الثلاثاء، 16 يونيو 2020

مقدمة المعد والمحقق .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

مقدمة المعد والمحقق .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

مقدمة المعد والمحقق .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

الإمام أبو القاسم الجنيد بن محمد ابن الجنيد الخراز القواريري قدس اللّه روحه

مقدمة الشيخ أحمد فريد المزيدي

بسم اللّه الرّحمن الرحيم

الحمد للّه الذي طهّر من درن الجهالة قلوب عباده الأبرار ، ونوّر بصائرهم بنور الهداية ، حتى اقتبست منها جلابيب الأنوار ، وشرّفهم بتخصيص الولاية حين اصطفاهم لمعرفته ، فهم من المصطفين الأخيار ، وصفّى ضمائرهم من كدورات الأغيار ، فتفجرت منها عجائب الأسرار ، ونزّه هممهم العلية عند مجاري الأقدار عن حلول الأغيار ، وحلاهم بالسكينة والوقار ، والخضوع والانكسار ، والذل له والافتقار ، وجعلهم أئمة عباده ، وهداة وسادة ودعاة إلى الخير بعد الابتلاء والامتحان ، ووسمهم بمحاسن الشريعة عن دنس تأويل الجهالة ، فهم على بصيرة وإيقان .

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي إلى العدول عن مسالك البوار ، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وعترته من المهاجرين والأنصار ، وسلم عليه وعليهم سلاما كثيرا كثيرا كثيرا ما تعاقب الليل والنهار .

وبعد . .

منذ أن عرفت طريق الاقتداء بالسادة الفضلاء ، وقتما كنت في تيه الجمود والتعصب الغير محمود ، باسم السلف ، وأنا متتبع ومولع لأخبار الإمام الجنيد قدس اللّه سره ،

وذلك عن كتب الزهد والرقائق والمواعظ مثل مصنفات الحافظ ابن رجب وابن القيم وابن تيمية وغيرهم ، فلو قرأت ما قرأت ، وسمعت ما سمعت ما عرفت من هو الإمام الجنيد وأنا حينئذ في بداية الطلب منتسب لتلك الطائفة التي لم تفهم من هو حقا الجنيد وما هو منهجه وسلوكه ،

حتى منّ اللّه علي وأنعم بتوفيقه ، وألهمني لسلوك طريقه ، وشرفني بأن جعلني من جملة من أدخله تحت صحبة أوليائه وإرادة شيخي قدس اللّه روحه ، فحصل لي الشرف التام لانتمائي إلى السادة الأصفياء ، من كان شيخهم وقدوتهم الإمام الجنيد سيد الطائفتين ، السلف والخلف ، أهل الفقه والأثر ، والكشف .

 

فأخذت في جمع فوائده من آثاره وأقواله وكتبه ورسائله وأخباره ، وترجمته وذكر أقرانه ومشايخه وتلامذته وذكرت ما تيسر لي من أخبارهم وبالأخص أقوالهم الذي به يتضح منهجهم وسلوكهم ، فيتعرف بذلك على ماهية معاصريه والنهج الذي دعي إليه ، وساروا عليه .

 

بعد وقوفي على بركة هذه الدرر في حفظها وسمعها ؛ لأصون به ذكره نفع اللّه به عن تأويل الجهالة من متعسفي أهل العصر ، وجعلتها وسيلة لطلب الدعاء ممن وقف عليها بالمغفرة والتجاوز عن الوزر ؛ إذ هي لا يحيد عن متنها صوابا ، ولا يعدم سالكها بدعوة الداعي ثوابا .

فلي آمال بذلك معلقة ، وأبواب الجود غير مغلقة ، وإن كان دهري قد أرهقني صعودا ، والخطب قد عاقني مرقى وصعودا .

فحررتها بصحيح العقل جهد الاستطاعة تحرير الجهد ، ونقّحتها بالإتقان ، والمحافظة تنقيح المجد ، واعتمدت فيما ذكرت منها عن الثقات والأولياء والعلماء العارفين والرواة والمؤرخين ، ورتبت الأقوال على ترتيب الرسالة القشيرية للأستاذ أبي القاسم القشيري ،

وأضفت الكثير من الفصول والأبواب ، حتى يتم النفع والوقوف على المعرفة للطلاب ، وقد قمت بعزو الأقوال إلى مصادرها من الرسائل والكتب قدر المستطاع ، وإن لم أقصد الاستفاضة ، فقد هذّبت ما أسندته عن الأفاضل بالحقيقة المستفاضة .

وقد سبق لي أن حققت كتاب روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور لابن الأطعاني ، وهو مخطوط طبع لأول مرة ، وكان سببا من الأسباب التي دفعتني لجمع وتحقيق أقوال الإمام الجنيد حتى يعرف الناس من هو القطب الجنيد قدس اللّه سرّه العزيز .

وإن كان سبقني لهذا العمل غيري في القديم والحديث ،

إلا أن عملي هذا أشمل وأوسع ما جمع عن الإمام على حدّ علمي ، وكما اتفق على ذلك الكثير من أهل العلم الذين نظروا فيه وباركوه .

وآخرا لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر لشيخي الولي العارف باللّه الإمام الرباني سيدي مصطفى بن عبد السلام الملوي حفظه اللّه تعالى ونفع به العلم وأهله .

.

العودة إلى الفهرس الموضوع التـالي .... الموضوع الأخير مقدمة المعد والمحقق على منتدى إتقوا الله ويعلمكم الله


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: