الأربعاء، 5 أغسطس 2020
Rumi
12 - كيف ذم الصوفية امام الشيخ ذلك الرفيق الذي كان يكثر من الكلام .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
“ 365 “
كيف ذم الصوفية امام الشيخ ذلك الرفيق الذي كان يكثر من الكلام
[ بيان القصة ]
ندد بعض الصوفية بواحد من رفقائهم وتوجهوا إلى شيخ الزاوية ، وقالوا للشيخ : “ اطلب الانصاف لأرواحنا من ذلك الصوفي ، أيها المرشد ! “ فقال الشيخ : “ وما هي الشكوى ، أيها الصوفية “ . فقالوا :
“ ان لهذا الصوفي ثلاث صفات ثقال :
انه في الكلام متتابع النطق مثل الجرس ، وفي الأكل يأكل أكثر مما يأكله عشرون رجلا ،
3510 وإذا نام فهو مثل أصحاب الكهف ! “ ، فهكذا احتشد الصوفية عند الشيخ .
فوجه الشيخ وجهه نحو هذا الدرويش ، ( وقال ) : “ خُذ من كل حال وسطه !
لقد جاء في الخبر أن خير الأمور أوساطها . والأخلاط تكون نافعة باعتدالها .
فلو عرض ما يزيد واحدا من هذه الأخلاط ، ظهر المرض في جسم الانسان .
ولا تزد عن قرينك في احدى صفاتك ، فان هذا يأتي بالفراق يقينا في عاقبة الأمر .
3515 لقد كان نطق موسى متزنا ، لكنه - مع ذلك - جاء أكثر من نطق رفيقه الطيب .
“ 366 “
فهذا الاكثار مع الخضر جاء بالشقاق ، فقال ( لموسى ) : “ اذهب فإنك مكثر !
هذا فراق بيني وبينك ! يا موسى ! ان تكثر من الكلام فابتعد عنىّ !
والا فكن معي كمن لا ينطق ولا يرى ! وان أنت لم تذهب بل أقمت على الرغم منى ،
فأنت ( من جهة ) المعنى قد ذهبت ، وانقطعت عنى !
“ انك حين تنقض وضوءك في الصلاة تأمرك ( الصلاة ) بأن تسارع إلى الوضوء .
3520 فان أنت لم تذهب أصبحت متحركا بدون جدوى . لقد ذهبت صلاتك ،
فاجلس أيها الغوى ! ولتذهب إلى هؤلاء الذين هم قرناؤك ، فهؤلاء هم المتعشقون لقولك ، الظامئون اليه .
ان الحارس لأكثر فضلا من النيام ، وأسماك ( بحر الروح ) لا حاجة بها إلى حارس .
والذين يرتدون الثياب يتطلعون إلى الغاسل ، وأما الروح العاري فله رونق بالتجلي .
فابتعد عن جانب هؤلاء العراة ، أو كن مثلهم متحررا من رداء البدن .
3525 وان لم تستطع أن تتعرى على الوجه الأكمل ، فأقلل من الثياب حتى تسلك السبيل الأوسط .
“ 367 “
كيف اعتذر الدوريش للشيخ
لقد ذكر هذا الفقير عذره للشيخ ، وجعل هذا العذر قرينا لذلك الملام .
وأجاب على أسئلة الشيخ باجابات لطيفة صائبة كاجابات الخضر ،
تلك الإجابات التي رد بها على سؤالات الكليم ، فباح بها لموسى ، وهي من لدن رب عليم .
فحل له مشكلاته ، وأعطاه - فوق ذلك - مفتاحا لحل جميع المشكلات !
3530 ولقد كان لهذا الدرويش أيضا ميراث من الخضر ، فأطلق همته في جواب الشيخ .
وقال : “ برغم أن الطريق الأوسط هو الحكمة ، لكن الوسط أيضا أمر نسبىّ .
فماء النهر يكون ( عمقه ) قليلا بالنسبة للجمل ، لكنه يكون بالقياس إلى الفأر مثل اليم .
وكل من كان له اشتهاء لأربعة أرغفة ، ثم أكل اثنين أو ثلاثة ، فذلك يكون من التوسط .
فان أكل الأربعة كان بعيدا عن حد الوسط ، فهو أسير للحرص مثل البط .
3535 وكل من كان اشتهاؤه لعشرة أرغفة ، ثم أكل ستة فاعلم أنه قد سلك سبيلا وسطا .
وحينما يكون اشتهائي خمسين رغيفا ، واشتهاؤك ستة ، فلسنا متكافئين ( في القوة ) .
“ 368 “
فربما يعييك أنت أداء عشر ركعات ، على حين لا يضنينى أداء خمسمائة ركعة !
وهذا يسير إلى الكعبة حافى القدمين ، على حين أن سواه يعييه الذهاب إلى المسجد !
وهذا يهب الروح بسخاء وسواه كاد الجود برغيف يزهق روحه !
3540 ان الوسط يقترن بكل ما كان متناهيا ، فهذا يكون له أول وآخر .
فالبداية والنهاية ضروريتان حتى يمكن أن يتصور الوسط فيما بينهما .
وغير المتناهى - وهو لا يكون له طرفان - كيف يمكن أن يحدد له وسط ؟
فلا أحد يعرف له بداية أو نهاية .” قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مداداً لكَلمات رَبِّي لَنَفدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلماتُ رَبِّي ““ 1 “ .
ولو صارت البحار السبعة كلها مدادا ، فليس هناك قط توقع لنفادها !
3545 ولو صارت البساتين والغابات كلها أقلاما ( تسجل ) فلن تتناقص قط تلك الكلمات !
فالحبر والأقلام مآلها جميعا إلى النفاد ، وتبقى هذه الكلمات التي لا يحصيها عدّ !
ان حالتي قد تشبه النوم ! أحيانا ، لكن الضال يحسبها نوما .
فاعلم أن عيني نائمة وقلبي يقظان ! اعلم أنني دائب العمل وان ظهرت لك ( وكأنني ) بدون عمل !
.................................................................
( 1 ) الكهف ، 18 : 109 .
“ 369 “
ولقد قال الرسول : “ ان عيني تنامان ولا ينام قلبي “ “ 1 “ .
3550 فعيناك يقظتان ولكن قلبك غارق في النوم . أما أنا فعيناى غافيتان ، وقلبي ( مترقب ) فتح الباب !
ان قلبي له خمس حواس أخرى ، والعالمان كلاهما مشهد لحواس القلب !
فلا تنظر إلى من خلال ضعفك ، فما كان بالنسبة إليك ليلا فهو ذاته بالنسبة لي مثل الضحى !
انه بالنسبة إليك سجن ، وهذا السجن هو بالنسبة الىّ مثل البستان . ولقد صار انشغالك ذاته عندي فراغا !
وقدماك في الوحل ، أما أنا فقد صار الطين عندي وردا ! وأنت في مأتم ، وأنا في فرحة وطبول !
3555 وأنا أسكن الأرض معك في مكان واحد ، لكنني أنطلق ( دونك ) إلى السماء السابعة ، مثل زحل .
ولست ( في الحقيقة ) جليسك ، بل ذلك ظلى ! وان منزلتي لأسمى من أن تبلغها الأفكار !
ذلك لأننى قد تجاوزت الأفكار ، وأصبحت منطلقا خارج نطاقها ! ولقد أصبحت حاكما على الأفكار ،
لا محكوما بها ، ذلك لأن الباني يكون هو المتحكم في البناء !
أما جملة الخلق فهم مسخرون للفكر ، ولهذا فإنهم عليلو القلوب محترفون للأحزان .
.................................................................
( 1 ) المنهج القوى ، ج 2 ، 652 .
“ 370 “
3560 وانى لأسلم نفسي - عن قصد - للأفكار ، لكنني أقفز من بينها ، حينما أريد .
انني طائر القمم ، وليس الفكر الا بعوضة ! فكيف يكون للبعوضة سلطان علىّ ؟
وربما أنزل - عن قصد - من الأوج الرفيع ، حتى يلتف حولى من تحطمت سيقانهم .
وحينما يعتريني الملال من سفلى الصفات ، أحلق كما تفعل الطيور الصافات “ 1 “ !
وان جناحىّ قد نبتا أيضا من ذاتي ، فأنا لا ألصق حولى جناحين بالغراء .
3565 فهكذا كان لجعفر الطيار جناحان محلقان ! أما جعفر العيار فكان له جناحان كاذبان !
فهذا ( القول ) - عند من لم يتذوقه - ليس الا دعوى ، لكنه - عند سكان السماء - معنى !
ان هذا يكون هراء ودعوى في نظر الغراب ، فالوعاء الخاوي أو الممتلىء يكونان سواء أمام الذباب .
فما دامت اللقم تتحول فيك إلى جوهر ، فلا تنكمش وكل على قدر طاقتك .
ان شيخا أراد ذات يوم أن يدفع سوء الظن ، فتقيأ في وعاء ، فامتلأ الوعاء بالدر .
.................................................................
( 1 ) انظر : سورة الملك ، 67 : 19 .
“ 371 “
3570 فالشيخ البصير قد جعل الجور المعقول محسوسا لكي ( يفهم المعترض ) القليل العقل .
وإذا ما أصبح الطعام النقى ملوثا في معدتك فضع قفلا على حلقك ثم خبىء المفتاح .
أما كل من تحولت فيه اللقم إلى نور جليل ، فليأكل ما أراد فهذا له حلال !
بيان تلك الدعوى التي تكون ذاتها دليل صدقها
لئن كنت صفيا لروحى ، فان قولي الحافل بالمعنى ليس من قبيل الدعوى .
فلو قلت لك في منتصف الليل : “ انى أمامك ، فلا تخف من الليل انى قريبك “ .
3575 لكان لكل دعوى من هاتين معنى عندك ، ما دمت تعرف صوت قريبك .
فكل من المواجهة والقربى كانت دعوى ، لكن كلا منهما كان لها معناها في الفهم السحن .
وقرب الصوت يقوم شاهدا على أن هذا الكلام ينطلق من صديق مجاور لك .
ولذة صوت القربى أيضا جاءت شاهداً على صدق ذلك القريب العزيز .
“ 372 “
أما الأحمق المجرد من الالهام ، ذلك الذي - من جراء جهله - لا يعرف صوت الغريب من القريب ،
3580 تكون الدعوى عنده مقصورة على قول القائل ، ولهذا فان جهله صار مصدر انكاره .
أما بالنسبة للذكى - الذي أشرقت في باطنه الأنوار - فان هذا الصوت ذاته يكون معنى مستقيماً .
وكذلك لو تكلم بالعربية رجل عربى اللسان ، ( قائلا ) : “ انني أعرف لغة العرب “ ،
فان نطقة العربي ذاته يكون معنى ، مع أن ( قوله ) انه يعرف العربية يكون ( من قبيل ) الدعوى .
أو كتب كاتب فوق ورقة : “ انني كاتب ، قارىء ، من أهل الفضل “ ،
3585 فان هذه الكتابة - وان كانت في ذاتها دعوى - تكون أيضاً شاهداً على المعنى .
أو يقول صوفي : “ انك قد رأيت بالأمس رجلا يحمل سجادة فوق كتفه ،
ولقد كنت أنا هذا الرجل ، فما حدثتك به في حلمك وأنت نائم ، من شرح للنظر ،
أصغ اليه ، واجعله قرطاً في أذنك ، واتخذ كلماتي تلك مرشدا لعقلك “ .
فأنت - حين تستعيد ذكر هذا المنام - يكون هذا الكلام - بالنسبة إليك - معجزة جديدة ، وذهباً قديماً .
3590 ومع أن هذا يبدو وكأنه دعوى ( من القائل ) ، لكن روح صاحب
“ 373 “
الواقعة “ 1 “ تؤكد ثبوتها .
فالحكمة إذ كانت ضالة المؤمن ، فإنه يوقن بها حين يسمعها من أي انسان !
وهو - حينما يجد نفسه وحده في مواجهتها - كيف يتطرق اليه الشك ؟ وكيف يخطئ نفسه ؟
انك حين تقول لظمآن : “ سارع ، فان في القدح ماء ، ولتبادر بأخذه “ ،
فهل يمكن أن يقول الك الظمآن : “ هذا ( مجرد ) دعوى ! فابتعد عنى - أيها المدعى - وفارقني !
3595 أو قدّم لي شاهداً وحجة على أن هذا من جنس الماء ، وأنه من ذلك الماء المعين !
“ وهب أن أماً قالت لطفها الرضيع : “ هلم الىّ ، انني والدتك هيا أيها الولد !
“ ، فهل يقول الطفل : “ أيتها الأم ، قدمي الحجة حتى أطمئن إلى حليبك ؟
“ فكل أُمَّة في قلبها مذاق من الحق ، يكون وجه النبي وصوته هما المعجزة !
فحينما ينادى النبىّ بدعوته في الظاهر ، تسجد أرواح الأمة في الباطن .
3600 ذلك لأن أذن الروح لا تكون قد سمعت جنس قوله من انسان آخر ، في هذه الدنيا .
.................................................................
( 1 ) الرجل الذي رأى الحلم .
“ 374 “
فهذه الغربية بتذوقها صوت الغريب تسمع من كلام الحق قوله :”فَإنِّي قَريبٌ““ 1 “ .
كيف سجد يحيى عليه السلام في بطن أمه
للمسيح عليه السلام
قالت أم يحيى - وهي لا تزال حاملا به - لمريم في الخفاء :
“ انى أرى بعين اليقين ملكيا في بطنك ، يكون من أولى العزم ، ورسولا نبيا .
فأنا - حينما أصبحت قريبة منك - سارع الجنين في بطني إلى السجود .
3605 ان هذا الجنين قد سجد لذلك الجنين ، فوقع الألم في جسدي من جراء سجوده !
“ فقالت مريم : “ انني قد أحسست أيضا بسجود هذا الجنين في بطني “ .
إثارة اشكال حول هذه القصة
ان أهل الغفلة يقولون : “ هذه خرافة ، فاضرب عنها صفحا ، فإنها كذب وخطأ .
فمريم - أثناء حملها - لم تتصل بانسان قط . وهي لم ترجع قط من خارج المدينة .
.................................................................
( 1 ) انظر : سورة البقرة ، 2 : 186 .
“ 375 “
فهذه المرأة الحلوة المنطق لم تدخل المدينة قبل أن تضع حملها
3610 فلما ولدته حملته على صدرها وأتت به قومها .
فأين أبصرتها أم يحيى لتتحدث إليها بتلك الكلمات عما جرى ؟ “
جواب الاشكال
فليعلم ( المعترض ) أن ما هو غائب في الآفاق ، يكون حاضرا لأهل الخاطر !
فأم يحيى تجىء في نظر مريم ، برغم أنها تكون بعيدة عن مرأى بصرها ،
فالمرء يستطيع أن يرى الحبيب ، وعيناه مغمضتان ، وذلك إذا ما استطاع أن يكف جسده “ 1 “ عن الحركة .
3615 فإن لم ير الحبيب رؤية الظاهر ولا رؤية الباطن ، فاقتبس من هذه الحكاية معناها ، أيها الضعيف !
( ولا تكن ) كمن سمع بعض الأقاصيص ، فتمسك بحرفيتها تمسك “ الشين “ بلفظة “ نقش “ .
( قائلا ) : “ كيف تكلِّم كليلة هذا بدون لسان ؟ وكيف استمع إلى كلام من دمنة ، وقد كان ذلك عاجزا عن البيان ؟
وهب أن كلامنهما كان يفهم لحن الآخر ، فيكف استطاع البشر أن يفهموا هذا وهو ليس بنطق !
وكيف استطاع دمنة أن يكون رسولا بين الأسد والثور ، ويسمع كلا منهما بيانه ؟
.................................................................
( 1 ) حرفيا : جلده . ومعنى كف الجسد عن الحركة : ان يهدا الانسان ، ويخلد إلى التأمل .
“ 376 “
3620 وكيف صار ذلك الثور النبيل وزيرا للأسد ؟ وكيف صار الفيل وجلا من خيال القمر ؟
ان كليلة ودمنة هذا كله افتراء ، والا فكيف وقع الجدال بين الغراب واللقلق ؟
يا أخي ! ان القصة مثل المكيال ، والمعنى فيها مثل الحب في المكيال .
فالرجل العاقل يأخذ حصاد المعنى ، ولا ينظر إلى المكيال ، وان كان ( وسيلة ) النقل .
فاستمع إلى ما يدور بين البلبل والوردة ، ومع أنه ليس هناك كلام صريح !
قول الكلام بلسان الحال وفهم ذلك الكلام
3625 استمع أيضا لما يدور بين الشمعة والفراشة ، واقتبس “ 1 “ معناه ، أيها المليح .
فمع أنه ليس هناك قول مسموع ، فهناك سر القول ، فتنبه وحلق نحو القمم ،
ولا تنهاو كالبومة في طيرانك ! لقد قال لا عب الشطرنج : “ هذا بيت الرخ “ ،
فأجابه ( المتمسك بالحرفية ) : “ ومن أين له هذا البيت ، وكيف امتلكه ؟ “
هل اشترى هذا البيت أم حصل عليه بالإرث ؟ “ فما أسعد ذلك الرجل الذي يسارع إلى المعنى !
.................................................................
( 1 ) حرفيا : “ واختر . . . “ .
“ 377 “
لقد قال النحوي : “ ضرب زيد عمرا “ ، فقال ( الأحمق ) : “ ولماذا أدبه بدون جرم ؟
3630 ماذا كان جرم عمرو ؟ ان زيدا الفظّ قد ضربه - بدون جرم - كما يُضرب الغلام “ .
فأجابه ( النحوي ) : “ ان هذا ( الكلام ) مكيال للمعنى فخذ من المكيال ما به من قمح ، ورد المكيال !
ان زيدا وعمرا ( هنا ) وسيلة لتعلم الاعراب ، ومهما يكن هذا ( القول ) كذبا ، فاتخذه وسيلة إلى الاعراب “ .
فقال ( الأحمق ) : “ لا ! انني لست أعرف كيف ضرب زيد عمرا بدون ذنب ولا خطأ
“ فانصرف النحوي إلى اللهو - بعد أن يئس - وقال : “ ان عمرا كان قد سرق واوا زائدة ،
3635 وعلم زيد بذلك ، فضرب السارق ، فما دام هذا قد تجاوز الحد ، فقد حق عليه الحد ! “
كيف يلقى كلام الباطل قبولا في قلوب أهل الباطل
فقال ( الأحمق ) : “ هذا هو الصواب ، وقد تقبلته بروحي ! “ ان المعوج يظهر مستقيما في نظر المعوجين !
فلو أنك قلت لأحول ان القمر واحد ، لقال لك : “ بل هناك قمران ، فالشك يحيط بتفرد القمر !
ولو أراد شخص أن يسخر منه لقال له : ان هناك قمرين ، فيصدقه ( الأحمق ) ، فهذا لائق بطبيعته الخسيسة !
“ 378 “
ان الكذب يتجمع حول أهل الكذب ، وقوله تعالى :” الْخَبيثاتُ للْخَبيثينَ ““ 1 “ يلقى ضوءا على ذلك .
3640 وأصحاب القلوب الرحبة لهم أياد رحبة “ 2 “ ، أما من عميت عيونهم فليس لهم الا العثار فوق الصخور .
البحث عن تلك الشجرة التي لا يذوق الموت كل من أكل من ثمارها
[ بيان الحكاية ]
قال عالم على سبيل الحكاية : “ ان في بلاد الهند شجرة ، كل من أكل من ثمارها أو حملها لا يشيخ ولا يتطرق اليه الموت !
“ وسمع بهذا أحد الملوك من رجل صادق ، فأصبح عاشقا للشجرة وثمارها !
فأرسل في طلبها رسولا عالما من ديوان الأدب إلى بلاد الهند .
3645 ودار رسول الملك هذا حول بلاد الهند سنين ( قضاها ) في البحث والطلب .
لقد طوف من مدينة لأخرى بحثا من هذا المطلوب ولم يدع جزيرة ولا جبلا ولا صحراء !
وكلما سأل انسانا سخر منه قائلا : “ من إذ الذي يبحث عن هذه سوى مجنون مكبل بالقيود ؟
“ وكان كثير من الناس يصفعونه ساخرين ! وكثيرون قالوا له :
“ يا صاحب الفلاح !
...................................................................
( 1 ) انظر : سورة النور ، 24 : 26 .
( 2 ) يقصد : “ بالأيادي الرحبة “ هنا القدرات الواسعة .
“ 379 “
أرجل ذكى صافي الفؤاد مثلك يكون بحثه هكذا خاويا ( من المعنى ) جزافا ؟ “
3650 وهذا ( اللون ) من المراعاة “ 1 “ كان صفعا آخر ، بل إنه لأشد من الصفع الصريح !
لقد كانوا يمدحونه - بسخرية - قائلين : أيها العظيم ! في مكان كذا توجد شجرة شامخة غليظة !
بل عينوا غابة ذكروا أن بها شجرة خضراء ، عظيمة الطول والعرض غليظة الأغصان !
ان رسول الملك - الذي كان ينقب بجد بالغ “ 2 “ - أخذ يستمع من كل شخص إلى لون من الخبر .
ولقد قاضى سنين في السياحة هناك ، وكان الملك يبعث اليه بالأموال .
3655 ولما ازداد عناؤه في تلك الغربة عجز في آخر الأمر عن ادراك الطلب .
فلم يظهر قط أي أثر لمقصوده ! ولم ينكشف من هذا المطلب شئ سوى الخبر !
فانقطع بذلك خيط أمله ، وأصبح ملتَمسُه ولا سيبل إلى التماسه في عاقبة الأمر .
فعزم على العودة إلى الملك ، ومضى ينثر الدموع وهو مندفع على الطريق .
.................................................................
( 1 ) الأدب المفتعل .
( 2 ) حرفيا : “ ان رسول الملك الذي كان عقد زناره للبحث . . . “
“ 380 “
كيف شرح الشيخ سر هذه الشجرة للطالب المقلد
وكان هناك شيخ عالم وقطب كريم ، في ذلك المنزل ( من الطريق ) حيث يئس نديم الملك .
3660 ( فحدث نفسه ) قائلا : “ انني يائس فلأذهب اليه ، ثم أنطلق من عتبته إلى الطريق ،
حتى يكون دعاؤه رفيقا على الطريق ، ما دمتُ قد أصحبت يائسا من مطلوبى “ .
شو تقدم نحو الشيخ بعين مليئة بالدمع . لقد كان يمطر الدموع كالسحاب .
وقال : “ أيها الشيخ ! هذا وقت الرحمة والرقة ! انني يائس وهذه الساعة هي أوان اللطف !
“ فقال له : “ فخبرني ، من أي أمر قنوطك ؟ وما هو مطلوبك ؟ وإلى أي شئ وجهتك ؟ “
3665 فقال : “ لقد اختارني الملك ، لأبحث عن شجرة وارفة الأفنان .
انها شجرة نادرة في كل الجهات ، فاكهتها هي سر ماء الحياة !
ولقد بحثت عنها سنين فلم أجد لها أثرا ، ( ولم أظفر ) الا باستهزاء العابثين وسخرهم !
“ فضحك الشيخ وقال : “ يا سليم القلب ! ان هذا هي شجرة العلم ( المنطوية ) في العليم !
“ انها سامقة عظيمة منبسطة وارفة ! انها ماء الحياة من البحر المحيط !
“ 381 “
3670 ولقد قصدت إليها بالصورة ، فضلت السبيل ! انك لم تجدها لأنك تركت المعنى !
وهي حينا تدعى “ شجرة “ ، وحينا “ شمسا “ ، وحينا “ بحرا “ ، وحينا “ سحابا “ !
انها واحدة “ 1 “ انبعثت منها لاف الآثار ! ان أقل آثارها حياة الخلود !
وان لها ألف أثر ، مع أنها واحدة انها واحدة جديرة بما لا يحصى من الأسماء !
فهذا شخص واحد يكون لك أبا ، وهو بالنسبة لشخص آخر يكون ابنا .
3675 وهو - بالقياس إلى شخص ثالث - قاهر وعدو ، وبالقياس إلى سواه لطيف طيب !
فهذا الآدمي الواحد تكون له آلاف الأسماء ، والمدرك لكل أوصافه يكون عاجزا عن وصفه !
فكل من طلب الاسم - وان كان من الثقات - أصبح مثلك يائسا مشتت ( الفكر ) .
فلماذا تشبثت أنت باسم هذه الشجرة ، حتى بقيت مرّ الأماني ، تعس الطالع !
دعك من الاسم وانظر إلى الصفات ، حتى تهديك الصفات إلى سبيل الذات !
.................................................................
( 1 ) شجرة العلم .
“ 382 “
3680 ان اختلاف الخلق يقع من جراء الأسماء ، فإذا ما تقدموا نحو المعنى ساد الوئام .
* * *
شرح كيف ذم الصوفية امام الشيخ ذلك الرفيق الذي كان يكثر من الكلام
( 3512 - 3513 ) الأخلاط في جسد الانسان أربعة ، هي المرة السوداء ، وهي مسكن اليبوسة ، والمرة الصفراء وفيها الحرارة ، والدم وفيه الرطوبة ، والبلغم وفيه البرودة . “ فأيما جسد اعتدالت فيه هذه الأربعة الأخلاط . . .
وكانت كل واحدة منهن ربعا لا تزيد ولا تنقص ، كملت صحته واعتدلت بنيته .
وان زادت واحدة منهن على أخواتها وقهرتهن ومالت بهن ، دخل السقم على الجسد من ناحيتها ، بقدر ما زادت .
وإذا كانت ناقصة ضعفت طاقتها عن مقاومتهن فغلبنها ، ودخل السقم على
“ 590 “
الجسد من نواحيهن بقدر قلتها عنهن ، وضعف طاقتها عن مقاومتهن “ .
( رسائل اخوان الصفا ، 1 : 300 ) .
وكان يعتقد أن هذه الأخلاط ذات تأثير على أخلاق الانسان ، “ فان مالت به اليبوسة وأفرطت ، كانت عزمته قساوة وفظاظة ، وان مالت به الرطوبة ، كان لينه توانيا ومهانة ، وان مالت به الحرارة ، كانت حدته طيشا وسفاهة ، وان مالت به البرودة ، كانت أناته ريثا وبلادة ، وان اعتدلت وكن سواء ، اعتدلت أخلاقه واستقام أمره ، وكان عازما في يغلبه خلق من أخلاقه ، ولا تميل به طبيعة من أخلاطه عن المقدار المعتدل “ . ( المصدر السابق ، 1 : 301 ) .
( 3515 - 3516 ) في البيتين إشارة إلى قصة موسى والعبد الصالح الذي ذكر المفسرون أنه الخضر . وقد وردت هذه القصة في القرآن الكريم ( 18 : 65 - 82 ) . وكان افراط موسى في سؤال الخضر سببا في أن الخضر تخلى عن صحبة موسى . انظر أيضا : المثنوى ، ج 1 ، 2969 ، 2971 وشرحهما ) .
( 3517 - 3518 ) “ موسى “ هنا رمز للمريد . والمرشد يدعوه إلى الصمت ، حتى لا يضطر إلى الابتعاد عنه ، كما اضطر الخضر إلى مفارقة موسى .
( 3522 ) أهل الغفلة يكونون بحاجة إلى من يحميهم . ويكون حاميهم أحد الذين تحققت لهم يقظة روحية . أما الصوفية العارفون فهؤلاء قد تحقق لهم الأمان ، بعد وصولهم إلى عالمهم الروحي ، ولم تعد بهم حاجة إلى حارس .
( 3523 ) “ ان الذين يتطلعون إلى حياة الحس هم بحاجة إلى من يصونهم عن الضلال . فالجسد كالثوب ، يكون بحاجة إلى من ينظفه .
أما الروح الذي تحرر من سلطان الجسد ، فيكون ذا رونق حين يتعرى
“ 591 “
من رداء البدن .
( 3524 ) من أراد صحبة العارفين فليكن مثلهم متحررا من رداء البدن . ومعنى “ التحرر من رداء البدن “ أن يكون الروح هو المسيطر على الانسان ، المتحكم في أفعاله .
( 3525 ) “ ان لم تستطع أن تسيطر على البدن سيطرة كاملة فعليك أن تبذل جهدك حتى لا يطغى على روحك ، وليكن لك موقف وسط بين الروح والبدن “ .
( 3527 - 3528 ) انظر : سورة الكهف ، 18 : 65 - 82 .
( 3530 ) كان هذا الدرويش من أهل الكمال ، وهؤلاء - في رأى الصوفية - يظهرون في كل زمان . والقائلون بوحدة الوجود يرون أن أهل الكمال مرتبطون بالحقيقة المحمدية . ( انظر : الجيلى : الانسان الكامل ، ج 2 ، 50 ) .
( 3545 ) في البيت إشارة إلى قوله تعالى “ ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم “ . ( 31 : 27 ) .
( 3547 ) يرد الدرويش هنا على ما اتهمه به أصحابه من شدة استغراقه في النوم . ( البيت 3510 ) .
( 3550 ) بدأ الدرويش - في هذا البيت - يسفه رأى من اتهمه بطول استغراقه في النوم . ويوالى الدرويش الدفاع عن نفسه في الأبيات التالية .
( 3551 ) “ حس القلب “ هو الحس الكوني الذي يشهد به العارف ما لا تشهده الحواس .
( 3552 ) “ لقد خدعك ظاهري فلم تفطن إلى حقيقة حالي . لقد نظرت إلى من خلال ضعفك ، فظننتنى على شاكلتك ، في حين أن ما يخفى عليك من الأمور ، يبدو أمامى واضحا كالضحى “ .
“ 592 “
( 3554 ) “ انك مقيد بقيود الحس وأغلاله ، وأما أنا فقد أصبح الحس عندي مُشرقا بنور الروح . وأنت من حياتك المادية في هم مقيم ، على حين أنني في فرحة وهناء “ .
( 3555 ) ان العارف يقيم مع أهل الغفلة في مكان واحد ، لكنه كثيرا ما تنطلق روحه من اسار الحس فتبلغ السماء السابعة .
( 3556 ) مهما تجاوز العارف والغافل فان تجاور هما لا يعنى أنهما في منزلة واحدة . فالعارف يجاور الغافل بجسده على حين أن روحه تحلق في سمائها التي لا يرقى إليها فكر الغافل .
( 3558 ) الأفكار تكون رهن إرادة العارف يتحكم فيها كما يتحكم الباني في النباء . أما الغافل فالأفكار تسيطر عليه وتحكمه .
( 3562 ) ربما ينزل الرجل العارف إلى مستوى ضعاف الناس ، ذوى الطاقة الروحية الواهية ، وذلك ليمكنهم من أن يأخذوا عنه الهداية ، ويقتبسوا منه العرفان .
( 3563 ) في البيت إشارة إلى قوله تعالى : “ أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن الا الرحمن انه بكل شئ بصير “ .
( 67 : 19 ) .
فالعارف يذكر هنا مقدرته على الانطلاق إلى الآفاق العالية .
( 3564 ) “ ان قدرتى على الانطلاق نابعة من الذات التي صفت ، والروح الملهم ، وليس أساسها علما زائفا ولا وهما باطلا “ .
( 3565 ) يطلق لقب جعفر الطيار على جعفر بن أبي طالب ، وهو ابن عم الرسول الذي استشهد في غزوة مؤتة ، وقد قام بها المسلمون عام 8 ه 629 م . وكانت موجهة إلى الروم . قال ابن هشام : “ وحدثني من أثق به من أهل العلم : أن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت ، فأخذه بشماله فقطعت ، فاحضتنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين سنة ، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير
“ 593 “
بهما حيث شاء “ . ( سيرة ابن هشام ، ج 4 ، 20 ) أما جعفر العيار فهو من يتسمى بجعفر ، برغم أنه يكون نقيض جعفر بن أبي طالب في ايمانه وصدقه .
( 3566 ) من لم يجرب ذوق الروح يجد أن هذا الكلام مجرد دعوى أما من ذاق لذة الشهود فهو وحده يدرك معناه .
( 3567 ) يُعرف الغراب عند العرب بأنه من أخس الطيور . قال الجاحظ : “ قال صاحب منطق الطير : الغراب من لئام الطير وليس من كرامها ولا من أحرارها ، ومن شأنه أكل الجيف والمقامات “ . ( الدميري :
حياة الحيوان ، ج 2 ، 173 ) .
وقد اتخذ الشاعر الغراب رمزا للجاهل الخبيث النفس ، المتعلق بالحس .
أما الذباب فهو رمز لقصير النظر الذي يعجز عن ادراك معنى الابصار الروحي ، كما تعجز الذبابة عن ادراك حقيقة المرئيات . ( انظر : المثنوى ، 1 ، 1082 - 1090 ) .
( 3568 ) إذا كان الغذاء الحسىّ يزيد من قوتك وطاقتك الروحية فلا ضير منه . فالعارف الحق يأكل ليعيش ويحيى حياة روحية ، متحررة من سلطان الحس . والأكل في هذه الحال لا يُطلب لذاته ، وانما لأثره في تقوية الانسان . يقول الغزالي : “ اعلم أن طيب المطعم له خاصية عظيمة في تصفية القلب وتنويره ، وتأكيد استعداده لقبول أنوار المعرفة “ .
( الأربعون ، في أصول الدين ، 63 ) .
( 3569 - 3570 ) يروى الشاعر هنا معجزة لأحد الصوفية ، هي أنه تقيأ جوهر أمام بعض من أساؤوا به الظن ، فكانت هذه كرامة ، إذ تحول الجوهر المعقول ، وهو جوهر العرفان ، إلى جوهر محسوس أمام هؤلاء المنكرين . واعتقاد الصوفية بوقوع الكرامات يسمع بأمثال هذه القصة .
( 3588 ) قول الشاعر : “ أصغ اليه ، واجعله قرطا في أذنك “ ، يعنى : “ أصغ اليه ، وأحسن الاصغاء حتى يستقر الكلام في أذنك ، كأنه
“ 594 “
قرط معلق بها “ .
( 3589 ) قول الشاعر : “ يكون هذا الكلام - بالنسبة إليك - معجزة جديدة ، وذهبا قديما “ ، يعنى أن هذا الكلام الذي سبق لك أن سمعته في نومك تسمعه في يقظتك ، فيبدو لك معجزة جديدة ، وذهبا قديما ، لا يذهب القدم بقيمته بل يبقى كما هو معدنا نفيسا . فما تلقيته في منامك من حديث روحي لا يذهب بقيمته التكرار ، كما هو شأن الحديث المعاد .
[ شرح من بيت 3600 إلى بيت 3810 ]
( 3601 ) الروح الغريبة في عالم الحس تسمع صوت النبي الذي يكون في هذا العالم مغتربا عن عالمه الروحي ، فيكون ما تسمعه الروح من النبي مقربا لها من خالقها . وفي البيت إشارة إلى قوله تعالى : “ وإذا سألك عبادي عنى فانى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان “ . ( 2 : 186 )
( 3602 - 3606 ) يروى الشاعر هنا حكاية لها أصولها العربية عن يحيى والمسيح . وقد أورد الثعلبي هذه الحكاية على الوجه التالي .
“ يحيى أول من آمن بعيسى وصدقه ، وذلك أن أمه كانت حاملة به ، فاستقبلتها مريم وقد حملت بعيسى ، فقالت لها أم يحيى : يا مريم ! أحامل أنت ؟ فقالت : لماذا تقوليت هذا ؟ قالت : انى أرى مافيبطنى يسجد لما في بطنك ، فذلك تصديقه له ، وايمانه به “ . ( قصص الأنبياء ، 423 ) .
انظر أيضا : ( فروزانفر ، مآخذ قصص ، 82 ) ، ( تعليقات نيكولسون ) .
( 3617 ) يبدأ الشاعر هنا إشارات إلى بعض قصص كليلة ودمنة .
ويشير الشاعر في هذا البيت والأبيات الثلاثة التي تليه إلى قصة “ الأسد والثور “ .
( 3620 ) قول الشاعر : “ وكيف صار الفيل وجلا من خيال القمر “ بشير إلى قصة “ الأرنب وملك الفيلة “ . ( كليلة ودمنة ، الباب الثامن ، ص 272 . طبعة دار الحياة ، بيروت ) .
( 3624 ) شعراء الغزل من الفرس كثيرا ما يتغنون بحب البلبل
“ 595 “
للوردة ، ويديرون بينهما الحوار في غزلياتهم . ومن أشهر من فعل ذلك حافظ الشيرازي .
( 3671 ) جوهر المعرفة الروحية واحد مهما اختلفت تجلياته وآثاره .
( 3677 ) الأسماء المتعدة تشتت الفكر وتصرفه عن ادراك جوهر الصفات .
التسميات:
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
،
Rumi
مواضيع ذات صله :
Rumi
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2020
(579)
-
▼
أغسطس
(176)
- 19 - الهوامش والشروح 2362 - 2667 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1975 - 2361 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1474 - 1974 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1026 - 1474 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 536 - 1025 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 31 - 535 المثنوي المعنوي جلال...
- 13 - الهوامش والشروح 01 - 30 المثنوي المعنوي جلال ...
- 12 - حكاية العياضي رحمه الله وكان قد شهد سبعين غزو...
- 11 - حكاية ذلك الأمير الذي قال للغلام أحضر خمرا فذ...
- 10 - حكاية في إثبات الاختيار وبيان أن القضاء والقد...
- 09 - حكاية الشيخ محمد سررزى الغزنوي .المثنوي المعن...
- 8 - حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول ...
- 07 - الملك إياز ومعنى أرنا الأشياء كما هي ومعنى ل...
- 60 - قصة أهل ضروان وحسدهم للفقراء .المثنوي المعنوي...
- 05 - مثال لعالم الوجود الذي يبدو عدما وعالم العدم ...
- 04 - حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه ا...
- 03 - الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الخامس .المثنوي المعنوي ...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - الهوامش والشروح 3637 - 3858 المثنوي المعنوي ج...
- 20 - الهوامش والشروح 3085 - 3636 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 2628 - 3084 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 2202 - 2627 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي ج...
- 16 - الهوامش والشروح 1263 - 1738 المثنوي المعنوي ج...
- 15 - الهوامش والشروح 781 - 1262 المثنوي المعنوي جل...
- 14 - الهوامش والشروح 521 - 780 المثنوي المعنوي جلا...
- 13 - الهوامش والشروح 37 - 520 المثنوي المعنوي جلال...
- 12 - الهوامش والشروح 01 - 36 المثنوي المعنوي جلال ...
- 11 - قصة ذلك الجدول والصيادين والسمكات الثلاثة الع...
- 10 - أطوار خلق الإنسان ومنازلة من البداية .المثنوي...
- 09 - حكاية ذلك الأمير الذي اتجه اليه الملك الحقيقي...
- 08 - مشورة فرعون مع وزيره هامان في الإيمان بموسى ع...
- 07 - حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على...
- 06 - جلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبه...
- 05 - إنذار سليمان عليه السلام لبلقيس طالبا منها أل...
- 04 - الحكماء يقولون أن الإنسان هو العالم الأصغر وإ...
- 03 - حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي ا...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الرابع المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 26 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 25 - الهوامش والشروح 4564 - 4814 المثنوي المعنوي ج...
- 24 - الهوامش والشروح 4039 - 4563 المثنوي المعنوي ج...
- 23 - الهوامش والشروح 3568 - 4037 المثنوي المعنوي ج...
- 22 - الهوامش والشروح 3132 - 3567 المثنوي المعنوي ج...
- 21 - الهوامش والشروح 2740 - 3131 المثنوي المعنوي ...
- 20 - الهوامش والشروح 2308 - 2738 المثنوي المعنوي ج...
- 19 - الهوامش والشروح 1880 - 2307 المثنوي المعنوي ج...
- 18 - الهوامش والشروح 1406 - 1879 المثنوي المعنوي ج...
- 17 - الهوامش والشروح 778 - 1405 المثنوي المعنوي جل...
- 16 - الهوامش والشروح 497 - 778 المثنوي المعنوي جلا...
- 15 - الهوامش والشروح 69 - 496 المثنوي المعنوي جلا...
- 14 - الهوامش والشروح 01 - 68 المثنوي المعنوي جلال ...
- 13 - بيان أن الطاغية في عين قهره مقهور وفي عين نصر...
- 12 - قول الشيطان لقريش تعالوا لقتال أحمد فسوف أساع...
- 11 - كل ما هو غفلة وكسل وظلمة كله من الجسد فهو أرض...
- 10 - قصة نجدة الرسول عليه السلام لقافلة من العرب ه...
- 09 - حكاية الأرانب التي أرسلت أحدها برسالة إلى الف...
- 08 - حكاية ذلك الذي كان طالبا للرزق الحلال بلا كسب...
- 07 - صفة بعض الأولياء الراضين بالأحكام فلا يدعون ...
- 06 - قصة انشغال عاشق بقراءة كتب العشق في حضور معشو...
- 05 - تشبيه فرعون وادعائه الألوهية بابن آوى .المثنو...
- 04 - حركة السيد نحو القرية .المثنوي المعنوي جلال ا...
- 03 - قصة آكلي ولد الفيل من الحرص .المثنوي المعنوي ...
- 02 - ديباجة مولانا الدفتر الثالث المثنوي المعنوي ج...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 22 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 32 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين ال...
- 25 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 30 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الر...
- 21 - هوامش وشروح 3521 - 3826 المثنوي المعنوي جلال ...
- 20 - هوامش وشروح 3038 - 3530 المثنوي المعنوي جلال ...
- 19 - هوامش وشروح 2614 - 3037 المثنوي المعنوي جلال ...
- 18 - هوامش وشروح 2146 - 2614 المثنوي المعنوي جلال ...
- 17 - هوامش وشروح 1724 - 2145 المثنوي المعنوي جلال ...
- 16 - هوامش وشروح 1231 - 1723 المثنوي المعنوي جلال...
- 15 - هوامش وشروح 846 - 1230 المثنوي المعنوي جلال ا...
- 14 - هوامش وشروح 506 - 845 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 13 - هوامش وشروح 113 - 505 المثنوي المعنوي جلال ال...
- 12 - هوامش وشروح 01 - 110 المثنوي المعنوي جلال الد...
- 11 - تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي المثنوي المعنوي ...
- 10 - حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي...
- 09 - إيقاظ إبليس لمعاوية قائلا استيقظ فهذا وقت الص...
- 08 - ذهاب المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لعيادة أحد ا...
- 07 - إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي...
- 06 - مجيء الرفاق إلى البيمارستان لعيادة ذي النون ا...
- 05 - اختبار الملك لذلكما الغلامين اللذين اشتراهما ...
- 04 - بيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع ...
- 03 - ظن ذلك الشخص الخيال هلالا في عهد عمر المثنوي...
- 02 - مقدمة مولانا وحكمة التأخير المثنوي المعنوي جل...
- 01 - مقدمة المترجم والمحقق المثنوي المعنوي جلال ال...
- 31 - الهوامش والشروح الأبيات من 3735 - 4018 المثنو...
- 30 - الهوامش والشروح الأبيات من 3410 - 3734 المثنو...
- 29 - الهوامش والشروح الأبيات من 3026 - 3409 المثنو...
- 28 - الهوامش والشروح الأبيات من 2615 - 3025 المثنو...
- 27 - الهوامش والشروح الأبيات من 2255 - 2614 المثنو...
- 26 - الهوامش والشروح الأبيات من 2115 - 2254 المثنو...
- 25 - الهوامش والشروح الأبيات من 1923 - 2114 المثنو...
- 24 - الهوامش والشروح الأبيات من 1557 - 1922 المثنو...
-
▼
أغسطس
(176)
تابعونا علي فيس بوك
https://www.facebook.com/groups/146820946026951/?ref=bookmarks
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abdelkader-Jilani
al-Junayd-al-Baghdadi
al-Kahf-Wa-al-Raqim
AlFateh-AlRabbani
AlMasnavi-Vol1
AlNafri
alnnadirat-aleiniat-eabd-alkarim-aljili
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
alshajara-alnumaniyya
altanazulat-almawsilia
Divan-Shams-Tabrizi
divine-manifestations
divine-providence
eabd-alkarim-aljili
farid-aldiyn-aleitar
Fusus-AlHikam
Hallaj
hikam
Ibn-AlFarid
Ibn-Ata-Allah
IbnArabi
mantiq-altayr
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part1-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part2-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part3-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part4-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part5-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part6-iibrahim-aldasuqi
Mongah_IbnAtaAllah
Rumi
sharah-alkahf-walraqim-fie-sharah-bismi-allah-aljili
sharah-mushkilat-alftwhat-almakia
taj-altarajum
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق