الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

17 - شُروح وَدرَاسَات الأبيات من 50 - 245 .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

17 - شُروح وَدرَاسَات الأبيات من 50 - 245 .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

17 - شُروح وَدرَاسَات الأبيات من 50 - 245 .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي 

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)

شُروح وَدرَاسَات الأبيات من 50 - 245



شرح حكاية عشق ملك لاحدى الجواري وشراء الملك هذه الجارية

( 50 ) المؤمن بالإرادة ، تكون روحه مقترنة بمفهوم عبارة” إِنْ شاءَ اللَّهُ “ *، وهو سواء نطق بهذه العبارة ألم لم ينطق بها ، فإن أعماله تكون مبنية على هذا الاعتقاد . 

( 57 ) لجّة الفناء هي لجة إفناء الذات ، وذلك بالتخلص من كل إحساس ذاتي . ويتحقق هذا للصوفية بأن تنصرف كل جارحة من جوارحهم إلى الخالق ، وتنفصل عما يربطها بدنيا المحسوسات والعالم الظاهري . 

( 70 ) يرى الصوفية أن هذا العالم خيال . ويربط الجيلي في كتابه الإنسان الكامل بين هذه الفكرة وبين حديث مرويّ عن الرسول نصه :

“ 469 “

“ الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا “ “ 1 “ . 
( 80 ) في هذا البيت إشارة إلى المنّ والسلوى اللذين أنزلهما اللَّه على قوم موسى “ 2 “ . 


( 81 ) إشارة إلى قوله تعالى رواية عن بني إسرائيل :” وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها “. ( 2 : 61 ) . 


( 83 ) قصّ القرآن الكريم أن الحواريين طلبوا إلى عيسى أن يدعو اللَّه لينزل لهم مائدة من السماء ففعل .” قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا ، وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ ، وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ . . “( انظر سورة المائدة ، 5 : 111 - 115 ) . 


( 111 ) إذا كان العشق للجمال الدنيوي ( هذا هذا الجانب ) ، أو لجمال العالم الروحي ، فإنه يقودنا آخر الأمر إلى عالم الروح . فكل جمال في هذا الكون مستمدّ من جمال خلاق الوجود ، فهو المرج والمقصد الأسمى لكل محبّ للجمال . 


( 117 ) هذا العالم المادي ليس إلا ظلا ، ومن ورائه تكمن الحقيقة الكبرى . وقد رمز الشاعر لها بالشمس . ولكن هذه الشمس الخالدة ليست كالشمس التي نراها في هذه الدنيا ، فنورها أزلي خالد لا يغيب . 


( 118 ) وهذا الظلّ ، أي العالم المادي يجيء بالنوم . والمراد بقوله : 
“ يجيء بالنوم “ أنه يجعل الإنسان غافلًا عن الحقيقة العظمى المستترة وراء هذا الكون كله ، فهو يلهي الإنسان ، كما تلهيه الأسمار والمجالس . 
ولكن حين تشرق على القلب شمس الحقيقة ، يبدد نورها كل نور وهمي
...............................................................
( 1 ) الجيلي : الإنسان الكامل ، ج 2 ، ص 27 . القاهرة ، 1293 . 
( 2 ) قرآن ، 2 : 57 ، وكذلك 7 : 160 .


“ 470 “


مستعار ، فالشمس حين تشرق ، ينشق القمر . وانشقاق القمر مقترن بالبعث ، وكذلك إشراق الحقيقة على البشرية بصورة واضحة شاملة ، فيه بعث للروح من غفلتها . 


( 123 ) شمس الدين المقصود هنا هو شمس الدين التبريزي . وقد كان هذا صوفياً متجولًا نزل بقونيه . ولقيه جلال الدين هناك ، فوجد فيه الإنسان الكامل ، والمثل الأعلى لما يمكن أن يطمح إليه البشر . وقد أهمل الشاعر تلاميذه - بعد لقاء هذا الرجل - وتفرغ لصحبة هذا الصوفي ، مما أثار غضب هؤلاء التلاميذ فأخرجوا هذا الدخيل على أستاذهم من قونيه ، وطاردوه . وقد حزن جلال الدين كثيراً لفراق هذا الصديق ، ونظم كثيراً من غزلياته الصوفية التي تخلص فيها باسمه ، ونسب إليه في النهاية ديوانه المشتمل على أشعاره الغزلية ، فأسماه ديوان شمس تبريز . وقد قتل التبريزي في النهاية ، فحزن عليه جلال الدين أعمق الحزن . 
ومما قاله في رثائه : 
“ من ذا الذي قال إن شمس الروح الخالدة قد ماتت ؟ 
ومن الذي تجرأ على القول بأن شمس الأمل قد تولت ؟ 
إن هذا ليس إلا عدواً للشمس وقف تحت سقف ، وربط كلتا عينيه ثم صاح . ها هي ذي الشمس تموت ! “ 


( 125 ) ذكر شمس الدين قد نبّه روح الشاعر ، وأيقظ فيه أحاسيسه ومشاعره الروحية ، فكأنه قميص يوسف الذي أيقظت رائحته في يعقوب مشاعر الحب والحنان . وقد عبر عن وسيلة التنبه الروحي بصورة حسية ، إذ قال إن نفس شمس الدين جذب ذيل رداء روحه . 


( 128 ) الفناء الصو في هو التخلص من الذات الإنسانية ، والاتحاد بالذات الإلهية . وهو يختلف عند الصوفية عن عقيدة ن في الذات عند الهنود ، وتعرف هذه بالنرقانا . فالفناء عند الصوفية المسلمين حالة إيجابية قرينة في مدلولها للبقاء ، فالإنسان يفنى ليبقى ويخلد . والشاعر


“ 471 “


يقول إنه في حالة الوحدة كلت أفهامه أمام ما يشهد ، وما يستشعره ، فأصبح غير قادر على أن يحيط بأوصاف الثناء . وفي قصة المعراج أن اللَّه خاطب الرسول صلى اللَّه عليه وسلم بقوله “ أثن عليّ “ ، فأجاب الرسول قائلًا : “ لا أحصي ثناء عليك “ . فالشاعر كتب هذا البيت وفي ذهنه هذا الحديث . 


( 135 ) الصوفية يؤمنون بكتم أسرارهم . وهم لا يبوحون بمكنون قلوبهم إلا لمن بلغوا شأوا عالياً في التصوف . يقول القشيري : “ ويطلق لفظ السر على ما يكون مصوناً مكتوماً ما بين العبد والحق سبحانه في الأحوال ، وعليه يحمل قول من قال : “ أسرارنا بكر لم يفتضّها وهم واهم . ويقولون صدور الأحرار قبور الأسرار “ . ( الرسالة ، ص 45 ) . 


( 139 ) لو تجلّت حقيقة الذات الإلهية لإنسان لما استطاع الصمود أمامها . ومن أمثلة ذلك بالنسبة للجماد قصة جبل الطور الذي اندك حين تجلى عليه الخالق . 


( 149 ) يروي جلال الدين هنا قصة معروفة ، رواها ابن سينا في كتاب القانون ( ص 316 - عن الحبّ ) . ورواها كذلك - بصورة مختلفة بعض الاختلاف - نظامي عروضي سمرقندي في كتابه “ المقالات الأربع “ ( ص 78 من النص الفارسي ، طبعة لندن ) . وقد روى الشهرستاني هذه القصة في حديثه عن طبيب اليونان “ بقراط “ . ولم يكن الطبيب الذي قام بالعلاج في القصة سوى بقراط نفسه . 
أما بطل القصة فأمير “ عشق جارية من خطايا أبيه ، فنهك بدنه واشتدت علته ، فأحضر بقراط فجس نبضه ، ونظر إلى تفسرته ، فلم ير أثر علة . 
فذاكره حديث العشق فرآه يهشّ لذلك ويطرب ، فاستخبر الحال من حاضنته فلم يكن عندها خبر . وقالت : ما خرج قط من الدار . 
فقال بقراط للملك : مر رئيس الخصيان بطاعتي ، فأمره بذلك . فقال :


“ 472 “


أخرج عليّ النساء ، فخرجن ، وبقراط واضع إصبعه على نبض الفتى . 
فلما خرجت الحظية اضطرب عرقه وطار قلبه ، وحار طبعه ، فعلم بقراط أنّها المعنية لهواه “ . ( الشهرستاني ، ج 2 ، ص 118 - القاهرة ، 1956 )
 . ورواية الشاعر تختلف في بعض تفاصيلها عن الرويات السابقةعليه ، كما أنّ الشاعر - على عادته - يستخدم تفصيلات القصة أساساً لحكم كثيرة استنبطها من ثناياها .
[ شرح من بيت 150 إلى 300 ] 
( 150 ) لا يترفع الشاعر على العادات والتقاليد الشائعة بين الناس ، فهو يذكرها في شعره ، لو كانت لها قيمة إيضاحية . وهو يصور في هذا البيت الطريقة التي يخرج بها العاميّ - الذي يسير حافى القدمين - شوكة أصابت قدمه . ولكنّه ينتقل من هذا ليتحدث في البيت التالي عن الأشواك التي تصيب القلوب ، وهي الهموم والوساوس والأوهام . 


( 165 ) الخبز والملح ، كناية عن الشعرة ، كما هو معروف . فمعنى البيت أنّ الجارية حدّثت الطبيب عن الأماكن التي عاشت بها ، والناس الذين عاشرتهم في تلك الأماكن . 


( 206 - 227 ) الحسن الظاهريّ قد يكون سبباً لهلاك الروح . 
ويضرب الشاعر لذلك أمثلة معبِّرة في بعض هذه الأبيات . 


( 222 - 224 ) يتحدّث الشاعر في هذه الأبيات عن القصة ومغزاها . 
وعنده أنّها ليست قصة جريمة . فهذا القتل الذي وقع على الرجل . 
حدث لأنّ هذا الرجل قد قتل بجسده روحَه ، فاستحق الجسدُ الموت من جراء ذلك . وهناك أنواع من القتل لا تدخل في عداد الجرائم ، ومن أمثلة ذلك قتل الخضر للغلام ، وقد ذُكرت في القرآن الكريم قصة ملاقاة الرجل الصالح ( الذي يقال إنه الخضر ) لموسى ، وقتله الغلام على مرأى منه . قال تعالى في سورة الكهف :” فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً “. ( 18 : 73 ) .


“ 473 “


( 240 ) يُروى عن الرسول حديث بهذا المعنى نصه : “ إذا مُدح الفاسق غضب الربّ واهتز لذلك العرش “ . 


( 245 ) الخالق واسع الكرم إزاء عباده ، فهو - إذا جرّدهم من حياة تافهة ، وهبهم عوضاً عنها حياة عامرة عظيمة ، تعدل مائة حياة مما اعتادوا عليه . ومما روي في الحديث القدسيّ عن الرسول : “ أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر 
.
* * *
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: