الببغاء يحرس الحانوت .
- وقفز قط فجأة في الحانوت في أثر فأر ، والببغاء خوفا على روحه . . .
« 59 »
- فرأى الحانوت مليئا بالزيت والقماش بالبقع ، فظل يضربه على رأسه حتى أصيب بالقراع .
- فامتنع عن الكلام عدة أيام ، وتأوه البقال ندما .
255 - وأخذ يقتلع لحيته ويقول : وآسفاه ، إن شمس نعمتي قد غطاها السحاب .
- ليت يدي قد قطعت حين ضربت حلو اللسان هذا على رأسه .
- أخذ يقدم الصدقات لكل الدراويش ، حتى يدعو لطائره بأن يعود إلى النطق .
- وكان يبدي لذلك الطائر كل ما يخفيه من " عجيب وغريب " عله يبدأ في النطق . « 1 »
260 - وفجأة مر درويش " قلندرى أو بكتاشى " عارى الرأس ، برأس حليقة كظهر الإناء أو الطست .
- فبدأ الببغاء في النطق في تلك اللحظة ، وكأحد العقلاء صاح بالدرويش :
- لأي سبب سلكت أيها الأقرع بين القرع ؟ تراك سكبت الزيت من الزجاجة ؟
- ومن قياسه ضحك الخلق ، لقد ظن الدرويش مثله ! !
- فلا تقس أمور الأطهار على أمورك ، وإن تشابهتا في الكتابة كلمة شير بمعنى أسد وبمعنى لبن .
265 - ولهذا السبب ضل كل الخلق ، وقليل من صار واعيا ، وهم أبدال الحق .
- فظنوا أنهم يستوون مع الأنبياء ، وظنوا الأولياء من أمثالهم .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 144 - : كان يتحدث لحظة بعد أخرى حديثا من كل باب ، ربما يبدأ الببغاء في الكلام .
وأملا في يبدأ الطائر في الكلام ، كان يبدي عينيه في صور عديدة .
« 60 »
- وقالوا : في النهاية هم بشر ونحن بشر ، ونحن وهم في أسر النوم والطعام .
- ولم يعرفوا لما فيهم من عمى ، أن هناك فرقا بينهم لا حد له .
- فهناك نوعان من النحل يمتصان الرحيق من موضع واحد ، لكن أحديهما يعطى الوخز والآخر العسل .
270 - وهناك نوعان من الغزلان يرعيان ويشربان من مكان واحد ، لكن أحديهما يفرز البعر ، والآخر يفرز المسك .
- وهناك نوعان من البوص يسقيان من ماء واحد ، لكن أحديهما خال ، والآخر ملىء بالسكر
- وانظر إلى مئات الآلاف من الأشباه ، وانظر بينهما بونا شاسعا " مسيرته " سبعون عاما .
- فهذا يأكل فيخرج منه الدنس والقذر ، وذاك يأكل ، فيصبح كله نورا لله .
- هذا يأكل فيتولد عنه البخل والحسد ، وذاك يأكل ، فيفيض عنه بأجمعه نور الأحد
275 - هذه الأرض طيبة وتلك بور جرداء ، هذا ملاك طاهر ، وذاك شيطان ووحش .
- ومن الجائز أن تكون صورة هذا وذاك واحدة ، فالماء العذب والماء الملح كلاهما يتميزان بالصفاء .
- ولا يميز بينهما إلا صاحب ذوق فأدركه ، إنه هو الذي يميز بين الماء العذب والماء المالح . « 1 »
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 145 : أقصد اللهم إلا صاحب ذوق يعرف الطعوم ، فمتى يميز من لم يذق الشهد بينه وبين الشمع ؟
« 61 »
- ولقد قاس " الناس " السحر بالمعجزة ، واعتبرا أن كليهما قائم على المكر .
- وسحرة فرعون من لجاجهم وخصومتهم ، حملوا عصيا كعصا موسى .
280 - وهناك فرق عميق بين هذه العصا وتلك العصى ، وهناك طريق مهول بين هذا العمل وذاك العمل .
- فلعنة الله على ذاك العمل بما يترتب عليه ، ورحمة الله على هذا العمل لما فيه من وفاء .
- والكفار في مرائهم لديهم طبع القرود ، وثمة آفة حلت في صدورهم هي الطبع .
- فكل ما يقوم به الإنسان يقوم به القرد ، إنه يقوم بما يقوم به المرء لحظة بلحظة .
- وهو يظن قائلا لنفسه " لقد قمت بما يقوم به " ومتى يعلم الفرق ذلك اللجوج العنيد
؟ !
285 - إن المرء يفعل ما يفعله بالأمر " الإلهى " وهو يقوم به مراء ، ألا فلتحث التراب في وجوه الممارين .
- وإن ذلك المنافق ليدخل إلى الصلاة إلى جوار المؤمن مراء وجدلا لا على سبيل الضراعة .
- وفي الصلاة والصوم والحج والزكاة ، يكون المؤمنون في تزاحم مع المنافقين .
- والكسب يكون للمؤمنين في نهاية الأمر ، أما الهزيمة فهي للمنافقين في الآخرة .
- وإذا كان الفريقان في سباق واحد ، فإن ما بينهما هو ما بين الرازي والمروزي .
« 62 »
290 - وكل منهما يمضى صوب مقامه ، ويمضى إلى وفق ما يمليه عليه اسمه .
- فمن يطلق عليه اسم المؤمن تطيب به روحه ، وإن كان منافقا يصبح حادا ممتلئا نارا .
- والمؤمن اسمه محبوب في حد ذاته ، أما اسم المنافق فمكروه من شروره وآفاته .
- وليست حروف الميم والواو " المهموزة " والميم والنون تشريفا ، ولفظ مؤمن ليس إلا من أجل التعريف . –
- وإن دعوته منافقا فإن هذا الاسم المنحط ، يلدغه من الداخل وكأنه العقرب .
295 - وإن لم يكن هذا الاسم مشتقا من الجحيم ، فلماذا إذن يكون مذاقه مذاق الجحيم؟
- والقبح في ذلك الاسم القبيح ليس من اللفظ ، وملوحة ذلك البحر ليست من الإناء .
- فاللفظ كالإناء والمعنى فيه كالماء ، وبحر المعنى عنده " في " أم الكتاب " .
- والبحر العذب والبحر المالح كلاهما موجودان في الدنيا ، وبينهما برزخ لا يبغيان
- هذا وإن كان كلاهعما ينبعان من أصل واحد ، فدعك منهما معا ، واتجه إلى الأصل
300 - والذهب الزائف والذهب الصحيح عند العيار ، لا تميز بينهما دون محك على سبيل الاعتبار .
- وكل من وضع له الله محكا في روحه ، فإنه يستطيع أن يميز بين كل يقين وشك . « 1 »
- ولو أن قذى قفز في فم حي ، فإنه لا يستريح حتى يخرج هذا القذى .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 147 : - وهذا ما قصده المصطفى من " استفت قلبك " ، ويعلم ذلك الذي يكون شديد الوفاء .
« 63 »
- وبين مئات اللقيمات لو أن عودا صغيرا من القذى دخل الفم لتتبعه حس الحي .
- وحس الدنيا سلم لهذه الدنيا ، وحس الدين سلم إلى السماء .
305 - فاطلب صحة ذاك الحس من الطبيب ، واطلب صحة هذا الحس من الحبيب .
- وصحة ذاك الحس من عمران الجسد ، وصحة هذا الحس من تخريب البدن .
- وإن طريق الروح ليخرب الجسد ، ومن بعد ذلك التدمير يقوم بإصلاحه . « 1 »
- لقد هدم الدار من أجل كنز من الذهب ، ومن نفس ذلك الكنز جعلها أكثر عمرانا .
- وقطع الماء ثم قام بتطهير الجدول ، ثم أجرى في الجدول ماءً صالحا للشرب .
310 - وشق الجلد وأخرج النصل ، وتكون من بعدها فوقه جلد " جديد " .
- وهدم القلعة ، واستولى عليها من الكافر ، ثم أقام عليها مائة برج وسد .
- فمن الذي يبين كيفية أمر لا كيفية له ؟ إنما بينت ما دعت إليه الضرورة .
- فهو أحيانا ما يبديه هكذا وأحيانا ما يضاد هذا ، ولا يكون أمر الدين إلا الحيرة .
- لكن لا كما يكون المرء حائرا بحيث يعطيه ظهره ، بل حيرة تجعله مستغرقا في الحبيب ثملا به
315 - فبينما ولى أحدهم وجهه صوب الحبيب ، هناك آخر صار وجهه وجه الحبيب
- فداوم النظر إلى كل وجه وداوم الانتباه إليه ، ربما تصبح من هذا العمل خبيرا بالوجوه .
- فكم هناك من إبليس له وجه آدم ، فلا تمدن يدك إذن إلى كل يد .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 147 : - فما أسعدها من روح تلك التي من أجل العشق والحال ، بذلت الدار والأسباب والملك والمال .
« 64 »
- ذلك أن الصياد يطلق صفيرا " كصفير الطائر " ، حتى يخدع الطائر ذلك الآخذ للطيور .
- إذ يستمع ذلك الطائر إلى صفير طائر من جنسه ، ويحط من الهواء فيجد الفخ والطعن .
320 - والرجل المنحط يسرق ألفاظ الدراويش ، ليجعل منها رقية يقرأها على ملدوغ .
- وأعمال الرجال ضياء ومواساة ، أما أعمال الأدنياء فاحتيال ووقاحة .
- إنهم يرتدون اللباس الصوفي من أجل التسول « 1 » ، ويلقبون مسيلمة بأحمد .
- ويبقى لمسيلمة لقب الكذاب ، ويبقى لمحمد لقب أولى الألباب .
- وشراب الحق ختامه المسك الخالص ، أما ختام الخمر فهو النتن والعذاب
.
* * *
شرح قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت في الحانوت
وإذا كنت لا تتحمل النظر إلى الحكمة الإلهية فانظر إلى ما يجرى في الحياة حولك : الطفل يبكى من إبرة الحجام " أو يبكى من حقنة الطبيب " لكن الأم ضاحكة ، لما ذا ؟ !
لأنها تفهم أن في هذا الألم الذي يعانيه طفلا راحة له ، فإياك ان تقيس الأمور بقدر فهمك وإدراكك ، وإلا تجد نفسك قد سقطت بعيداً . . .
( 264 - 278 ) : عن الدرويش القلندري : أنظر شرح كولبينارلي الترجمة الفارسية والكتاب التذكاري في تكريم فروزانفر ، وتنتهى اللطيفة التي ساقها مولانا عن القياس الذي في غير محله والذي يوقع صاحبه في الخطأ فالأشياء تتشابه في المظهر ، وبينها بون شاسع في المخبر . . .
وكثيرٌ من الالفاظ تتشابه في الكتابة لكنها تستخدم للتعبير عن معاني متعددة ، ويستخدم مولانا مصطلح الأبدال بمعنى عام أي رجال الحق بوجه عام ، وإن خاض الشراح في الحديث عن الابدال بالمعنى الخاص ( لتفصيلات انظر يوسف بن أحمد المولوي 1 / 89 - 90 ) ويضرب مولانا المثل بالكافرين الذين ضلوا لأنهم اعتبروا الأنبياء بشر «إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا» ( إبراهيم / 10 )
« 391 »
«هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» ( الأنبياء / 3 ) «أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ» ( المؤمنون 47 ) ، «وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» ( الفرقان / 7 ) وهذا هو العمى الذي ينظر إلى الظاهر فحسب ، ولا يعرف أن هناك فرقا شاسعا بين هذا النبي وعامة الناس ، والحياة حولك مليئة بالأشباه ظاهرا وبينها مسافة سبعين عاما في الباطن فنحلٌ يفرز الشهد ونحل لا عمل له إلا الوخز ، وبوص خال وبوص آخر ملىء بالسكر ، وإنسان يأكل ليعيش حياة حيوانية ، وآخر يأكل فينقلب الأكل فيه إلى علم ونور وفيض وحكمة ، إنسان يأكل فيقوى كل صفاته البهيمية من حسد وبخل وحقد ، وآخر يأكل فيقوى في ذاته الصفات الربانية ، ليس البشر فحسب أو الأجساد ، فالجمادات هي الأخرى تتفاوت وإن كانت تصنف تحت أنواع واحدة : فأرض خصبة وأرض بور ، مثلما يكون إنسان ملاكا وآخر شيطانا ، وماءٌ ملح وماء عذب وإن اتفقا في الصورة ، لن تستطيع أن يميز بين هذه الأشياء المتنافرة الا صاحب ادراك .
( 279 - 285 ) : وإذا كانت الأعراض هكذا فكذلك المعاني : فالسحر والمعجزة متشابهان في الظاهر ، فكلاهما خرق للعادة ، لكن شتان بينهما ، ومع ذلك فقد اعتبر الناس المكر أساسا لكليهما ، وفي منارات السائرين عن الفرق بين المعجزة والكرامة : المعجزة : تقع عن قصد النبي وتحديه ، والكرامة قد تقع عن غير قصد الولي ، وقيل قد يجوز أن تقع الكرامة أيضا بقصد الولي وأن الفرق بينهما أن المعجزة تقع على التحدي والكرامة لا يتحدى بها الولي ، والولي قد يحدث الكرامة قاصدا ولكن دون تحدى والمعجزة ظاهرة ، والكرامة يجاهد الأولياء في إخفائها ، والمعجزات للنبوة تثبيت ، والكرامة للولاية استدراج ( لتفصيلات انظر منارات السائرين 143 - 148 ) .
( عن الفرق بين السحر والمعجزة ، انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1184 - 1197 ، وشروحها ) . فالاعمال بنتائجها ، وفرق بين عمل يكون رحمة من الله في إبدائه وفي نتيجته ، وعمل يكون شعوذة وإحتيالا لا يتأتى من ورائه إلا اللعنة ، وفرق بين المقلد وبين المؤيد من الله ، والكفار يتطبعون بطبع القردة ، فالقرد يقلد الإنسان في كل ما يقوم به ، فهل انقلب بذلك انسانا ؟ ! أو سحرة موسى حملوا عصا كعصا موسى فهل تغلبت على عصا موسى ؟ أو لقفت ما صنعوا لأنه كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى .
« 392 »
( 286 - 301 ) : وكما يكون الأمر كذلك بين المعجزة والسحر يكون بين الايمان والنفاق ، وقد يكون المنافق أكثر من المؤمن حرصا على رعاية الظاهر ، وذلك لكي يغطى كفره ونفاقه ، والمنافقون يزاحمون المؤمنين في العبادات : في الصلاة والصوم والحج ، لكن ما النتيجة ؟ ! كسب للمؤمن وهزيمة ساحقة للمنافق . . . وان كان كلاهما يجرى في مضمار واحد ، إلا أن الفرق بينهما كالفرق بين ساكن مرو ( أقصى الشمال الشرقي لإيران ) والري ( أقصى الشمال الغربى ) . . . كلاهما - وهما يقومان بعمل واحد على وجه التقريب ، يمضيان إلى غايتين بعيدتين عن بعضهما كل البعد ، والمنافق بنفاقه يضع حجباً متراكمة على عين قلبه ، وبناء على اسمه ( من النفق اى المسافة الخفية بين منطقتين منطقة الايمان ومنطقة الكفر ) فإنه كلما أمعن في النفاق أزداد بعدا عن الحقيقة ، لكن ما بال الاسم هنا يكتسب معنى ؟ ! !
يفسر مولانا هذا الأمر قائلًا : إن كل انسان سواء كان مؤمنا أو منافقا يسر إذا لقب بالمؤمن ، ويستاء إذا لقب بالمنافق ، فالاسم هنا كأنه عقرب يلدغ من الداخل ، فكأن اسم المنافق مشتق من النفق ، والنفق مظلم وخفى ومريب ، ويذكر بالدرك الأسفل من النار عاقبة المنافقين الحتمية ، وينتقل مولانا إلى مبحث آخر هو العلاقة بين اللفظ عموماً وبين معناه : فالقبح ليس من اللفظ ، واللفظ مجرد وعاء للمعنى ، وملوحة ماء البحر ليست من الإناء الذي وضعت فيه ، وكلاهما موجود في الدنيا البحر العذب والبحر المالح ، لكن «بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ» ( الرحمن / 20 ) فإذا أردت أن تنجو دعك من الظواهر . . .
ودعك من الصنع وانصرف إلى الصانع ، وسله أن يضع محك التمييز في روحك ، وأن يسقيك شربة من أم الكتاب ، أي أساس التمييز بين الحسن والقبيح من اللوح المحفوظ ، أو يرزقك من علمه النذر اليسر ، أو محو الصفات البشرية وإثبات الصفات الروحانية ، أو كما يتضح من الأبيات التالية ، حسن الدين الذي به تستطيع أن تصل إلى حقيقته المتشابهات ، وهذا ما يقصده المصطفى صلى اللّه عليه وسلّم بقوله : " استفت قلبك ولو أفتاك المفتون " !
( 302 - 311 ) : لأقرب لك معنى حس الدين عن طريق شر حس لك حسن الدنيا : إنك إن أحسست بأن قشة قد دخلت فمك من خلال اللثمة التي تبتلعها تتبعها حتى تعثر عليها وتخرجها .
هذا بشرط أن تكون حيا ويكون حس الدنيا حيا فيك ، إذن فلتحيى في نفسك حس العقبى ، حس
« 393 »
الدين ، سلم السماء والوصول ( شبه سنائى أيضا الطريق إلى الآخرة بالسلم . انظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة الأبيات 215 - 225 ) وأنت تطلب سلامة حس البدن من الطبيب لكن اطلب سلامة حسن الدين من الله ، وأنت تعمر حس البدن لسلامة البدن . . . لكن حس الروح لا يعمر إلا بخراب البدن ، أي عدم اغراقه بالشهوات والموبقات ، وهذا التخريب للبدن هو بداية عمران الروح ، وكل عمران لا بد له في البداية من تخريب
( انظر شرح الأبيات 229 - 248 من الكتاب الذي بين أيدينا ) قطع الماء عن الجدول وتطهيره ثم إجراء الماء فيه . . . هدم المنزل للبحث عن الكنز - شق الجلد وإخراج النصل - هدم القلعة والاستيلاء عليها كلها أمثلة وردت في مقالات شمس ص 160 " ما دامت باقية في يد المتمرد ، لا بد من تخريبها " وعند ابن قيم الجوزية : لا بد في قبول المحل لما يوضع فيه ، أن يفرغ من ضده ، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان ، فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات ، فإذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا ومحبة ، لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع ، كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع ، لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه ، إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل . وكذلك الجوارح إذا إشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة الا إذا فرغتها من ضدها ، فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه ، إلا من تفريغه من تعلقه بغيره ، ولا حركة اللسان بذكره والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره وخدمته ، فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق والعلوم التي لا تنفع ، لم يبق فيه موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه ( الفوائد :
ص 41 ، ط دار الزهراء للاعلام العربي ، القاهرة سنة 1995 ) .
( 312 - 324 ) : إنني أسوق الأمثلة هنا فحسب ، وإلا ، فأي علم لي بتحديد كيفية عمل من لا تحدد كيفية عمله ؟ ! وليس لي هنا إلا أن أقدم الحيرة ، والحيرة في الصنع وليست الحيرة في الصانع ، وحيرة الإعجاب والحب ، لا حيرة الإنكار والبغض والجهل والشك ، وقد قال سيد المحبين « اللهم زدني فيك تحيرا »
( عن الحيرة انظر الكتاب الثالث الأبيات 1115 - 1117 وشروحها ) هذه الحيرة المحمودة هي التي تجعلك ناظرا دائما إلى وجهه ، بحيث تصل في وقت من الأوقات إلى أن تكون عبدا ربانيا ، « أكون يده التي يبطش بها وقدمه التي يسعى بها ولسانه الذي ينطق به " . . .
« 394 »
وإن كنت لا تصدق أن من الممكن أن يكون أحدهم وجه الله ، فاقرا الحديث النبوي الشريف « من رآني فقد رأى الحق » ( رواه البخاري ومسلم ) ( أحاديث مثنوي / 63 ) وإن وصلت إلى هذه المرتبة ، فقد حلت أمامك جميع الإشكالات ، وتصبح عالما بقراءة الوجوه ومطالعة الوجوه ويسفر لك كل وجه عما يخفيه من باطن ، فلا تمدن يدك إلى كل شيطان مريد له وجه إنسان ، ولا يخدعنك أنهم يتحدثون بلسانك . . .
فكم من صياد يخدع الطائر بصفير يشابه صفيره ( بل ويضع له طائراً ميتاً أو دمية على شكل طائر مثله في الفخ ، على أساس أن كل جنس ينجذب إلى جنسه ، وأخطر من أولاء جميعاً منحط أو خسيس يسرق مصطلحات الدروايش ويحدثك بها ، فتحسبه مرشدا ، فتذكر قول الرسول صلى اللّه عليه وسلّم : يوشك أن يظهر منكم شياطين كان سليمان بن داود أوثقها في البحر يصلون معكم في مساجدكم ، ويقرأون معكم القرآن ويجادلونكم في الدين ومنهم شياطين في صور الانسان ( أحاديث مثنوى ص 4 ) .
فإذا به غول يجعلك تضل في البيداء ، وهم وإن كان لهم شكل الدروايش فليس لهم نورهم ، وإن كان لهم كلامهم ، فليس لكلامهم هذا تأثير كلام المرشدين الحقيقيين من مواساة وإرشاد . . .
ليس لهم من التصوف إلا اللباس " وجوههم وجوه الذباب وقلوبهم قلوب الذئاب " ، لا يعرفون الفرق بين النبي الصادق وبين المتنبي الكذاب ، بين أحمد المصطفى وبين مسيلمة الدعي الكذاب ، وما بقي لمحمد أنه رأس أولى الألباب ، ولم يبق لمسيلمة من ذكر إلا الكذاب ، فالفرق بينهما هو الفرق بين شراب الحق وختامه مسك « وفي ذلك فليتنافس المتنافسون » والخمر التي تظوننا نتحدث عنها وخاتمتها نتن وعذاب .
( 246 ) الواجب على الإنسان ألا يقيس كل أمر بمقياسه الخاص ، وألا يتخذ من نفسه ميزاناً لتقدير كل الأمور حتى ما كان منها خارجاً عن مدركاته .
( 288 ) المروزي هو المنسوب إلى مدينة مرو وأما الرازي فهو المنسوب إلى الري ، وهذان يتصاحبان على الطريق ، لكنهما في النهاية يفترقان ، إذ يمضي كل منهما إلى مدينته .
( 296 )” أُمُّ الْكِتابِ “ *ذكرت مرات عديدة في القرآن الكريم ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى :” يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ “. ( 13 : 39 ) .
والتفاسير السنية - في أغلب الأحوال - تذكر أن أم الكتاب هي “ اللوح المحفوظ “ الذي سُجّل فيه ما كان وما يكون .
وقد عبر الجيلي - في كتابه الإنسان الكامل - عن معنى” أُمُّ الْكِتابِ “ *بعبارات فلسفية صوفية إذ قال : “ اعلم أن أم الكتاب عبارة عن ماهية كنه الذات المعبر عن بعض وجوهها بماهيات الحقائق ، التي لا يطلق عليها اسم ولا نعت ، ولا وصف ولا وجود ولا عدم ، ولا حق ، ولا خلق ، والكتاب هو الوجود المطلق الذي لا عدم فيه ، وكانت ماهية الكنه أم الكتاب لأن الوجود مندرج فيها اندراج الحروف في الدواة “ . ( الإنسان الكامل ، ج 1 ، ص 75 ) . ويفرق الجيلي بين” أُمُّ الْكِتابِ “ *وبين “ اللوح المحفوط “ . يقول عن “ اللوح المحفوظ “ :
“ اعلم - هداك اللَّه - أن اللوح المحفوظ عبارة عن نور إلهي حقي متجل في مشهد خلقي ، انطبعت الموجودات فيه انطباعاً أصلياً ، فهو أم الهيولى لأن اليهولى لا تقتضي صورة إلا وهي منطبعة في اللوح المحفوظ . . . “ ( ج 2 ، ص 6 ) .
( 297 ) المؤمنون والكفار يعيشون معاً في هذه الدنيا ، وكل من هذين الفريقين لا يمتزج بالآخر ، فهما كالبحر العذب والبحر الملح بينهما برزخ لا يبغيان تجاوزه وتخطيه .
( 289 ) الخالق أصل كل شيء ، ولا يكون في الكون شيء بدون مشيئته أو رغم إرادته .
( 299 ) المحك هو العرفان الصوفي ، فهو الذي يجعل الإنسان قادراً على تمييز الحق من الباطل . وهذا العرفان المبني على الكشف هو المحك الصادق عندهم . أما العقل والحواس فغير قادرة على هذا التمييز . وفي البيت التالي ( رقم 300 ) إيضاح لهذا المعنى .
[ شرح من بيت 300 إلى 450 ]
( 313 ) يتحدث الشاعر هنا عن لون من الحيرة ليس مصدره الجهل وإنما هو مبني على الحب والإعجاب . وهذا الحب والإعجاب - حينما عظما وتزايدا - أصبحا بمثابة الحيرة والعجب . فالحيرة هنا حيرة العالم أمام روعة ما يعلم وليست حيرة الجاهل العاجز عن إدراك الأشياء ، كأنما هو قد ولاها ظهره .
( 316 ) يميل بعض شراح المثنوي إلى أن يفسروا هذا البيت على أنه يشير إلى المبايعة المعروفة عند الصوفية ، والتي تقترن بالمصافحة بالأيدي بين الشيخ والمريد . ولكن صيغة البيت يمكن أن تنطبق على العلاقات العادية بين الناس ، تلك التي تفرض على كل إنسان ينشد السلامة والأمان ألا يتعامل مع كل من يعرض له من الناس ، وإنما يختار من يستطيع الركون إليهم ، وإلى صدق وفائهم .
( 321 ) كان من المعتاد أن بعض المتسولين يصنعون من الصوف تماثيل للأسود يستخدمونها في تسولهم .
( 325 ) جوهر الرسالات السماوية واحد . ولقد جاء كل رسول في أحد الأدوار الزمنية ، وحمل إلى البشر رسالة السماء . وما دام الجوهر واحداً فلا ينبغي التفريق بين الرسل .
لأنها تفهم أن في هذا الألم الذي يعانيه طفلا راحة له ، فإياك ان تقيس الأمور بقدر فهمك وإدراكك ، وإلا تجد نفسك قد سقطت بعيداً . . .
( 264 - 278 ) : عن الدرويش القلندري : أنظر شرح كولبينارلي الترجمة الفارسية والكتاب التذكاري في تكريم فروزانفر ، وتنتهى اللطيفة التي ساقها مولانا عن القياس الذي في غير محله والذي يوقع صاحبه في الخطأ فالأشياء تتشابه في المظهر ، وبينها بون شاسع في المخبر . . .
وكثيرٌ من الالفاظ تتشابه في الكتابة لكنها تستخدم للتعبير عن معاني متعددة ، ويستخدم مولانا مصطلح الأبدال بمعنى عام أي رجال الحق بوجه عام ، وإن خاض الشراح في الحديث عن الابدال بالمعنى الخاص ( لتفصيلات انظر يوسف بن أحمد المولوي 1 / 89 - 90 ) ويضرب مولانا المثل بالكافرين الذين ضلوا لأنهم اعتبروا الأنبياء بشر «إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا» ( إبراهيم / 10 )
« 391 »
«هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» ( الأنبياء / 3 ) «أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ» ( المؤمنون 47 ) ، «وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» ( الفرقان / 7 ) وهذا هو العمى الذي ينظر إلى الظاهر فحسب ، ولا يعرف أن هناك فرقا شاسعا بين هذا النبي وعامة الناس ، والحياة حولك مليئة بالأشباه ظاهرا وبينها مسافة سبعين عاما في الباطن فنحلٌ يفرز الشهد ونحل لا عمل له إلا الوخز ، وبوص خال وبوص آخر ملىء بالسكر ، وإنسان يأكل ليعيش حياة حيوانية ، وآخر يأكل فينقلب الأكل فيه إلى علم ونور وفيض وحكمة ، إنسان يأكل فيقوى كل صفاته البهيمية من حسد وبخل وحقد ، وآخر يأكل فيقوى في ذاته الصفات الربانية ، ليس البشر فحسب أو الأجساد ، فالجمادات هي الأخرى تتفاوت وإن كانت تصنف تحت أنواع واحدة : فأرض خصبة وأرض بور ، مثلما يكون إنسان ملاكا وآخر شيطانا ، وماءٌ ملح وماء عذب وإن اتفقا في الصورة ، لن تستطيع أن يميز بين هذه الأشياء المتنافرة الا صاحب ادراك .
( 279 - 285 ) : وإذا كانت الأعراض هكذا فكذلك المعاني : فالسحر والمعجزة متشابهان في الظاهر ، فكلاهما خرق للعادة ، لكن شتان بينهما ، ومع ذلك فقد اعتبر الناس المكر أساسا لكليهما ، وفي منارات السائرين عن الفرق بين المعجزة والكرامة : المعجزة : تقع عن قصد النبي وتحديه ، والكرامة قد تقع عن غير قصد الولي ، وقيل قد يجوز أن تقع الكرامة أيضا بقصد الولي وأن الفرق بينهما أن المعجزة تقع على التحدي والكرامة لا يتحدى بها الولي ، والولي قد يحدث الكرامة قاصدا ولكن دون تحدى والمعجزة ظاهرة ، والكرامة يجاهد الأولياء في إخفائها ، والمعجزات للنبوة تثبيت ، والكرامة للولاية استدراج ( لتفصيلات انظر منارات السائرين 143 - 148 ) .
( عن الفرق بين السحر والمعجزة ، انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1184 - 1197 ، وشروحها ) . فالاعمال بنتائجها ، وفرق بين عمل يكون رحمة من الله في إبدائه وفي نتيجته ، وعمل يكون شعوذة وإحتيالا لا يتأتى من ورائه إلا اللعنة ، وفرق بين المقلد وبين المؤيد من الله ، والكفار يتطبعون بطبع القردة ، فالقرد يقلد الإنسان في كل ما يقوم به ، فهل انقلب بذلك انسانا ؟ ! أو سحرة موسى حملوا عصا كعصا موسى فهل تغلبت على عصا موسى ؟ أو لقفت ما صنعوا لأنه كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى .
« 392 »
( 286 - 301 ) : وكما يكون الأمر كذلك بين المعجزة والسحر يكون بين الايمان والنفاق ، وقد يكون المنافق أكثر من المؤمن حرصا على رعاية الظاهر ، وذلك لكي يغطى كفره ونفاقه ، والمنافقون يزاحمون المؤمنين في العبادات : في الصلاة والصوم والحج ، لكن ما النتيجة ؟ ! كسب للمؤمن وهزيمة ساحقة للمنافق . . . وان كان كلاهما يجرى في مضمار واحد ، إلا أن الفرق بينهما كالفرق بين ساكن مرو ( أقصى الشمال الشرقي لإيران ) والري ( أقصى الشمال الغربى ) . . . كلاهما - وهما يقومان بعمل واحد على وجه التقريب ، يمضيان إلى غايتين بعيدتين عن بعضهما كل البعد ، والمنافق بنفاقه يضع حجباً متراكمة على عين قلبه ، وبناء على اسمه ( من النفق اى المسافة الخفية بين منطقتين منطقة الايمان ومنطقة الكفر ) فإنه كلما أمعن في النفاق أزداد بعدا عن الحقيقة ، لكن ما بال الاسم هنا يكتسب معنى ؟ ! !
يفسر مولانا هذا الأمر قائلًا : إن كل انسان سواء كان مؤمنا أو منافقا يسر إذا لقب بالمؤمن ، ويستاء إذا لقب بالمنافق ، فالاسم هنا كأنه عقرب يلدغ من الداخل ، فكأن اسم المنافق مشتق من النفق ، والنفق مظلم وخفى ومريب ، ويذكر بالدرك الأسفل من النار عاقبة المنافقين الحتمية ، وينتقل مولانا إلى مبحث آخر هو العلاقة بين اللفظ عموماً وبين معناه : فالقبح ليس من اللفظ ، واللفظ مجرد وعاء للمعنى ، وملوحة ماء البحر ليست من الإناء الذي وضعت فيه ، وكلاهما موجود في الدنيا البحر العذب والبحر المالح ، لكن «بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ» ( الرحمن / 20 ) فإذا أردت أن تنجو دعك من الظواهر . . .
ودعك من الصنع وانصرف إلى الصانع ، وسله أن يضع محك التمييز في روحك ، وأن يسقيك شربة من أم الكتاب ، أي أساس التمييز بين الحسن والقبيح من اللوح المحفوظ ، أو يرزقك من علمه النذر اليسر ، أو محو الصفات البشرية وإثبات الصفات الروحانية ، أو كما يتضح من الأبيات التالية ، حسن الدين الذي به تستطيع أن تصل إلى حقيقته المتشابهات ، وهذا ما يقصده المصطفى صلى اللّه عليه وسلّم بقوله : " استفت قلبك ولو أفتاك المفتون " !
( 302 - 311 ) : لأقرب لك معنى حس الدين عن طريق شر حس لك حسن الدنيا : إنك إن أحسست بأن قشة قد دخلت فمك من خلال اللثمة التي تبتلعها تتبعها حتى تعثر عليها وتخرجها .
هذا بشرط أن تكون حيا ويكون حس الدنيا حيا فيك ، إذن فلتحيى في نفسك حس العقبى ، حس
« 393 »
الدين ، سلم السماء والوصول ( شبه سنائى أيضا الطريق إلى الآخرة بالسلم . انظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة الأبيات 215 - 225 ) وأنت تطلب سلامة حس البدن من الطبيب لكن اطلب سلامة حسن الدين من الله ، وأنت تعمر حس البدن لسلامة البدن . . . لكن حس الروح لا يعمر إلا بخراب البدن ، أي عدم اغراقه بالشهوات والموبقات ، وهذا التخريب للبدن هو بداية عمران الروح ، وكل عمران لا بد له في البداية من تخريب
( انظر شرح الأبيات 229 - 248 من الكتاب الذي بين أيدينا ) قطع الماء عن الجدول وتطهيره ثم إجراء الماء فيه . . . هدم المنزل للبحث عن الكنز - شق الجلد وإخراج النصل - هدم القلعة والاستيلاء عليها كلها أمثلة وردت في مقالات شمس ص 160 " ما دامت باقية في يد المتمرد ، لا بد من تخريبها " وعند ابن قيم الجوزية : لا بد في قبول المحل لما يوضع فيه ، أن يفرغ من ضده ، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان ، فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات ، فإذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا ومحبة ، لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع ، كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع ، لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه ، إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل . وكذلك الجوارح إذا إشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة الا إذا فرغتها من ضدها ، فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه ، إلا من تفريغه من تعلقه بغيره ، ولا حركة اللسان بذكره والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره وخدمته ، فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق والعلوم التي لا تنفع ، لم يبق فيه موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه ( الفوائد :
ص 41 ، ط دار الزهراء للاعلام العربي ، القاهرة سنة 1995 ) .
( 312 - 324 ) : إنني أسوق الأمثلة هنا فحسب ، وإلا ، فأي علم لي بتحديد كيفية عمل من لا تحدد كيفية عمله ؟ ! وليس لي هنا إلا أن أقدم الحيرة ، والحيرة في الصنع وليست الحيرة في الصانع ، وحيرة الإعجاب والحب ، لا حيرة الإنكار والبغض والجهل والشك ، وقد قال سيد المحبين « اللهم زدني فيك تحيرا »
( عن الحيرة انظر الكتاب الثالث الأبيات 1115 - 1117 وشروحها ) هذه الحيرة المحمودة هي التي تجعلك ناظرا دائما إلى وجهه ، بحيث تصل في وقت من الأوقات إلى أن تكون عبدا ربانيا ، « أكون يده التي يبطش بها وقدمه التي يسعى بها ولسانه الذي ينطق به " . . .
« 394 »
وإن كنت لا تصدق أن من الممكن أن يكون أحدهم وجه الله ، فاقرا الحديث النبوي الشريف « من رآني فقد رأى الحق » ( رواه البخاري ومسلم ) ( أحاديث مثنوي / 63 ) وإن وصلت إلى هذه المرتبة ، فقد حلت أمامك جميع الإشكالات ، وتصبح عالما بقراءة الوجوه ومطالعة الوجوه ويسفر لك كل وجه عما يخفيه من باطن ، فلا تمدن يدك إلى كل شيطان مريد له وجه إنسان ، ولا يخدعنك أنهم يتحدثون بلسانك . . .
فكم من صياد يخدع الطائر بصفير يشابه صفيره ( بل ويضع له طائراً ميتاً أو دمية على شكل طائر مثله في الفخ ، على أساس أن كل جنس ينجذب إلى جنسه ، وأخطر من أولاء جميعاً منحط أو خسيس يسرق مصطلحات الدروايش ويحدثك بها ، فتحسبه مرشدا ، فتذكر قول الرسول صلى اللّه عليه وسلّم : يوشك أن يظهر منكم شياطين كان سليمان بن داود أوثقها في البحر يصلون معكم في مساجدكم ، ويقرأون معكم القرآن ويجادلونكم في الدين ومنهم شياطين في صور الانسان ( أحاديث مثنوى ص 4 ) .
فإذا به غول يجعلك تضل في البيداء ، وهم وإن كان لهم شكل الدروايش فليس لهم نورهم ، وإن كان لهم كلامهم ، فليس لكلامهم هذا تأثير كلام المرشدين الحقيقيين من مواساة وإرشاد . . .
ليس لهم من التصوف إلا اللباس " وجوههم وجوه الذباب وقلوبهم قلوب الذئاب " ، لا يعرفون الفرق بين النبي الصادق وبين المتنبي الكذاب ، بين أحمد المصطفى وبين مسيلمة الدعي الكذاب ، وما بقي لمحمد أنه رأس أولى الألباب ، ولم يبق لمسيلمة من ذكر إلا الكذاب ، فالفرق بينهما هو الفرق بين شراب الحق وختامه مسك « وفي ذلك فليتنافس المتنافسون » والخمر التي تظوننا نتحدث عنها وخاتمتها نتن وعذاب .
* * *
"إضافة" شرح حكاية البقال والببغاء وإراقة الببغاء الزيت في الدكان
من د.محمد عبد السلام كفافي
يقول د.محمد كفافي :( 246 ) الواجب على الإنسان ألا يقيس كل أمر بمقياسه الخاص ، وألا يتخذ من نفسه ميزاناً لتقدير كل الأمور حتى ما كان منها خارجاً عن مدركاته .
( 288 ) المروزي هو المنسوب إلى مدينة مرو وأما الرازي فهو المنسوب إلى الري ، وهذان يتصاحبان على الطريق ، لكنهما في النهاية يفترقان ، إذ يمضي كل منهما إلى مدينته .
( 296 )” أُمُّ الْكِتابِ “ *ذكرت مرات عديدة في القرآن الكريم ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى :” يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ “. ( 13 : 39 ) .
والتفاسير السنية - في أغلب الأحوال - تذكر أن أم الكتاب هي “ اللوح المحفوظ “ الذي سُجّل فيه ما كان وما يكون .
وقد عبر الجيلي - في كتابه الإنسان الكامل - عن معنى” أُمُّ الْكِتابِ “ *بعبارات فلسفية صوفية إذ قال : “ اعلم أن أم الكتاب عبارة عن ماهية كنه الذات المعبر عن بعض وجوهها بماهيات الحقائق ، التي لا يطلق عليها اسم ولا نعت ، ولا وصف ولا وجود ولا عدم ، ولا حق ، ولا خلق ، والكتاب هو الوجود المطلق الذي لا عدم فيه ، وكانت ماهية الكنه أم الكتاب لأن الوجود مندرج فيها اندراج الحروف في الدواة “ . ( الإنسان الكامل ، ج 1 ، ص 75 ) . ويفرق الجيلي بين” أُمُّ الْكِتابِ “ *وبين “ اللوح المحفوط “ . يقول عن “ اللوح المحفوظ “ :
“ اعلم - هداك اللَّه - أن اللوح المحفوظ عبارة عن نور إلهي حقي متجل في مشهد خلقي ، انطبعت الموجودات فيه انطباعاً أصلياً ، فهو أم الهيولى لأن اليهولى لا تقتضي صورة إلا وهي منطبعة في اللوح المحفوظ . . . “ ( ج 2 ، ص 6 ) .
( 297 ) المؤمنون والكفار يعيشون معاً في هذه الدنيا ، وكل من هذين الفريقين لا يمتزج بالآخر ، فهما كالبحر العذب والبحر الملح بينهما برزخ لا يبغيان تجاوزه وتخطيه .
( 289 ) الخالق أصل كل شيء ، ولا يكون في الكون شيء بدون مشيئته أو رغم إرادته .
( 299 ) المحك هو العرفان الصوفي ، فهو الذي يجعل الإنسان قادراً على تمييز الحق من الباطل . وهذا العرفان المبني على الكشف هو المحك الصادق عندهم . أما العقل والحواس فغير قادرة على هذا التمييز . وفي البيت التالي ( رقم 300 ) إيضاح لهذا المعنى .
[ شرح من بيت 300 إلى 450 ]
( 313 ) يتحدث الشاعر هنا عن لون من الحيرة ليس مصدره الجهل وإنما هو مبني على الحب والإعجاب . وهذا الحب والإعجاب - حينما عظما وتزايدا - أصبحا بمثابة الحيرة والعجب . فالحيرة هنا حيرة العالم أمام روعة ما يعلم وليست حيرة الجاهل العاجز عن إدراك الأشياء ، كأنما هو قد ولاها ظهره .
( 316 ) يميل بعض شراح المثنوي إلى أن يفسروا هذا البيت على أنه يشير إلى المبايعة المعروفة عند الصوفية ، والتي تقترن بالمصافحة بالأيدي بين الشيخ والمريد . ولكن صيغة البيت يمكن أن تنطبق على العلاقات العادية بين الناس ، تلك التي تفرض على كل إنسان ينشد السلامة والأمان ألا يتعامل مع كل من يعرض له من الناس ، وإنما يختار من يستطيع الركون إليهم ، وإلى صدق وفائهم .
( 321 ) كان من المعتاد أن بعض المتسولين يصنعون من الصوف تماثيل للأسود يستخدمونها في تسولهم .
( 325 ) جوهر الرسالات السماوية واحد . ولقد جاء كل رسول في أحد الأدوار الزمنية ، وحمل إلى البشر رسالة السماء . وما دام الجوهر واحداً فلا ينبغي التفريق بين الرسل .
.
التسميات:
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
،
Rumi
مواضيع ذات صله :
Rumi
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2020
(579)
-
▼
أغسطس
(176)
- 19 - الهوامش والشروح 2362 - 2667 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1975 - 2361 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1474 - 1974 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1026 - 1474 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 536 - 1025 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 31 - 535 المثنوي المعنوي جلال...
- 13 - الهوامش والشروح 01 - 30 المثنوي المعنوي جلال ...
- 12 - حكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزو...
- 11 - حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذ...
- 10 - حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقد...
- 09 - حكاية الشيخ محمد سررزى الغزنوي .المثنوي المعن...
- 8 - حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول ...
- 07 - الملك إياز ومعنى أرنا الأشياء كما هي ومعنى ل...
- 60 - قصة أهل ضروان وحسدهم للفقراء .المثنوي المعنوي...
- 05 - مثال لعالم الوجود الذي يبدو عدما وعالم العدم ...
- 04 - حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه ا...
- 03 - الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الخامس .المثنوي المعنوي ...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - الهوامش والشروح 3637 - 3858 المثنوي المعنوي ج...
- 20 - الهوامش والشروح 3085 - 3636 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 2628 - 3084 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 2202 - 2627 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1263 - 1738 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 781 - 1262 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 521 - 780 المثنوي المعنوي جلا...
- 13 - الهوامش والشروح 37 - 520 المثنوي المعنوي جلال...
- 12 - الهوامش والشروح 01 - 36 المثنوي المعنوي جلال ...
- 11 - قصة ذلك الجدول والصيادين والسمكات الثلاثة الع...
- 10 - أطوار خلق الإنسان ومنازلة من البداية .المثنوي...
- 09 - حكاية ذلك الأمير الذي اتجه اليه الملك الحقيقي...
- 08 - مشورة فرعون مع وزيره هامان في الإيمان بموسى ع...
- 07 - حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على...
- 06 - جلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبه...
- 05 - إنذار سليمان عليه السلام لبلقيس طالبا منها أل...
- 04 - الحكماء يقولون أن الإنسان هو العالم الأصغر وإ...
- 03 - حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي ا...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 26 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 25 - الهوامش والشروح 4564 - 4814 المثنوي المعنوي ج...
- 24 - الهوامش والشروح 4039 - 4563 المثنوي المعنوي ج...
- 23 - الهوامش والشروح 3568 - 4037 المثنوي المعنوي ج...
- 22 - الهوامش والشروح 3132 - 3567 المثنوي المعنوي ج...
- 21 - الهوامش والشروح 2740 - 3131 المثنوي المعنوي ...
- 20 - الهوامش والشروح 2308 - 2738 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 1880 - 2307 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1406 - 1879 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 778 - 1405 المثنوي المعنوي جل...
- 16 - الهوامش والشروح 497 - 778 المثنوي المعنوي جلا...
- 15 - الهوامش والشروح 69 - 496 المثنوي المعنوي جلا...
- 14 - الهوامش والشروح 01 - 68 المثنوي المعنوي جلال ...
- 13 - بيان أن الطاغية في عين قهره مقهور وفي عين نصر...
- 12 - قول الشيطان لقريش تعالوا لقتال أحمد فسوف أساع...
- 11 - كل ما هو غفلة وكسل وظلمة كله من الجسد فهو أرض...
- 10 - قصة نجدة الرسول عليه السلام لقافلة من العرب ه...
- 09 - حكاية الأرانب التي أرسلت أحدها برسالة إلى الف...
- 08 - حكاية ذلك الذي كان طالبا للرزق الحلال بلا كسب...
- 07 - صفة بعض الأولياء الراضين بالأحكام فلا يدعون ...
- 06 - قصة انشغال عاشق بقراءة كتب العشق في حضور معشو...
- 05 - تشبيه فرعون وادعائه الألوهية بابن آوى .المثنو...
- 04 - حركة السيد نحو القرية .المثنوي المعنوي جلال ا...
- 03 - قصة آكلي ولد الفيل من الحرص .المثنوي المعنوي ...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الثالث المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 32 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 25 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 30 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - هوامش وشروح 3521 - 3826 المثنوي المعنوي جلال ...
- 20 - هوامش وشروح 3038 - 3530 المثنوي المعنوي جلال ...
- 19 - هوامش وشروح 2614 - 3037 المثنوي المعنوي جلال ...
- 18 - هوامش وشروح 2146 - 2614 المثنوي المعنوي جلال ...
- 17 - هوامش وشروح 1724 - 2145 المثنوي المعنوي جلال ...
- 16 - هوامش وشروح 1231 - 1723 المثنوي المعنوي جلال...
- 15 - هوامش وشروح 846 - 1230 المثنوي المعنوي جلال ا...
- 14 - هوامش وشروح 506 - 845 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 13 - هوامش وشروح 113 - 505 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 12 - هوامش وشروح 01 - 110 المثنوي المعنوي جلال الد...
- 11 - تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي المثنوي المعنوي ...
- 10 - حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي...
- 09 - إيقاظ إبليس لمعاوية قائلا استيقظ فهذا وقت الص...
- 08 - ذهاب المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لعيادة أحد ا...
- 07 - إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي...
- 06 - مجيء الرفاق إلى البيمارستان لعيادة ذي النون ا...
- 05 - اختبار الملك لذلكما الغلامين اللذين اشتراهما ...
- 04 - بيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع ...
- 03 - ظن ذلك الشخص الخيال هلالا في عهد عمر المثنوي...
- 02 - مقدمة مولانا وحكمة التأخير المثنوي المعنوي جل...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 31 - الهوامش والشروح الأبيات من 3735 - 4018 المثنو...
- 30 - الهوامش والشروح الأبيات من 3410 - 3734 المثنو...
- 29 - الهوامش والشروح الأبيات من 3026 - 3409 المثنو...
- 28 - الهوامش والشروح الأبيات من 2615 - 3025 المثنو...
- 27 - الهوامش والشروح الأبيات من 2255 - 2614 المثنو...
- 26 - الهوامش والشروح الأبيات من 2115 - 2254 المثنو...
- 25 - الهوامش والشروح الأبيات من 1923 - 2114 المثنو...
- 24 - الهوامش والشروح الأبيات من 1557 - 1922 المثنو...
-
▼
أغسطس
(176)
تابعونا علي فيس بوك
https://www.facebook.com/groups/146820946026951/?ref=bookmarks
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abdelkader-Jilani
al-Junayd-al-Baghdadi
al-Kahf-Wa-al-Raqim
AlFateh-AlRabbani
AlMasnavi-Vol1
AlNafri
alnnadirat-aleiniat-eabd-alkarim-aljili
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
alshajara-alnumaniyya
altanazulat-almawsilia
Divan-Shams-Tabrizi
divine-manifestations
divine-providence
eabd-alkarim-aljili
farid-aldiyn-aleitar
Fusus-AlHikam
Hallaj
hikam
Ibn-AlFarid
Ibn-Ata-Allah
IbnArabi
mantiq-altayr
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part1-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part2-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part3-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part4-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part5-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part6-iibrahim-aldasuqi
Mongah_IbnAtaAllah
Rumi
sharah-alkahf-walraqim-fie-sharah-bismi-allah-aljili
sharah-mushkilat-alftwhat-almakia
taj-altarajum
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق